الصفحات

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مليونية " هالُووِين الشريعة " .. !


في عيد الهالوين في السابق كان الناس يعتقدون فعلاً بأن الأرواح الشريرة تجتمع في هذا اليوم ، ولكن في عصرنا هذا يلبس الناس فيه ملابس السحرة والأشباح ليضحكوا ويمرحوا ، ولكن الناس الساذجة هي من لازالت تعتقد بوجود أرواح شريرة فعلاً تطوف حولهم في هذا اليوم ..
الآلاف يشاركون في مليونية الشريعة بميدان التحرير ولأن الشريعة الإسلامية مُطبقة بقدرة الله وقوته ولأننا لا نحتاج لأرواح شريرة تطوف حولنا ، وتجعلنا من السذاجة أن نصدق أن مصر الفاطمية وقاهرة المعز لدين الله الفاطمي تحتاج لكم  أيها المتأسلمين المجتمعين في " مليونية تطبيق الشريعة " ، لا تحتاج سحرتكم الأشبه بسحرة فرعون لكي ترهبوا الناس وتجعلونهم صغاراً أذله لكم تُخيِّلون لهم العصيان والحبال أفاعٍ تسعى ، لتقنعوهم بأكاذيب افتريتموها بأن شرع الله غير مطبق وأنكم بقديسيكم من سيقيمها في الأرض ولو بالجهاد ..
ولأني لست من هواة مبدأ " قالولُه " ولأني قبل أن أقدم على كتابة أي كلمة عن موضوع أثار حفيظتي فلقد سمعت بأذني وما حدش قالي : ( إن شالله تُوَلَّع مصر )!! على لسان شيخ بذيء اللسان عندما كان يتحدث بعد حكم وقف برنامجه " في ميزان القرآن والسنة " ليستخدم كل ألفاظ أولاد الشوارع ( ولهم اعتذار مني ) لوصف كل من لا ينتمي لتيار ديني ، أسلوبه أشبه بأسلوب عبلة كامل عندما كانت توصي ابنها البلطجي بأن مطواته في جيبه واللي يكلمه " يُغُزُّه " ، الشيخ البائس ويا للبؤس في نصيحته للجالسين يوصيهم بالنزول للميدان في ( جمعة تطبيق الشريعة ) وأن الشريعة لحمهم ودمهم وأبيهم وأمهم وانشالله تُولَّع مصر !! تولع مصر ؟! وإن شاء الله هتولع إزاي بقى بما لا يخالف شرع الله ؟! عندك طريقة بس تكون بما لا يخالف شرع الله يا عبد الله بدر يا شيخ يا متعلم يا بتاع المدارس يا دكتور في تفسير القرآن الكريم ؟! يا داعي لسماحة الدين وأخلاق الرسول الكريم ؟! ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، هل هذه هي أخلاق المسلمين المتبعين لسنة النبي عليه الصلاة والسلام كما وصانا وكما ترددون حديثه : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) وشيخ سلفي آخر على صعيد آخر في السويس يهدد بالجهاد إذا لم تطبق الشريعة الإسلامية ، وحازم أبو إسماعيل الذي كان سبباً رئيسياً في مجزرة العباسية يقول بأن الشريعة مستباحة في الدستور ، والشيخ سعد الأزهري الذي يقول بأن مصر مش عزبة لليبراليين ( نعم وليست عزبتكم أيضاً مدعو الدين ) ، هذا خلاف آراء الناس في الميدان الذي تدل على مدى ترديدها لكلام يُلَقَّن على مسامعها في قنوات دينية تبث الفرقة في المجتمع أكثر من دعوتها للدين  ..
أرجو أن تظهروا ولو بعضاً من الوطنية والانتماء لهذا البلد ، فلا يعني أبداً أنكم كنتم مطاردين فيه ، مُضَيَّقٌ عليكم في أبسط حقوقكم ألا تطلقوا لِحاكم ولا تجتمعون لدرس دين ، ويُشتبه فيكم لمجرد أنكم تواظبون على صلاة الجماعة في مسجد شارعكم أن تَخْرِبوا هذا البلد وتجلسوا فوق تَلَّتِه ، نعم هذه هي الحقيقة ! لم ترتبط مشاعركم بحس مُرهف لهذا الوطن لما عانيتم فيه من تخويف من أن يكون لكم ملفات في أمن الدولة أو أنكم سُجِنتم وعُذبتم بالفعل ، ولكن هذا لا يعني أن تولع مصر أبداً ، الآن بعد أن عافاها الله من نظام جثم على صدرها لعقود لتنقضوا عليها أنتم الآن وتمارسون كافة أنواع الإرهاب الفكري والديني على أهلها الذين لم تقل معاناتهم عنكم ولكن بأشكال أخرى ، والآن تريدون أن تحترق مصر ، مصر محروسة بعين الله كما يحرس الله شريعته في الأرض ..
افتحوا لأنفسكم طاقة من نور لتستوعبوا الآخرين وكفاكم تضليل للبسطاء باسم الدين فالمنافقين في الدرك الأسفل من النار ( أما زلتم تذكرون ؟ ) ، ولا تسمعوا لنا نحن الليبراليين العلمانيين الكفرة الذين أخرجتمونا عن الدين ولكن اسمعوا لمفتى الإخوان عبد الرحمن البر ( الإخوان المسلمون الذين يدينون بدينكم ) بأنه لا فرق بين مبادئ الشريعة والشريعة وأن كلمة " مبادئ " هي الأدق لتكتب في الدستور لأن المبادئ منضبطة لأنها قواعد لها حكم القطع مبنية على نصوص الشريعة وليست نصاً واحداً ، وبالتالي نبني عليها في أي وقت ، ولا تجعلونا نشكر مبارك وداخليته اللعينة على أنها كانت تعاملكم فيما سبق بقبضة من حديد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق