الأربعاء، 18 فبراير 2015

تَحَقُّق نبوءة مسافة السكة

http://yanair.net/archives/97216
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%AA%D9%8E%D8%AD%D9%8E%D9%82%D9%91%D9%8F%D9%82-%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A1%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%A9/10152807772901696?pnref=lhc

( وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درع يحمي ويصون أمن البلاد، وسيفاً يبتر الإرهاب والتطرف .. ) .. هذا هو الوقت الحقيقي لمعنى الاصطفاف، سواء كنت سعيداً ومؤيداً لتوجيه الضربة الجوية لصفوف الإرهابيين في ليبيا، أو قلقاً من جَرِّ مصر لحرب طويلة لا يعلم مداها إلا الله، فإن هذه اللحظة هي المقياس الحقيقي والوحيد للوطنية ودعم الجيش، فالمواطن المحترم الواعي هو الذي لم يقسْ وطنية الآخرين بمدى إقبالهم على دعم عبد الفتاح السيسي مرشحاً للرئاسة فيما مضى، أو يقيس الآن وطنيتهم بمدى مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية من عدمها، وإنما هو من يقف إلى جانب وطنه وجيش بلاده ودعم قائده في قراره العسكري لرد هيبة الدولة وردع الإرهابيين داخل وخارج الحدود المصرية، أمّا المرضى ممن يهزؤون بالعملية العسكرية أو ممن ينبح ويعوي على قنوات الجزيرة وإعلام رابعة وصفحات شبكة رصد لإظهار الضربات الجوية ضد ” داعش/ فجر ليبيا” وكأنها قصف جوي غاشم يستهدف المدنيين نساءاً وأطفالاً وعُزَّل، فنحن نعلم جَلِيَّاً في أي معسكر تقفون وستمكرون ويمكر الله خير الماكرين .. 
تخيَّل معي ما إذا كان قتل الواحد وعشرين مصرياً في ليبيا في عصر كل من هؤلاء : المخلوع مبارك، المشير طنطاوي إبَّان الفترة الانتقالية، المعزول مرسي .. فما كان رد الفعل المقرر من قِبَل هؤلاء ؟! وإن جاءت الإجابة هزلية من ردود أفعال سقيمة في مواقف كارثية مشابهة وُضِعَ فيها هؤلاء ولم يُحَرِّكوا ساكناً فستكون على النحو التالي : مبارك : قد يكون حينها في مباراة كرة قدم هو وأبناؤه، ثم يسخر من الواقعة بعد حين قائلاً : ” داعش لسه بتلبس الناس برتقاني لما بتيجي تدبحهم ” ، كما أطلق نكتة على العبارة السلام في حديث عن كارثة غرق أكثر من 1000 مسافر على متنها .. طنطاوي : مع تلعثم شديد وتلقين من سامي عنان في أذنه يصرخ في الشعب : ( انتوا ساكتين على داعش ليه ؟!! ما تنزلوا تحاربوهم ! ) كما أفتى في كارثة استاد بورسعيد .. مرسي : سيظل يخطب ويُهَدَّد داعش و”يلقَّح” الكلام على اللِّي مموليهم، ويمكن حد يطلع فيهم اسمه عاشور، في حين أن جماعته هي زعيمة الممولين وهو مستضيفهم وأصحابهم ومواليهم من الدم الداعشي في القصور الرئاسية ..
لا يُنكر عاقل ومُنْصِف عظمة القرار العاجل الحاسم الذي جاء بشن غارات جوية على معاقل داعش في درنة بليبيا، ومدى حسم وحزم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فاستيقاظنا على أخبار قصف معاقل داعش في ليبيا أرجع لنا إحساس العزة والكرامة، وشفا صدورنا أن زمن الاستهانة بالدم المصري قد انتهى، وأن أي يد تتجرأ على المصري ليس لها مع قواتنا المسلحة إلا الرد الرادع، نعم تحققت نبوءة ” مسافة السكة ” ليس على الأشقاء العرب، وإنما ردَّاً للكرامة المصرية، وإذ أُثَمِّن هذا القرار البطولي الباهر إلَّا أنني أتمنى استمرار هذه الروح من الحسم والحزم وسرعة الاستجابة، وشفافية البيانات والوقوف على آخر التطورات بشكلٍ يمنع المساس بالأمن القومي المصري، ففي تلك المرحلة الحرجة يستوجب أن يخرس كل الخبراء الأمنيين والمحللين السياسين ومُفْتِي فيسبوك وتويتر ومهووسي برامج التوك شو ممن يطلب من الطائرات أثناء رجوعها دك ” أم حماس” في غزة وكأن الطائرات في رحلة، أو ممن يُظهرون عنترية عبيطة ويوزع تهديدات جُزافية من نوع (أن الدولة المصرية لديها من القوة ما يستطيع إبادة ليبيا باللي فيها)، أو الإعلامية الكويتية التي تأتيها معلومات بطبيعة الضربات الجوية وإنجازتها وعدد قتلى داعش قبل أن ينطق بها أي مصدر عسكري رسمي ..
في وقت تنتظر مصر اجتماع مجلس الأمن للموافقة على تحالف للتدخل العسكري في ليبيا لمحاربة الإرهاب، وبالرغم من الإدانة الشديدة للعملية الإرهابية التي حدثت بذبح واحد وعشرين مصري على يد إرهابيي فجر ليبيا، من قِبَل الولايات المتحدة و5 دول أوروبية (فرنسا، إيطاليا،ألمانيا،بريطانيا،أسبانيا) إلا أن تلك الدول طالبت بحل سياسي بالرغم أن تحالفاً يشن غارات جوية الآن على معاقل داعش في سوريا والعراق !! إلَّا أن مصر لو قُدِّرَ لها الوقوف بمفردها في محاربة داعش في أراض غير أراضيها أخشى عليها التورط في حرب لا طائل لها بها، عندئذٍ لا يبقى لنا إلا إجلاء المصريين هناك ونسف كل من يقترب من شريطنا الحدودي ..
تساءل كثيرون إذا كان بالإمكان معرفة أماكن تَسَلُّح داعش، أوليس كان ممكناً معرفة أماكن اختطاف الرهائن وإرجاعهم أحياء خصوصاً بعد أن كان الخبراء القانونيين يتحدثون صبيحة اليوم الذي شاهدنا فيه فيديو الكارثة عن المفاوضات السرية ؟! كل التساؤلات مشروعة ولكن علينا تمييز كيفية وتوقيت الأسئلة بلسان خالٍ من السخرية والاستهزاء والترصد ..
استوحشت داعش ولم يعد مقاتلوها بهيئة المرتزقة الشعث المُغبرة ثيابهم، وإنما أجساد محاربي الساموراي بأحدث تقنيات الإعلان عن قوتهم وبأسهم وتحديهم لأكبر الدول بقتل رعاياها ممن يقعون أسرى في أيديهم، ليس مهمَّاً إذا ما كانوا كيانات قائمة بذاتها لإقامة الخلافة الإسلامية المزعومة، أو أنهم لعبة شطرنج في أيدِ آخرين، وإنما المهم أن دولاً ما تقوم بمساندتهم ومدِّهم بالعدة والعتاد والسلاح، وعلينا أن نتخذ كل الإجراءات الحاسمة الصارمة الرادعة ضد هذه الدول ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق