الخميس، 22 نوفمبر 2012

السر الخبيث خلف قرارات مرسي الثوري !!

http://almogaz.com/news/opinion/2012/11/23/592493
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%AB-%D8%AE%D9%84%D9%81-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A-/10151306166496696

أستطيع أن أذكر سبباً وسراً خبيثاً خلف القرارات الفجائية التي أعلن عنها الرئيس اليوم ..
 - أما السبب وبعد أن داعب الناس بعضهم بعضاً بإقالة قنديل وتعيين الشاطر رئيساً للوزراء فإنما السبب الحقيقي هو ما يحدث في شارع محمد محمود ووقوع شهيد وعشرات أو مئات المصابين ومن ثم الإعلان اليوم عن جمعة غضب غداً 23 نوفمبر ، بعد أن وجد الشعب نفسه يعيش واقعاً مريراً كواقع مبارك وبعد أن فقد الشعب أملاً في أثر نهضة موعوداً بها ، وبعد أن انضم الأطفال لقافلة شهداء هذا الوطن إما رمياً بالرصاص أو دهساً تحت عجلات القطارات ، ولا يوجد رئيس ليستقل طائرة ليذهب لموقع الحادث مُتَخيلاً أنه سيحضر صلاة الجمعة كما دأب يفعل لأسابيع وكأن ما حدث لم يحدث في مصر وببشاعة تنافس ما حدث في غزة على يد الصهاينة ..
لا خلاف أنه من ضمن قرارات الرئيس قرارات ثورية كإقالة النائب العام وإعادة محاكمة قتلة الثوار ومعاش للمصابين كما للشهداء ولكن كيف لنا أن نبلع أن يكون للحاكم قرارات لا يجوز الخروج عنها أو الطعن فيها وبأي منطق أيها الفرعون الحديث ؟! أستطيع أن أُجزم أن من ضمن مؤسسة الرئاسة عميلاً مزدوجاً يدفع بمرسي لحافة الهاوية ليجعله يتخذ قرارات تُقَلِّب الرأي العام عليه ليجعله إما أن يتراجع فيها فتهتز صورته كما حدث في قرار إعادة مجلس الشعب أو إقالة النائب العام والرجوع فيهما مرة أخرى ، وإما ليزداد الأمر تعقيداً ولنجدنا أمام نداءات بإسقاط النظام من جديد ..
- وأما السر الخبيث فهو بالطبع تطبيق الشريعة الإسلامية ( بمفهومهم المريض ) ليركبوا السلطة ويركبوا مقاليد الأمور وكله بما لا يخالف شرع الله ، والله وشريعتهم منه براء ، وسأستعين فيما يلي بمقتطفات للقاضي والفقيه الدستوري عبد القادر عودة من كتابه التشريع الجنائي الإسلامي ( وللعلم كلام الرجل في مقدمة كتابه في منتهى الروعة في وصف أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان وأوافقه في هذا كل الموافقة ، ولكن يبقى السؤال فيمن سيحمل لواء تنفيذ الشريعة ومبادئها وأحكامها وعن كيفية ومدى إخلاصهم لتحقيق شرع الله في الأرض دون السعي وراء تحقيق مصالح شخصية تسيء للشريعة حين تطبيقها على أيدي منافقين يتحدثون باسمها ) وأما المقتطفات وأرجو قراءتها بمنتهى الدقة :

- الشريعة الإسلامية السمحة من نظرياتها في الحكم : نظرية الشورى ونظرية تقييد سلطة الحاكم :-
- نظرية الشورى :
1. ومن القواعد الأساسية التي توجب الشريعة اتباعها في تطبيق مبدأ الشورى وتنفيذه أن تكون الأقلية التي لم يؤخذ برأيها أول من يسارع إلى تنفيذ رأي الأغلبية وأن تنفذه بإخلاص باعتباره الرأي الواجب الاتباع وأن تدافع عنه كما تدافع عنه الأغلبية وليس للأقلية أن تناقش رأياً اجتاز دور المناقشة أو تشكك في رأي وُضِع موضع التنفيذ .
2. البلاد الديموقراطية فشلت فشلاً ذريعاً في تطبيق مبدأ الشورى والسبب الأساسي في هذا الفشل أنهم يسمحون للأقلية أن تناقش الرأي الذي أقرته الأغلبية بعد انتهاء دور المناقشة ، وأن تشكك في قيمته وصلاحيته أثناء تنفيذه ، بل إنه يظل موضع الانتقاد والسخرية حتى بعد تمام تنفيذه ، أما الديكتاتورية انتهت بفشل أفظع من فشل الديموقراطية وتعطيل حرية الرأي وحرية الاختيار وانعدام الثقة بين الشعوب والحكام .
نظرية تقييد سلطة الحاكم على ثلاثة مبادئ :
1.    وضع حدود لسلطة الحاكم ( حدود ليس عليه أن يتعداها فإن خرج عليها كان عمله باطلاً وكان من حق الجماعة أن تعزله وتولي غيره لرعاية شئونها ، والشريعة لا تبيح له ) .
2.    مسئولية الحاكم عن عدوانه وأخطائه .
3.    تخويل الأمة حق عزل الحاكم ( ليس له أن ينتظر من الشعب السمع والطاعة وعليه أن يتنحى عن مركزه لمن هو أقدر منه على الحكم في حدود ما أنزل الله ، فإن لم يتنحَ مختاراً نحاه الشعب مكرهاً واختار غيره ) .
بعد هذا العرض هل علمتم ما معنى تطبيق شرع الله بمفهوم الإخوان المنافقين ؟ هل علمتم معنى عدم الخروج على قرارات الرئيس وعدم الطعن فيها ؟ هو ألا نناقش الرئيس ولا نناقش رأياً وُضِع موضع التنفيذ بحكم الشريعة ؟ليس لنا مثلاً أن نطالبه حتى بالتحقيق مع طنطاوي وعنان لأن قراراته لم تشمل ذلك ! وبما أن الديموقراطية حرام وكفر فالديكتاتورية المقنعة بقناع الإسلام في السمع والطاعة هي الأولى ، ولكن ماذا عن حق الأمة في عزل الحاكم طبعاً من وجهة نظرهم الدائمة الباقية للأبد أن الحاكم بأمر الله لن ولم يخرج عن الشريعة فهو الحاكم بكتاب الله على الدوام ، فمتى سيتحقق هذا الشرط للخروج عليه ؟؟!! ..
كيف لحفنة منافقة تدعي أنها خلفاء الخلفاء الراشدين وأنهم من سيطبق شرع الله وهم أبعد عن وصفهم بالمسلمين وليس الإسلاميين ولن يلومني أحد في ذلك أن أصفهم بالمنافقين الأشد من الكفار بعد أن كفروا القاصي والداني ..
ما العمل الان وبالطبع بمنظور الإخوان المطلق أن رأي أغلبية الشعب مع تطبيق الشريعة الإسلامية وفي الحقيقة هم يسعون لمصلحتهم المطلقة هم وأعوانهم من أشباه المسلمين من مدعي اتباع منهج السلفية ؟!
وما الوضع عندما يكون الوضع أعقد من ذلك وأن يكون الشعب مُغيَّباً ( ومع الرايجة ، ومع اللي يقول قال الله وقال الرسول ، ومع اللي يعطيه كيسين سكر وزجاجة زيت ) ، إذاً إنها الهاوية ولكننا لم نكن لنصدق يوماً أنها كهاوية شفيق لو كان رئيساً ، للأسف عمى أعين الكثيرين ( ومن ضمنهم أنا ) أملٌ كبير في مرسي أن ينقذ ثورة مصر من الفشل ولكن أتت الرياح بما لم تشتهِ السفن ، ولكن في النهاية أقول أن الله قادر على كل شيء .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق