الاثنين، 2 مارس 2015

عزيزي الضابط حاول أن تستشهد بشرف

http://yanair.net/archives/97843
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1/10152827881531696

الموضوع أبسط مما يُمكن، أحضر المتهم ثم قَيِّد يداه خلف ظهره، واجعله يجلس على الأرض وأمامه مجموعة من الأسلحة التي وباستجوابه ( وما أدراك ما الاستجواب ) يعترف أنها كانت بحوزته، واتهمه بأنه يشارك في تظاهرات ضد الشرطة والجيش، أو أنه عضو في خلية إرهابية، أو منتمٍ لتنظيم داعش الإرهابي !! وأنت تعلم الباقي من أصول الحصول على الاعترافات، ثم ألقهِ جثة في المشرحة، لا فرق بين ما إذا كانت لمسجل خطر أو ناشط سياسي، فبالقانون كلهم متهمون حتى تثبت إدانتهم، ولكن الواقع يقول أنَّ التعذيب هي لغة التعامل الأولى والأخيرة، ثم ينتهي اللغط الدائر وتداول صور الجثث المُطَبَّق عليها كشف الطب الشرعي، بأخبار عن التحقيق مع الضُبَّاط المتهمين في واقعة التعذيب، ووقفة بالأرواب السوداء للتنديد إذا ما كان القتيل محامياً، وبلاغ للنائب العام بأن قسم المطرية (مثلاً) ذائع الصيت في حالات تعذيب المواطنين !


المجني عليه المحامي كريم حمدي(27 عامًا) خضع جثمانه للكشف الطبي وجاء التقرير بإصابته بكسر في 7 ضلوع، بالإضافة إلى وجود إصابات رضية في أنحاء متفرقة من الجسد في البطن والصدر والظهر، وتبين أنها ناتجة عن الضرب بركلات، ووجود نزيف دموي في الصدر والرأس والبطن، و


ما أن نتنفَّس الصعداء بعد قراءتنا لتقرير الطب الشرعي الذي يُثبت وفاة المتهم نتيجة للتعذيب وتورط الضباط المسؤولين عن عملية استجوابه، وليس كما يقولون دائماً أن نتيجة الوفاة لسوء أحوال القسم من ضيق وانعدام للتهوية، حتى يأتينا قرار النائب العام بحظر النشر في القضية !

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية مُعلِّقاً على مقتل كريم حمدي، أن الداخلية تواجه معركة ضد الجماعة الإرهابية وبعد الانتهاء من المعركة سيتم محاسبة كل من أخطأ من رجال الشرطة !! المطلوب أن نترك بلطجية الداخلية الذين يعذبون ويقتلون الناس ويسيؤون للشرطة وشهدائها، أحراراً حتى ننتهي من الحرب على الإرهاب ؟! إذاً إرهابكم لن ينتهي يوماً ؟! ..


عن فيديو قيام مجموعة من أفراد الأمن بالاعتداء بالضرب على مواطنين أمام مستودع لبيع أنابيب البوتاجاز صرَّح مسؤول بأن وزارة الداخلية هي ( الوحيدة في مصر التي لا تتغاضى عن أي تجاوز يصدر من أفرادها ) !! لا تتغاضى ؟! 
قول والمصحف !! يعني مش هتستنوا لما الحرب على الإرهاب تِخْلَص ؟!!


حدث في يوم من الأيام أن قتل شرطيٌ متهماً محتجزاً بالمستشفى لأن المتهم حدَّثه عن اغتيال السيسي، فأطلق عليه سبع رصاصات اخترقت صدره، وذلك الخبر كان " آخر كلام " بعدما أتحفونا قبله بأن المُحرض رجل إخواني رشى الشرطي لقتله لإفساد صورة الشرطة ! .. لا فرق عندهم أن يكون المتهم مريضاً " مُكلبش " في سرير المستشفى أو حبيس قسم شرطة، فقط أريد أن اطمئن إذا مالا سمح الله أُدين ذلك الشرطي أخيراً، أم خرج بسلامة الله كضباط سيارة الترحيلات ؟!!

لقد تحدَّث السيسي عن ( تجاوزات ) حدثت بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، عفواً .. أرجو أن تُسمي الأشياء بأسمائها، هي جرائم وليست تجاوزات، ثم إن الظروف الاستثنائية هي مسمى آخر لحالة الطواريء التي قبعت في عصر مبارك ثلاثين عاماً !


لقد قامت وزارة الداخلية بإعطاء تصريح لنشطاء في مجال الرفق بالحيوان لتنظيم تظاهرة للتنديد بمقتل كلب شارع الهرم، أشك أن تعطي الداخلية تصريحاً لنشطاء في مجال حقوق الإنسان للتنديد بتعذيب الناشط كريم حمدي حتى الموت داخل قسم شرطة المطرية !!


لقد أعلمونا أنه تم القبض على قتلة الكلب، ولكنهم حتى الآن لم يقبضوا على قاتل شيماء الصباغ بالرغم أنهم أعلنوا منذ أسابيع عن مفاجأة معرفة قاتلها، وأنه ضابط ملثَّم، لا بأس، فدائماً يصعب عليهم الوضع وتتعسر عملية القبض على المتهمين حينما يكونوا ضبَّاطاً !!!

عزيزي الضابط .. لست متأكدة إذا ما كنت ستقرأ كلماتي تلك وأنت لم تُدَنِّس شرف مهنتك بَعْد، كما فعل كثير من قادتك السابقين أو زملائك الحاليين واللاحقين ! ولكني سأقول ما يحدِّثني به قلبي ويمليه عليَّ ضميري، وما يرفضه عقلي ولا يطاوعني فيه لساني أن أتلفَّظ به في يوم من الأيام، كما يفعل أغلبية أفراد جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم حين يشمتون في حادث استشهادك، أنَّك كما قتلت تُقتل ..
من المُستحيل أن تتحوَّل مشاعر الحزن العميق التي تصيبني وتصيب أي مصري حقيقي عند سماع أنباء استشهاد لأحد من ضباطنا إلى نظرات وعبارات شماتة، ولكن للأسف فإن ممن يمتهن هذه المهنة يُلَوِّث زِيَّه العسكري بممارسة ما يخالف أصول مهنته، ويستمر في زيادة البغضاء تجاه ضباط الشرطة، إخواننا في الوطن وحُرَّاسنا والقائمين على أمننا وأماننا، أخاف أن يدفعني ظلم زملائك الباغين وأنا أضع شارة الحداد على صورتك الباسمة بعد استشهادك أن أنظر لعينيك وأتساءل في نفسي: ( هل قمت بتعذيب أحدهم أو قتله قبل وفاتك أو استشهادك ) ؟! أرجوك حاول أن تؤدي واجبك بشرف ..