الخميس، 21 سبتمبر 2017

مهارة التشهير بالأطفال

مهزلة جديدة من مهازل الإعلام المصري بطلها هذه المرة ليس مذيعا يحترف مهنة التطبيل، أو شخصيات تصفي حسابات قديمة وجديدة فيما بينها على الهواء مباشرة، أو حتى فضيحة أخلاقية مفبركة تضج صفحات التواصل الاجتماعي بالحديث عنها لأيام تالية، وإنما البطل هذه المرة طفلة بريئة ربما لم تتجاوز السبع سنوات!

أم موتورة قامت بالزج باسم وبحضور ابنتها على شاشة القنوات الفضائية، وتقديمها للمشاهدين باعتبارها معجزة فكرية استطاعت اختراع إنسان آلي يرافق كبار السن أو العاجزين عن الحركة، وعبقرية فذة لها من القدرات الخارقة التي تجعلها تحل المسائل الحسابية دون استخدام آلة حاسبة، ودون أي ورقة وقلم، ليفاجأ المشاهد بالأم عندما بدأت باستعراض مواهب ابنتها العقلية أنها تسألها في أتفه العمليات الحسابية (20+10) وعندما طلبت منها مذيعة البرنامج إيمان الحصري زيادة تعقيد المسألة، طلبت منها حساب (25+5+9 )!!
بعد أن قامت الدنيا طبعا، وملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي كم مهول من السخرية، نشرت الإعلامية إيمان الحصري على صفحتها منشورا يحوي اعترافا، ورجاء..
أما الاعتراف فكان بالتقصير من جانب الشخص الذي لم يقم بالبحث والتدقيق في صحة الأوراق ومدى صدق أو ادعاء الحالة، وهذا يحسب لمقدمة البرنامج ويوضح قدر ما من المهنية من حيث الاعتراف بالخطأ، وبالرغم من قولها “نعم وقعنا في شرك سيدة ادعت بمستندات”! ، إلا أنني أرى أنه لم يكن شركا، إذ لم تحكم تلك السيدة الفخ ولم تضع خطة محكمة الأركان للنفاذ من إجراءات وخطوات لتقييم ما إذا كانت حالتها جديرة بالعرض في البرنامج، كان يكفي بضع دقائق قبل الهواء تجلس فيها الحصري مع الأم وابنتها لتكتشف أن الطفلة عادية مثل كل من في سنها وأن لا شيء يميزها، وأن الأم مجرد محتالة مدعية.
وأما الرجاء، فكان موجها لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالكف عن نشر ومشاركة الفيديو بطريقة ساخرة، مراعاة لنفسية ومشاعر الطفلة، وعدم تحميلها ذنب وخطأ الأم.
لو كان هناك بصيص أمل في تطور وتحسن الإعلام في مصر، لتمت محاسبة كل متورط في تلك المهزلة، ولو أننا في دولة ترعى حقا حقوق ومصالح الأمومة والطفولة، لتحركت الجهات المعنية لاستدعاء تلك الأم والتحقيق معها في واقعة هي الأسوأ في نماذج التشهير بالأطفال، ولنصت القوانين على عقوبة لجريمة استغلال الوالدين لأبنائهم واغتيالهم معنويا واتخاذهم وسيلة لتحقيق مآرب خاصة بهم، دون مراعاة الأثر السلبي على نفسية هؤلاء الأطفال، وسط مجتمع لا يستطيع مجرد التمييز بأن تداول ذلك اللقاء التلفزيوني بذلك القدر من السخرية والاستهزاء جريمة أخرى في حق طفلة لا تملك أي وسيلة للدفاع عن نفسها.

“سين وجيم”.. حوار مفتوح بين عمر طاهر وشباب دمياط

https://www.e3lam.org/2017/09/18/245267
بعد طول انتظار حلَّ الكاتب عمر طاهر ضيفاً على محافظة دمياط، مُلبياً دعوة نقابة المهندسين التي بدورها قامت بتنظيم وتنسيق ندوة في النقابة يوم الأحد 17 سبتمبر 2017 الساعة السابعة مساء، وقد كان عدد الحضور كبيراً ومميزاً لاستقبال طاهر.
استهل عمر طاهر الندوة بالتعبير عن سعادته البالغة، موضحاً محاولة حضوره لدمياط منذ سنوات، موجِّهاً الشكر لمنظمي الندوة على كرم الضيافة والترحاب.عرض طاهر على الحاضرين برنامج الندوة وأنه مكوَّن من قسمين، أولهما قسم أطلق عليه “حصة قراءة” والقسم الثاني للحوار المفتوح، وخيَّر الجمهور للبدء بأي القسمين، ليستقر الخيار في النهاية على “حصة القراءة”، والتي بدأها طاهر بقراءة فصل من كتاب “إذاعة الأغاني” بعنوان “هِدِي الليل” والذي يتناول فيه علاقة رومانسية بين رجل وسيارته، من خلال حوار بينهما وكأنه حوار بين رجل وزوجته، يفيض بمشاعر الحب والعشق، واللوم والعتاب، والسهر والَّلوع، والهجر والخصام، وهذا الفصل من أكثر الفصول تميزاً في كتاب “إذاعة الأغاني”، وقد تفاعل الحاضرون بشكل كبير أثناء القراءة من دقة الحالة والوصف والإحساس.
أما عن القسم الثاني من الندوة فقد كان حواراً مفتوحاً مع الشباب، إذ تعدَّدت الأسئلة وتنوعت، ولمست إجابات الكاتب وبلاغته قلوب الحاضرين، وبهرتهم بساطته وسلاسة حديثه.
وفيما يلي موجز لبعض من الأسئلة والأجوبة:
س: ما هو سر اختيارك لشخصيات كِتَاب “صنايعية مصر”؟ وأين هي النشرة على صفحتك الشخصية في فيسبوك؟
ج: بالنسبة للنشرة؛ كانت فكرة لطيفة من خلالها أستضيف أصدقائي ومتابعي كل فترة بنشر “منشوراتهم” الخاصة على صفحتي، ولكن يحكمها وجود متسع من الوقت، وقد تواصل معي أكثر من موقع لتحويلها لعمل تجاري ولكني رفضت بشدة لرغبتي في بقائها قائمة على المحبة.
أما بالنسبة لشخصيات كتاب “صنايعية مصر” فقد كان الموضوع معقداً، ففي البداية نشأت الفكرة عندما دار حوار ساخر عن أنيس عبيد “رائد الترجمة” في مصر دون علمي بتاريخه، ومثله تترددت أسماء كبيرة ولا ندري عنها أي شيء، مثل: أبلة نظيرة وحمزة الشبراويشي، فبدأت بإعداد قوائم بأسماء الأشخاص المؤسسين -كل في مجاله- والذين لم يأخذوا حقهم من الشهرة، ثم بدأت رحلة البحث.
س: ما الذي ينقص شباب اليوم لتنجح مشاريعهم وأنشطتهم ويصبحوا يوماً ما “صنايعية مصر”؟
ج: أكثر ما كان يميز صنايعية مصر الذين وردت أسماؤهم في الكتاب، هو شغفهم بأن يكون المنتج هو البطل وليس اسم صانعه، لذا استمرت المنتجات وخلدت واندثرت أسماء أصحابها، فهناك فرق شاسع بين الشهرة والنجاح، فالنجاح الحقيقي يتطلب الوقت والصبر والنفس الطويل.
س: إلى متى ستظل دور النشر تفتح أبوابها أمام تلك الأعداد الكبيرة من الكتاب الذين لا ترقى أعمالهم لقيمة أدبية؟
ج: الوقت كفيل بغربلة كل ذي قيمة، فإن فتحت الباب لألف كاتب وظهر خمسة فقط متميزون، فالقارئ هو الرابح.
س: ما رأيك في نشر الكتب PDF وإقبال الناس على تحميلها بدلا من شراء نسخة ورقية؟
ج: “أن يقوم القارئ بتحميل كتاب من على شبكة الإنترنت، فقد حصر الاستفادة في نفسه، وحجب العائد والربح على الكاتب وسلسلة كبيرة من القائمين على إصدار الكتاب”، مؤكداً أن نصيب الكاتب من سعر الكتاب لا يتعدَّى نسبة 10% أو 15% والباقي موزع بين عدد ضخم من المصاريف التي تتنوع بين مصاريف كهرباء وطباعة ونقل وأجور مصحح ومصمم أغلفة وموزع وخلافه، فلو ظل الوضع أن يفضِّل القارئ الحصول على المحتوى مجاناً فسيأتي اليوم الذي لا يستطيع فيه كل من الكاتب ودار النشر تحمل نفقات طباعة كتاب واحد، وسيكون القارئ هو الخاسر في النهاية.
س: كيف يكتشف الكاتب نفسه؟
ج: الكاتب هو عبارة عن مجموعة خبرات، يحتاج إلى الوقت وأن تكون علاقته بالقراءة علاقة حقيقية وأصيلة وأن لا يكف عن القراءة والاستشارة وتنمية الخيال.
س: متى سيخرج الكتاب والمثقفون من بوتقة القاهرة والإسكندرية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف؟
ج: لن يتم هذا من خلال مشروع فردي وإنما يجب أن يكون مشروع دولة، إذ لابد من المنادة بتخصيص “عام الكتاب” أسوة بعام المرأة وعام الشباب، ودعم صناعة الكتاب، ومحاربة الكتاب المزور، وتخصيص برامج ثقافية ومناقشة الكتب بدلاً من عشرات البرامج التي تخصص للتحليل الرياضي والطبخ.
س: ما رأيك فيما يُطلق عليه “قفلة الكاتب”؟
ج: إنها مجرد وهم لا يوجد ما يُسمَّى بقفلة الكاتب، وإنما التوقف عن الكتابة قد يكون معناه أن الطريق خاطئ وأنك في حاجة لتغيير السكة، وأنا كثيراً ما تعرَّضت لتلك الحالة وكل ما أقوم به أن أهدم كل ما كتبته وأرجع للبدء من جديد، وفي كل مرة كان ينجح الأمر.
س: ما رأيك بفترات ركود القارئ وتوقفه عن القراءة بعد فترة انتعاش وقراءة مستمرة؟
ج: ملكة القراءة لابد من المحافظة على لياقتها، وذلك من خلال القراءة بمعدَلات طبيعية ومستمرة ولو قليلة، حتى لا يعقبها فترات خمول وركود.

هذا وقد دامت الندوة لمدة ساعتين استمتع فيها الحاضرون بالحوار الفعَّال والبناء، وقام الحضور بالتقاط الصور التذكارية مع “صنايعي النوستالجيا” و”صنايعي صنايعية مصر” عمر طاهر.

أسامة غريب يحتفل بـ”سامحيني يا أم ألبير”

https://www.e3lam.org/2017/07/17/230142
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A8%D9%80%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%85-%D8%A3%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B1/10154945003521696/
قام الكاتب والأديب أسامة غريب بمناقشة كتاب "سامحيني يا أم ألبير" في مكتبة "ألِف" بمول "كايروفيستيفال" الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 16يوليو2107 بحضور عدد من القراء والأصدقاء والمتابعين، وقد أدار الندوة الناقدة والأديبة الدكتورة نهى حمَّاد، وقد استمرت الندوة لمدة ساعتين ناقش فيها الكاتب فكرة الكتاب، وأوضح ملابسات عدد من "الحواديت" (كما يحب أن يطلق عليها) في دائرة من النقاش والمرح مع الحضور في جو من الضحك والفكاهة..


عنوان الكتاب هو عنوان أحد القصص القصيرة التي تضمنها الكتاب، وهي عبارة عن نموذج مصغر لسيرة ذاتية للكاتب في المرحلة العمرية ما بين الخامسة عشر والحادي والعشرين من العمر، تعرض حواديت شقاوة مراهقة غير عادية لشباب في مدرسة ثانوية حكومية، ثم في المرحلة الجامعية، وجدير بالذكر أن جميع الشخصيات حقيقية وجميع المواقف قد حدثت بالفعل..


استهلت الدكتورة نهى حمَّاد الندوة بالتأكيد على أنه لا يمكن حصر الكاتب أسامة غريب في قالب الكاتب الساخر، إذ أنه يملك بكل المقاييس معايير الأديب الذي يستطيع تطويع الكلمات ونحت الألفاظ دون ادعاء بالعمق، والتنقل بين الضمائر بمنتهى السهولة والبساطة، كما أكدَّت على أن محتوى الكتاب مرتب ترتيبياً أشبه بسيناريو قابل للتحويل إلى فيلم سينمائي، أو عمل درامي، وترى أن الأديب يسير على نهج أدباء الغرب من حيث كتاباتهم الخالية من التجميل والتزييف في السيرة الذاتية، كما أن من أبرز نقاط نجاحه هو مزج الخاص بالعام، وكشف التواطؤ العام بمعنى فضح الرقي الزائف..


ومن بعض أسئلة الحضور جاءت إجابات الأديب أسامة غريب كالآتي :


س: هل تتعمَّد الإسقاط السياسي في كتاباتك؟

ج: لا يوجد ما يُسمى إسقاط سياسي، فإذا كان للكاتب رأي سياسي فعليه أن يدوِّنه في مقال يُسجِّل فيه رأيه مباشرة، فالهدف من كتاباتي ليس التعليم أو التلقين، وإنما إمتاع القارئ، وللقارئ الحرية فيما بعد في الاستنتاج والربط..

س: ما هي العوامل التي ساعدت أسامة غريب على إتقان لغتين والوصول إلى ذلك المستوى الأدبي؟

ج: اكسبتني القراءة في مرحلة الطفولة حصانة من الانحراف، والاطلاع على كل دوواين العرب بانتهائي من المرحلة الثانوية كان مكسباً جعلني كــ "قدِّيس القرية" وسط زملائي لا أنجرف مع الفريق الذين يتورط في شغب صريح، أو مع الفريق الذي يُستهان بأمره، حتى أنني فوجئت برسوب عشرة من أصدقائي كنت أرى فيهم من كان مؤهلاً أن يكون عالماً أو أستاذاً جامعياً، حتى دخلت المرحلة الجامعية مكوِّناً صداقات جديدة، ثم كان للسفر عامل هام من حيث كثرة الأسفار ومخالطة أنواع كثيرة من البشر، فكانت التجارب بمثابة نبع أستقي منه في إنجازاتي..

س: ما رأيك في الحركة الأدبية في مصر؟

ج: هناك موجة كببيرة من الكتاب قد يفوق عددهم عدد القراء، يحتاجون بشدة للمراجع اللغوي " وهذا بخلاف الماضي"، ولكن هذا الوضع مجرد موجة ينبغي ألَّا نفقد الأمل حتى تنتهي ببقاء الكاتب الأجدر والأقدر..

س: ما رأيك في العمل الصحفي والكتَّاب الصحافيين؟

ج: المقال الصحفي شكل من أشكال الإبداع، ولكن للأسف أن 90% من الكتاب الصحافيين لا يصلحون للكتابة، فالعمل الصحفي وصل إلى حالة مهترئة، 10 % فقط هم الذين لايزالون محتفظين بالعمل المهني، أما النسبة الباقية فكل مؤهلاتهم أن فيهم من هو صديق أو قريب رئيس التحرير أو مسؤول الصفحة..

س: مَن مِن الكتاب قد تأثرت لرحيله؟

ج: الكاتب جلال عامر رحمه الله، لأنه كان فناناً موهوباً وإنساناً لا مثيل له، خاصةً لوفاته بعد فترة قصيرة منذ بداية تعرف الناس عليه..

وقد انتهت ندوة مناقشة الكتاب بتوقيع الكاتب لكتب الحضور والتقاط بعض الصور التذكارية، جدير بالذكر أنه سيصدر قريباً للكاتب رواية جديدة بعنوان "عازفة الكمان" وهي رواية رومانسية في مرحلة المراجعة سيتم تسليمها للناشر بعد أسبوعين..