الخميس، 21 سبتمبر 2017

“سين وجيم”.. حوار مفتوح بين عمر طاهر وشباب دمياط

https://www.e3lam.org/2017/09/18/245267
بعد طول انتظار حلَّ الكاتب عمر طاهر ضيفاً على محافظة دمياط، مُلبياً دعوة نقابة المهندسين التي بدورها قامت بتنظيم وتنسيق ندوة في النقابة يوم الأحد 17 سبتمبر 2017 الساعة السابعة مساء، وقد كان عدد الحضور كبيراً ومميزاً لاستقبال طاهر.
استهل عمر طاهر الندوة بالتعبير عن سعادته البالغة، موضحاً محاولة حضوره لدمياط منذ سنوات، موجِّهاً الشكر لمنظمي الندوة على كرم الضيافة والترحاب.عرض طاهر على الحاضرين برنامج الندوة وأنه مكوَّن من قسمين، أولهما قسم أطلق عليه “حصة قراءة” والقسم الثاني للحوار المفتوح، وخيَّر الجمهور للبدء بأي القسمين، ليستقر الخيار في النهاية على “حصة القراءة”، والتي بدأها طاهر بقراءة فصل من كتاب “إذاعة الأغاني” بعنوان “هِدِي الليل” والذي يتناول فيه علاقة رومانسية بين رجل وسيارته، من خلال حوار بينهما وكأنه حوار بين رجل وزوجته، يفيض بمشاعر الحب والعشق، واللوم والعتاب، والسهر والَّلوع، والهجر والخصام، وهذا الفصل من أكثر الفصول تميزاً في كتاب “إذاعة الأغاني”، وقد تفاعل الحاضرون بشكل كبير أثناء القراءة من دقة الحالة والوصف والإحساس.
أما عن القسم الثاني من الندوة فقد كان حواراً مفتوحاً مع الشباب، إذ تعدَّدت الأسئلة وتنوعت، ولمست إجابات الكاتب وبلاغته قلوب الحاضرين، وبهرتهم بساطته وسلاسة حديثه.
وفيما يلي موجز لبعض من الأسئلة والأجوبة:
س: ما هو سر اختيارك لشخصيات كِتَاب “صنايعية مصر”؟ وأين هي النشرة على صفحتك الشخصية في فيسبوك؟
ج: بالنسبة للنشرة؛ كانت فكرة لطيفة من خلالها أستضيف أصدقائي ومتابعي كل فترة بنشر “منشوراتهم” الخاصة على صفحتي، ولكن يحكمها وجود متسع من الوقت، وقد تواصل معي أكثر من موقع لتحويلها لعمل تجاري ولكني رفضت بشدة لرغبتي في بقائها قائمة على المحبة.
أما بالنسبة لشخصيات كتاب “صنايعية مصر” فقد كان الموضوع معقداً، ففي البداية نشأت الفكرة عندما دار حوار ساخر عن أنيس عبيد “رائد الترجمة” في مصر دون علمي بتاريخه، ومثله تترددت أسماء كبيرة ولا ندري عنها أي شيء، مثل: أبلة نظيرة وحمزة الشبراويشي، فبدأت بإعداد قوائم بأسماء الأشخاص المؤسسين -كل في مجاله- والذين لم يأخذوا حقهم من الشهرة، ثم بدأت رحلة البحث.
س: ما الذي ينقص شباب اليوم لتنجح مشاريعهم وأنشطتهم ويصبحوا يوماً ما “صنايعية مصر”؟
ج: أكثر ما كان يميز صنايعية مصر الذين وردت أسماؤهم في الكتاب، هو شغفهم بأن يكون المنتج هو البطل وليس اسم صانعه، لذا استمرت المنتجات وخلدت واندثرت أسماء أصحابها، فهناك فرق شاسع بين الشهرة والنجاح، فالنجاح الحقيقي يتطلب الوقت والصبر والنفس الطويل.
س: إلى متى ستظل دور النشر تفتح أبوابها أمام تلك الأعداد الكبيرة من الكتاب الذين لا ترقى أعمالهم لقيمة أدبية؟
ج: الوقت كفيل بغربلة كل ذي قيمة، فإن فتحت الباب لألف كاتب وظهر خمسة فقط متميزون، فالقارئ هو الرابح.
س: ما رأيك في نشر الكتب PDF وإقبال الناس على تحميلها بدلا من شراء نسخة ورقية؟
ج: “أن يقوم القارئ بتحميل كتاب من على شبكة الإنترنت، فقد حصر الاستفادة في نفسه، وحجب العائد والربح على الكاتب وسلسلة كبيرة من القائمين على إصدار الكتاب”، مؤكداً أن نصيب الكاتب من سعر الكتاب لا يتعدَّى نسبة 10% أو 15% والباقي موزع بين عدد ضخم من المصاريف التي تتنوع بين مصاريف كهرباء وطباعة ونقل وأجور مصحح ومصمم أغلفة وموزع وخلافه، فلو ظل الوضع أن يفضِّل القارئ الحصول على المحتوى مجاناً فسيأتي اليوم الذي لا يستطيع فيه كل من الكاتب ودار النشر تحمل نفقات طباعة كتاب واحد، وسيكون القارئ هو الخاسر في النهاية.
س: كيف يكتشف الكاتب نفسه؟
ج: الكاتب هو عبارة عن مجموعة خبرات، يحتاج إلى الوقت وأن تكون علاقته بالقراءة علاقة حقيقية وأصيلة وأن لا يكف عن القراءة والاستشارة وتنمية الخيال.
س: متى سيخرج الكتاب والمثقفون من بوتقة القاهرة والإسكندرية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف؟
ج: لن يتم هذا من خلال مشروع فردي وإنما يجب أن يكون مشروع دولة، إذ لابد من المنادة بتخصيص “عام الكتاب” أسوة بعام المرأة وعام الشباب، ودعم صناعة الكتاب، ومحاربة الكتاب المزور، وتخصيص برامج ثقافية ومناقشة الكتب بدلاً من عشرات البرامج التي تخصص للتحليل الرياضي والطبخ.
س: ما رأيك فيما يُطلق عليه “قفلة الكاتب”؟
ج: إنها مجرد وهم لا يوجد ما يُسمَّى بقفلة الكاتب، وإنما التوقف عن الكتابة قد يكون معناه أن الطريق خاطئ وأنك في حاجة لتغيير السكة، وأنا كثيراً ما تعرَّضت لتلك الحالة وكل ما أقوم به أن أهدم كل ما كتبته وأرجع للبدء من جديد، وفي كل مرة كان ينجح الأمر.
س: ما رأيك بفترات ركود القارئ وتوقفه عن القراءة بعد فترة انتعاش وقراءة مستمرة؟
ج: ملكة القراءة لابد من المحافظة على لياقتها، وذلك من خلال القراءة بمعدَلات طبيعية ومستمرة ولو قليلة، حتى لا يعقبها فترات خمول وركود.

هذا وقد دامت الندوة لمدة ساعتين استمتع فيها الحاضرون بالحوار الفعَّال والبناء، وقام الحضور بالتقاط الصور التذكارية مع “صنايعي النوستالجيا” و”صنايعي صنايعية مصر” عمر طاهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق