السبت، 16 ديسمبر 2017

“موسم صيد الغزلان”.. إلحاد وابتذال ومشاهد جنسية

https://www.e3lam.org/2017/12/10/267642

كنت أنتظر صدور رواية “أحمد مراد” الجديدة، فرواية تحمل اسم مراد يعني أنك تشاهد فيلماً مقروءا أثناء جلوسك ممداً قدميك على مقعدك الأثير في بيتك، فيلم سينمائي تتجسد مشاهده على ورق صفحات الرواية، فبراعة أحمد مراد في السرد وانتقاله بخفة بين اللغتين العامية والفصحى لا يصيبك بأي تشتت، وبالرغم من سلاسة حديث الراوي الذي جاء على لسان البطل وتوافر عنصر التشويق والإثارة (وإن جاء متأخرا)، إلا أن كل تلك الميزات لم تشفع له في روايته الجديدة “موسم صيد الغزلان”.

في البداية سأذكر موجزا ملخصا (دون حرق للأحداث). تدور أحداث الرواية بعد قرون من سنة 2020 حيث الصمت هو لغة البشر، والعدسات المسماة بـ “العين الثالثة” هي وسيلة التواصل بين الناس. بطل الرواية يُدْعى “نديم”، عالم بيولوجيا ودكتور في علم النفس التطوري، ملحد ومؤمن بنظرية داروين. زوجته “مريم” مولعة بالنجوم والكواكب والأبراج. “طارق هارون” وزوجته “تاليا” يمتلكان منزلاً يسميانه “الملاذ”، يقيمان فيه تمارين الاسترخاء والتأمل. تتوالى أحداث الرواية بتورط الزوج الخائن “نديم” في جلسة من جلسات الاسترخاء أثناء سعيه المحموم بالجنس خلف “تاليا/ الغزال الأحمر”، فتتصاعد الأحداث بعد فتح “مسارات الأحلام” في تلك الجلسة التي تمر بثلاث مراحل يتخللها ثلاث موجات: “دلتا، ألفا، ثيتا”؛ ليسافر عبر الزمن من خلال فكرة “تناسخ الأرواح”. قصة الرواية لو كانت تسير في ذلك الاتجاه فقط لكانت الجزء الثاني من رواية “الفيل الأزرق”، ولكي يتجنب مراد ذلك أضاف حفنة من الخيال العلمي، مع كثير من الإلحاد، ونقع ذلك الخليط كله في كمية فجَّة من المشاهد الإباحية.


ستظل تقرأ وتقرأ إلى أن تقارب الربع الأول من الرواية، عدد ضخم من الأسئلة الوجودية التي تدور في عقل “نديم” أو يُلقيها في محاضراته. قد يدور بأذهاننا أسئلة تصنَّف بأنها إلحادية توحي أو تنذر بنقص أو قدح في الإيمان، أو أنها تدور في خلد الأطفال أو في نفس ممن لم تتضح لديهم حقيقة الخلق، ولكنها تبقى مجرد تساؤلات قد ينفضها الشخص إما بالبحث أو بالتبني أو بالرفض. ولكن المشكلة هنا ليست في الأسئلة وإنما في التمادي وكم الابتذال في أسلوب العرض؛ أسلوب استجواب وسخرية، تهكم وتطاول لم يصدر من الشيطان نفسه، والمؤلف يعلم أن شريحة متابعيه من القرَّاء هم الشباب صغار السن، فلقد ألقى عليهم الأسئلة الإلحادية دون هداية، تركهم لا يتقنون العوم في بحر هائج لا منقذ فيه ولا دليل، هذا غير كم الابتذال والتشبيهات المسيئة للرب والتي من المؤكد أن تثير حفيظة ومشاعر المحافظين ممن لا يستطيع تنحية معتقداته الدينية أثناء القراءة، (ربما لأن الإله..لا دين له؟) قفز إلى ذهني مباشرة بمجرد قراءة تلك الجملة؛ عبارة (الإرهاب لا دين له).


تكنولوجيا المستقبل في الرواية كانت في إطار من التنبؤ والخيال العلمي أو الخرافات. إمكانية تصميم أجنة الأطفال أصحاء وعباقرة، إمكانية تسجيل الأحلام واسترجاعها، سفر الأغنياء إلى الفضاء لرؤية المذنب والتقاط الصور التذكارية، زراعة شرائح تحت الجلد وزرع مهارات حسية في المخ ببرمجة عقلية لتعلم الموسيقى، روبوتات لإنجاز المهام المنزلية، وأخرى لأداء مهام العاهرات الساقطات، التنبؤ بتوقف إنتاج التبغ، جفاف حوض النيل، واعتبار زجاجات مياه الشرب النظيفة الوسيلة المثلى للرشوة.
أما الحديث عن الجنس جاء مكثَّفا مثيرا للاشمئزاز، كان لابد أن يُوضع على الرواية تصنيف عمري “زائد 18″، وإن كان هذا التصنيف سيجذب المزيد من المراهقين، سمَّى بيت الدعارة “بيت الحور”، وجعل البطل يضاجع نصف صديقات زوجته، ينظر لكل امرأة على أنها غزالة تستحق أو تريد الصيد، حشا صفحات الفصل الواحد بـ “إرشادات أو نصائح” لصيد الغزلان بنظرة شهوانية للمرأة داخل عقل متحرش مهووس، هذا الكم من التجاوز لم يقطع استرسال القارئ فقط، وإنما اعتبره عهر أخلاقي ليس له علاقة بحرية الإبداع ولا يُصَنَّف أدباً.
أحس القارئ أحيانا بإعادة وتكرار الفكرة وصياغتها بأكثر من أسلوب مما جعل بعض الرتابة تتخلل استرسال القراءة، وأحس أحياناً أيضاً بمحاولة الكاتب استخدام الرمزية كما في أعمال “دان براون/ مؤلف شيفرة دافنتشي”، ولكن هذا لا يمنع وجود فقرات بلغة بليغة، أحدها مشهد تقمص “نديم” للشيطان وذكر قصة الخلق وعصيان الشيطان لأمر السجود لآدم، هذا بالإضافة إلى تصاعد وتيرة التشويق التي تبدأ في النصف الثاني من الرواية والتي تأتي بنهاية صادمة لسلسلة من الأحداث في جو من تناسخ الأرواح.
بالرغم من أن فكرة السفر عبر الزمن تجذب شغف القراء، العودة إلى العصور السابقة والذهاب نحو المستقبل؛ إلَّا أن أحمد مراد قد أخفق بتغليفها بهذا القدر من الإلحاد والجنس، أعتقد أن أحمد مراد فقد جزءا من رصيده بعد فيلم الأصليين، وفقد جزءا أكبر بعد صدور تلك الرواية.

متى سَنُضْرِبُ عن الزواج؟!

وجدتني في الفترة الأخيرة أنصح شباب العائلة بألا يتسرع في مشروع الزواج، أنصحه بالتركيز في إنهاء دراسته وتنمية مواهبه وممارسة هواياته، أنصحه بالتركيز في تحقيق ذاته وبناء مستقبله المهني، أنصحه بالسفر حول العالم، وتعلم لغات واكتساب مهارات جديدة، فلقد أصبح عندي وللأسف ما يكفي لتقديم نصيحة “الإضراب عن الزواج” لشباب في سن الزواج، حالة طلاق لعزيز في عائلتي، حالات انفصال وشجار لا ينقطع في دائرة الأصدقاء والمعارف، حالات شتات وانهيار شديدة التعقيد في ملايين الأسر؛ تعرضها باستمرار وسائل الإعلام، أسر لا تكف الصراخ من أجل تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبالأخص قانون الرؤية، وكالعادة تثور تكتلات النساء المطلقات ضد كل المقترحات الجديدة التي تحاول أن تصل بالأمور لحل وسط، وتجد موجة من برامج التوك شو التي تستضيف نماذج من تلك المطلقات ليعرضن اعتراضهن، دون إعطاء الفرصة للرجل المطلق لعرض مأساته واعتراضه على القانون الحالي، آخرها برنامج “كل يوم” تقديم الإعلامي عمرو أديب، إذ استضاف عددا ضخما من المطلقات يشكين ظلم أزواجهن السابقين ولا نعلم مدى صدق رواياتهن أو على الأقل مدى تسببهن في الوصول لقرار الطلاق!
قبل أن يضعني كل طرف في الجبهة المعادية لجبهته، أو يظن بي قاصرو الرأي والنظر، أن كوني أنثى فسآخذ جانب الأنثى، فلابد من التأكيد على قاعدة عدم التعميم، فليس كل الرجال شياطين وليست كل النساء ملائكة، فلو وُجِدَ الرجل الذي يطرد زوجته من بيتها بملابس النوم ويحرمها أولادها وحقوقها، هناك أيضاً رجال يصبرون على إيذاء وإهمال الزوجة، وتقصيرها في واجباتها من أجل عدم هدم البيت، وكما يوجد زوجات صابرات يذهبن مع أزواجهن إلى آخر العالم ويتحملن ظروفه، تجد زوجة نذلة، مادية، فارغة العين، تفضل شوية “هلاهيل” على حياتها الأسرية واستقرار أطفالها، ستجد زوجا ينفِّر زوجته ويؤذيها بالغ الإيذاء بالقول والفعل لتطلب الطلاق وتتنازل عن حقوقها، ولكنها تدعس على كرامتها من أجل ألا يتأثر أولادها بقرار الانفصال أو الطلاق، ستجد زوجة تتحمَّل زوجا خائنا أو مدمنا أو مرتشيا أو يجمع كل مظاهر الانحراف الأخلاقي، لأنها تراه “طيبا” في أمر ما، وستجد زوجة غبية، من أجل أتفه الخلافات الزوجية تصمم على الطلاق وتأتي بشهود زور لإثبات الضرر، ستجد أبا يمنع النفقة عن أولاده ولا يُطالب برؤيتهم، وستجد آباء يتمنون أن تُخلع لهم عين ويرون أطفالهم، ستجد زوجة هي وتمثال الشمع سواء، تعيش داخل “بوتقة” والديها، تتحجج للزوج حججا واهية وتحيل حياته جحيما لدفعه لتطليقها وكسب حقوق ليست بحقوقها، وإن لم يستجب تستأسد وتستهل هي رحلة محاضر الأقسام وجلسات المحاكم وجولات المحامين.
قدم حزب الوفد للبرلمان المصري في منتصف شهر مارس الماضي مسودة نهائية لمشروع قانون الأحوال الشخصية، تحوي مقترحات ثمينة في أحكام الطلاق وضوابط وقوعه، توثيق الطلاق الرجعي، ومدته، وعقوبة التراخي فيه، تحديد النفقات بنسبة 25% من صافي الدخل، إنشاء نظام تأميني لضمان تنفيذ الأحكام الصادرة بتقرير النفقة والسجن ثلاثين يوما في حالة الامتناع عن السداد، حق الزوجة في طلب الطلاق من زوجها إذا تزوج عليها، وبالطبع مقترحات شديدة القيمة في قانون الرؤية الذي يعد وسيلة قانونية تستفيد بها الزوجة المستغلة لتعذيب الأب المحروم من أولاده، والذي لا يواكب على الإطلاق كافة التطورات الزمنية، مما يولد مزيدا من الاضطرابات الاجتماعية، ومشروع قانون الرؤية يقضي بـ :
خمس ساعات أسبوعيا (بدل من ساعتين)، انتقال الحضانة بعد بلوغ 9 سنوات ( بدل من 15 سنة)، انتقال الحضانة للطرف الثاني حال وفاة أحد الأبوين، الحبس عام للممتنع عن توثيق الطلاق، تغيير كلمة “استضافة” لكلمة “اصطحاب” وأنها الأفضل من الناحية النفسية وربط الاصطحاب بالتزام الزوج بالنفقة، وضوابط تضمن عودة الطفل للأم.
قانون الرؤية يُرَخَّص فيه للأب فقط رؤية أطفاله، أما الأجداد والأعمام والعمَّات فليس لهم الحق في الرؤية، مكان الرؤية في النوادي والحدائق العامة في يوم من الأسبوع كأنه يوم لزيارة المساجين، حالة من الهرج والمرج والمشاحنات بين المطلقين أمام أعين براعم تترسخ في عقولها أسوأ ذكريات للطفولة، أو تعسف من الزوجة في تنفيذ حق الرؤية، أو إهمال من قبل أب يرفع قضية رؤية ثم لا يأتي لرؤية أطفاله، إذا تزوجت الأم فإن الحضانة تنتقل إلى “أم الأم”، هل هكذا اُنْتُزِعَت الحضانة من الأم؟!
من ضمن المأساة التي يسبح فيها قانون الرؤية الحالي؛ أن الطفل عند إتمامه خمسة عشر عاما سيقف في المحكمة أمام القاضي ليُخَيَّر بين إكمال العيش مع أمه، أم الانتقال للعيش مع أبيه! “هااه يا حبيبي هل تريد إكمال العيش مع ماما اللي ضحت بنفسها وحياتها علشانك؟ ولَّا تروح لبابا الفك المفترس اللي رماك في الشارع وماكانش بيصرف عليك، وراح اتجوز طنط أم رجل مسلوخة اللي هتكويك بالسكينة المحمية؟!” متى كان الصغير له حق الاختيار؟!.. لم يختر والديه المتصارعين، لم يكن له الاختيار في إرغامهما على مجابهة المشاكل من أجل أن تُبحر مركب الأسرة، لم يكن له اختيار الموافقة على قرار الطلاق أو رفضه، بعد كل هذا الجبر والقهر كيف يكون له الآن حق اختيار حياة جديدة تختلف عن تلك التي اعتادها، أو حياة غامضة مخيفة رسمتها له الأم بزرع الكراهية والبغض والعداء لأبيه؟، هل يُتوقع بعد ذلك أن الطفل سيختار والده بمنتهى السهولة؟! أنا لو مسؤولة أضم هؤلاء الأطفال في مدارس داخلية يشرف عليها مختصون في علم النفس والاجتماع وأمهر المعلمين ليقوموا مقام الأم والأب المعاقين في تنشئتهم في بيئة صحية تقيهم كم الاضطرابات والتشوه النفسي الذي يشترك فيه كل من الأم والأب جرَّاء سوء اختيار كل منهم للآخر.
من مشاهدات كثيرة في حالات الطلاق؛ فستجد على الدوام طرفا يتغاضى عن أخطاء الطرف الآخر ويقدم تنازلات لا حصر لها ويتسامح مرارا وتكرارا، على أمل التأقلم والانسجام في يوم من الأيام، لكن وللأسف فغالبا ما يكون الطرف الثاني نمرودا، على قدر من الجحود والطغيان، لا يفهم محاولات الطرف الآخر المستمرة للتغيير والتأقلم والتعايش، أو على الأقل تغاضيه المستمر عن الأخطاء، وغالبا ما ينتهي الزواج بسمعة سيئة وسيرة على كل لسان، ولا اعتبار لعيش وملح كان بينهما في يوم من الأيام، أو اعتبار لأطفال ستظل بينهما مدى الحياة! متى سيفيق الآباء والأمهات المطلقون ويتفقون على حل المشاكل بالود والتفاهم والتراضي؟ كل الشواهد تدل أن الوضع يزداد في التعقيد وأن الوالدين اتفقا على أن يجعلا من أطفالهما أسرى حرب أشعلوها عن غير قصد بإقدامهما على الزواج دون استعداد وتأهل كافٍ، أو بقصد عندما تطغى على إنسانيتهم سمات الأنانية وحب الذات.
لو كنت في موقع مسؤولية لاقترحت قانونا يلزم حديثي الزواج بالامتناع عن الحمل حتى نهاية السنة الأولى من الزواج، خاصة أن أكبر نسب الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج، وبعد فترة خطوبة معقولة، ففترة الخطوبة ليس لها فائدة الآن سوى اختيار الفرش والعفش، ولكنها من المفترض أنها فترة دراسة واختبار، تكفل قدرا معقولا من التعرف والمعرفة؛ كل طرف للآخر، ولكن اكتسبت تلك الفترة سمعة سيئة لكثرة وقوع الطلاق، خاصة إذا ما طالت وامتدت تلك الفترة لسنوات، فيقولون إنها لا تكشف عيوب كل طرف، وفيها يتجمَّل كل جانب ويُظهر عكس حقيقته وينجح في إخفاء عيوبه، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فمهما بلغت براعة التمثيل فلابد للشخص المؤهل للزواج بحق أن يكون على قدر من الفطنة والذكاء يستنتج من خلالها خصال الطرف الآخر في كل موقف يجمع بينهما، فتكتشف الخطيبة إذا ما كان الخطيب أنانيا أو بخيلا أو متسلطا، ويتأكد الخطيب إذا ما كانت خطيبته تدرك تماما معنى الحياة الزوجية ومشاركة الزوج مصاعب الحياة، ولكن ما يحدث عكس ذلك تماما، فإما أن يكون الطرفان أو أحدهما غير مؤهل بعد لتكوين أسرة وتحمل المسؤولية، أو أن يعلم تماما أحد الطرفين أو كلاهما عيوب الطرف الآخر ولكن مع ذلك يُصر على إكمال العلاقة لأن “الحب أعمى” والأيام والعشرة كفيلة بالتغيير، أو من باب عدم الفشل وخاصة إذا ما كان لهما سوابق فسخ خطوبة أو خشية فوات قطار الزواج، أو أن أسرة الخطيبة تعلم أن ابنتها ناقصة أهلية ولديها من العقد النفسية ما يمنعها من العيش مع زوج، أو أسرة ترى عيبا وفضيحة في تتابع فسخ الخطوبات فيرغمون البنت على إتمام الزواج غير مبالين أن الفضيحة ستكون مأساة عندما تعود لهم ابنتهم مطلقة وتحمل على ذراعها طفلا أو أكثر، فطالما القوانين سقيمة وعقول الناس قاصرة وضمائرهم ميتة وأنانيتهم ستتحكم في مصير ملائكة تأتي للدنيا لتتعذب؛ إذا ليتم الإضراب عن الزواج والحمل حتى يعي الناس جرم صنيعهم.

السبت، 28 أكتوبر 2017

محمد خان.. مخرج على الطريق

https://www.e3lam.org/2017/10/26/255156https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/10155025747821696/
تحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة السينما الواقعية، وأحد موثقي الجانب الاجتماعي والسياسي المصري، إنه المخرج الكبيرالراحل محمد خان، الشاب الذي وُلِد لأب باكستاني وأم مصرية والذي ظل طيلة حياته يحلم بالحصول على الجنسية المصرية كان مصرياً حتى النخاع، وكانت له بصمته في تجسيد انهزامية الفارس المصري وغربته داخل وطنه، مخرج اعتمد على مصريته الصميمة ليخلق حالة مميزة وفريدة في الإخراج السينمائي المصري.


سينما خان كانت سينما شخصيات أكثر منها سينما القصة، شخصيات تلمس الأحاسيس والمشاعر من خلال اعتماده على إحساسه الخاص، ووعيه بعمق الفكرة، وسخر كل تجاربه وخبراته من أجل توظيف قدرات الممثلين، فنجد الفنانة ياسمين رئيس تحصل على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم "فتاة المصنع" وهو البطولة الأولى لها، كما برع في اختيار وإعداد مواقع التصوير، فبنظرة خاطفة على مواقع تصوير فيلم "خرج ولم يعد" تجد أنك أمام شخصية عاشقة للقرية المصرية، فمشاهد أشجار الموز الكثيفة والأراضي الزراعية مترامية الأطراف ومظاهر العيشة الفلاحي تجعل هذا الفيلم من أروع الأفلام التي تعبر عن البيئة المصرية الأصيلة، وأصوات أنفاس عادل إمام "فارس بكر" التي تتعالى في نهاية فيلم "الحريف" احتفالا بالنصروبقطع وعد بالإقلاع عن اللهو من أجل الاستقرار الأسري تقنعك فعلا بعبارة "زمن اللعب راح".

الشاب المصري الذي وُلِدَ في حارة "طه السيوفي" ما بين حي غَمرة والسكاكيني ذهب إلى لندن لدراسة الهندسة، ولكن عشقه للسينما جعله يعزف عن دراسة الهندسة ليهتم بالإطلاع على مختلف التيارات السينمائية في أوروبا، حتى كان ملهمه الأول المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني صاحب فيلم "لافينتورا" أو المغامرة، والذي تعلم عنه أن الفيلم ليس بالضرورة أن يكون "حدوتة" بقدر ما يهز مشاعر المتفرج ويدفعه للتفكير،ذاك المخرج الذي جعله يتحول من مجرد شاب مراهق يعشق السينما من خلال التمثيل إلى مهتم حقيقي بفكرة الإخراج، حتى أنه بعد حصوله على جائزة فيلمه الأول "ضربة شمس" لم يجد نفسه في أفلام الأكشن، حتى اتخذ منحى آخر من الإخراج السينمائي بداية من فيلم "طائر على الطريق" ثم فيلم "الرغبة" وهكذا.

السينما كانت كل حياته، حتى أنه تخيل إذا ما وصل بعمره إلى مرحلة من الشيخوخة والعجز تمنعه من الحركة وإخراج الأفلام، أن كل ما سيفعله هو الاعتكاف على مشاهدة شرائط أفلام الفيديو التي تعج بها مكتبته السينمائية الضخمة واحدا تلو الآخر. كان يرى ضرورة غزارة الإنتاج السينمائي وإعطاء الفرصة للمواهب الصاعدة خصوصاً بعد ثورة يناير، التي يراها عظيمة ولكنها لم تكتمل بعد ومازال أمامها طريق تعشَّم ألَّا يكون طويلا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، التي نادى إليها خان ومخرجو جيله في السينما المصرية.

بعد أربعة عقود من العطاء وتلقين خبرته للأجيال رحل عنَّا طاقة إبداعية كان أعظم تكريم لها حصولها على الجنسية المصرية، ومن أحد مظاهر عالمية ذلك المخرج الفنان في كتابة القصة والإخراج امتلاك جامعة كاليفورنيا نسخة من فيلم "أحلام هند وكاميليا" لإنسانية موضوع الفيلم، فالمخرج محمد خان يصنع فيلمه للمتفرج المصري والعربي ولكن روعة فكرة الفيلم هي التي تجذب الجمهور الأجنبي، لم يبخل بتلقين خبراته لمتابعيه ومحبي فن الإخراج من خلال تجميع مقالاته التي كتبها في بداية التسعينات في كتابه الصادر سنة 2015 عن دار “كتب خان للنشر والتوزيع”، والذي ضم ما يقرب من ستمائة صفحة والذي حمل عنوان “مخرج على الطريق”.

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

ومن ليس لديه صورًا صادمة؟!

https://www.e3lam.org/2017/10/18/253309

تتبع مواقع السوشيال ميديا سياسة الترافيك عن طريق جذب القارئ من خلال عناوين تشويقية من نوعية "فضائح جنسية، ملابس ساخنة، ملامح شيخوخة" ودائما ما يلفت نظري مقدار الإقبال على قراءة مثل تلك الأخبار، فالمجتمع المتدين أو الملتزم بطبعه يبحث دائما على الفضائح، ومهووس بتناقل صور الفنانات في شيخوختهن، ويبحث بشغف عن أي "فوتوسيشن" ساخن لفنانة شابة ليشارك الجميع صورها مرفقة بعبارات التحرش المغلف بغزل!

من ضمن طائفة الصور الصادمة؛ صور المشاهير التي تأتي تحت عنوان "قديما وحديثا"، إذ يتفنن كثيرون بإعداد كليبات فيديو تحوي صور العديد من مشاهير الفن والغناء في بدايات الشهرة، مقارنة بصورهم الحديثة مؤخرا، متعمدين تذييلها بعبارة "قبل وبعد عمليات التجميل" ..

إنهم يصفون "خلق الله" قبل عمليات التجميل بالصور الصادمة، لو تأملنا في تلك الصور سنجدها مثل صورنا جميعا في الماضي، فليفتح كل منا ألبوم صوره، كانت صورنا في تلك الحقبة دون "فوتوشوب"، قمصان مشجرة تصلح لحفلة تنكرية، إطار نظارة يبلع ثلاث أرباع الوجه، شعر مجعد قبل جلسات الكيراتين والبروتين، ماكياج بسيط دون كونسيلر أو كونتور، شوارب الرجال تأكل الفم والذقن، أما الآن فالوجوه كلها متشابهة، نفس تاتو الحواجب، نفس لون العدسات، نفس شكل وحجم الرموش، تجعل لأكثر من واحدة نفس نظرة العين، بل نفس شكل الوجه بأساليب الماكياج وتنحيف الأنف وإبراز عظمتي الوجنتين، إذا كانت الموضة حلق الشعر فالكل فاعل، وإن كانت ذقن "مهند التركي" هي الشائعة فالكل مطلق اللحى، حتى الأسنان؛ أصبحت طاقم واحد أشبه بإعلان سيراميك، نفس "الرصة" والشكل واللون الأبيض الناصع، نفس الابتسامة الباردة المصطنعة.

لماذا صورة فنان في سمنته صورة صادمة؟! هل زيادة الوزن قبح؟! لماذا صور الشيخوخة صور صادمة؟! المفترض أنها مرحلة من مراحل العمر الكل إذا طال به العمر ستصل ملامحه إلى ذلك الشكل المُسن، بل لماذا صورة الفنان في ملابس الإحرام صورة صادمة؟! ألابد أن يذهب للحج أو العمرة بملابس غير التي يرتديها كافة الحجاج والمعتمرين؟! بل والأدهى والأمَر لماذا يتم نشر وتداول صور الفنانين على فراش المرض والموت؟! ما المثير والجاذب أن أرى إنسانا في أقسى لحظات حياته تحت الأجهزة الطبية، أو أراه وهو جثة هامدة حوله زهور الجنازة، أو في تابوت قبل الدفن ؟!
عمليات النفخ والشفط والقص واللصق، يُطلق عليها عمليات التجميل، تُعطي نتيجة غير خلق الخالق، وفي غير الحاجة الماسة لها من إصلاح عيوب قاسية أو تشوهات خلقية أو نتيجة حوادث؛ فتلك العمليات هي التي تخلق الصور الصادمة، فصورة نانسي عجرم كانت من البراءة والطفولة التي اغتصبتها عمليات التجميل، وهي التي قضت على جاذبية نظرة عيني صفية العمري، وشفاه إليسا ونوال الزغبي تثيران الشفقة، وملامح وجوه الفنانات كبيرات السن سئمن شد وحقن ولو تركن تجاعيد الزمن تتوغل وتنتشر لكان أرحم من وجوه تتشوه فتزيد الصدمة والمقارنة، ومن ثم الترحم بين وضع حالي مزري وشباب جميل اندثر، وبنفس المبدأ فصور اليوم التي يصفق لها كثيرون، ويتمنى التشبه بها أكثر ستكون بعد عشرين عاما صادمة بدورها بالمقارنة بصور ذاك العصر القادم..

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

فاروق شوشة.. غواص في بحر “لغتنا الجميلة”


ليس إعلاميَّاً عادياً يشوِّه مخارج الألفاظ أو يُخطئ في نطق علامات الإعراب، وليس أديباً يملأ الدنيا صخباً بمناسبة إصدار جديد، كما أنه ليس مثقفاً يثير الضجيج بالشاذ من المواقف والتصريحات، وإنما علَامة وعلَّامة في عالم الأدب والثقافة والإعلام، أثرى مجالاته بالإبداعات الشعرية والمؤلفات القيمة التي نشأت عليها أجيال؛ عشقت أنا اللغة العربية على يدي الأديب والإعلامي القدير فاروق شوشة.
تحل اليوم -الرابع عشر من أكتوبر- الذكرى الأولى لوفاة شوشة؛ الشاعر الدمياطي، حارس اللغة العربية المفوَّه بليغ الكلمة، العذب دافئ الصوت، الذي كان يتسم بهدوء ووقار يزيد اللغة العربية جمالاً، أو ربما اهتمامه بجمالياتها زادته أناقة؛ خدم اللغة العربية في عدة مناصب، فقد عمل أستاذا للأدب العربي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان عضوا بمجمع اللغة العربية في مصر، وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيسا للجنتي النصوص بالإذاعة والتليفزيون، كما عمل إعلامياً بالإذاعة والتليفزيون، من خلال برنامجه التليفزيوني “أمسية ثقافية” منذ عام 1977، الذي قام فيه بتوثيق مراحل هامة في حياة العديد من أهم الكتاب والشعراء، أمثال الشاعرين الكبيرين أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي، والكاتب الكبير نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، بالإضافة إلى برنامجه الإذاعي “لغتنا الجميلة” منذ عام 1967 حتى أصبح رئيساً للإذاعة عام 1994.
حامي حمى اللغة العربية لم يُهادن أبداً على حساب الثقافة، فقد أطلق نيران قصيدته “خدم” على رؤساء المؤسسات الثقافية، يهجوهم فيها باعتبارهم مسؤولين عن التردي الذي وصل له حال الثقافة والمثقفين، كما وجَّه اللوم للمثقفين أنفسهم الذين يبحثون عن المناصب والشهرة والجوائز، ويدورون في دوائر متشابكة من النفاق والمساومات على حساب اللغة العربية، وذلك بعد أن قام بطرح العديد من المبادرات للنهوض بالمستوى الثقافي للمواطن المصري، وقام بتقديم فكرة “أكشاك الثقافة” لتكون بمثابة مكتبات متنقلة تجوب القرى والكفور والنجوع، تُقدم أنشطة فنية وتعمل على تشكيل وعي الأجيال؛ كما اقترح أن تكون المدرسة وقصر الثقافة في عمل تبادلي، حتى إنه قام بطرح مبادرة على رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات لتوزيع تسجيلات برنامج “لغتنا الجميلة” على الطلاب والمدرسين في المدارس كهدايا، تلقنهم صحة النطق وتعلمهم تذوق الأدب، وتكون مادة غنية للتعليم والتسلية في آن واحد، ولكن لم يتم تطبيق هذه المبادرة حتى تم تفريغ تلك التسجيلات في كتاب يحمل نفس اسم البرنامج.
رحل شوشة ولكنه ترك تراثاً دسماً فيما يزيد عن عشرة دواوين شعرية، والعديد من المؤلفات النثرية والنقدية، أشهرها “العلاج بالشعر”، معلماً رصيناً في دروس الإبداع، والإخلاص للغة، والاعتزاز بلغة الضاد في أعمال تعج بالزهو والكبرياء، ولو كان لأحد أن ينعي شوشة، فاللغة العربية ككيان لها السبق في النحيب على بحَّار عظيم غاص في أعماقها، وجمع كنوزها، وحارب من أجل إنقاذها من مظاهر التدني والقبح، وفي ذات الحين أثراها ببديع شعره وإتقان لغته وشجن إلقائه.

تفاصيل مشاركة 15 امرأة مصرية في “فستان ملون”


لقد حاز فيلم “فستان ملون” كثيراً من الاهتمام في الآونة الأخيرة بمناسبة قرب موعد عرضه في منتصف الشهر الجاري، ولأنه أول فيلم ديكودراما من نوعه يتم إنتاجه في مصر ببطولة جماعية نسائية لشخصيات حقيقية، لذا كان لابد لـ “إعلام دوت أورج” أن يسلط الضوء على تلك التجربة الجديدة الفريدة بإجراء حوار خاص للموقع مع مخرج الفيلم، إيهاب مصطفى، وفيما يلي نص الأسئلة والأجوبة:-
📷
فيلم “فستان ملون” هو فيلم ديكودراما، ما معنى “ديكودراما”؟
“ديكودراما” هو المعنى العلمي لنوعٍ من الأفلام عبارة عن خليط من كل من الفيلم الدرامي الروائي، والتسجيلي، فالمعالجة تختلف من عمل لآخر، ولكنه في نفس الوقت توثيقي، البطولة نسائية جماعية، فبطلات الفيلم شخصيات مستقلة يمثلن أنفسهن بأسمائهن الحقيقية ويجتمعن في إطار درامي من خلال أحداث مختلفة.
كيف نشأت فكرة الفيلم؟ وكيف اخترت بطلاته؟
فكرة الفيلم بناءً على هدفٍ أساسي وطموحٍ خاص، فالهدف هو دخول مهرجانات على مستوى العالم، ولكن المشكلة كانت تكمن في كيفية تصدير صورة المرأة المصرية، فالغرب ينظر إلينا باستسهال، أو نظرة محصورة في قوالب نمطية، إما في الطبقات الشعبية بما فيها من حياة بلطجة وسرقة، أو حياة العرب والصحراء، أو بيئة الإرهاب والتطرف الديني، أو صورة المرأة المقهورة في المجتمع الشرقي، أما عن الطموح، فكان لدي رغبة حقيقية في تبديد تلك الصورة السلبية عن المرأة التي أصبحت راسخة في أذهاننا، من خلال جلب نماذج حقيقية قادرة على تحقيق إنجازات نغير من خلالها مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن مصطلح “المرأة المستقلة” المحصور في أنها الأنثى الخارجة عن الأعراف والتقاليد، وأنها امرأة عادية موجودة في كل بيت وليست بالضرورة أن تكون مطلقة أو متمردة على محيطها، ومن ثم إصلاح التعامل مع السيدة الذي يؤدي إلى إصلاح المجتمع كله.
ومن هذا تم اختيار شخصيات حقيقية واستبعاد فكرة الاستعانة بممثلات دعماً لفكرة المصداقية، وتم اختيار البطلات عن طريق “انترفيو” للمرشحات اللاتي تفاوتت أعمارهن بين الواحد والعشرين عاماً إلى منتصف الأربعينات.
حدثنا عن كيفية الاستعداد والتحضير للتصوير.
بدأ العمل في بداية عام 2016 لمدة أربع أشهر من خلال شرح الفكرة لكل شخصية بمفردها، وكيفية استيعاب أنها ستجسد تجربتها الخاصة، ضمن إطار درامي، مع عدم المساس بالطبع بالخطوط الحمراء في الحياة الشخصية لكل منهن، ثم جاءت خطة تعريف كل منهن بالأخريات.
أخبرنا عن كواليس الفيلم وما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء مراحل صنع الفيلم؟
أكبر صعوبة واجهتها كيفية ترتيب مواعيد التصوير، والتنسيق بين مواعيد كل شخصية، فهن لسن ممثلات محترفات سيلتزمن بمواعيد التصوير، وإنما كل بطلة منهن لها مواعيد عملها وحياتها الخاصة التي لا تتناسب دائماً مع الباقيات، لذا امتد التصوير لأكثر من سنة.
حدثنا باختصار عن شخصيات الفيلم وعن مدى التنوع في نماذج تجسيد استقلال المرأة.
ظروف الشخصيات فيها تنوعًا كبيرًا، فالفئة العمرية كما قلنا تمتد بين العشرينات حتى منتصف الأربعينات، وتنوعت الحالة الاجتماعية بين البنت العزباء والمخطوبة والمتزوجة والمطلقة والأرملة، فكل مشاهدة للفيلم ستحس أنها تشبه واحدة من البطلات.
الشخصيات كلها حقيقية.. فهل اعتمدت على الخيال في أي جانب من جوانب الشخصية أم أنها تجارب حقيقية من البداية إلى النهاية؟
كان هناك مزج بين الخيال والواقع، فالخيال كان لتخلق فكرة الدراما، فكل بطلة من البطلات لم تكن تعرف الأخرى ولكن فكرة الفيلم هي التي خلقت نقاط الاشتراك وأوجدت العوامل المشتركة بين الشخصيات.
ما هي أكثر النماذج التي جسدت بالفعل قدرة المرأة على الاستقلال من وجهة نظرك؟
البطولة جماعية وأفضل أن أترك الحكم للجمهور.
اذكر نبذة مختصرة عن فريق العمل.
فكرة وإخراج: إيهاب مصطفى
معالجة السيناريو: رضوى العوضي
ورشة كتابة السيناريو والحوار: رضوى العوضي ومنى أحمد
مدير التصوير: خالد مختار
موسيقى تصويرية: الإيطالي أنتونوليو فروليو، والتوزيع الشرقي: صامويل سليم
إشراف على الهندسة الصوتية: المهندسة عبير حافظ
مهندس الصوت: يوسف الدالي
تصميم الأزياء: إيمان النشرتي
تصوير: ستيف صبحي
مساعدو الإخراج: (مساعد مخرج أول) منى أحمد وداليا سمير، و(مساعد مخرج ثاني) رضوى حسن وأماني عمارة فاطمة الشاذلي
البطولة جماعية وأسمائهم بترتيب الظهور في الفيلم: منى أحمد، ورضوى العوضي، وحورية السيد، ورويدة بيبرس، وعلا عمار، وداليا فخر، وأماني موسى، وإيمان النشرتي، ونور عربي، وآية سعد، ويارا شهوان، وباكينام إدريس، وياسمين عيد، وسلمى بدر، وهنا موسى.
📷
أخبرنا عن الموسيقى التصويرية في الفيلم وعن أغنية فستان ملون.
موسيقى الفيلم ألفها الموسيقار الإيطالي ” أنتونوليو فروليو”، هو موسيقار كبير لحن موسيقى أكثر من سبعين مسلسلًا وفيلمًا، وهو قائد أوركسترا فيلم ” “Pursuit of Happiness، ولقد لفت انتباهي موسيقاه لعدة أفلام، فعكفت على التواصل معه لمدة أربعة أشهر، تمكنت خلالها من عرض فكرة الفيلم عليه، وبعد الاتفاق أرسل لي المقطوعات الموسيقية موزَّعة، ثم قمت بعمل توزيع شرقي لها من خلال “صامويل سليم” .
أما عن أغنية الفيلم، فلقد أخذت واحدة من المقطوعات الرئيسية أعجبتني موسيقاها، وطلبت من رضوى العوضي تأليف كلمات تتناسب معها، واخترت هنا غنيم للغناء، وكان المقطع الأخير في الأغنية باللغة الإنجليزية ليكون خليطاً بين الغرب والشرق ليناسب المشاركة في المهرجانات العالمية.
عن المخرج إيهاب مصطفى.. دراسته وعن أعماله أو مشاركاته السينمائية السابقة.
لقد تخرجت من كلية آداب “عبري”، بالإضافة لكلية الفنون الجميلة، ودرست الإخراج عام 2008 في أكاديمية رأفت الميهي، كما درست مجموعة كورسات إخراج حرة أونلاين في نيويورك، وشاركت في العديد من الورش عام 2007..
أما عن أعمالي السابقة، فلي أربع أفلام سابقة اشتركت باثنين منهما في مهرجانات في فرنسا والمغرب وحصلت على شهادات تقدير عنهما، وفيلم “فستان ملون” هو خامس أعمالي.
📷
ما هي الأعمال السينمائية التي تأثرت بها وهل هناك مشروع فيلم جديد في القريب؟
لقد تأثرت بمجموعة من الأسماء العظيمة والكبيرة سأذكرها دون قصد في الترتيب: يوسف شاهين، وشريف عرفة، وعاطف الطيب، ومحمد خان، وداوود عبد السيد، ورأفت الميهي، ومروان حامد.
من آخر الأعمال التي أعجبني فكرها فيلم “قدرات غير عادية” لداوود عبد السيد، وفيلم الأصليين لمروان حامد، أما بالنسبة للمسلسلات فلقد أعجبني في آخر ثلاث سنوات مسلسل “تحت السيطرة” لتامر محسن، و”جراند أوتيل” لمحمد شاكر خضير، و”واحة الغروب” لكاملة أبو ذكرى.
في سياق متصل هناك فيلمٌ سيبدأ العمل فيه أواخر نوفمبر، عبارة عن شخصيات حقيقية أيضاً ولكن سيختلف في طريقة المعالجة والجانب الروائي والدرامي.
لماذا تم تأجيل موعد طرح الفيلم أكثر من مرة ومتى وأين سيُعرض؟
التأجيل كان خلال مدة لم تتجاوز ثلاث شهور، ما بين شهري يوليو وأكتوبر، وذلك لأن شخصيتي تبحث دائماً على القرب من الكمال وصعوبة الوصول لمرحلة الرضا حتى تمام الاقتناع، لذا فقد أعدت بعض مشاهد التصوير، وأخذت وقت في المونتاج.
سيتم عرض الفيلم يوم الثلاثاء 17 أكتوبر الجاري على مسرح مكتبة مصر الجديدة..

الخميس، 21 سبتمبر 2017

مهارة التشهير بالأطفال

مهزلة جديدة من مهازل الإعلام المصري بطلها هذه المرة ليس مذيعا يحترف مهنة التطبيل، أو شخصيات تصفي حسابات قديمة وجديدة فيما بينها على الهواء مباشرة، أو حتى فضيحة أخلاقية مفبركة تضج صفحات التواصل الاجتماعي بالحديث عنها لأيام تالية، وإنما البطل هذه المرة طفلة بريئة ربما لم تتجاوز السبع سنوات!

أم موتورة قامت بالزج باسم وبحضور ابنتها على شاشة القنوات الفضائية، وتقديمها للمشاهدين باعتبارها معجزة فكرية استطاعت اختراع إنسان آلي يرافق كبار السن أو العاجزين عن الحركة، وعبقرية فذة لها من القدرات الخارقة التي تجعلها تحل المسائل الحسابية دون استخدام آلة حاسبة، ودون أي ورقة وقلم، ليفاجأ المشاهد بالأم عندما بدأت باستعراض مواهب ابنتها العقلية أنها تسألها في أتفه العمليات الحسابية (20+10) وعندما طلبت منها مذيعة البرنامج إيمان الحصري زيادة تعقيد المسألة، طلبت منها حساب (25+5+9 )!!
بعد أن قامت الدنيا طبعا، وملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي كم مهول من السخرية، نشرت الإعلامية إيمان الحصري على صفحتها منشورا يحوي اعترافا، ورجاء..
أما الاعتراف فكان بالتقصير من جانب الشخص الذي لم يقم بالبحث والتدقيق في صحة الأوراق ومدى صدق أو ادعاء الحالة، وهذا يحسب لمقدمة البرنامج ويوضح قدر ما من المهنية من حيث الاعتراف بالخطأ، وبالرغم من قولها “نعم وقعنا في شرك سيدة ادعت بمستندات”! ، إلا أنني أرى أنه لم يكن شركا، إذ لم تحكم تلك السيدة الفخ ولم تضع خطة محكمة الأركان للنفاذ من إجراءات وخطوات لتقييم ما إذا كانت حالتها جديرة بالعرض في البرنامج، كان يكفي بضع دقائق قبل الهواء تجلس فيها الحصري مع الأم وابنتها لتكتشف أن الطفلة عادية مثل كل من في سنها وأن لا شيء يميزها، وأن الأم مجرد محتالة مدعية.
وأما الرجاء، فكان موجها لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالكف عن نشر ومشاركة الفيديو بطريقة ساخرة، مراعاة لنفسية ومشاعر الطفلة، وعدم تحميلها ذنب وخطأ الأم.
لو كان هناك بصيص أمل في تطور وتحسن الإعلام في مصر، لتمت محاسبة كل متورط في تلك المهزلة، ولو أننا في دولة ترعى حقا حقوق ومصالح الأمومة والطفولة، لتحركت الجهات المعنية لاستدعاء تلك الأم والتحقيق معها في واقعة هي الأسوأ في نماذج التشهير بالأطفال، ولنصت القوانين على عقوبة لجريمة استغلال الوالدين لأبنائهم واغتيالهم معنويا واتخاذهم وسيلة لتحقيق مآرب خاصة بهم، دون مراعاة الأثر السلبي على نفسية هؤلاء الأطفال، وسط مجتمع لا يستطيع مجرد التمييز بأن تداول ذلك اللقاء التلفزيوني بذلك القدر من السخرية والاستهزاء جريمة أخرى في حق طفلة لا تملك أي وسيلة للدفاع عن نفسها.

“سين وجيم”.. حوار مفتوح بين عمر طاهر وشباب دمياط

https://www.e3lam.org/2017/09/18/245267
بعد طول انتظار حلَّ الكاتب عمر طاهر ضيفاً على محافظة دمياط، مُلبياً دعوة نقابة المهندسين التي بدورها قامت بتنظيم وتنسيق ندوة في النقابة يوم الأحد 17 سبتمبر 2017 الساعة السابعة مساء، وقد كان عدد الحضور كبيراً ومميزاً لاستقبال طاهر.
استهل عمر طاهر الندوة بالتعبير عن سعادته البالغة، موضحاً محاولة حضوره لدمياط منذ سنوات، موجِّهاً الشكر لمنظمي الندوة على كرم الضيافة والترحاب.عرض طاهر على الحاضرين برنامج الندوة وأنه مكوَّن من قسمين، أولهما قسم أطلق عليه “حصة قراءة” والقسم الثاني للحوار المفتوح، وخيَّر الجمهور للبدء بأي القسمين، ليستقر الخيار في النهاية على “حصة القراءة”، والتي بدأها طاهر بقراءة فصل من كتاب “إذاعة الأغاني” بعنوان “هِدِي الليل” والذي يتناول فيه علاقة رومانسية بين رجل وسيارته، من خلال حوار بينهما وكأنه حوار بين رجل وزوجته، يفيض بمشاعر الحب والعشق، واللوم والعتاب، والسهر والَّلوع، والهجر والخصام، وهذا الفصل من أكثر الفصول تميزاً في كتاب “إذاعة الأغاني”، وقد تفاعل الحاضرون بشكل كبير أثناء القراءة من دقة الحالة والوصف والإحساس.
أما عن القسم الثاني من الندوة فقد كان حواراً مفتوحاً مع الشباب، إذ تعدَّدت الأسئلة وتنوعت، ولمست إجابات الكاتب وبلاغته قلوب الحاضرين، وبهرتهم بساطته وسلاسة حديثه.
وفيما يلي موجز لبعض من الأسئلة والأجوبة:
س: ما هو سر اختيارك لشخصيات كِتَاب “صنايعية مصر”؟ وأين هي النشرة على صفحتك الشخصية في فيسبوك؟
ج: بالنسبة للنشرة؛ كانت فكرة لطيفة من خلالها أستضيف أصدقائي ومتابعي كل فترة بنشر “منشوراتهم” الخاصة على صفحتي، ولكن يحكمها وجود متسع من الوقت، وقد تواصل معي أكثر من موقع لتحويلها لعمل تجاري ولكني رفضت بشدة لرغبتي في بقائها قائمة على المحبة.
أما بالنسبة لشخصيات كتاب “صنايعية مصر” فقد كان الموضوع معقداً، ففي البداية نشأت الفكرة عندما دار حوار ساخر عن أنيس عبيد “رائد الترجمة” في مصر دون علمي بتاريخه، ومثله تترددت أسماء كبيرة ولا ندري عنها أي شيء، مثل: أبلة نظيرة وحمزة الشبراويشي، فبدأت بإعداد قوائم بأسماء الأشخاص المؤسسين -كل في مجاله- والذين لم يأخذوا حقهم من الشهرة، ثم بدأت رحلة البحث.
س: ما الذي ينقص شباب اليوم لتنجح مشاريعهم وأنشطتهم ويصبحوا يوماً ما “صنايعية مصر”؟
ج: أكثر ما كان يميز صنايعية مصر الذين وردت أسماؤهم في الكتاب، هو شغفهم بأن يكون المنتج هو البطل وليس اسم صانعه، لذا استمرت المنتجات وخلدت واندثرت أسماء أصحابها، فهناك فرق شاسع بين الشهرة والنجاح، فالنجاح الحقيقي يتطلب الوقت والصبر والنفس الطويل.
س: إلى متى ستظل دور النشر تفتح أبوابها أمام تلك الأعداد الكبيرة من الكتاب الذين لا ترقى أعمالهم لقيمة أدبية؟
ج: الوقت كفيل بغربلة كل ذي قيمة، فإن فتحت الباب لألف كاتب وظهر خمسة فقط متميزون، فالقارئ هو الرابح.
س: ما رأيك في نشر الكتب PDF وإقبال الناس على تحميلها بدلا من شراء نسخة ورقية؟
ج: “أن يقوم القارئ بتحميل كتاب من على شبكة الإنترنت، فقد حصر الاستفادة في نفسه، وحجب العائد والربح على الكاتب وسلسلة كبيرة من القائمين على إصدار الكتاب”، مؤكداً أن نصيب الكاتب من سعر الكتاب لا يتعدَّى نسبة 10% أو 15% والباقي موزع بين عدد ضخم من المصاريف التي تتنوع بين مصاريف كهرباء وطباعة ونقل وأجور مصحح ومصمم أغلفة وموزع وخلافه، فلو ظل الوضع أن يفضِّل القارئ الحصول على المحتوى مجاناً فسيأتي اليوم الذي لا يستطيع فيه كل من الكاتب ودار النشر تحمل نفقات طباعة كتاب واحد، وسيكون القارئ هو الخاسر في النهاية.
س: كيف يكتشف الكاتب نفسه؟
ج: الكاتب هو عبارة عن مجموعة خبرات، يحتاج إلى الوقت وأن تكون علاقته بالقراءة علاقة حقيقية وأصيلة وأن لا يكف عن القراءة والاستشارة وتنمية الخيال.
س: متى سيخرج الكتاب والمثقفون من بوتقة القاهرة والإسكندرية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف؟
ج: لن يتم هذا من خلال مشروع فردي وإنما يجب أن يكون مشروع دولة، إذ لابد من المنادة بتخصيص “عام الكتاب” أسوة بعام المرأة وعام الشباب، ودعم صناعة الكتاب، ومحاربة الكتاب المزور، وتخصيص برامج ثقافية ومناقشة الكتب بدلاً من عشرات البرامج التي تخصص للتحليل الرياضي والطبخ.
س: ما رأيك فيما يُطلق عليه “قفلة الكاتب”؟
ج: إنها مجرد وهم لا يوجد ما يُسمَّى بقفلة الكاتب، وإنما التوقف عن الكتابة قد يكون معناه أن الطريق خاطئ وأنك في حاجة لتغيير السكة، وأنا كثيراً ما تعرَّضت لتلك الحالة وكل ما أقوم به أن أهدم كل ما كتبته وأرجع للبدء من جديد، وفي كل مرة كان ينجح الأمر.
س: ما رأيك بفترات ركود القارئ وتوقفه عن القراءة بعد فترة انتعاش وقراءة مستمرة؟
ج: ملكة القراءة لابد من المحافظة على لياقتها، وذلك من خلال القراءة بمعدَلات طبيعية ومستمرة ولو قليلة، حتى لا يعقبها فترات خمول وركود.

هذا وقد دامت الندوة لمدة ساعتين استمتع فيها الحاضرون بالحوار الفعَّال والبناء، وقام الحضور بالتقاط الصور التذكارية مع “صنايعي النوستالجيا” و”صنايعي صنايعية مصر” عمر طاهر.

أسامة غريب يحتفل بـ”سامحيني يا أم ألبير”

https://www.e3lam.org/2017/07/17/230142
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A8%D9%80%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%85-%D8%A3%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B1/10154945003521696/
قام الكاتب والأديب أسامة غريب بمناقشة كتاب "سامحيني يا أم ألبير" في مكتبة "ألِف" بمول "كايروفيستيفال" الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 16يوليو2107 بحضور عدد من القراء والأصدقاء والمتابعين، وقد أدار الندوة الناقدة والأديبة الدكتورة نهى حمَّاد، وقد استمرت الندوة لمدة ساعتين ناقش فيها الكاتب فكرة الكتاب، وأوضح ملابسات عدد من "الحواديت" (كما يحب أن يطلق عليها) في دائرة من النقاش والمرح مع الحضور في جو من الضحك والفكاهة..


عنوان الكتاب هو عنوان أحد القصص القصيرة التي تضمنها الكتاب، وهي عبارة عن نموذج مصغر لسيرة ذاتية للكاتب في المرحلة العمرية ما بين الخامسة عشر والحادي والعشرين من العمر، تعرض حواديت شقاوة مراهقة غير عادية لشباب في مدرسة ثانوية حكومية، ثم في المرحلة الجامعية، وجدير بالذكر أن جميع الشخصيات حقيقية وجميع المواقف قد حدثت بالفعل..


استهلت الدكتورة نهى حمَّاد الندوة بالتأكيد على أنه لا يمكن حصر الكاتب أسامة غريب في قالب الكاتب الساخر، إذ أنه يملك بكل المقاييس معايير الأديب الذي يستطيع تطويع الكلمات ونحت الألفاظ دون ادعاء بالعمق، والتنقل بين الضمائر بمنتهى السهولة والبساطة، كما أكدَّت على أن محتوى الكتاب مرتب ترتيبياً أشبه بسيناريو قابل للتحويل إلى فيلم سينمائي، أو عمل درامي، وترى أن الأديب يسير على نهج أدباء الغرب من حيث كتاباتهم الخالية من التجميل والتزييف في السيرة الذاتية، كما أن من أبرز نقاط نجاحه هو مزج الخاص بالعام، وكشف التواطؤ العام بمعنى فضح الرقي الزائف..


ومن بعض أسئلة الحضور جاءت إجابات الأديب أسامة غريب كالآتي :


س: هل تتعمَّد الإسقاط السياسي في كتاباتك؟

ج: لا يوجد ما يُسمى إسقاط سياسي، فإذا كان للكاتب رأي سياسي فعليه أن يدوِّنه في مقال يُسجِّل فيه رأيه مباشرة، فالهدف من كتاباتي ليس التعليم أو التلقين، وإنما إمتاع القارئ، وللقارئ الحرية فيما بعد في الاستنتاج والربط..

س: ما هي العوامل التي ساعدت أسامة غريب على إتقان لغتين والوصول إلى ذلك المستوى الأدبي؟

ج: اكسبتني القراءة في مرحلة الطفولة حصانة من الانحراف، والاطلاع على كل دوواين العرب بانتهائي من المرحلة الثانوية كان مكسباً جعلني كــ "قدِّيس القرية" وسط زملائي لا أنجرف مع الفريق الذين يتورط في شغب صريح، أو مع الفريق الذي يُستهان بأمره، حتى أنني فوجئت برسوب عشرة من أصدقائي كنت أرى فيهم من كان مؤهلاً أن يكون عالماً أو أستاذاً جامعياً، حتى دخلت المرحلة الجامعية مكوِّناً صداقات جديدة، ثم كان للسفر عامل هام من حيث كثرة الأسفار ومخالطة أنواع كثيرة من البشر، فكانت التجارب بمثابة نبع أستقي منه في إنجازاتي..

س: ما رأيك في الحركة الأدبية في مصر؟

ج: هناك موجة كببيرة من الكتاب قد يفوق عددهم عدد القراء، يحتاجون بشدة للمراجع اللغوي " وهذا بخلاف الماضي"، ولكن هذا الوضع مجرد موجة ينبغي ألَّا نفقد الأمل حتى تنتهي ببقاء الكاتب الأجدر والأقدر..

س: ما رأيك في العمل الصحفي والكتَّاب الصحافيين؟

ج: المقال الصحفي شكل من أشكال الإبداع، ولكن للأسف أن 90% من الكتاب الصحافيين لا يصلحون للكتابة، فالعمل الصحفي وصل إلى حالة مهترئة، 10 % فقط هم الذين لايزالون محتفظين بالعمل المهني، أما النسبة الباقية فكل مؤهلاتهم أن فيهم من هو صديق أو قريب رئيس التحرير أو مسؤول الصفحة..

س: مَن مِن الكتاب قد تأثرت لرحيله؟

ج: الكاتب جلال عامر رحمه الله، لأنه كان فناناً موهوباً وإنساناً لا مثيل له، خاصةً لوفاته بعد فترة قصيرة منذ بداية تعرف الناس عليه..

وقد انتهت ندوة مناقشة الكتاب بتوقيع الكاتب لكتب الحضور والتقاط بعض الصور التذكارية، جدير بالذكر أنه سيصدر قريباً للكاتب رواية جديدة بعنوان "عازفة الكمان" وهي رواية رومانسية في مرحلة المراجعة سيتم تسليمها للناشر بعد أسبوعين..


السبت، 1 يوليو 2017

ما هو معيار التجاوز عن الخيانة في “لأعلى سعر” ؟!

https://www.e3lam.org/2017/06/26/225252https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D8%B9%D8%B1-/10154729440886696/
نشأت كل من جميلة “نيللي كريم” وليلى “زينة” في أسرتين مفككتين، أم وأب مطلَّقين، شتات وزرع كراهية، إلَّا أن الفرق شاسع بين الشخصيتين، جميلة وليلى وجهان على تمام النقيض، الخير في مواجهة الشر، التفاني والتضحية مقابل التخطيط والمكائد للمصلحة الخاصة، الحب بالفطرة يعترضها الكراهية لمجرد الكراهية.
في الحلقات الأولى من مسلسل “لأعلى سعر” صُدِمَ المشاهدون بخيانة “هشام – أحمد فهمي” لزوجته جميلة مع أعز صديقاتها ليلى، ومن ثم يُحَلِّل تلك الخيانة بإتمام زواجه بالصديقة الخائنة، وتتوالى عمليات الغدر (بمساعدة شقيقها) لطردها من شقتها وسلبها حقوقها حتى حق حضانة ابنتها الذي آل إلى الأب (بالرغم من عدم قانونية ذلك الحكم)، ورأينا الشك الأعمى بين زوجين آخرين، وعلاقات جنسية محرمة بين عدد آخر من الشخصيات، فجذب المسلسل اهتمام المشاهدين منذ حلقاته الأولى، أحداثه المكثفة والسريعة والشيقة والمنوَّعة؛ خلقت حالة من الشغف لمعرفة مصير كل شخصية.
ربما يكون الإطار العام للمسلسل هو الخيانة الزوجية أو غدر الأصدقاء أو العلاقات المحرمة، ولكن علاقة الأشقاء فيما بينهم كانت محوراً رئيسياً أيضاً، فخنجر الخيانة كان أكثر إيلاماً عندما كان في يد الأم والأشقاء الذين تخلوا عن شقيقتهم في محنتها، ولم يساندها أيٌ منهم في وجه زوجها الباغي خوفاً على وظائفهم في المستشفى الذي يملكها، إذ لم تكن الأسرة في ضيق من العيش يبرر تخلي أفرادها عن أختهم، وبالرغم من بعض الأحداث اللامنطقية التي تخللته؛ إلا أن المُشاهد كان كمشجع رياضي في مباراة، يهتف لـ “جميلة” أن تقتص من زوجها الخائن، ويهلل لها عقب كل نجاح تُحرزه، ويثور لكل خيبة أمل تصاب بها، وفي أثناء انتظار الحلقة الأخيرة من المسلسل؛ حبس متابعو المسلسل أنفاسهم في انتظار كيف سيكون قرار “جميلة – نيللي كريم”، هل ستقبل بالرجوع إلى طليقها الذي غدر بها وخانها مع أقرب صديقاتها وتزوجها عليها دون علمها، أم سترفض عرضه لعدم استطاعتها نسيان جرح الكرامة؟!
دور الفن ليس مجرد تجسيد الواقع وتسليط الضوء على مشاكل المجتمع، بل الدور الأهم هو التنوير واقتراح وتقديم الحلول، وليس مجرد عرض عادي أو عابر لسلوكيات وأعراف سائدة خاطئة، ومن تلك الأعراف الخاطئة طريقة التعامل مع الخيانة الزوجية إذا صدرت من الزوج أو الزوجة، ففي موقفين شديدي التشابه، يقوم كل من زوج جميلة، وزوجة أخيها د/ رامي “محمد حاتم”  بخيانة شريك حياته، ولكن موقف المحيطين والأسرة وخاصة الأم جاء على تمام النقيض.
جرى العرف أن يطلق المجتمع على جريمة خيانة الزوج زوجته “مجرد نزوة” بالرغم من أنها كبيرة من كبائر الذنوب، أمَّا إذا صدرت من الزوجة فيبلغ التجريم حداً مختلفاً تمام الاختلاف وتستعر نظرات المجتمع للزوجة الخائنة، وتصل تلك التفرقة إلى القانون نفسه في توقيع العقوبة على جريمة قتل أحد الزوجين زوجه الخائن، بالرغم أن الحكم الإلهي الوارد في القرآن لا يفرِّق بين الرجل الزاني أو المرأة الزانِية، إلَّا في كيفية تطبيق العقوبة بين الجلد أو الرجم، فيما إذا كانا مُحصنين أم لا (متزوجين أو غير متزوجين).
في الحلقة الأخيرة اكتشف د/رامي أن زوجته كانت على علاقة محرمة بأحدهم وهمَّ بقتلها، بعد أن قام بتأنيب أمه بشدة أنها لم تحذره أو تلفت نظره لذلك الوضع المشين، وقامت الأم بالندم الشديد على ذلك والحزن أشد الحزن على ابنها المخدوع؛ بالرغم أنها طلبت منه مرات عديدة تطليق زوجته لمجرد الشك في سلوكها، أمَّا إذا تناولنا موقف نفس الأم تجاه خيانة زوج ابنتها؛ فإنها لم تنفعل أدنى انفعال ولم تَثُر حفيظتها لكرامة ابنتها، بل واستمرت في عملها مع زوج ابنتها وأحسنت معاملته غير عابئة بمشاعر ابنتها، بل وما زاد الطين بِلَّة أن قام كل من الأم والأب بنصح ابنتهم أن تصبر وترجع إلى زوجها من أجل ابنتهما، بعدما أحسَّ هو بخطئه بعد افتضاح أمر زوجته الطماعة الجشعة التي سلبته كل أمواله!
هل لو كان الأخ المخدوع بخيانة زوجته يمتلك طفلاً منها؛ فهل سيقوم كل من الوالدين بنصح ابنهم بالصبر والعفو عن الزوجة الخائنة من أجل الطفل الصغير؟، أعتقد لا، فلماذا إذاً يتم نصح البنت التي خانها زوجها وتزوج عليها بأخرى وانتزع كرامتها وجرَّدها من كل حقوقها، أن ترجع إلى زوج خائن من أجل الطفلة؟! متجاهلين أنَّ من خان مرة فبمقدوره أن يخون مراراً؟!
لابد من ترسيخ مفهوم تجريم العلاقات المحرمة على كل من الذكر والأنثى، والرجل كالمرأة في هذا الشأن، فإذا ما تمت مطالبة أنثى بالتجاوز عن خطأ الخيانة‘ فلماذا لا يكون نفس المطلب بالتجاوز موجَّه أيضاً إلى الذكر؟! لم تعجبني النهاية المفتوحة في احتمالية رجوع جميلة إلى هشام، وفي رأيي فإن الخيانة لا تُغتفر أبداً مهما كانت الظروف ومهما بلغت كيفية الندم ومدى التكفير عن الذنب.

لماذا ننصحك بمشاهدة “قُمرة”؟

https://www.e3lam.org/2017/06/05/220189
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D9%86%D8%B5%D8%AD%D9%83-%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D9%8F%D9%85%D8%B1%D8%A9/10154729489636696/

يضج الموسم الرمضاني دائماً وأبداً بالعديد من الأعمال الرمضانية سواء كانت درامية، أو كاميرا خفية أو حوارية مع عدد محدود ومكرر من الشخصيات، حتى البرامج الدينية وبرامج الطبخ أصبحت على قدر من التقليدية يجعل المسلسل الرمضاني يحتل المرتبة الأولى في خريطة المتابعة، ويظل من النادر كمَّاً ونوعاً أن تجد أفكار مختلفة لبرامج جديدة وقلَّما تكون هادفة أيضاً، من هذه البرامج برنامج "قُمرة"..


"قُمرة" برنامج يعرض على شاشة MBC في موسمه الثاني، تقديم "أحمد مازن الشقيري- مقدم برنامج "خواطر" لأحد عشر موسماً على التوالي، كان موسم "قُمرة" الأول في رمضان 2016، لمن يسأل عن معنى "قمرة" معناه البياض، شعاره الأساسي "عبِّر بإحسان"، يُشَكِّل منصة إعلامية مفتوحة لأصحاب الأفكار من مختلف أنحاء العالم للتعبير عن رؤاهم وآرائهم من خلال تصوير فيلم يختارون موضوعه من بين عدد كبير من المواضيع المحددة مسبقاً على موقع البرنامج، فتكون تلك الأفلام أشبه بأفلام وثائقية لا تتجاوز مدتها خمسة عشر دقيقة..


"قُمرة" الموسم الماضي كان عبارة عن جعل كل حلقة تحمل موضوعاً معيناً ثم يقوم القائمين على اختيار الأفلام المشاركة تحت هذا الموضوع، بقص ودمج أبرز وأفضل المشاهد فيها لتكوِّن حلقة واحدة، ثم يوضع لكل مشهد في الحلقة رقم خاص به للتصويت في النهاية للمشهد الفائز، أما "قُمرة" الموسم الحالي فيتم عرض فيلم واحد فقط لكل حلقة، يحمل موضوعاً مختلفاً باسم صاحب الفكرة وصانع الفيلم..

لماذا يجب أن تشاهد برنامج "قُمرة" ؟

- يُتيح "قُمرة" الفرصة لأصحاب المواهب والمبدعين بتجسيد أفكارهم وإخراجها إلى الواقع، ضمن آلاف من المحاولات، وأكثر ما يميزه أنه من صنع آلاف من الناس في مختلف أنحاء العالم وليس فريق برنامج محدد الأعداد والإعداد والأفكار، مما يؤدي إلى تنوع وتجدد طريقة طرح وتناول المواضيع..

- مواضيع البرنامج متعددة ومتنوعة في محط اهتمام كل الفئات والثقافات، تتنوَّع بين مناقشة المشاكل المجتمعية الداخلية، والدولية، وحقوق الإنسان، والأخطار المحيطة، ومواضيع توعوية وإنسانية، وغيرها الكثير..

- فكرة البرنامج تُمَكِّن كل صاحب فكرة من التعبير عما يجول بداخله بأسلوبه الخاص، دون وصاية أو رقابة أو توجيه، أو مصادرة للرأي، فيتم إثراء الساحة الإعلامية بمشاركات مبتكرة فعَّالة وهادفة..

-إتاحة المسابقة أمام كل الراغبين في الاشتراك من كافة دول العالم، يؤدي إلى التعرف على مختلف الثقافات والحضارات، والإلمام بمشاكل العالم، وتصحيح المفاهيم، والانفتاح على الآخر، والتآلف مع الغريب، واقتحام المهجور والمجهول..

- العمل داخل أجواء المسابقات واختيار الأكثر تميزاً، يدفع المشارك للاجتهاد وتقديم أفضل ما عنده، ويجعل من المشاهد على قدر من شغف المتابعة على غرار متابعة برامج المسابقات واختيار مواهب التمثيل والغناء..- "قُمرة" برنامج شارك فيه 24000 صانع فكرة، 4280 صانع أفلام من 83 بلد، الشكل الذي خرج به البرنامج من خفة العرض، وجودة إخراج الأفلام وتناول المواضيع بأسلوب مختلف قد يعطي ملمحاً عما يجب أن يكون عليه مستقبل الإعلام، فعندما يشارك الجمهور في محتوى الإعلام سينتفي احتكار الكلمة المكتوبة والمسموعة، من أقلام وأصوات جامدة وموجهة الأفكار، أصابها العقم مع مرور الزمن واستمرارها في تكرار الفكرة بعيداً عن أي تجديد أو تطوير..

- تدرجت وسائل التواصل عبر العصور، بداية من النقوش على الصخور وحتى عصر نقرة فأرة الكمبيوتر على الشبكة العنكبوتية، وقد سجَّلت الوسائل البدائية الشاقة في التعامل معها أعظم وأرقى الحضارات، فكيف يكون أسهل ما وصلت له التكنولوجيا عاجزاً أمام تطوير وتيسير التواصل مع مختلف شعوب الأرض، وتوثيق جهود وإنجازات أصحابها من خلال إعلام واعٍ وبنَّاء؟!