الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

ومن ليس لديه صورًا صادمة؟!

https://www.e3lam.org/2017/10/18/253309

تتبع مواقع السوشيال ميديا سياسة الترافيك عن طريق جذب القارئ من خلال عناوين تشويقية من نوعية "فضائح جنسية، ملابس ساخنة، ملامح شيخوخة" ودائما ما يلفت نظري مقدار الإقبال على قراءة مثل تلك الأخبار، فالمجتمع المتدين أو الملتزم بطبعه يبحث دائما على الفضائح، ومهووس بتناقل صور الفنانات في شيخوختهن، ويبحث بشغف عن أي "فوتوسيشن" ساخن لفنانة شابة ليشارك الجميع صورها مرفقة بعبارات التحرش المغلف بغزل!

من ضمن طائفة الصور الصادمة؛ صور المشاهير التي تأتي تحت عنوان "قديما وحديثا"، إذ يتفنن كثيرون بإعداد كليبات فيديو تحوي صور العديد من مشاهير الفن والغناء في بدايات الشهرة، مقارنة بصورهم الحديثة مؤخرا، متعمدين تذييلها بعبارة "قبل وبعد عمليات التجميل" ..

إنهم يصفون "خلق الله" قبل عمليات التجميل بالصور الصادمة، لو تأملنا في تلك الصور سنجدها مثل صورنا جميعا في الماضي، فليفتح كل منا ألبوم صوره، كانت صورنا في تلك الحقبة دون "فوتوشوب"، قمصان مشجرة تصلح لحفلة تنكرية، إطار نظارة يبلع ثلاث أرباع الوجه، شعر مجعد قبل جلسات الكيراتين والبروتين، ماكياج بسيط دون كونسيلر أو كونتور، شوارب الرجال تأكل الفم والذقن، أما الآن فالوجوه كلها متشابهة، نفس تاتو الحواجب، نفس لون العدسات، نفس شكل وحجم الرموش، تجعل لأكثر من واحدة نفس نظرة العين، بل نفس شكل الوجه بأساليب الماكياج وتنحيف الأنف وإبراز عظمتي الوجنتين، إذا كانت الموضة حلق الشعر فالكل فاعل، وإن كانت ذقن "مهند التركي" هي الشائعة فالكل مطلق اللحى، حتى الأسنان؛ أصبحت طاقم واحد أشبه بإعلان سيراميك، نفس "الرصة" والشكل واللون الأبيض الناصع، نفس الابتسامة الباردة المصطنعة.

لماذا صورة فنان في سمنته صورة صادمة؟! هل زيادة الوزن قبح؟! لماذا صور الشيخوخة صور صادمة؟! المفترض أنها مرحلة من مراحل العمر الكل إذا طال به العمر ستصل ملامحه إلى ذلك الشكل المُسن، بل لماذا صورة الفنان في ملابس الإحرام صورة صادمة؟! ألابد أن يذهب للحج أو العمرة بملابس غير التي يرتديها كافة الحجاج والمعتمرين؟! بل والأدهى والأمَر لماذا يتم نشر وتداول صور الفنانين على فراش المرض والموت؟! ما المثير والجاذب أن أرى إنسانا في أقسى لحظات حياته تحت الأجهزة الطبية، أو أراه وهو جثة هامدة حوله زهور الجنازة، أو في تابوت قبل الدفن ؟!
عمليات النفخ والشفط والقص واللصق، يُطلق عليها عمليات التجميل، تُعطي نتيجة غير خلق الخالق، وفي غير الحاجة الماسة لها من إصلاح عيوب قاسية أو تشوهات خلقية أو نتيجة حوادث؛ فتلك العمليات هي التي تخلق الصور الصادمة، فصورة نانسي عجرم كانت من البراءة والطفولة التي اغتصبتها عمليات التجميل، وهي التي قضت على جاذبية نظرة عيني صفية العمري، وشفاه إليسا ونوال الزغبي تثيران الشفقة، وملامح وجوه الفنانات كبيرات السن سئمن شد وحقن ولو تركن تجاعيد الزمن تتوغل وتنتشر لكان أرحم من وجوه تتشوه فتزيد الصدمة والمقارنة، ومن ثم الترحم بين وضع حالي مزري وشباب جميل اندثر، وبنفس المبدأ فصور اليوم التي يصفق لها كثيرون، ويتمنى التشبه بها أكثر ستكون بعد عشرين عاما صادمة بدورها بالمقارنة بصور ذاك العصر القادم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق