السبت، 1 يوليو 2017

ما هو معيار التجاوز عن الخيانة في “لأعلى سعر” ؟!

https://www.e3lam.org/2017/06/26/225252https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D8%B9%D8%B1-/10154729440886696/
نشأت كل من جميلة “نيللي كريم” وليلى “زينة” في أسرتين مفككتين، أم وأب مطلَّقين، شتات وزرع كراهية، إلَّا أن الفرق شاسع بين الشخصيتين، جميلة وليلى وجهان على تمام النقيض، الخير في مواجهة الشر، التفاني والتضحية مقابل التخطيط والمكائد للمصلحة الخاصة، الحب بالفطرة يعترضها الكراهية لمجرد الكراهية.
في الحلقات الأولى من مسلسل “لأعلى سعر” صُدِمَ المشاهدون بخيانة “هشام – أحمد فهمي” لزوجته جميلة مع أعز صديقاتها ليلى، ومن ثم يُحَلِّل تلك الخيانة بإتمام زواجه بالصديقة الخائنة، وتتوالى عمليات الغدر (بمساعدة شقيقها) لطردها من شقتها وسلبها حقوقها حتى حق حضانة ابنتها الذي آل إلى الأب (بالرغم من عدم قانونية ذلك الحكم)، ورأينا الشك الأعمى بين زوجين آخرين، وعلاقات جنسية محرمة بين عدد آخر من الشخصيات، فجذب المسلسل اهتمام المشاهدين منذ حلقاته الأولى، أحداثه المكثفة والسريعة والشيقة والمنوَّعة؛ خلقت حالة من الشغف لمعرفة مصير كل شخصية.
ربما يكون الإطار العام للمسلسل هو الخيانة الزوجية أو غدر الأصدقاء أو العلاقات المحرمة، ولكن علاقة الأشقاء فيما بينهم كانت محوراً رئيسياً أيضاً، فخنجر الخيانة كان أكثر إيلاماً عندما كان في يد الأم والأشقاء الذين تخلوا عن شقيقتهم في محنتها، ولم يساندها أيٌ منهم في وجه زوجها الباغي خوفاً على وظائفهم في المستشفى الذي يملكها، إذ لم تكن الأسرة في ضيق من العيش يبرر تخلي أفرادها عن أختهم، وبالرغم من بعض الأحداث اللامنطقية التي تخللته؛ إلا أن المُشاهد كان كمشجع رياضي في مباراة، يهتف لـ “جميلة” أن تقتص من زوجها الخائن، ويهلل لها عقب كل نجاح تُحرزه، ويثور لكل خيبة أمل تصاب بها، وفي أثناء انتظار الحلقة الأخيرة من المسلسل؛ حبس متابعو المسلسل أنفاسهم في انتظار كيف سيكون قرار “جميلة – نيللي كريم”، هل ستقبل بالرجوع إلى طليقها الذي غدر بها وخانها مع أقرب صديقاتها وتزوجها عليها دون علمها، أم سترفض عرضه لعدم استطاعتها نسيان جرح الكرامة؟!
دور الفن ليس مجرد تجسيد الواقع وتسليط الضوء على مشاكل المجتمع، بل الدور الأهم هو التنوير واقتراح وتقديم الحلول، وليس مجرد عرض عادي أو عابر لسلوكيات وأعراف سائدة خاطئة، ومن تلك الأعراف الخاطئة طريقة التعامل مع الخيانة الزوجية إذا صدرت من الزوج أو الزوجة، ففي موقفين شديدي التشابه، يقوم كل من زوج جميلة، وزوجة أخيها د/ رامي “محمد حاتم”  بخيانة شريك حياته، ولكن موقف المحيطين والأسرة وخاصة الأم جاء على تمام النقيض.
جرى العرف أن يطلق المجتمع على جريمة خيانة الزوج زوجته “مجرد نزوة” بالرغم من أنها كبيرة من كبائر الذنوب، أمَّا إذا صدرت من الزوجة فيبلغ التجريم حداً مختلفاً تمام الاختلاف وتستعر نظرات المجتمع للزوجة الخائنة، وتصل تلك التفرقة إلى القانون نفسه في توقيع العقوبة على جريمة قتل أحد الزوجين زوجه الخائن، بالرغم أن الحكم الإلهي الوارد في القرآن لا يفرِّق بين الرجل الزاني أو المرأة الزانِية، إلَّا في كيفية تطبيق العقوبة بين الجلد أو الرجم، فيما إذا كانا مُحصنين أم لا (متزوجين أو غير متزوجين).
في الحلقة الأخيرة اكتشف د/رامي أن زوجته كانت على علاقة محرمة بأحدهم وهمَّ بقتلها، بعد أن قام بتأنيب أمه بشدة أنها لم تحذره أو تلفت نظره لذلك الوضع المشين، وقامت الأم بالندم الشديد على ذلك والحزن أشد الحزن على ابنها المخدوع؛ بالرغم أنها طلبت منه مرات عديدة تطليق زوجته لمجرد الشك في سلوكها، أمَّا إذا تناولنا موقف نفس الأم تجاه خيانة زوج ابنتها؛ فإنها لم تنفعل أدنى انفعال ولم تَثُر حفيظتها لكرامة ابنتها، بل واستمرت في عملها مع زوج ابنتها وأحسنت معاملته غير عابئة بمشاعر ابنتها، بل وما زاد الطين بِلَّة أن قام كل من الأم والأب بنصح ابنتهم أن تصبر وترجع إلى زوجها من أجل ابنتهما، بعدما أحسَّ هو بخطئه بعد افتضاح أمر زوجته الطماعة الجشعة التي سلبته كل أمواله!
هل لو كان الأخ المخدوع بخيانة زوجته يمتلك طفلاً منها؛ فهل سيقوم كل من الوالدين بنصح ابنهم بالصبر والعفو عن الزوجة الخائنة من أجل الطفل الصغير؟، أعتقد لا، فلماذا إذاً يتم نصح البنت التي خانها زوجها وتزوج عليها بأخرى وانتزع كرامتها وجرَّدها من كل حقوقها، أن ترجع إلى زوج خائن من أجل الطفلة؟! متجاهلين أنَّ من خان مرة فبمقدوره أن يخون مراراً؟!
لابد من ترسيخ مفهوم تجريم العلاقات المحرمة على كل من الذكر والأنثى، والرجل كالمرأة في هذا الشأن، فإذا ما تمت مطالبة أنثى بالتجاوز عن خطأ الخيانة‘ فلماذا لا يكون نفس المطلب بالتجاوز موجَّه أيضاً إلى الذكر؟! لم تعجبني النهاية المفتوحة في احتمالية رجوع جميلة إلى هشام، وفي رأيي فإن الخيانة لا تُغتفر أبداً مهما كانت الظروف ومهما بلغت كيفية الندم ومدى التكفير عن الذنب.

لماذا ننصحك بمشاهدة “قُمرة”؟

https://www.e3lam.org/2017/06/05/220189
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D9%86%D8%B5%D8%AD%D9%83-%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D9%8F%D9%85%D8%B1%D8%A9/10154729489636696/

يضج الموسم الرمضاني دائماً وأبداً بالعديد من الأعمال الرمضانية سواء كانت درامية، أو كاميرا خفية أو حوارية مع عدد محدود ومكرر من الشخصيات، حتى البرامج الدينية وبرامج الطبخ أصبحت على قدر من التقليدية يجعل المسلسل الرمضاني يحتل المرتبة الأولى في خريطة المتابعة، ويظل من النادر كمَّاً ونوعاً أن تجد أفكار مختلفة لبرامج جديدة وقلَّما تكون هادفة أيضاً، من هذه البرامج برنامج "قُمرة"..


"قُمرة" برنامج يعرض على شاشة MBC في موسمه الثاني، تقديم "أحمد مازن الشقيري- مقدم برنامج "خواطر" لأحد عشر موسماً على التوالي، كان موسم "قُمرة" الأول في رمضان 2016، لمن يسأل عن معنى "قمرة" معناه البياض، شعاره الأساسي "عبِّر بإحسان"، يُشَكِّل منصة إعلامية مفتوحة لأصحاب الأفكار من مختلف أنحاء العالم للتعبير عن رؤاهم وآرائهم من خلال تصوير فيلم يختارون موضوعه من بين عدد كبير من المواضيع المحددة مسبقاً على موقع البرنامج، فتكون تلك الأفلام أشبه بأفلام وثائقية لا تتجاوز مدتها خمسة عشر دقيقة..


"قُمرة" الموسم الماضي كان عبارة عن جعل كل حلقة تحمل موضوعاً معيناً ثم يقوم القائمين على اختيار الأفلام المشاركة تحت هذا الموضوع، بقص ودمج أبرز وأفضل المشاهد فيها لتكوِّن حلقة واحدة، ثم يوضع لكل مشهد في الحلقة رقم خاص به للتصويت في النهاية للمشهد الفائز، أما "قُمرة" الموسم الحالي فيتم عرض فيلم واحد فقط لكل حلقة، يحمل موضوعاً مختلفاً باسم صاحب الفكرة وصانع الفيلم..

لماذا يجب أن تشاهد برنامج "قُمرة" ؟

- يُتيح "قُمرة" الفرصة لأصحاب المواهب والمبدعين بتجسيد أفكارهم وإخراجها إلى الواقع، ضمن آلاف من المحاولات، وأكثر ما يميزه أنه من صنع آلاف من الناس في مختلف أنحاء العالم وليس فريق برنامج محدد الأعداد والإعداد والأفكار، مما يؤدي إلى تنوع وتجدد طريقة طرح وتناول المواضيع..

- مواضيع البرنامج متعددة ومتنوعة في محط اهتمام كل الفئات والثقافات، تتنوَّع بين مناقشة المشاكل المجتمعية الداخلية، والدولية، وحقوق الإنسان، والأخطار المحيطة، ومواضيع توعوية وإنسانية، وغيرها الكثير..

- فكرة البرنامج تُمَكِّن كل صاحب فكرة من التعبير عما يجول بداخله بأسلوبه الخاص، دون وصاية أو رقابة أو توجيه، أو مصادرة للرأي، فيتم إثراء الساحة الإعلامية بمشاركات مبتكرة فعَّالة وهادفة..

-إتاحة المسابقة أمام كل الراغبين في الاشتراك من كافة دول العالم، يؤدي إلى التعرف على مختلف الثقافات والحضارات، والإلمام بمشاكل العالم، وتصحيح المفاهيم، والانفتاح على الآخر، والتآلف مع الغريب، واقتحام المهجور والمجهول..

- العمل داخل أجواء المسابقات واختيار الأكثر تميزاً، يدفع المشارك للاجتهاد وتقديم أفضل ما عنده، ويجعل من المشاهد على قدر من شغف المتابعة على غرار متابعة برامج المسابقات واختيار مواهب التمثيل والغناء..- "قُمرة" برنامج شارك فيه 24000 صانع فكرة، 4280 صانع أفلام من 83 بلد، الشكل الذي خرج به البرنامج من خفة العرض، وجودة إخراج الأفلام وتناول المواضيع بأسلوب مختلف قد يعطي ملمحاً عما يجب أن يكون عليه مستقبل الإعلام، فعندما يشارك الجمهور في محتوى الإعلام سينتفي احتكار الكلمة المكتوبة والمسموعة، من أقلام وأصوات جامدة وموجهة الأفكار، أصابها العقم مع مرور الزمن واستمرارها في تكرار الفكرة بعيداً عن أي تجديد أو تطوير..

- تدرجت وسائل التواصل عبر العصور، بداية من النقوش على الصخور وحتى عصر نقرة فأرة الكمبيوتر على الشبكة العنكبوتية، وقد سجَّلت الوسائل البدائية الشاقة في التعامل معها أعظم وأرقى الحضارات، فكيف يكون أسهل ما وصلت له التكنولوجيا عاجزاً أمام تطوير وتيسير التواصل مع مختلف شعوب الأرض، وتوثيق جهود وإنجازات أصحابها من خلال إعلام واعٍ وبنَّاء؟!

إعلان العروسة المحترقة.. هبة: مع وهالة: ضد

https://www.e3lam.org/2017/06/05/220337
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B6%D8%AF/10154729462751696/ جذبتني موسيقى الإعلان، والإهداء في بداية الإعلان للعظيم "محمد فوزي، اللحن المميز لأغنية "ذهب الليل" مع مشاهد لبنت نحيلة تجري وتلعب بدمية صغيرة انتهت فجأة بصدمة عنيفة في صدري بمجرد سماعي لجملة "وِقِع الزيت على وشها حَرَقُه"، كلمات قاسية صاحبت مقلاة زيت تطير في الهواء، ولهب النيران المنتشر ببطء يعقبه تسارع في نغمات الأغنية مع مشهد سيارة الإسعاف تهرع في الشوارع للبحث عن مستشفى متخصص، وينتهي بالخبر الحزين، يأس الأطباء من شفاء جميلة لعدم توافر علاج للحروق..

قد يكون الإعلان جيد بالمقارنة بإعلانات أخرى من حيث عدم متاجرته بالمرضى وإظهارهم بشخصياتهم الحقيقية، ولكن المزعج أن كلمات "سكريبت" الإعلان كانت صريحة ومباشرة وتصور واقعة الحريق بدقة، بالإضافة إلى مشهد سكب الزيت في خلفية موسيقية لأغنية للأطفال، وكأن الإعلان موجَّه للأطفال لتخويفهم من اللهو بجانب الزيت الساخن، وليس إعلان للكبار لحثهم على القيام بالتبرع للمستشفى ولضحايا الحروق..

أغلب المستائين من الإعلان اشتركوا في سبب واحد، وهو ما حدث لأطفالهم عقب مشاهدة الإعلان، رد فعل واحد لكل الأطفال، تأثر حد البكاء، سؤال متكرر عن مآل جميلة، عدم القدرة على النوم بسهولة وشكوى من أن ذاكرتهم لا تستطيع طرد قصة الفتاة المسكينة، الغريب أن بعض المعترضين على الإعلان كان لمجرد تشويه لحن الأغنية بطبع موقف مأساوي في ذاكرة من سيستمع لها لاحقاً، والإساءة للحن قديم من التراث الغنائي للطفولة، ولم يُسِئهم كلمات جاءت أشد قسوة وإيلام للمشاهد!

ثم يأتي آخر مشهد من الإعلان وهو انعزال جميلة وعروستها المحروقةعن باقي أصحابها التي كانت تلعب معهم في بداية الإعلان، ونفورهم من هيئتها المشوهة بفعل الحريق، أظن أن هذا المشهد أيضاً سيكون له الأثر السيء على نفسية المشاهدين من ضحايا الحروق وذويهم، مؤكد كان الهدف سامٍ في التبرع لمستشفى (أهل مصر لعلاج الحروق بالمجان) ولكن أعتقد أنهم لم يوفقوا على الإطلاق بإخراجهم إعلان على هذا النحو تسبَّب في إيلام الكثيرين والأهم أن منهم أطفال..