الاثنين، 25 يوليو 2016

"رُدَّ قلبي" رواية ثم فيلم ثم مسلسل

http://www.e3lam.org/2016/07/24/131912
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B1%D9%8F%D8%AF%D9%91%D9%8E-%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AB%D9%85-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%AB%D9%85-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84/10153829340166696
استطاع كثير من الروائيين والكتاب ومخرجي السينما والتليفزيون عرض قيمة ثورة 23 يوليو ونجاحها في قضائها على الطبقية من خلال قصص الحب الرومانسية، وبالرغم من لمحات اليأس واستحالة زواج حبيبين من طبقات متباعدة، إلَّا أن أغلب الأعمال الدرامية أصَّلت لفكرة العدالة الاجتماعية من خلال إكمال قصص الحب وتتويجها بالزواج..
في تلك الأعمال ينتصر الحب على الطبقية والتفرقة الاجتماعية، فابنة الباشوات والأكابر تستطيع أن تتزوج من ابن الجنايني والأفندي كما فعل “علي” و”إنجي” في رواية “رُدِّ قلبي” ليوسف السباعي، والتي تم تجسيدها بعد ثلاثة أعوام في فيلم يحمل اسم الرواية، وكذلك بعد أربعة عقود في مسلسل يحمل نفس الاسم.. أولاً : الرواية تم إصدار رواية “رد قلبي” لفارس الرومانسية “السباعي” في جزئين سنة 1954، إذ تتناول أحداثاً واقعية في مصر في وقت الإقطاعيين وتجبّرهم على الفلَّاحين، وتم إنتاج الفيلم عام 1957، من سيناريو وحوار وإخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة مريم فخر الدين “إنجي”، وشكري سرحان “علي”، أما المسلسل فقد تم إنتاجه عام 1998 بطولة نرمين الفقي ومحمد رياض، سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أحمد توفيق.. ثانياً : الفيلم – في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.. – رشح المخرج عز الدين ذو الفقار أخاه الصاغ صلاح الدين ذو الفقار للمشاركة في فيلم “رد قلبي” بعد تجربته السينمائية الأولى في فيلم “عيون سهرانة”، وقد اشتهر بعبارة “علي يا ويكا” التي كان ينادي بها أخاه “علي” شكري سرحان في الفيلم.. – “إنت من الأحرار يا علي”.. عبارة شهيرة نطق بها الفنان الراحل كمال ياسين وهو يخاطب بها شكري سرحان عند إخباره بانضمامه لتنظيم الضباط الأحرار، وهي من أشهر عبارات الأفلام المصرية.. من أحد المشاهد الشهيرة في الفيلم مشهد شفاء “عبد الواحد الجنايني” الذي أصيب بالشلل نتيجة صدمته واتهامه بالجنون عند تقدمه لخطبة “إنجي” ابنة البرنس لابنه “علي” ثم استعادة مقدرته على النطق عندما علم بقيام الثورة.. – أثناء البحث عن أفيش الفيلم على محرك البحث “جوجل” ستجد أفيش مغلوط يحمل اسم الكاتب إحسان عبد القدوس بدلاً من يوسف السباعي..
ثالثاً :المسلسلأبدت مريم فخر الدين أهم الأخطاء التي وقعت في المسلسل؛ “البرانيط” على رأس نرمين الفقي وزيزي البدراوي، إذ إنه من المفترض أن تلك البرانيط لم تكن تستورد من عدد من الدول الأوروبية في تلك الفترة، حيث كانت أوروبا تعيش أزمة الحرب العالمية ولم تكن تصنعها ولا تصدرها لانشغالها بتصنيع الأسلحة، كما علَّقت على الإفراط في المشاهد الرومانسية والسرد والتطويل، كما رأت أنه لا أحد من الممثلات الشابات جدير بذلك الدور، كون الدور يحتاج إلى مواصفات “ملوكية” على حد قولها.

الخميس، 21 يوليو 2016

اضطراب الهوية الجنسية في سقوط حر

http://www.e3lam.org/2016/07/01/126755https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%AD%D8%B1/10153821139306696

كسر مسلسل “سقوط حر” الحصار المفروض على واحد من المواضيع الشائكة التي إذا ما اتخذت مكاناً للحوار أثارت عاصفة من اللغط والتخبط نتيجة الجهل أو المعلومات السطحية المختلطة بقليل من الحقائق العلمية وبكثير من الخطوط الحمراء لتشابكها مع خيوط الدين والعادات والتقاليد..

هذا الموضوع هو مرض اضطراب الهوية الجنسية (الترانسكس) ، مرض يُوَلد به الإنسان ولا تُعزى أسبابه أبداً إلى التربية أو البيئة التى نشأ فيها الطفل، وإنما إلى خلل هرموني/ بيولوجي أثناء تكوين الأعضاء التناسلية للجنين، إذ تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يكون للذكر الأعضاء التناسلية الكاملة ولكنه يحس بانتمائه للإناث، فيعيش المريض في حيرة ما بين اعتقاده حيال الجنس الذي ولد به، وبين شعوره الداخلي المعاكس لتكوينه الجسدي التشريحي، فيعيش الذكر حبيساً في جسد أنثوي، والعكس، فيسلك الذكر سلوك وعادات الأنثى، وتسلك الأنثى عادات وسلوك الذكر ..
قامت الممثلة “إيمان الحلو” في المسلسل بتجسيد معاناة الحالات المصابة بذلك المرض بإتقان شديد، إذ أحسنت في إقناع المشاهد وإيقاعه في دائرة الحيرة في أمرها إذا ما كانت ذكراً أم أنثى، سواء من تضخيم لنبرات الصوت، أو الحديث بصيغة المذكر، أو انتقاء الملابس وتسريحة الشعر، أو طريقة المشي والجلوس وحتى في أوقات اللهو، فالحركات كلها توحي بأنها ذكر ولكن للأسف اسمه “هنا” وبطاقته تؤكد بأنه أنثى، ولكن تلك الأنثى لا تحس بأنوثتها بل وأن المحيطين بها لا يرون أي ملامح للأنوثة ..
الحوار بين المريضة “هنا” وبين أطبائها أو نزلاء المصحة النفسية يتناول المشاعر التي تراود مريض اضطراب الهوية الجنسية البعيدة كل البعد عن سلوك الشواذ جنسيا، فالشاذ (مثلي الجنسية) يميل إلى نظيره من نفس الجنس، ولكن المصاب بمرض اضطراب الهوية الجنسية كل ما يؤلمه هو مشاعر الاضطراب ناحية جنسه مع سعيه الحثيث للخروج من جسد لا يُحس بالانتماء له، وعند علاجه بعمليات تحويل الجنس فإنه يميل جنسياً إلى الجنس الآخر كما الأشخاص الطبيعيين ..
وعلاج تلك الحالات هو عمليات التحويل الجنسي بعد جلسات تأهيل نفسي لمدد طويلة، ولكن حتى بعد إجراء الجراحة يظل هؤلاء المعذبون وأهاليهم في دائرة مغلقة يُغلفها الخوف من الفضيحة ونظرة العار المجتمعي القائم على جهل أزلي معقد عن تفهم حقيقة تلك الحالة المرضية الخارجة عن إرادة أو اختيار المصاب، ويزداد الوضع سوءا إذا ما فشلت الجراحة التي قد تدفع المريض إلى الانتحار لإحساسه بعدم الخلاص مما يؤرقه طيلة حياته، ومن ثم العودة إلى اضطهاد المجتمع ونظرة الطرد واللعن من رحمة الله ..