السبت، 17 يناير 2015

بدلة الوقاية من بُمْب العيد !

http://e3lam.org/2015/01/10/12470


خلاصة ما ستقرأه الآن أن بدلة ضابط المفرقعات في العالم كله تحافظ على حياته، ومواصفاتها توفر له الراحة والحماية، أمَّا في مصر فإنها لتحمي أشلاءه من التطاير !! فجعتني عبارة " تحمي أشلاءه من التطاير " ؟!! هذه الجملة تكرَّرت أكثر من مرة ، أَحْصُر أحدها مرة في الحوار المسجل مع الضابط الشهيد ضياء فتحي قبل سنتين تقريباً من استشهاده، وقيلت مرة أخرى( بعد استشهاد ضياء فتحي )على لسان العقيد إبراهيم حسين ضابط بإدارة الحماية المدنية قسم المفرقعات، مؤكداً أن البِدَلْ التي توفرها الوزارة لرجال المفرقعات من أحدث بِدَلْ الوقاية في العالم !! 
(البدلة الواقية التي كان يرتديها الضابط الشهيد ضياء فتحي غير كاملة، فهي ينقصها ذراع طوله 3 أمتار للتعامل مع القنبلة عن بعد، وجميع أفراد الحماية المدنية في الجيزة يعلمون أن بدلات الحماية غير كاملة، وتم تقديم طلبات بإكمال البدلات ولم تكتمل حتى الآن، فهناك نقص كبير في الإمكانيات ) ما سبق فيما بين القوسين هو تصريح اللواء محمد نور الدين مساعد وزير داخلية سابق !!
أي كلام نصدق الآن ؟! أن بِدَل خبراء المفرقعات من أحدث بِدَل الوقاية في العالم؟ أم أنها فعلاً فقيرة الإمكانيات وعاجزة حتى أن تحمي الضابط من تناثر أشلائه جَرَّاء الإنفجار ؟ ربما تكون أحدثها للتعامل مع انفجار بُمب العيد، ولا تنسى أن أغلب القنابل التي تم اكتشافها أو تفكيكها أو انفجرت بالفعل وخلَّفت ضحايا ومصابين كانت تحت توصيف " قنابل بدائية الصنع " !! هذا إن تواجدت وقام بارتدائها ضابط المفرقعات أصلاً قبل البدء في التعامل مع القنبلة !! ولا تنسى أيضاً أن شهيدين سابقين من ضباط المفرقعات قد استشهدا وهما يتعاملان مع القنبلة مباشرة دون أي حاجز أو بدلة مقاومة للإنفجار أو حتى سترة واقية من الرصاص أو حتى خوذة على الرأس !!!


الشهيد ضياء فتحي في ذلك الحوار القديم قال أن الخطأ الأول هو الخطأ الأخير في مهنته، وكان متوقعاً الموت في كل مهمة يخرج لها، كما أنه كان متأكداً من أن السترة التي يرتديها ليس لها إلا دور واحد أساسى وهو الحفاظ على الجثة من أن تتحول إلى أشلاء فى حالة حدوث انفجار، وأنها لا تؤمن له الحماية من الموت !!


الرئيس عبد الفتاح السيسي دخل حرباً على الإرهاب دون أن يعد ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل لمحاربة أعداء الوطن والأمن والإنسانية، كيف سيرهب أعداء الله وأعداءنا من الإرهابيين في ظل فقر إمكانياتنا حتى من توفير أدنى وسائل الحماية لضابط المفرقعات وهو " بدلة التخلص من الذخائر المتفجرة " ؟!!

سيستاء مني الآن مهللي ( الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة ) لأني أُحَمّل الدولة دم شهدائنا من ضباط الجيش والشرطة، ففي نظرهم أن الوطنيين وحدهم هم الذين يحملون مسئولية الدماء على الإرهابي زارع القنبلة وحده ، دون تحميل نظام الدولة أي مسئولية، ويغمضون أعينهم أن ذلك النظام الفاسد لا يؤمن أدنى وسائل الحماية والتأمين لجنود مساكين أو ضباط مخلصين يؤدون عملهم بأفقر وأقدم وأرخص الوسائل والإمكانيات، وهذا النظام لا يطبق حتى أدنى التدابير الأمنية من ضرورة الالتزام بارتداء البدل الواقية ( هذا إن كانت بالفعل واقية وتوافق المعايير العالمية من توفير الحماية من الشظايا وليس مهمتها الأولى والأخيرة هي حماية الأشلاء من التطاير والتناثر)، أو البدء باستخدام الروبوتات الآلية والمياه دون التخل البشري المباشر إلا بعد التأمين..

حتى بديهيات إخلاء المنطقة المشتبه بوجود القنبلة فيها من المارة معدومة، فتجد الناس يقفون لتسجيل فيديوهات بتليفوناتهم المحمولة أثناء دقائق التعامل مع القنبلة، وربما في وقت لاحق سيأخذون صور السيلفي مع القنبلة نفسها ، ولا يبدأ أحد من المنوط به تأمين محيط القنبلة بالصراخ فيهم لتفرقتهم إلا بعد انفجارها في وجه من يقوم بتفكيكها، لتنهمر فيما بعد الفيديوهات الأليمة للضابط الضحية بعد أن ارتقت روحه إلى السماء، ولا مستفيد إلا المواقع الإخبارية التي تتبارى في تناقل صور وفيديوهات اللحظات الأخيرة للضابط الشهيد أثناء استعداده لتفكيك القنبلة، ولحظة التفجير الصادمة !!
تاركة تلك الفيدوهات الجرح الأعمق في قلوب ذويه، والذكرى الأسوأ في عقول رفاقه ممن ينتظرون الموت بدورهم في مهام لاحقة لتفكيك قنابل أخرى ربما بعد الحادث الأليم بساعات !!
الشهيد ضياء فتحي لم يكن الوحيد ممن قدموا أرواحهم فداءً للآخرين في التعامل مع مخلفات الإرهابيين، ففي كل مرة يُلقي الملقون اللوم على الإرهاب الأسود، وآخرون يلقونه على تقصير الدولة، وقليل ممن يضع هؤلاء وأولئك في نفس خانة المسئولية، تظل الوعود باستيراد أجهزة حديثة تطابق المعايير الدولية، والبدء بمنظومة أكفا للتدريب والتأهيل طي العهود في انتظار شهداء جُدد لنكرر نفس نغمات الاستنكار والتساؤل واللوم .. !!

رحم الله الشهيد الضابط ضياء فتحي وكل شهداء هذا الوطن ممن يذهبون ضحية إرهاب أسود وضحية نظام عقيم .. 

الأحد، 4 يناير 2015

ياسمينا وأحلام ” سنو وايت والساحرة الشريرة”

http://e3lam.org/2015/01/04/1182
https://www.facebook.com/E3lam.org/photos/a.1565762177002018.1073741828.1544164125828490/1585757015002534/?type=1


https://www.facebook.com/E3lam.org/photos/a.1565762177002018.1073741828.1544164125828490/1585757015002534/?type=1


http://almogaz.com/news/opinion/2015/01/04/1800842

في الوقت الذي كانت تقف فيه الفنانة أحلام أمام مرآتها السحرية التي تسألها كل يوم من هي ملكة الغناء ؟ لتجاوبها في كل مرة : ( أنت الملكة ولا أحد غيرك !) كانت تقف " ياسمينا " على مسرح " Arabs Got Talent " تشدو وتصدح وتلهب مشاعر لجنة التحكيم والجمهور بفخامة صوتها الطربي الأصيل، فتفاجأ أحلام بوجود " سنو وايت " صغيرة جميلة الصوت فتعاود سؤال مرآتها للمرة الثانية لتصعقها الإجابة : ( أن " سنو وايت " الغناء " ياسمينا " هي الأجمل صوتاً وأن صوتك ما هو إلا رعداً هزيماً) ..



لقد دبَّت الغيرة في قلب ساحرة القصة هذه المرة ليس لجمال الوجه وبياض البشرة، وإنما لقدرة طفلة صغيرة على خطف قلوب الملايين بمجرد البدء في الغناء، لذا فقد انطلقت تصريحات أحلام قاسية حادة تفتقر للياقة والنقد البنَّاء، ليس مستغرباً من الفنانة أحلام " جر شكل الجميع "، فلها مشاجرات ومشاحنات مع " طوب أرض " الوسط الفني، ولا يفاجئني اعتراضها حتى ولو بأسلوب فج، ولكن ما فاجئني هو ضراوة تعليقها على مشتركة صغيرة السن لازالت أمام محاولات متكررة للتصفية مع آخرين لنيل لقب البرنامج، أي أن فرصها في الربح يعادلها فرص للخسارة إذا ما تقدم من هم أحق منها للفوز في المسابقة ..


ربما قد نهشت الغيرة أوردة قلبها لأن نجوى كرم الصوت الجبلي الأصيل هلَّل وكبِّر للموهبة الصاعدة، وسالت الدموع من عينيها كما انهمرت من عيني أحمد حلمي الذي كان يمسك برأسه من شدة تأثره بروعة الصوت، وكما ارتسمت ابتسامة إعجاب وتقدير على شفتي ناصر القصبي، وكما اقتنع مؤخراً علي جابر وابتهج عندما ضغطت نجوى كرم " الزر الذهبي " ليؤهل " ياسمين " للتصفية النصف نهائية ..


بالرغم أن ياسمينا محترفة غناء على مسارح الأوبرا واشتركت في العديد من الحفلات بأقوى الأغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم إلا أنه ظهر عليها القلق والخوف وهي في تجربة الأداء أمام لجنة التحكيم، الناجح الحقيقي هو من يخشى الفشل ولذلك يبذل أقصى ما في وسعه ليبلغ مراده ولم يعرف الغرور ولا الثقة الزائدة بالنفس طريقاً إلى قلبها ..


الفنانة أحلام تظن نفسها الملكة لأن كاميرات التليفزيون تسعى وراءها لتسجل تقريراً عن طائرتها الخاصة وعن آخر ما اقتنت من مجوهرات وحلي، وتأخذ الصور الفوتوغرافية لآخر خِلقة قد وصلت لها بعد عشرات من عمليات التجميل، ومع ذلك ربما تُحس أن شيئاً من ذلك كله لا يجذب لها الأنظار كما خطفها للإعجاب ببراءة وجه ياسمينا والغرام بصوتها الربَّاني العذب الشجي الذي يبعث القشعريرة في الجسد، ويوقظ شجنه الدافيء الصوت الكلثومي الخالد، ويُحيي في النفس ذكريات الآباء ودندنتهم لأغاني الست وسلطنتهم لأنغام وألحان عظماء الموسيقى العربية في زمن الفن الجميل ..