السبت، 25 أبريل 2015

بل شقوق في البدلة الميري

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A8%D9%84-%D8%B4%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1/10152939723016696?pnref=story

عندما يكون المرض خطيراً ( كإنفلونزا الطيور أو الخنازير مثلاً )، وانتشاره يشكل وباءاً، فإن كل حالة مصابة بهذا المرض يتم إيداعها وبشكل عاجل وسريع حجراً صحياً حتى يتم شفاؤها بالكامل لتضييق نطاق العدوى، ولم نسمع أبداً أن حالة واحدة أو اثنتين أو أكثر تم اعتبار أنها " حالات فردية " ولا ضرر من إهمال علاجها، هكذا من المُفترض التعامل مع أخطاء الشرطة الموسومة على الدوام أنها حالات فردية، تلك الحالات الفردية حاملة لفيروس مرض عُضال هو الفساد ومخالفة القانون وإهدار الكرامة الإنسانية، وإذا ما تم تجاوز تلك التجاوزات الفجَّة وعدم الوقوف على أسبابها  ومرات تكرارها فلا تدارك لهاوية ينزلق فيها الوطن ككل ..

" هسيبك تِرَوَّح ولو سمعت إنك عملت حاجة هجيبك وأعملك قضية مخدرات " .. تلك هي عقيدة الداخلية " اضرب المربوط يخاف السايب "،اعتقال عشوائي فالمتهم مدان حتى تثبت براءته، سحل وصفع في لحظات توقيف المتهم وإلقاء القبض عليه، استخدام أحط وسائل التعذيب للحصول على الأدلة والاعترافات، تهديد وتنكيل وتلفيق للتهم وتوضيب المحاضر وتستيف القضايا، إهانة واضطهاد داخل أماكن الحجز. ربما يتناسون أو يتجاهلون أن السبب الرئيسي لقيام الثورة كان نظام مبارك القمعي، ولكن هذا لم يعد مهماً الآن فتلك الثورة التي جعلتهم يتقهقرون بِضع خطوات للخلف، تلتها ثورة قفزت بهم عدة خطوات إلى الأمام، على أجسادنا وعلى حساب أرواح كثيرين ممن ظنوا أن صلاحاً أو أملاً باقٍ في مستقبل هذا البلد، " محدِّش ضد حقوق الإنسان، لكن قولولي هل ممكن واحنا في الظروف دي مايكونش فيه تجاوزات ؟!.. لا هيكون فيه تجاوز، ولكن دا ظرف استثنائي بنعيشه ".. الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثٍ مرة عن التجاوزات !!

واقعة أولى : قسم مصر القديمة، متهم بسرقة بطاريات سيارات توفي نتيجة هبوط في الدورة الدموية بعد تعرضه لأزمة صحية أثناء التواجد داخل غرفة الاحتجاز، وبانتقال المستشار رئيس النيابة لمعاينة مكان الاحتجاز تبيَّن أن المكان يضم  390 محتجزاً !! والمكان لا يتسع سوى ل100محتجزفقط !! تكرَّر نفس السيناريو في عربة الترحيلات، وتكررت الوفاة في الأقسام بسبب ظروف مكان الاحتجاز، ثم يقولون أنها حالات فردية !!
واقعة ثانية : " اتعلَّقت واتكهربت أكثر من مرة وقلَّعوا مراتي ملط أدَّامي علشان يغتصبوها " !! يقف المتهم داخل قاعة المحكمة يبث شكواه لقاضيه بكل القهر الذي في الدنيا، ولا نعلم كيف ستكون حفلة التعذيب بعد فضح المتهم جلَّاديه، وهناك من ينكر في دفاعٍ أعمى عن الداخلية !! ..
واقعة ثالثة : سائق بأحد الشركات تم القبض عليه على خلفية مشاجرة مع أحد الجيران، قام رائد في مركز شرطة طهطا بسوهاج بتعذيبه داخل المركز لمدة 3 ساعات ضرباً بالكرباج بمساعدة المجندين، ووقف على ظهره بالحذاء وهدَّده بقضية مخدرات، وصُور آثار التعذيب على جسده موجودة إلى جانب بلاغات سابقة وقرارات إحالة صادرة لمحاكم الجنايات والجُنح من النائب العام في حق ضباط متهمين ولا حياة لمن تنادي ..
واقعة رابعة : قام أمين شرطة بإطلاق النار من سلاحه الميري على شقيقه الضابط ملازم أول في قليوب، بسبب لوم المجني عليه وعتابه لأخيه أمين الشرطة على سب وشتم أحد الأشخاص، فأطلق عليه رصاصة أردته قتيلاً، جاء التجاوز والحالة الفردية اللانهائية هذه المرة بنيران صديقة لأشقاء الداخلية من قلب الداخلية ..
هذا غير وقائع عدة من اشتباكات بين ضباط الداخلية وضباط الجيش ..  
إذاً كم هي عدد الحالات الفردية المقبول تجاوزها لكي نظل نصف ما يقع من تجاوزات بالحالات فردية، ولا يجوز أبداً تعميمها على أداء الوزارة ككل ؟!! ..

مع كل حالة وفاة داخل أقسام الشرطة فإن التصريح الرسمي معروف مسبقاً من الداخلية : ( انتحار، هبوط في الدورة الدموية، تناول جرعة زائدة من مخدر) ويصدِّق عليها الطب الشرعي، حتى فقد مصداقيته عندما جاء تصريحه بأن نحافة الشهيدة شيماء الصباغ هو السبب في استشهادها لعدم تحملها بلي خرطوش الداخلية ( اللي مابيموتش )، لقد صدَّقت الطب الشرعي مرة، في حادث مقتل طالب هندسة جامعة القاهرة داخل الحرم الجامعي، وأن الشرطة بريئة من دم الشهيد، وأن إطلاق الخرطوش جاء من أحد زملائه من مسافة قريبة، وآثار الخرطوش في مرآة داخل الجامعة من جانب الطلبة وبعيدة عن أماكن تمركز قوات الداخلية، ولكن كيف أصدقه  وكيف أصدق مساعد وزير الداخلية أن آثار التعذيب على ظهر المصور الصحفي أحمد جمال زيادة ليس بسبب تعذيب، وإنما هي وحمة قديمة وهو المعتقل حتى الآن أكثر من 480 يوماً لقيامه بنقل الحقيقة ؟!!

وبدلاً من تثمين مجهودات الصحفيين العاملين على ملف " ثقوب في البدلة الميري" ووقوف الوزارة للاعتراف بأخطائها وتقديم المتسببين فيها للمحاسبة والإعلان عنهم بكل شفافية، يقدمون بلاغات ضد الصحفيين يساندهم في ذلك قطاعٌ كبير من المواطنين الشرفاء يصفون حصر ورصد التجاوزات بأنها أخبار مفبركة كاذبة، ويكيلون الاتهامات بمحاولة المساس بهيبة الدولة وهدم الشرطة، لا يفرقون بين من يحرِّض ضد الشرطة ومن يحاول تقويم مسارها، حيث لا توجد خطة واضحة المعالم عن الهيكلة التي طالما نودي بها، وتطوير آليات تأمين، أو تأهيل كفاءات، أو تدريب أفراد، فعبارة " إعادة هيكلة الداخلية " عبارة مشينة لم يقبلها قادة كثيرين سابقين وحاليين، لا مانع عندهم جميعاً من عودة الدولة البوليسية طالما ثقوب الرصاص الميري لن ينل من بَدْلاتهم وبيجامات أولادهم، ويظل درعهم لاستمرار إجرامهم أننا نحارب الإرهاب لذا لا مكان لحقوق الإنسان، فقبِّل مباديء الإنسانية ثلاث مرات وضعها بجانب الحائط ..

في مقال سابق لي " عزيزي الضابط حاول أن تستشهد بشرف " رصدت بعضاً من تجازوات الداخلية مما تحمله الأخبار يوميَّاً من حالات التعذيب والتنكيل في الأقسام والسجون، تلك الحالات الفردية علَّها تصل لمسؤول لكن كل الآذان من طين وعجين، مللنا وكللنا من كثرة الرصد والإحصاء والتدوين والإبلاغ دون ملبيٍ أو مجيب، إن الإهانة الحقيقية للشرطة ولدماء أبطالها الشهداء هي ممارسات زملائهم القمعية وخروجهم على القانون، " الثقوب " في البدلة الميري تصنعها الداخلية بنفسها " شقوقاً " في بِدَل أفرادها، سكوتهم على ممارسات كثير من الضباط من ترهيب وترويع ومخالفة للقانون يعطي ذريعة لأذرع الإرهاب الأسود لتتبع الضباط، والإرهاب الغاشم لا يفرِّق عندها بين ضابط طاغٍ وآخر شريف، بين مجند أو أمين شرطة فارض إتاوات أو عبداً للمأمور ..

الحياة بعيداً عن فيسبوك

http://e3lam.org/2015/04/23/33063

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83/10152938812556696?pnref=story

في فيلم أبيض وأسود، تجلس الأم خلف ماكينة الخياطة، تسأل ابنتها العائدة بعد يومها الجامعي عن سبب تأخيرها، إذا ما أردنا إعادة تمثيل ذلك المشهد اليوم فإن الأم لن تكون خلف ماكينة الخياطة، أو بيديها شيء من أعمال التريكو والكورشيه، سيكون على حجرها لابتوب أو بين يديها آيباد أو تاب، أو موبايل تملؤه ببرامج الواتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها..

عندما ابتعدت قليلاً عن متابعة فيسبوك لفترة أطول من المعتاد، بحثت طويلاً عن شيءٍ آخر يملأ الفراغ، أتعجَّب لعبارة " بحثت طويلاً " !! فقبل اختراع الفيسبوك، ما الذي كان يملأ وقتنا مثلاً ؟! كان لدينا من الهدوء والصفاء شيئاً لا نتذكره الآن ونفتقد منه الكثير ، وبالبحث عن بديل وجدت خيار متابعة المسلسلات التركي بديلاً ضمن بدائل أخرى، إلا أني سرعان ما طردت الفكرة الشيطانية من بالي، إذ أن لي تجربة مريرة سابقة مع المسلسلات المكسيكية قبل أعوام طويلة، وبعد أن أرهقني البحث ولأنه مصدري لمعرفة كل جديد، أقررت بضرورة العودة لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة لمن اعتاد عليها لسنوات، فطالما لا تشغلك وظيفة قاسية الظروف، أو يملأ فراغك عمل خيري، أو مرَّت علاقاتك الاجتماعية بفترة هدنة طويلة نسبياً تجعلك شبه عاطل عن تفاعلات الحياة في العالم الواقعي، فأنت حقاً تحتاج لتلك المواقع الافتراضية، أقلها حتى لا تنجرف للخيار التركي المدمر..

أنت الآن تعتبر فيسبوك عالمك الخاص الذي من خلاله تلتقي وأصدقاء لم يفرضها الجوار في السكن، أو لم تجبرك عليها زمالة الدراسة أو العمل، وعليه تستطيع أن تنتقيَ ما يتواكب مع اهتماماتك وليس جبراً مما يتابعه أفراد الأسرة على شاشة التليفزيون، أو ما يفرضه عليك القائمون على نشر ما يكتب في الصحف والمجلات، بروفايلك هو منبرك لتقول رأيك، ومصدرك السهل المباشر لتكوين رأي عام فيما يستجد من أمور في نطاقات اهتمامك، أنت تستمتع به طيلة ساعات اليوم، ابتداءاً من ساعات الصباح الأولى وأنت متأهب لسماع أنباء تفجيرات سيناء، مروراً بقرفك من أخبار سقيمة من نوعية فضائح الممثلين وأكثر لقطات برامج التوك شو سخونة في الليلة السابقة، انتهاءاً بسعادتك وأنت تكتب بوست قبل نومك عن النوستالجيا الدافئة تختم به يومك، حتى يأتي قرارك المفاجيء بالابتعاد لفترة ..

إذا ما جاء قرارك بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي قراراً قهرياً لمرورك أو مرور أعز الناس على قلبك بوعكة صحية، أو لتوترٍ مَا يقلقك ويُنَفِّرك من العالمين الواقعي والافتراضي على السواء، أو جاء ذلك القرار اختيارياً بالزهد فيها للسأم من الدوران في دوائر صفحات التواصل المفرغة وإحساسك كما المؤذن في مالطا، فإنك بعد فترة من الانقطاع تحس كما المدمن الذي يفتقد إلى جرعة عاجلة تقيه ما يحسه من آلام انسحاب المخدِّر، ولكن هل متابعة فيسبوك لمعرفة أخبار الدنيا في كل المجالات تُعد إدماناً ؟!! ..

أتصفَّح فيسبوك وأقوم بفتح أي لينك جاذب للاهتمام، حتى يتجاوز عدد الصفحات المراد قراءتها مئة صفحة، عندها أتمنى أن يكون بين يديَّ جريدة ورقية جامعة للأخبار والتي لن يتجاوز عدد صفحاتها بأي حال من الأحوال تلك المئة صفحة، أتابع لأني أريد أن ينصلح حال الكون، صلاحاً ليس إنقاذاً لآخر دب باندا من خطر الإنقراض، أو رأباً لثقب الأوزون وحلاً للاحتباس الحراري الذي بسببه ستغرق دلتا مصر في يوم من الأيام، وإنما صلاحاً يُعفينا من قراءة أخبار يومية من نوعية : " قتل جدته بمطرقة، وقتل زوجته بالشاكوش، وحرق عشيقته وأكل كشري ونام، وأخرج أمعاء زميله بالصف السادس الابتدائي بمشرط، وقتل صديقته ليسرق لابتوب يبيعه لشراء ملابس صيفي " !!

وبالرغم من متابعة قد يصفها البعض بالإدمان، إلا أن لحظات قد تمر أكره دأبي على متابعة فيسبوك، أكرهه عندما أحس غيرة أعزائي بالانشغال به عنهم، أو مشاكسات في العائلة بسبب ما أنشره أو بسبب إلغاء صداقاتهم عليه، وأمقته عند تذكري صور الأطفال المخطوفين التي تطاردني بتأنيب ضميري إذا لم أقم بالمساعدة في نشرها، وأحتقره عندما أتذكر كَمْ كان سبباً لإحراج كثير من الأصدقاء ومن ثم تقديمهم لأسف جم عما ظهر على صفحاتهم من بعض الصور الخارجة الخادشة للحياء دون علمهم أو إرادتهم، ويثير غيظي عندما أجد بعض رُواده يسبحون في عالم من القلوب والدباديب وأشعار الحب والهيام في وقت يسبح فيه آخرون بشارات الحداد وأخبار التفجيرات والعمليات الإرهابية، وأتمنى لو طال هجري له عندما أجد تصريحات لشخصيات شهيرة شكلت وجداني في فترة من الفترات ينافقون الحاكم ويطبلون مع النغمة الرايجة، لقد مرت بي فترات كثيرة لافتقاد فيسبوك أثناء الحياة بعيداً عنه، ولكني ألعنه وأسب من أوجده عندما أشم رائحة تنذر أن صينية الكيك في الفرن أصبحت كيكة العفريت المتفحمة التي يتداول صورها كل من يريد أن يسخر من سيدة انشغلت بواتساب وفيسبوك عما تحضره في مطبخها :) ..
  

الاثنين، 20 أبريل 2015

لليمن عاصفة الحزم ولسيناء الستر والبركة

http://yanair.net/archives/98879

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%85-%D9%88%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9/10152938808516696

يبدو أنه لكي تقوم الدنيا وتقعد وينعقد مجلس الدفاع الوطني، أو لكي يُعلن الحداد، أو لكي يتوقف شيء ما من مهازل تُعرض على قنواتنا الإعلامية، أن يكون العمل الإرهابي كبير ضخم وضحاياه بالعشرات ليتم وصفه بالمذبحة، فتفجير حصيلته خمسة أو ستة شهداء لم يعد ليهز جفن أحد، سواء مسؤول يرتدي بذلته لحضور الجنازات العسكرية، أو مواطن ملَّ أخبار الدم والتفجيرات والحرب على الإرهاب ..


تواتر العمليات الإرهابية في سيناء أصبح مرعباً فالعريش تشهد هجمات لا تنتهي، والكمائن على الطرق في رفح تحصد ضحاياها بالعشرات، هذا بخلاف المدرعات التي تمشي على الطرق تنتظر تفجيراً وشيكاً في أي لحظة، داخل مدرعة يضحي بحياته ملازم 26 عام ومعه خمسة مجندين كل منهم 22 عام في لحظات، لا ترقى تلك اللحظات لساعات على طاولة اجتماعات لمناقشة تعديل منظومة التأمين، ونقيب ارتقى لربه تاركا ابنته ذي الأربعة أشهر والعزاء جنازة عسكرية مهيبة، ورائد كان ينتظر لحظة الاستشهاد ليقينه أنه لا تأمين حقيقي ضد الإرهاب، ومجند مختطف في تفجيرات الشيخ زويد وتنتهي مأساته باستشهاده بعد اعترافات مسجلة مجبور عليها والعزاء فيه وفد من القوات المسلحة يزور أسرته ..

أثار شجوني مشهد زوجة الرائد/ أحمد جمال شهيد أحداث العريش الأخيرة، وعند قيامي بالبحث لأجد في أي أحداث أخيرة للعريش تم استشهاده، لم أستطع الوصول بسهولة، وهذا ليس بسبب ندرة الأخبار أو تضاربها، وإنما بسبب أن المدينة شهدت في عدة أيام متتالية أكثر من هجوم إرهابي على قسم ثالث العريش من هجوم بسيارت مفخخة، هذا غير استهداف الكمائن وتفجير مدرعة على الطريق راح ضحيتها ستة شهداء في مذبحة أخرى لكرم القواديس، ولكن المذبحة هذه المرة لم تهتز لها الدنيا لأن الحصيلة جاءت بستة شهداء فقط لا غير ..

الزوجة وإن كان الحزن يعصر قلبها وأحشاءها التي تحضن جنينها، ابنهما الأول والأخير الذي لن يرى والده إلا في دماء احتفظت بها أمه في طرحتها البيضاء ليراها ابنها عندما يكبر ليأخذ بثأر والده، كما قالت .. ولكن ممن ؟!! مِمَّن سيأخذ اليتيم بثأر أبيه الشهيد ؟!! من إرهاب أسود كلما تعالت الأصوات بالحرب عليه زاد توحشه وهمجيته، أم من القادة المسؤولين الذين كل ما عندهم هو كَم من  تصريحات عقيمة عن تراجع نسبة الإرهاب مرة ل75% ومرة ل65% ، ولا نفيق كل صباح إلا على جريمة وحشية تهز كياننا وتفقدنا عقلنا وصوابنا لأن كل هذه التصريحات ما هي إلا مسكنات لإيهامنا بحربهم المزعومة على الإرهاب، من خلال إعلان لعدد القتلى التكفيريين في حملة أمنية، وفي أثناء هذه الحرب يبدأ الإرهاب في التوغل زاحفاً خارج سيناء للعمق المصري لينال من طلبة صغار في الكلية الحربية يحملون زيهم العسكري منطلقين من كفر الشيخ بعد انتهاء أجازتهم !!

الضابط الشهيد كان ينتظر الشهادة، عندما علم من زوجته بحملها قال لها : " أنا مش مصدَّق .. أنا مش هاشوف ابني "، في ظروف مثل ظروفه وصفتها زوجته بأنها شِبه اضطهاد من المأمور لزوجها، حيث أنه كان يستلم الخدمة في مكان واحد لمدة 7 شهور يوميَّاً، وقال لأخته : " أنا خايف احنا ماعندناش تأمين .. اللي بيجي في التليفزيون ولا حاجة .. إحنا قاعدين بالستر والبركة "، تصريحات مثل تلك ماذا يقول عنها الخبراء الأمنيون بعد أن يستمعوا لها ؟! لا يكفون حتى عن تصريحاتهم المُنَفِّرة من عينة أن الهجمات على سيناء بسبب نجاح المؤتمر الاقتصادي !! يعيشون على كوكب آخر في عالم ( غير موجود بالوجود ) يحاولون إثبات وجود سراب، ومن يدفع الثمن ضباط وجنود ليس لهم ذنب سوى أنهم يدفعون ثمن انتمائهم لبلدهم !!

لقد قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مرة في جنازة عشرات الشهداء لأهاليهم المساكين ( ياريتني كنت أنا اللي استشهد )، لعلَّه كف عن مغازلة مشاعر أهالي الضحايا بالكلام ( اللي لا بيودِّي ولا بيجيب )، خاصة بعد إحساسنا بعزة وفخر الطلعات الجوية التي ضربت معاقل لداعش في ليبيا بعد ذبح أكثر من عشرين مصرياً على الشاطيء الليبي، وأحسسنا أن أسطورة مسافة السكة بدأت في التدوين على الأرض، ولكن السكة لسيناء يبدو أن وعورتها أقسى من وعورة الطريق إلى اليمن، يثير غيظي كيف لمصر أن تشترك في التحالف العربي لقصف الحوثيين في اليمن، ويظل عصيّاً على المسؤولين أن يعلنوا رفح والشيخ زويد والعريش منطقة نظيفة من الإرهاب، لتبقى بؤرة تبلع أبناءنا كل يوم في مشاهد تشطر القلب وتغيب العقل ! 

الأربعاء، 15 أبريل 2015

وزير اللطافة

http://tamerabuarab.com/selected_articles/%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%81%D8%A9/

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%81%D8%A9/10152938803301696

لم يجد وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي طريقة لتلطيف الجو سوى أن يسخر من جسم ووزن أمينة المتحف المجتهدة والتي وباعترافه كانت حريصة على مرافقته أثناء جولته في زيارته المفاجئة، لم يهتم وزير " اللطافة " لما أثارته الموظفة عزة عبد المنعم من مشاكل المركزية من ضرورة أن يسافر الموظفون بأنفسهم من الإسكندرية للقاهرة لتقديم أوراق خاصة بتسييرعملهم في المتحف، لم يهتم لمشكلة الإهمال التي طالت أوراق الماجستير الخاصة بها والتي كانت نتيجتها فقد وضياع تلك الأوراق واضطرارها لاستخراج مستخرج رسمي جديد لشهادة الماجستير، لم يهتم لمشكلة التباطؤ والتلكع والروتين العقيم في محاولاتها لإثبات حصولها على درجة الماجيستير كي تكسب سنة واحدة في حقها بالأقدمية وهزأ بها أنها تبحث عن الثمانين جنيهاً ، لم يهتم بفضيحة أن كل تلك المحاولات من أجل زيادة قد تُقَدَّر بأربع جنيهات .. 

وزير اللطافة وبالنص قال لها : ( أنا عندي مشكلة بخصوص الموظفين التخان ) !! واسترسل بنصحها في طلوع السلم ونزوله كل يوم عشرين مرة وأن تدور حول الحديقة لتفقد من وزنها، كما استكمل تلطيفه الجو بأن قال أنها كانت تغلق عليها مكتبها لأنها كانت تأكل بداخله، فتتبرَّع مديرة المتحف قائلة لها : ( إوعي تكوني بتاكلي بطاطس محمرة جُوَّا ؟ ) !! .. ثم تتحول البطاطس المحمرة إلى " صينية بطاطس " بعد أن قامت (مديرة المتحف/ نظيرة طمان) بتحويل أمينة المتحف إلى الشؤون القانونية للتحقيق معها بعد أن أنكرت المديرة أنها ذكرت لها أي شيء عن البطاطس !!

الوزير اللطيف أبو الدم الخفيف بدلاً من أن يقدم لها اعتذاراًً لائقاً عما قام به من تهكم وسخرية في حقها أمام الجميع، بمنتهى السخافة حاول الدفاع عن نفسه بأنه وجد الموظفة متوترة أثناء الزيارة فحاول تلطيف الجو بهذه الدعابة السخيفة، وأن أمينة المتحف اقتطعت حديثه معها عن سياقه، وأنها هي من أساءت الفهم، وهو لا سمح الله لم يُسِء الأدب ولم يُسِء لمركزه الوظيفي أن يتحدث هذا الحديث المنعدم فيه اللباقة واللياقة والذوق، قال بأنه اتصل بها وقدم لها الاعتذار تليفونياً،  مما دعاها لأن ترفض اعتذاره وتطلبه مكتوباً ورسميَّاً ومنشوراً في وسائل الإعلام، ولمَّا لم يحدث أي من ذلك دعاها هذا لرفع قضية للمطالبة بتعويض عما لحقها من ضرر نفسي ..

يُحزنني أثناء الكتابة عن هذه التفاهة الصادرة من وزير ومن ثم دخول أمينة المكتبة في دائرة التحقيق لأنها لم تسكت عن إهدار كرامتها الإنسانية، أن أتابع أخبار طلبة من الكلية الحربية سقطوا شهداء أثناء انتظارهم الأتوبيس الذي يُقلهم في كفر الشيخ لكليتهم الحربية، من المؤسف أنه وفي عز مسلسل الدم الذي لا ينتهي يومياً نناقش أزمة أخلاقية يتمتع بها المسؤول السياسي، من عدم التمييز المهني المزمن لما يجب أن يُقال وما يجب أن يُلجِّموا ألسنتهم عنه عند الاحتكاك بموظفيهم أو بالجمهور أو عند الإدلاء بتصريحات !!

نواجه أزمة حقيقية في أن تكون مثل هذه النماذج على رأس الوزارات والمحافظات والقيادات الساسية، السيد الوزير لا يعي أبداً أنه على رأس منظومة الثقافة وأنه واجهة المفترض أن تكون مشرفة لذلك الشعب، لا يعي أنه بموقفه العنصري والاستهزاء بالناس بسبب عيب من وجهة نظره يعطي انطباعاً أن ذلك الشعب لا يهمه إلا المظاهر، تلك الأمثلة تفتقر لدبلوماسية الحديث وعدم تدارك الخطأ باعتذار محترم لائق يعفيهم من هجوم الرأي العام عليهم والمطالبة بإقالتهم، ويُحسب للقيادة بدلاً من تبريرات عقيمة تشف عن غباء سياسي لابد وأن يحاكموا عليه ..