الأحد، 9 مارس 2014

ارحموا المصريين بالخارج‎

http://www.yanair.net/?p=20656
http://almogaz.com/news/opinion/2014/03/09/1371435
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%A7%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC/10152132700121696
https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/10152015069073137?stream_ref=10
-    يبدو أن بعضاً من مؤيدي السيسي بالخارج ( تحت اسم الاتحاد العام للمصريين في الخارج ) تأثَّر حد التهور عند سماع خطاب السيسي الأخير عن الإقتصاد المصري المنهار ، وواجب كل فرد من أفراد الشعب بالإحساس بمصر ، وبعد أن ذرفت عيناه بالدموع حَلَف على المصحف أن يُلبيَ نداء السيسي للمصريين بالخارج أن يتبرعوا بمرتب شهر معونة لمصر ، فأرسل خطابين إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لإيجاد صيغة قانونية لفرض ضرائب على العاملين المصريين في الخارج ، تساهم في دعم خزانة الدولة بمبلغ يتراوح بين 4 و7 مليارات دولار سنوياً ..
 
-    تُعجبني خفة دم المصريين خاصة عندما يتحدثون باسم الجميع دون أن يأخذوا رأي هؤلاء الجميع ، يتحدث الاتحاد العام للمصريين العاملين بالخارج كما لو كان حزباً قائماً فعلاً وكل المصريين بالخارج لهم عضوية في هذا الحزب ، وتم عقد المؤتمرات والاجتماعات واللجان وطرح الأفكار ، وفي النهاية جُمعت توكيلاتهم أو توقيعاتهم بالموافقة بالإجماع أو الأغلبية على طلب فرض الضريبة الذي اقترحه الاتحاد ..

-    المبادرة تقترح فرض الضريبة وسدادها لمدة 5 سنوات فقط وتتوقف بعد ذلك ، في ثلاث شرائح ضريبية : شريحة أولى – عمال : ما بين 150 و 200 دولار سنوياً ، شريحة ثانية – المؤهلات المتوسطة : ما بين 250 و 300 دولار سنوياً ، شريحة ثالثة – المؤهلات العليا : ما بين 400 و 500 دولار سنوياً ..

-    لماذا تذكرت الآن الشيخ محمد حسان عندما دعا لمعونة تُقَدَّم للجيش إَبَّان حكم المجلس العسكري بعد أن هدَّدت أمريكا بوقف المعونة ، ومقولته أنه سيجعل بائعة الطماطم تتبرع للجيش .. ؟!! .. ( تبرعي يا حاجة ولو بطمطماية ) ، ولا نعلم أين تلك المبالغ الآن وفيما تم استثمارها !! ..

-    المبادرة جاءت تأكيداً على إيمان المصريين بالخارج بضرورة المشاركة في بناء مصر ( تصريح الاتحاد بالنيابة عن كل المصريين / الغلابة والمقتدرين ) ، وتعبيراً عن حب البلد ، وتعهداً بأن يكونوا جنوداً أوفياء داعمين للوطن متحدثين أيضاً بالنيابة عن الجميع ( دون أن يخطروهم ) ، أريد فقط أن أُذَكِّر هذا الاتحاد أنَّ المصريين بالخارج لا يستيقظون الصباح ليقطفوا من شجرة الدولارات والريالات والدراهم والدنانير ، وبعد هذا المطلب الذي لا يعبِّر إلا عن مقترحيه سيرفعون الشعار الأشهر : ( إن جاك الطُّوفان حُط وِلدك تحت رجليك ) ..

-     أغلب المصريين العاملين بالخارج يعيشون مثل من يعش في مصر تماماً ، عيشة الستر وسداد الديون التي سبقت سفره للحصول على فيزا وتذكرة الطيران ، يأكل ويشرب وبعد سنوات من العمل الكادح والغربة عن أهله وشد الحزام أيضاً ، يقدر أن يوفِّر ليتزوج ويشتري شقة أو يؤجرها ، ويشتري سيارة ويبوس إيده وش وضهر بعد ذلك ، قلت في مقالي السابق ( شِد الحزام على وسطك ) أن المصري المُغترب قدم بالفعل معاونته لمصر ، أن وفَّر عليها عبأه في الأكل والشرب وفرصة العمل ورغيف العيش وخدمات التعليم والصحة وزحمة الشوارع ...... إلخ ..

-    لماذا تذكَّرت الآن الملايين التي عرضها رموز نظام مبارك التي عرضوها من أجل التصالح وإسقاط القضايا ؟؟ لماذا تذَكَّرت مليارات مبارك ونجليه المُهرَّبة للخارج و70 مليار دولار والقسمة التي حسبها كل مصري ليعلم كم سيكون نصيبه وكم سيضع في جيبه عندما ترجع فلوس مصر المنهوبة ؟!! ..

-    قد تروق لي المبادرة لفرض ضريبة في ثلاث شروط تتحق بالتوالي : أولاً : بعد أن تحدثني عن سياساتك الجديدة في تحديد الحد الأقصى للأجور في كافة المؤسسات ، والقضاء على فساد رجال الأعمال ونهب المال العام ، والتهرب من الضرائب وسرقة الأراضي وبيعها برخص التراب ، ثانياً : أن تُطبِّق هذه الضريبة على تماسيح المليارات وكبار رجال الأعمال داخل مصر وأن تنسى تماماً فرض الضريبة على العاملين بالخارج من العمال ومتوسطي المؤهلات ، ثالثاً والأهم : أن تضخ أموال الضرائب في مشروع قومي يُعلن عنه رئيس الوزراء ، مسئول عنه وزير معين يساءل عن خطته وتطوره ، يُشرف عليه كبار الإقتصاديين ، وأن يكون بمثابة اكتتاب يتملَّك فيه المصريين أسهماً مقابل ما يدفعونه من ضرائب .. 


-    اجلبوا أولاً حقوق المصريين بالخارج ، اكفوهم ذل نظام الكفيل والسُخرة ، والبهدلة على الحدود وفي المعابر ، والروتين البائس في السفارة والقنصلية ، قبل أن تفرضوا عليهم إتاوة تقتص من عرق جبينهم ودماء أولادهم لسنوات قضوها في بلاد الله بحثاً على لقمة العيش التي لم يجدوها في مصر .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق