الخميس، 10 يوليو 2014

مسرحية مسافة السكة

http://yanair.net/archives/68593
http://almogaz.com/news/opinion/2014/07/13/1563339
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%A9/10152374084261696 (1) وكأني أرى " قفا مبارك " الشهير وهو يحتضن شيمون بيريز، أو أستمع إلى هتاف الإسلاميين " بُكرة مرسي يِحَرَّر غزة "، وأنا أبحث عن تعليق واحد يطالب السيسي بوضع غزة على السكة ليتحقق وعده بشأن " مسافة السكة " ، ولكني اكتشف أني أبحث عن إبرة في كومة من القش ..
(2) المسرحية الهزلية هي أن تجد من يتحدث عن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة على أنه عملية مُدَبَّرَة بين حماس وإسرائيل لجر رجل الجيش المصري ، الهزل والعبث هو عندما تجد أنظار وأمنيات وهتافات العرب تستعر مع ركلات لاعبي فرق كأس العالم ، ثم لا يعلمون أو يعلمون بالصدفة أن غزة تحت القصف ، يُنَظمون مواعيدهم وارتباطاتهم بحسب مواقيت إذاعة المباريات ، ويعف بصرهم وتشمئز نفوسهم إذا ما شاهدوا صورة لجثة طفل فلسطيني قُتِل تحت القصف وهو يحتضن أخاه الرضيع ، وكل ما يُواسي أحياء الضمائر أن الضحايا شهداء صائمون إفطارهم في الجنة ..
(3) لماذا يتوارد إلى ذهني كيف لدولة الإخوان أن يكون موقفها ؟! لماذا نُحمِّل صفوت حجازي ملامة هتافه " على القدس رايحين شهداء بالملايين " ؟!  لماذا ننسى أن مرسي إبان سنة حكمه أرسل رئيس وزرائه هشام قنديل إلى القطاع تحت القصف على رأس وفد من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية لوقف العدوان وإبرام هدنة بين الطرفين ؟! 
(4) لماذا لا نتذكر أيام مبارك التي كانت تستعر فيها المظاهرات والمبادرات الشعبية بإمدادات للمقاومة والأهالي من مساعدات طبية وغذائية ، في حين يُحرق أيام السيسي اليوم شاب فلسطيني حياً ويُدَك قطاع بأكمله لقتل ثلاث إسرائيليين ، ولا نجد واقعة واحدة لحرق علم إسرائيلي في وقفة شجب أمام السفارة الإسرائيلية أو جلسة تنديد للجامعة العربية ؟!!
(5) معلوم من اللحظة الأولى أن " مسافة السكة " من عبارات الترويج للمرشح الانتخابي لِجَر رِجل الزباين ، وأنها مجرد كلام فض مجالس في تصريحات القنوات التليفزيونية ، كانت العبارة لتكون أخف وطأة إذا ماكان نطاقها داخل الحدود المصرية ، ولكن عنما كررها كان يقصد بها أي خطر على الأشقاء والجيران العرب ، ليبيا مهددة ، سوريا تتمزق ، العراق في طريقها للتقسيم وهاهي غزة تُسحق ولم يقرر السيسي بعد أي سكة يسلكها ، يبدو أن غزة ليست في سِكَّته أو أنه ليس لديه سكة مع الإسرائليين !!
(6) مسافة السكة حتى الآن انحصرت في مكالمة هاتفية بين الرئيسين المصري والفلسطيني ، ومؤتمر صحفي مشترك بين وزيري الخارجية المصري والأردني وأغلب الأحزاب في صمت ، وعدد غير قليل يُهلل للإسرائيليين بطشهم بالقطاع لأن الإعلام المُدَلِّس مسح ثوابت حق مقاومة الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ، وحَوَّلَهم بسبب حركة حماس إلى إرهابيين مجرمين يُلقى عليهم باللائمة للتبرير للإجرام الصهيوني ..
(7) أثناء الحديث عن الانتهاك الإسرائيلي للقطاع نتناسى سَب قطر داعمة الإرهاب لتجاهلها التنديد بما يجري للفلسطينيين ، لأنه ببساطة نتعمَّد هذا النسيان كي لا نلَوْم السعودية هي الأخرى وهي الداعم الأول للسيسي على صمتهما المخزي في قصف غزة ، فهما وغيرهما من الدول العربية يقفون في النهاية في نفس الخانة ، خانة الخذلان والعار العربي ..
(8) أن تكون فاشياَ اليوم فهذا عنوان الوطنية ، أن تتاجر بالدم فهذا لا يذكرك كم احتقرت آخرين تاجروا بدينهم ، أن تكون ضد الإخوان وحماس فلا يجعل من هذا مانعاً أن يتغوَّل الصهاينة لسحق أطفال ونساء الفلسطينيين ، السياسة لعبة قذرة فعلاً لأن الآدميين هم من يلعبونها ، ربما لو مارست الحيوانات السياسة عندها سيكون الوضع أفضل حالاً مما هو عليه الآن ..
(9) لا أدري كيف تنظر حقاً إلى مشهد اليهود والحاخامات الذين يرفضون العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وهم يرتدون الأوشحة الفلسطينية حول رقابهم وأعلام فلسطين على صدورهم ولافتات بأيديهم تندد بعنصرية وفاشية مواطينهم الصهاينة ؟! الإجرام أن تحصر القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني وصمود الفلسطينيين في ممارسات حركة حماس و تُبرر غلق المعابر في وجه الجرحى والمصابين الفلسطينيين ..
(10) وفي نهاية سرد مأساتنا الإنسانية في ضمائرنا وقصر يدنا وقلة حيلتنا ، لا يبقَ في يد كل من تبقَّى لديه ذرة من ضمير وعقل وإنسانية إلا أن يرفع يديه  بالدعاء للقوي القدير ليستودع الله أهل غزة ..