الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

ماذا سيقول أحمد آدم عن الطفل "عمران" ؟!

http://www.e3lam.org/2016/08/22/140054
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A2%D8%AF%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86-/10153897385081696

قرن كثيرون مشهد الطفل السوري "عمران" المُنتشل من تحت الأنقاض بمشهد الطفل "إيلان" الذي لفظته أمواج البحر بعد أن غرق في رحلة الهروب من سوريا، وأن خيارات الأطفال في سوريا قد انحصرت بين الموت غرقاً أو الموت تحت القصف السوري أو الروسي، ولكني حين رأيت الطفل عمران يجلس وحيداً على كرسي عربة إسعاف مغطىً برماد الدمار تذكرت المدعو أحمد آدم في سخريته البذيئة في مايو الماضي من محنة أهلنا في سوريا ..  


جلس الطفل "عمران" تكسو ملامح وجهه علامات الاستفهام والضياع، خرج لتوه من تحت أنقاض بيته المُدَمَّر، جفن عينه اليسرى متهدِّلاً مما يوحي بأن عينه في مكان غير وضعها الطبيعي، يحدق في شيءٍ ما،  ربما كان يستعيد لحظات انتشاله من تحت الركام أو لحظات انهيار البيت، وربما فقد النطق فلم يسأل عن باقي أفراد أسرته، وربما  يكون أيضاً قد فَقَدَ القدرة على البكاء والصراخ من آلام ألَمَّت به، ذرات التراب التي غطته ذكَّرتني بوصلة التهكم التي أدَّاها أحمد آدم حين ادَّعى بفجور أن مشاهد الأحياء الذين يخرجون من تحت الأنقاض ما هي إلا تمثيلية من قنوات مثل الجزيرة وبي بي سي لخداع الشعوب العربية، يُوضع فيها البودرة على شعر وقفا الضحايا المُفبركين ؟!
هل شاهد أحمد آدم جثة الطفل "إيلان" الغريق هرباً من الجحيم السوري قبل الإعداد لفقرته الوقحة؟! هل رأى عين "عمران" التي تُوحي وكأن عصباً ما في الوجه قد أُصِيب مسبباً تيبس في منتصف الوجه ؟! هل لازال مصَدِّقاً لما هذى به أن ما يُعرض على القنوات من مشاهد القصف والموت في سوريا ما هو إلا مجرد تمثيلية ؟!
وبالقياس فالقصف الجوي الإسرائيلي أمس على غزة ماهو إلا رد فعل مُبَرَّر على هجمات الفلسطينيين الوحشية، كما أفتى كثير من الزومبيز فاقدي الإنسانية! أو لأنه كما يتردد على لسان صهاينة الداخل أن قطاع غزة يضم حماس الإخوانية التي فتحت السجون في 25 يناير ولذا فحلال فيهم القصف الصهيوني! فالجرائم الإعلامية لا ولن تتوقف، ورد الجهات المعنية إما بالصمت أو بالاعتذارات الواهية عقب كل إساءة، ليظل الشعب المصري يعبّر عن أسفه عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، دون عقاب رادع لمن يزدري الدم والموت ويسخر ويُسَفِّه من خراب الأوطان العربية !

ولكن من المؤكد أن أحمد آدم وأمثاله ممن قد طمس الله على قلوبهم، فلا يحسون عجزاً أو مهانة لما آلت إليه الشعوب العربية، أو هم ممن تم تجنيدهم ليظلوا أبواقاً تبث الرعب في النفوس أن من يجرؤ على الانتقاد أو الاعتراض، أو يثور لفضح الفساد والظلم والتخلي عن الأرض فهو بالطبع خائن وعميل وممول وصاحب أجندات وكاره للجيش ومنتمٍ بإخلاص لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم حلال فيه الطرد من رحمة السيسي ومن جنات عدن وألَّا يُدفن في مقابر المسلمين ..

الخميس، 11 أغسطس 2016

مأساة أن تكون بطلاً أوليمبياً

قد يُفسد فرحة متابعة الألعاب الأوليمبية حرمان أبطال مصريين من المشاركة لتناولهم المنشطات، أو تصرف أرعن  يقوم به لاعب مصري كأن يحمل علم دولة أخرى في حفل الافتتاح، لكن دائماً وأبداً فإن وحوشاً مصرية تربض في عرينها حتى الانقضاض لإبهار العالم بالفاتح المصري العائد بالميداليات الأوليميبة ..

كنت أسير في شوارع مدينتي مساء مباراة الأهلي والزمالك المقامة منذ أيام، ولا يغيب على أحد كيف هي الشوارع في عشية مباراة بين الفرقتين العتيدتين، للوهلة الأولى كنت أتساءل عن سبب الهدوء وقلة المارة والانتظام المروري، ثم تذكرت أن الشوط الثاني قارب على الانتهاء، ومن بعده انطلقت موجة عارمة من السيارات التي ترفرف منها الرايات البيضاء والأبواق التي تملأك بهجة بسعادة الآخرين بالفوز، إلى أن تشعر أن الموضوع قد زاد عن حده وأصبح ماسخاً الاحتفال بهذا القدر لمجرد الفوز بمباراة كرة قدم تقام كل يوم، هذا الذي لا تجده أثناء دورة الألعاب الأوليمبية التي تقام كل أربع سنوات !
يمتك الشعب المصري حس تشجيعي عنيف وفي بعض الأحيان يكون همجياً في متابعته لكرة القدم، ينتهي في معظم الأحوال بالشجار، وبمقارنة هذا الحس مقابل حس متابعة الألعاب الأوليمبية قد تجده في ندرة أو يكاد يكون منعدماً، فمن النادر أن يعطيك مصري إجابة صحيحة إذا ما سألته عن أسماء أبطال مصريين أوليمبيين قديماً أو حديثاً، لن يجيب إذا ما سألته عن أكثر لعبة أوليمبية تحصد فيها مصر الميداليات، بل إنه “سَيُتَهْتِه” إذا ما سألته عن مكان دورة الألعاب الأوليمبية السابقة، وبالمناسبة سأكون أنا من هذه العينة العشوائية التي سَتُوَجِّه لها هذه الأسئلة، لأنه ببساطة مثلي كغيري من المصريين؛ لا نجد قناة واحدة أو برنامج واحد دائم مستمر يُكَرِّس كل مواضيعه عن الألعاب الأوليمبية، مقارنة بالعديد والعديد من البرامج الرياضية اليومية المهتمة بكرة القدم وفقط، استوديوهات تحليلية قبل المباراة تمتد لساعات وكأنها المراجعات النهائية قبل الماتش، ثم تقوم ذات الاستوديوهات بتحليل كل ركلة وصفارة وهدف بعد انتهاء الماتش، ويقوم المصريون المتابعون أيضاً بدورهم التحليلي في المنازل والعمل والقهاوي والسوشيال ميديا مغلفاً بكيد وغيظ بعضهم البعض لأيام تالية ليوم الفوز والخسارة ..
لماذا أُوَجِّه اللوم لأصحاب القنوات الفضائية ومقدمي البرامج والمواطنين؟! فأين رعاية الدولة نفسها برياضات أخرى غير كرة القدم؟! بل أين اهتمامها بألعاب كرة أخرى ككرة اليد أو الطائرة أو السلة أو التنس؟! أين الاهتمام بالألعاب الفردية والإعداد الجيد للبطولات المختلفة ولدورة الألعاب الأوليمبية؟! لا يوجد خطط أو استراتيجيات واضحة، لا دعم نفسي أو مادي في ظل غياب تعاون جاد بين الحكومة والاتحادات، حتى الجمود والتعنت مع الأبطال في تأجيل مواعيد الامتحانات التي تأتي بالتزامن مع بطولات، وكأنها خطة ممنهجة للإفشال !!
البعثة المصرية التي تم الإنفاق عليها ما يزيد عن مليون جنيه مصري تتوالى فضائحها، فالعلم السعودي الذي رفرف عالياً في افتتاح الدورة كان أكثر حظاً من العلم المصري الذي اختفى من فوق زي لاعب الجودو، وبدا مشقَّقَاً على زي لاعبة الكرة الشاطئية، بالإضافة إلى وصول منتخب المصارعة متأخراً لسبب بسيط جداً وهو حجز أمتعتهم في مطار القاهرة !! يتجلَّى من نوع الأخطاء انعدام الاهتمام بتفاصيل بديهية مُعطياً مؤشر بمدى الإهمال الذي يوليه المسؤولون لألعاب هي محط نظر العالم كله، ودورة رياضية تتبارى فيها الدول المتقدمة في وضع أعلامها وأسماء أبطالها في المراكز الثلاث الأولى ..
أكاد أقول أن وقوف اللاعبين المصريين على منصة التتويج وتقلّد الميداليات الأوليمبية هو إنجاز شخصي لأصحابها، جاء نتيجة الثقة في الله وفي أنفسهم مقابل الدعم الرسمي الفقير، ومن الجور أن تستمر الدولة في ذلك الإهمال المتعمد تجاه رياضيين مصريين يحرزون بطولات ذهبية وفضية وبرونزية باسم مصر وبأقل الإمكانيات ..