الجمعة، 20 يوليو 2018

المجرم أحمد موافي والمسكين سليمان عبد الدايم!

https://www.e3lam.org/2018/06/18/320691
https://web.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D9%85/10155606416246696/
ما أصعب أن يشعر المرء أنه وحده في هذا الكون الشاسع، يصبح على حافة الجنون خاصة عندما يستعيد شريط الذكريات فيجده مليئا بالأحباء الذين فارقوا الدنيا، ومليئا بالضحك والأمل والنجاحات، ولكن كل هذا يبقى مجرد طيف خفيف يملأ الوجدان للحظات، ثم يصطدم الإنسان من جديد بالواقع المفزع..
نسيمة سوفاليان “نيللي كريم” بطلة مسلسل “اختفاء” لرمضان 2018 ، هي نموذج لكل إنسان كان مقبلا على هذه الدنيا بذراعين مفتوحين، براءة الطفولة تلمع في العينين، لهو الأصدقاء وصحبتهم هي الشغل اللذيذ الذي لا يمل، ومصدر الرزق مما أمنه الوالدان من ميراث، إذا فمن أين سيتسلل الحزن أو سيتسرب الملل؟
كانت فراشة في حركاتها وسكناتها، حتى قابلت الفنان الرسام نادر الرفاعي “محمد علاء” فعاشا معا قصة الحب التي لم يعكر صفوها سوى مشاجرات على توقيت قرار الإنجاب، حتى وقع كلاهما في شرك المجرم المسكين أحمد موافي أو سليمان عبد الدايم “محمد ممدوح” الذي أحال قمة سعادتهما إلى منتهى العذاب، حول الإقبال على الحياة إلى تمني الموت، بدل الأمن والأمان والطمأنينة إلى خوف ورعب وترقب.
أحمد موافي المجرم الذي كان التجسس من صميم عمله، بغية اتهام “نسيمة” وزوجها في قضية جاسوسية انتقاما من نسيمة لعدم الاستجابة لغرض دنيء في نفس رئيس موافي في العمل(كما كان مشهورا في فترة الستينيات)، فكشف عورات الزوجين، ودخل بيتهم جارا ودودا يحضر حفلاتهم ويأكل طعامهم ويشاركهم مختلف أوقاتهم.
وسليمان عبد الدايم المسكين لأنه ببساطة مريض نفسي، فأثناء مراقبته للزوجين وقع في حب الزوجة، وأخذ يتخيلها في أحضانه زوجة وحبيبة، في ذات الوقت الذي بدأ فيه بالتقرب من زوجها ليكسب صداقته وثقته، فقتل حبه المريض الشاذ السادي كل معنى للحياة، فقام بالتخطيط للتخلص من زوجها ليتخذها زوجة له، وبالفعل أحال حياتهما جحيما، ضيق عليهما العيش فزادت الخلافات بسبب نقص الدخل، حتى جاءت ساعة الصفر للإيقاع بالزوجين بتهمة الجاسوسية الملفقة، فقام بسجنها، وخطف الزوج وقتله بطريقة وحشية، ثم عزل الزوجة المسكينة عن العالم، ليظهر ذلك الوحش الكاسر أمامها أنه طوق النجاة الوحيد، فتزوجها؛ ولكنها لم تنس “نادر” فرحة العمر الذي لم تعلم له أرضا، حتى بدأ يغتاظ من تصرفاتها وذاكرتها التي تستدعيه مرارا وتكرارا، حتى شكت في تصرفاته وتتبعته حتى اكتشفت أجهزة التنصت في شقته، ليصيبها الهلع مما رأت.
برع الثلاثي في تجسيد كل المشاعر المتناقضة، الملامح ونظرات العيون والأصوات تتدرجت ببراعة على مدار ثلاثين حلقة، حبكة المسلسل كانت محكمة حتى بدأ المشاهد فعلا يشك أن “سليمان عبد الدايم” بريء وأن كل تلك القصة والأحداث الدائرة في فترة الستينيات من نسج خيال المؤلف شريف عفيفي “هشام سليم” الذي أراد الشهرة لروايته “اختفاء” (عنوان المسلسل)؛ وذلك على حساب رجل أعمال له اسمه وثقله في سوق الأعمال.
أبدعت نيللي كريم في مشاهد “نسيمة سوفاليان” على وجه الخصوص، جسدها الرشيق الذي لاقت له أزياء الستينات، تسريحة شعرها المموجة أيام السعادة وانطلاق الشباب، والتي تغيرت بعد ذلك لتسريحة شعر منساب على الكتفين لتضفي قدرا من الجدية على ملامح الوجه، طريقة الإمساك بالسيجارة تبدلت بعد الأزمة لتظهر توترها وقلقها، مشاهد احتجازها في المصحة النفسية بعد اكتشاف حقيقة زوجها المجرم الذي قتل زوجها الأول، مشهد انهيارها العصبي وكتابتها “سليمان قتل نادر” على جدران الغرفة كان صادقا محكم التمثيل والإخراج، حتى جاء المشهد الأخير (والذي كان المشاهدون ينتظرونه ليتأكدوا من حقيقة بقائها على قيد الحياة)؛ بعيونها الغائمة ووجهها الشائب وهي تنظر للسفاح معذبها، كان له تعبيره في اجترار مرارة 50 سنة مضت ولكن الجرح لم ولن يندمل أبدا.

الأبنودي.. شاعر القرية ولسان المطحونين

تحل اليوم ذكرى ميلاد صوت الربابة وأبرز شعراء العامية المصرية، الشاعر المصري الأصيل عبد الرحمن الأبنودي، واحد ممن اهتموا بأدب القرية، وأشد من أخلص لجذوره الصعيدية السمراء.
عبد الرحمن الأبنودي هو ابن الشيخ محمود الأبنودي، عمل والده مدرسا وإماما ومأذونا شرعيا وكاتبا للشعر، فقرأ شعر والده ثم اختار العامية في كتابة شعره رغبة منه في إيصال الكلمة لبسطاء القرية، كان طموحه جبارا يريد إثبات ذاته وتحقيق آماله، برز اهتمامه بالأدب من صغر سنه، فألقى الخطب في السنة الثالثة الابتدائية، وحمل عظيم التبجيل لأساتذته مدينا بالفضل لهم في حسن القراءة والإلقاء والأداء، حتى وقوع العدوان الثلاثي على مصر وهو السبب الرئيسي في تفجر موهبته في كتابة الشعر.
كان الأبنودي ابنا للقرية اشتغل منذ طفولته مثل أي فقير متحملا المسؤولية، مارس في طفولته رعي الغنم وجني القطن، وكان عظيم الامتنان لتلك المهن، وبالرغم أنها كانت على ما تبدو فترات من اللهو واللعب بالنسبة لطفل إلا أنها كانت مليئة بفترات من التأمل التي كونت لديه مخزونا ضخما من التجارب والخبرات، ومع ذلك لم يكن طفلا سهلا فعاش مشاغبا متمردا، فأصبح مدينا لطفولته بما فيها من مشاق وصعاب أدت إلى صقل شخصيته.
كان عظيم الاعتزاز بالقرية شديد الارتباط بها فعاش كل تفاصيلها، حتى أنه وصف انتقاله من قريته “أبنود” إلى “قنا” بانتزاع النبات من الأرض، قدم الفلكلور الغنائي وكون ميراثا كبيرا من التراث الصعيدي، كان مميزا بطريقة إلقائه للشعر، له العديد من الدواوين الشعرية التي تجاوز عددها العشرين ديوانا، كما له العديد من القصائد إبان ثورة يناير، وبالطبع “السيرة الهلالية” التي جمعها من شعراء الصعيد، وأهم كتبه هو كتاب ” أيامي الحلوة” في ثلاثة أجزاء تضم العديد من مظاهر الحياة في الصعيد، العادات والتقاليد القديمة، طقوس المناسبات، ومكونات المنازل، والصناعات اليدوية، وطرق إعداد الطعام، كما أنه اشترك مع زوجته الإعلامية نهال كمال في تسجيل برنامج تليفزيوني يحمل نفس اسم الكتاب “أيامي الحلوة” يقص فيه حكاياته تلك عن الصعيد في جو مرح من استعادة الذكريات.
تمتع “الخال” بدمه الخفيف وتلقائيته النادرة وبساطته المعهودة، وركز في شعره على إبراز القيم الجميلة وهموم الناس وبيروقراطية الحكم، وتميزت العديد من قصائده وكلماته التي تغنى بها المطربين المصريين والعرب بالجمع ما بين اللوعة والحزن والحيرة وبين الحب والسعادة والانطلاق في نفس الوقت، وعلى غرار ذلك الدمج النادر كانت قصة ولادته الدرامية النادرة التي قصتها عليه والدته الست “فاطمة قنديل”، إذ قامت بولادته بعد رحلة سفر طويلة شاقة مهلكة من قرية “نجادة” إلى “أبنود”؛ على عتبة البيت بقولها: “رِجل برَّه ورِجل جوَّه، رجلك حابة الدنيا خالص، لكن ما عندكش مانع تهرب منها في أي وقت” فكان محبا للحياة ولم يكن يلتفت للموت..

احترموا نشيد الصاعقة

https://www.e3lam.org/2018/03/17/294210

https://web.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%A7-%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D9%82%D8%A9/10155606400976696/
تواترت منذ أسابيع قليلة مشاهد غناء طلبة المدارس لنشيد الفرقة 103 من الصاعقة المصرية “قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه” بناء على قرار وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، بتعميم إذاعته في الطابور المدرسي لدعم الجيش أثناء العملية الشاملة للقضاء على الإرهاب في سيناء، وقبل أن يثور الجدل بين رأي مؤيد ورأي معارض؛ أريد أن أسأل:
لماذا يصرون على مسخ كل عظيم؟ لماذا يصرون على تشويه كل
إنجاز وإعجاز للجيش وللشهداء، لماذا يصرون على تحويل الذكرى الجميلة إلى ذكرى أليمة لدى ذوي الشهداء؟! من المسؤول عن كم الاستهزاء بالنشيد نتيجة مشاهد الرقص والطبل؟!
هل  كان القرار بإذاعة النشيد أم بغنائه؟
والفرق شاسع، فإذاعة النشيد في نسخته الأصلية ستكون بصوت الجندي، صوت جهوري تتردَّد أصداؤه في جنبات المدرسة، أمَّا الغناء بأداء التلاميذ فلقد جاء عشوائيا جدا؛ إما بصراخ مفتعل، أو بأصوات نشاز تثير السخرية والامتعاض، مما يفقد الكلمات هيبتها وقوتها وهدفها.
ما الهدف من عرض هذا النشيد في الطابور الصباحي؟
تُردد الصاعقة هذا النشيد الحماسي لرفع الروح المعنوية أثناء التمارين الصباحية فتزيد الهمة والقوة. جاء إلى ذهني مشهد الصيادين على المراكب وعمال البناء، لهم أناشيدهم الخاصة أيضاً يرددونها لاستدعاء النشاط والصبر والقدرة على التحمل ومواصلة العمل الشاق، إذا فتلك الأغاني إمّا لإرهاب العدو أو لبعث الحماس بالأداء الجاد، لكن ما يفعله الطلبة من تمايل ورقص وتصفيق وضرب على الدفوف افتقر إلى الهدف من النشيد، لا هم تعرفوا من خلاله على قصة كل شهيد يرددون اسمه، ولا حتى رددوه أثناء تمارين الصباح.
ما يحدث مهزلة لا بد من إيقافها في أسرع وقت، والاكتفاء بإذاعة النشيد الوطني وتحية العلم، وإن كان لابد من إذاعة نشيد الصاعقة فيُذاع بصوت الجنود، وإن كانت الوطنية لا تغرس في نفوس التلاميذ بالأناشيد والأغاني، ودعم الجيش الحقيقي يكون بتقديم معلومات تعريفية عن بطولات القوات المسلحة، ووقائع تظهر شجاعة الجندي المصري وبسالته.

«الكتاب صفر».. محاولة لإنقاذ الصحفيين الجدد

https://kotobwakotab.com/2018/02/10/%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B5%D9%81%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88/




https://web.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B5%D9%81%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%AF/10155606392001696/
“من أين جاء الصفر ؟!” ما إن تقرأ هذا السؤال في مقدمة الكتاب حتى يتبادر إلى ذهنك تساؤل الطلبة في حصة الرياضيات عن حاصل عملية حسابية ما: (هو الصفر دا جه منين؟!)، هنا محمد عبد الرحمن في «الكتاب صفر» الصادر عن دار «بيت الياسمين» يجيب القارئ بأن هذا الكتاب بمثابة انطلاقة أولى تيمنا ب “العدد صفر” وهو العدد التجريبي في عالم الصحافة، كما يجيب على أسئلة من نوعية: لماذا تأخر الكتاب كل هذا الوقت؟ وما الذي يمنع أن يذهب هذا الكتاب طي النسيان؟ الكتاب صفر هو الأول بعد عشرين عاما من العمل في الصحافة وهو الكتاب ما قبل الأول للكاتب، يرسم من خلاله صورة حقيقية لحال مهنة الصحافة في السنوات العشرين الأخيرة من خلال معايشات ومشاهدات في كواليس المهنة، بهدف الوصول إلى منابع العلل التي أصابت المهنة بسبب رؤية الأنظمة، واستعانة الصحافة والإعلام بشخصيات مجهولة لإيصال رسائل معينة، وكيف كان التحقيق الصحفي في عهد مبارك مجرد رصد وتحليل للظاهرة دون ذكر أسبابها ودون ربطها بالنظام السياسي. الكتاب صفر يعرض كواليس وكوابيس الصحافة في مصر، من خلال سرد حكايات ومواقف لمخاطبة ضمائر الصحفيين الجدد، ولرفع وعي القراء في مقاومة الصحافة المزيفة، موضحا فيه أن سبب ذلك التدهور هو غياب الإبداع، وتكرار نفس الأفكار في نفس المناسبات والمواسم والأزمات، حتى وصل الأمر لتكرار آراء المصادر دون الرجوع إليهم، وذلك عن طريق نسخها من مواضيع مشابهة. الكتاب مقسم إلى ست فصول، وفيما يلي نبذة عن كل منها:
الفصل الأول: فبركة الزمن الجميل
يشرح عبد الرحمن المقصود بمصطلح “الفبركة” وهو الأكثر انتشارا في مهنة الصحافة، وكيف تطورت الفبركة مع ظهور مواقع السوشيال ميديا، مع ذكر نماذج عديدة من الفبركة الصحفية، وصلت حد فبركة موضوع بالكامل عن فضح مخطط لتنفيذ عمل إرهابي.
الفصل الثاني: مقدمة في علم السبوبة
وعلى غرار أسماء المواد الأكاديمية، أطلق عبد الرحمن على هذا الفصل عنوانا أكاديميا يدلل به على حجم سوق “السبوبات الصحفية في مصر”، وأن الفبركة الصحفية هي أحد الظواهر الأكثر سلبية لانتشار السبوبة، وإن كانت ميزة تلك السبوبات خلوها من الفبركة المباشرة، وطريقة استنساخ الموضوع الأصلي من “الجريدة الأم” إلى “الجريدة السبوبة”، بالإضافة إلى ظاهرة استخدام الاسم المستعار للعمل في أكثر من سبوبة، وظاهرة “رئيس التحرير خيال المآتى”.
الفصل الثالث: ويل للمتطفلين
عبر تحقيق قديم بعنوان “تحت لافتة صحافة وإعلام..طفيليون على موائد الفنادق” يقص علينا محمد عبد الرحمن كيف ورطه ذات مرة أحد هؤلاء الطفيليين في “تشكيل طفيلي”، راصدا خطة ذلك الطفيلي في التحرك والتنقل والانتشار لحضور “الأوبن بوفيه” الخاص بالمؤتمرات وحفلات السفارات، بالإضافة لطبيعة الوحدة التي تجمع بين المتطفلين ونماذج إصرارهم على التطفل.
الفصل الرابع: النهايات
فصل درامي بعض الشيء بتصريح من الكاتب نفسه، ذكر فيه كيف كانت نهاية بعض الشخصيات الشهيرة (وبالرغم من تغيير أسمائها في الكتاب إلا أنها ليست عصية على التخمين والاكتشاف).
الفصل الخامس: 62 ميسد كوول
تناول فيه نظرة نجوم الفن للصحفيين والمحررين المتطفلين، ومدى تقدير كبار الفنانين للإعلام ومعرفة توقيت الظهور والاختفاء، وكيف يستغل بعض الفنانين بعض الصحفيين لصناعة نجومية كاذبة.
الفصل السادس: 140 دليل
يرصد فيه الكاتب أسباب اضمحلال حال مهنة الصحافة، وهي عدم معرفة المستجدين بقواعدها، وفقدان المعلومة لصغر السن أو عدم المعاصرة، وانهيار التعليم وفقد أسس البحث والمعرفة، والتضييق المستمر على الصحافة، واتساع مساحة انعدام الكفاءة، مع الإصرار على التواجد والبقاء تحت أضواء المهنة. الكتاب صفر بمثابة دليل إرشادي، أو بالأحرى كتاب دراسي في أكاديمية محمد عبد الرحمن للإعلام والصحافة، يلقنك فيه أصول المهنة بمنتهى الدقة والبساطة المغلفة بالود وخفة الدم، منها على سبيل المثال: – ضرورة التحقق من مصدرين على الأقل قبل نشر الخبر. – كيفية الفصل بين القضية محل الموضوع وبين ما يجب أن ينشر وما لا يجب. – ضرورة اطلاع الصحفي على الاجتهادات السابقة ثم محاولة تطويرها للخروج بجديد. – ضرورة التحرك والبحث عن خبر جديد بالانطلاق من خبر منشور بالفعل. – ضرورة وضع معايير تجعل قرار النشر من عدمه أمرا غير مرتبط بثقافة صاحب القرار فقط. – أن انهيار جريدة واستمرار صدورها دلالة على أن عدد غير المؤهلين فاق الأكفاء وسيطروا على المفاصل.

أسامة غريب: عازفة الكمان تيتانيك مصرية


“عازفة الكمان” رواية جديدة تصدر قريبا عن دار الشروق للأديب أسامة غريب، الذي تمتاز كتابته بالسخرية اللاذعة، كما إنه محلل سياسي من النوع الثقيل، متعدد الأسفار مما أثر على طريقة تناوله للأحداث بنظرة واقعية متعمقة، تعكس على كتاباته صدق “غريب”.
أجرى إعلام دوت أورج حوارا معه سأله فيه عن عمله الأدبي الجديد، وفيما يلي نص الحوار :
س: مِن عنوان الرواية يُهيَّأ لي إنها رواية رومانسية، إلى أي نوع من الروايات تنتمي رواية “عازفة الكمان”؟  مع ذكر نبذة موجزة عن موضوع الرواية.
– هى بالفعل رواية رومانسية، تطرح أسئلة كبيرة وبسيطة في الوقت ذاته، أسئلة مثل: هل اقتران الحب بالعذاب حتمي؟ هل آلام الحب المرفوض ضرورية لتطهير النفس؟ هل يعقب الوصول لأعلى درجات الحب الانتكاس أو العقاب الرهيب؟ تلك الأسئلة ناقشتها بدون نية سابقة، من الممكن القول أن الكاتب ذاته قد تفاجأ بها في النهاية.
س: حدِّثنا عن البطل الرئيسي، وهل أحداث الرواية فيها نوع من التشويق وكم عدد صفحاتها؟
-البطل شاب مصري مهاجر يعيش في أمريكا واضطر للهجرة تحت ضغط آلام الوطن الذي يحرق أبناءه، وأحداث الرواية تأخذ الأنفاس، وعدد صفحاتها مائتان وسبعون صفحة.
س: عهدنا عناوين كتبك فيها نوع من الفكاهة أو السخرية، لماذا اخترت عنوانا تقليديا هذه المرة، ومتى ستكون متاحة للقراء؟
-القصة ليست من نوع الأدب الساخر فبالتالي من غير المعقول اختيار عنوان هازل، وسيكون أول عرض لها في معرض الكتاب 2018.
س: هل الوصف في الرواية يعتمد على الإسهاب أم الإيجاز؟ و ما هي القيمة أو الرسالة من الرواية، وما هو عامل الجذب للإقدام على شرائها؟
-بطبعي لا أميل إلى الإسهاب والإطناب والتكرار، أقوم بإيصال ما أريده بتدفق وانسيابية، وكل ما أقوم به أن آخذ القارىء في رحلة ممتعة تثير فيه التأمل والتفكير، ثم يخرج سعيداً راضٍ، وأعتقد أن عامل الجذب فيها سيكون لأنها أقرب إلى “تيتانيك مصرية”، إذ تتطرق الرواية إلى حادثة الطائرة المصرية المنكوبة، تلك الكارثة الإنسانية الجوية التي لم تتناولها الكتابة الروائية من قبل.
س: باعتبارك عين ناقدة؛ خاصة على الصعيد السياسي، هل تضم الرواية أي نوع من الإسقاطات السياسية أو الأسلوب الساخر من الأوضاع المجتمعية الراهنة؟
-لا أحب مصطلح “الإسقاطات” في العموم، ولكن أستطيع القول أن الرواية فيها هذه الأبعاد السياسية والمجتمعية، فالمجتمع يدفع الناس إلى تعاسات كان من الممكن الفرار منها لو لم يكونوا قد نشأوا هنا، يشعرك أنك في لعنة لا فكاك منها، فتظل الأشياء المؤلمة حتى بعد الهجرة، فمهما كان الشخص في أفضل الأحوال بالخارج؛ إلَّا أنَّ تلك اللعنة كالكربون لا يسهل الخلاص منه.
س: في كتابك “مسافر في مركب ورق.. ابن سنية أبانوز” ذكرت أنك احتفظت بقصة طويلة لتنشرها في قالب الرواية؛ بعنوان “ليالي الأنس في فيينا”، هل رواية “عازفة الكمان” ذلك العمل الروائي القديم؟
– لا، عازفة الكمان هي رواية جديدة ومختلفة تماما، رواية “ليالي الأنس في فيينا” بدأت الكتابة فيها عام 2009 ثم توقفت طيلة السنين الماضية، لكن ستكون مشروع 2018 أو 2019 وأظن أني سأغير العنوان.
س: رواية “عازفة الكمان” هي الرواية الثانية لك بعد  رواية ” همام وإيزابيلا.. قصة غرام وانتقام بغباوة” ، هل يوجد أي أوجه شبه بينها وبين الرواية الجديدة؟
– رواية “همام وإيزابيلا” مختلفة تماما، تدور أحداثها في زمن السقوط الأندلسي بين الأسبانية “إيزابيلا” والعربي “همام” ومن الممكن القول أنها مليئة بالإسقاطات السياسية على الواقع المصري سنة 2008.
س: حضرتك مُقِل في إصدار “الرواية” هل ذلك بسبب انغماسك في  الواقع المصري وانشغالك بكتابة مقال يومي، أم لأن “القصة” هي القالب الأدبي المفضل لديك؟
– الكتابة المنتظمة في الصحف تسحب من الأديب قدرته و تستهلك طاقته، لذا يكون الانهماك في الكتابة المنتظمة سببا، هذا من ناحية، من ناحية أخرى عندما تأتي الدفقة الأدبية والإلهام في شكل مقال أدبي أو سياسي أو قصة قصيرة؛ فمن غير المعقول أن يحصرها الكاتب أو يؤجلها لتأخذ شكل آخر، بالإضافة إلى أن الأدب الساخر هو الأحب والأقرب، وبالمناسبة هو نوع شديد الندرة بالإضافة إلى أنه من أصعب أنواع الكتابة.
س: ماذا عن أعمالك الأدبية القادمة؟
– تلك الرواية القديمة تقريبا في منتصفها؛ سأشرع على قراءتها من جديد والعمل على إتمامها، بالإضافة إلى كتاب سياسي ساخر جدا جدا في طور الإعداد.