الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

مش أحسن ما تبقى ثلاجتك زي ثلاجة الرئيس؟!

http://yanairgate.net/?p=89414
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%88-%D8%A5%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA/10154062142621696
حقيقةً أشعر بالامتنان المغلف بالتعاطف مع المحررين القائمين بتفريغ تصريحات وخطابات الرئيس، فالحديث المُرتجل غير محدَّد النطاق ولا الهدف يجعل من الصعوبة التقاط خيط لكتابة جملة مفيدة كاملة واضحة الأركان، فحديثه في نقطة واحدة قد يمتد لما يقرب من ربع ساعة دون محور محدد، دون فكرة معينة، وبالطبع وعلى الدوام مُبَطَّن بجلال إنقاذه لمصر وكيفية تضحيته بحياته، ووجوب صمود "المصريين" وأن يكونوا أمةً "مابتتكلمش خالص" ، مروراً بأهل الشر ومخططات تدمير الدولة، ولا مانع من خاتمة فريدة تأتي هذه المرة في صورة "ثلاجة" !

مؤكد سَأُتَّهم أني من قافلة التافهين أن تركت كل ما قيل في المؤتمر الوطني الأول للشباب "لأتشعبط" في باب ثلاجة الرئيس الفارغة، وأسأل كيف لثلاجة "ابن الأغنيا" (كما قال) أن تخلو إلا من مياه لمدة عشر سنوات، حتى أن ثلاجة مُعدمة لفقير مُدقع لا تخلو من رغيف يابس، أو "لقمة رز بايتة" ؟! الهيافة ليست فيمن "يتصدَّر على الكلمة" الهيافة فيمن يستنكر استفهام الراغبين في معرفة جدوى حديث مرسل في كل خطاب أو لقاء، وما زاد عليه هذه المرة ذكر نوادر خاصة وغير منطقية في الطرح!تهتز الرؤوس عن يمينه وعن شماله ومن خلفه إيماءاً بالموافقة، وتضج القاعة بالتصفيق تأييداً حتى على "الكمبيوتر اللي زَرْجِن" ونائبة البرلمان (اللي كان كل طموحها إنها تسلم على الرئيس)، لكن هل وعَى هؤلاء وهم يُأرجحون رؤوسهم بِضْع نقاط هامة تحدَث فيها الرئيس على خلاف حقيقتها؟!

- يسأل الرئيس عن محاولات الدولة في الاصطدام بأحزاب أو حجب تيارات أو قوى سياسية، لو لم تعرف الإجابة اِلْقِ نظرة على البرلمان وممثليه من كافة الأحزاب والتيارات، الغالبية العظمى وجوه وديعة تُسَبح بحمد الرئيس، ولا ترى في حكومته شائبة، فكيف يكون عدم الاصطدام والحجب منة أو نعمة؟! هل يُعقل وجود اصطدام أوحجب والكل مؤيد ولا رائحة لمعارضة؟! ومع ذلك فالكل يُؤرجح رأسه موافقة ..
- يتحدَّث عن حجم المصارحة والمكاشفة وأن مستواها أكثر من المطلوب (بزعم تهديد الأمن القومي)، هل كان كم المصارحة والمكاشفة أكثر من المطلوب في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين التي تمت في يوم وليلة؟! دون أدنى قدر من مصارحة ومكاشفة وباعتراف سابق للرئيس، أن الإعلان عن الاتفاقية في وقت مبكر عن التوقيت الذي تمت فيه كان سيثير الرأي العام ويؤدي إلى شقاق بين شعبي البلدين الشقيقين، فعن أي مصارحة ومكاشفة يتحدث الرئيس ؟! ومع ذلك فالكل يؤرجح رأسه موافقة أيضاً ..
- يُكَرِّر ويؤكد أن الظرف صعب، والاقتصاد مُتردِّي، ولكنه أدَّى دوره وقام بواجبه على أتم وجه، ليبقى الدور على الشعب المطلوب منه الصمود والصبر والتحمل والسكوت، ومطلوب من ثلاجاته أن تأخذ من ثلاجة الرئيس مثالاً يُحتذى به في ربط الحزام وعزة النفس والكرامة ! ومازال الكل يؤرجح رأسه موافقة ..

- تتعدد التحديات وتندر موارد الدولة في مشروعات مثل تطوير التعليم، لكنها وفيرة ومتوفرة في مشروع مثل قناة السويس الجديدة، تتوفر آلاف الجنيهات لقضاة وعسكريين من الشرطة والجيش، ولكن مصر في موقف صعب أمام رفع بدل عدوى الأطباء عن 19 جنيه، لتظل إجابة الرئيس أمام كل سؤال يعرض مطلباً للتطوير عن مدى إمكانية تحقيق المطلب في الوقت الراهن تحت شعاري : "منين وبكام" وَ "أنا مش مش عايز أديك، أنا مش قادر أديك" ، والكل يؤرجح رأسه موافقة ..

- يرى في الزج بآلاف من الشباب المصري بتهم واهية حمايةً للدولة، لأن مطالبتهم بالعدل والحرية وحملهم مشاكل المواطن على عاتقهم نشرٌ للمناخ التشاؤمي، ومنفصلون عن الواقع ومزيفون لوعي الناس كل من يعرض المشاكل ويطالب بحلول عاجلة وسرعة إنقاذ، ومتهمون بخلق حراك من عدم الرضا والسخط العام كل من يتحدث في غلاء الأسعار وانحدار قيمة الجنيه المصري والتخوف من تفاقم المشكلة الاقتصادية التي تؤدي إلى عجن المطحونين.

وإلى أن ينتهي هذا المؤتمر في الأيام القليلة القادمة، ننتظر التوصيات التي سيتمخَّض عنها، لعله يؤتي ثماراً لم يأتِ بها المؤتمر الاقتصادي الماضي، ولكي لا تتوقف نهضة مصر على خلو "ثلاجات" شعبها إلَّا من مياه تيمناً بثلاجة الرئيس!
بعض روابط بتصريحات الرئيس:
السيسي : لن نستطيع حل أي مسالة بالمسار التقليدي
الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه رسالة لكل المصريين على الهواء .. لم أبخل عليكم بحياتي

أمين عام نادي الصيادلة للسيسي: طول ما احنا رئيسنا طبيب احنا درجة تانية
https://www.youtube.com/watch?v=MK5IrmN43Q4
سؤال النائب محمد عبد العزيز وَرِدِّ الرئيس
https://www.youtube.com/watch?v=uqbJMfAGdS4
أميرة العادلي للسيسي: شركاء 30يونيو أول ضحايا قانون التظاهرhttps://www.youtube.com/watch?v=uGsjOBXQg7A
أميرة العادلي للسيسي: عايزين حرية تعبير واللي يتكلم ميتسجنش
https://www.youtube.com/watch?v=X0Pifjgdpsc

(فيديو) مقتل الرجل الكبير.. نبوءة إبراهيم عيسى

لمشاهدة الفيديو اضغط اللينك التالي:
https://www.facebook.com/E3lam.org/videos/1858887177689515/





الأحد، 23 أكتوبر 2016

سيرة الحبيبة سناء البيسي

http://www.e3lam.org/2016/10/22/155985
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A/10154054775471696

ماذا لو كان الكاتب الكبير مصطفى أمين يُعاصر زماننا هذا، وحدث أن استيقظت يوماً لتجد عموده اليومي “فكرة” خالياً؟!

ربما كانت لتحدث ثورة ما.. ولو أن هذا محض خيال، فإنه من واقع نجمة في الصحافة العربية قضت عمرها كله ببلاط صاحبة الجلالة المقدس، إنها سناء البيسي، فعلى مدار الأيام القليلة الماضية قد لفت غيابها الأنظار، وفطر قلوب متابعيها توقفها عن الكتابة لأسابيع..
سيدة الصحافة العربية كما يُحب كثيرون دعوتها بهذا اللقب؛ كانت نبضاً لكل الطبقات دون تمييز، أبرزت أدق تفاصيل المجتمع ومشاكله المعقدة، فكانت هموم المواطن وبمنتهى التأمل والتأثر قضية عمرها، لا تحب الظهور أمام الكاميرات فقلمها هو عصاها السحرية الذي يُبَلِّغ مرادها ورؤيتها، فيغنيها عن الظهور التليفزيوني أو تعدد الحوارات الصحافية.
وأنت تقرأ لها تسحرك لغتها المحكمة فهي قاموس للمعاني ومعجم للمرادفات، تكتب بريشة رسام عندما تتحدث عن الفن، وتكتب بأسلوب الباحث المتعمق إذا قصدت درباً من دروب الثقافة، وتتلبس روح شهرزاد عندما تحكي وتسرد القصص، مفرداتها سلسلة لا تخاطب بها فئة ذات ثقافة بعينها، وإنما تكتب من عمق كل طبقة بأسلوب لا يُختلف في تقبله، لتصبح مؤلفاتها ومقالاتها العديدة من الناس ولكل الناس.
تجدها ينبوع من الرومانسية والاحترام عندما تتحدث عن زوجها الراحل الفنان التشكيلي منير كنعان، تؤكد على دعمه وتشجيعه لها، ويبهرك تواضعها وإنكار ذاتها تجاهه بقولها: ” أنا من دونه امرأة مجوَّفة”، حتى أن صلاح جاهين تلمَّس عذوبة ذلك الحب عندما كتب الأغنية الشهيرة ” ماتجيبلي شَكَلاتة” عندما علم أن كنعان “يصالحها” بإهدائها الشوكولاتة.
صادقت وزاملت ولازمت عمالقة الصحافة، ففي حوارات قديمة ونادرة لها تجدها تفيض بكل التقدير والامتنان لأولئك العظماء، إذ تعدد مآثر الكاتب الكبير مصطفى أمين وكيف كان له الفضل في اكتشاف موهبتها الصحافية، وإعطائها فرصة لإثبات جدارتها، وتدريبها على العمل الصحافي بمختلف الأساليب، إلى أن نصَّبها رئيسة قسم المرأة بأخبار اليوم، واعتماد إبراهيم نافع عليها في تأسيس مجلة “نصف الدنيا”، كما كانت تكن للأستاذ محمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين فضلاً خاصاً في دعمهما لها أثناء الأزمات.
لم تتوج  ملكة على عرش قلوب القراء فحسب، فأسلوبها الأدبي المميز جعل عظيم نوبل “نجيب محفوظ” يكتب لها “لا أستطيع أن أبلغ ذروة بلاغتك”، قامت بتقديم مقدمة أدبية لكتابه الذي جمع فيه ما يقرب من 300 حلم بعنوان “أحلام فترة النقاهة..الأحلام الأخيرة”، كما أنها خرَّجت جيلاً من المبدعين أمثال عمر طاهر وزين العابدين خيري.
الصحافية الشابة التي خطت أولى خطواتها بجريدة الأخبار فنانة تشكيلية مرهفة الحس أبت أن يُطلق مسمى “صحافة نسائية” على أعمال الكاتبات السيدات، فإبداع الكاتبة لا يُشَبَّه وكأنه عمل منزلي يحتاج لارتداء مريلة مطبخ ( على حد تشبيهها)، وعندما داهمها سن المعاش الذي لم تعطه حساباً أو تعره اهتماماً، وبعد مسؤوليتها التي استمرت سبعة عشر عاماً  تم تنحيتها عن مجلة نصف الدنيا، مما ترك في صدرها إحساس بالمرارة، ولم يخفف من ألم ذلك الجرح سوى بقاءها على صفحات الأهرام بكتابة مقال أسبوعي.
من أبرز مؤلفاتها :
“في الهواء الطلق” – قصص قصيرة نشر سنة 1973
“أموت وافهم” نشر سنة 2001
“الكلام الساكت” نشر سنة 2003
“سيرة الحبايب” نشر سنة 2009
” مصر يا ولاد”- مقالات نشر سنة 2010
من أعمالها التي جسدتها الدراما مجموعتها القصصية “امرأة لكل العصور” في المسلسل الشهير “هو وهي” عرض 1985 بطولة سعاد حسني وأحمد زكي، التي طرحت وعالجت فيها عدد من القضايا بين الرجل والمرأة، وأيضاً مؤلفها الذي حمل اسم “الكلام المباح” وتم تقديمه بنفس العنوان كمسلسل تليفزيوني في 2005 بطولة دلال عبد العزيز وحسين الإمام، وتم تقديمه كمسلسل إذاعي حمل نفس الاسم بطولة معالي زايد وسماح أنور وعزت العلايلي.
لينك بعدد من مقالاتها وأعمالها الأدبية في عدد من المجلات
ويبقى السؤال عن سبب الغياب، أهو عزل أم اعتزال، أهو امتناع وتوقف لتجاهلها وعدم تقديرها، أم أنه منع وتضييق على قامة تحمل اسم سناء البيسي ؟!

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

3 وزراء ..بعد الخط الأحمر

http://www.e3lam.org/2016/10/18/154870
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/3-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1/10154041425706696

أصبح من المتكرر وقائع إيقاف أو إقالة كل من يجرؤ ويُقدِّم نقداً لوزير من الوزراء، في موجة جديدة لقمع الحريات والحجر على الآراء، ليبقى المسؤول عن قرار الإيقاف أو الإقالة متجاهلاً الهدف الأساسي من وراء أي نقد بنَّاء، وهو دفع ومتابعة أداء الوزراء ومنظومات العمل داخل الوزارات، مما يضمن تحقيق واستمرارية التطوير، وخلال الأيام الأخيرة أصبح لدينا 3 وزراء يقفون بعد الخط الأحمر أي لا يستطيع أي ناقد تجاوزه هذا الخط وتوجيه أي انتقادات لآدائهم للصالح العام .


وزارة الاستثمار: الوزيرة  داليا خورشيد
أصدرت شبكة تليفزيون ON TV، بيانًا، أعلنت فيه فسخ تعاقدها مع الإعلامية رانيا بدوي، بعد تقديمها أولى حلقات برنامج “كل يوم” مع الإعلامي عمرو أديب، على خلفية مهاجمتها لوزيرة الاستثمار، داليا خورشيد، جاء فيه : "تؤمن شبكة قنوات ON TV بأن المبادئ الإعلامية وقيم وشرف هذه المهنة لا يتجزأ، وتحمل القناة على عاتقها مهمة إعلامية وطنية تعتبرها تحدياً غير مسبوق فى ساحة الإعلام التليفزيوني من خلال الإصرار على تقديم إعلام حر ومستقل يحترم عقل المشاهدين بلا إسفاف أو إسراف أو إساءة أو خرق لأخلاقيات هذه الرسالة النبيلة، وقد نجحت ON TV فى أسابيع قليلة من أن تحتل مكانة لدى المشاهدين، ارتباطا بذلك فإن الشبكة تعتذر عما جاء فى أحد برامجها من إساءة وتجاوز فى حق إحدى الشخصيات العامة" ..
وقد قالت رانيا بدوي خلال تقديمها أول حلقة لها ببرنامج “كل يوم” مع الإعلامي عمرو أديب، عبر فضائية On E : “السيدة وزيرة الاستثمارة من أسوأ وزراء الاستثمار في مصر، وأقصد هنا سوء الإدارة وليس سوء الشخصية، فلم نسمع عن رحلات مكوكية للإستثمار في مصر، لا قرارات، لا تعديلات، ولا أحد يعرف اسمها”.


يُذكر أن الوزيرة كانت قد تلقت الكثير من الانتقادات بعد مضي فترة قصيرة من تعيينها بسبب تصريحاتها حول رغبتها في زواج الفرصة بالمستثمر، إذ قالت : "هناك مستثمر محلي وأجنبي وهناك فرصة، المستثمرين تايهين جوانا، إحنا عايزين نجَوِّز المستثمر للفرصة ويخلفوا كمان”، مما أثار ذلك التصريح موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ومن أعضاء مجلس النواب.
فيديو مداخلة مفيد فوزي ورانيا بدوي عن وزيرة الاستثمار
https://www.youtube.com/watch?v=bI1VaY0jevA
وزير التربية والتعليم: الهلالي الشربيني

قام محافظ دمياط الدكتور إسماعيل طه بإصدار قرار نقل وندب محمد عبد الوهاب الطلخاوي، مدير مدرسة النصر الإعدادية بدمياط، بسبب رأي كتبه على فيسبوك بخصوص وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني، وقد حاول المحافظ تخفيف وطأة الأمر بأن القرار ليس بسبب وزير التعليم، وإنما بسبب بوست حمل تهديداً لوكيل المديرية وخروجه عن مقتضى الواجب الوظيفي وعدم مراعاة قواعد اللياقة وتقاليد المهنة، وأن القرار ليس وقفاً ولا نقلاً، وإنما مجرد ندب لديوان مديرية التربية والتعليم لحين انتهاء التحقيق معه..
وجاء رد مدير المدرسة الموقوف بنفي أى تهديد قام به لوكيل المديرية، فيما وجه حديثه للمحافظ، أن القرار المتعسف ضده ما هو إلا إرهاب وتكميم للأفواه، واعتماد المحافظ على تقارير من مديرية التعليم دون فتح تحقيق حقيقي أو إخطاره عن طريق مخاطبات إدارية ..
فقرة نقل مدير مدرسة بدمياط عقاباً له لنقد وزير التربية والتعليم ببرنامج العاشرة مساء
https://www.youtube.com/watch?v=agBANCPYPhA
وزير الزراعة: عصام فايد
في 22 سبتمبر2016 قرر الدكتور عصام فايد وزير الزراعة تعيين الدكتور حامد عبد الدايم المتحدث باسم مركز البحوث الزراعية، بدلاً من عيد حواش، المستشار الإعلامي للوزير والمتحدث الرسمي بإسم الوزارة، على خلفية انتقاد حواش قرار الحكومة بالتراجع عن حظر دخول الأقماح المصابة بالأرجوت..
وفي اليوم التالي جاء رد حواش بأنه يحترم رغبة وزير الزراعة، عصام فايد، في إقالته إذا كانت تصب في صالح الاقتصاد الوطني الذي نسعى دائماً إلى رفعته وتعزيز فرص عمل حقيقية لأبناء مصر من خلال تطوير الزراعة ومراعاة حقوق الفلاحين ..
يُذكر أن عديد من الوزراء السابقين سجلُّوا اعتراضهم وانتقادهم للحكومة في هذا الملف ..

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

عصَّار الشجن علاء الديب

شعور مختلف .. فأنا أقرأ في كتاب واحد عن أكثر من مائة عمل أدبي من خلال أكثر من مائة مقال فني للأسطورة علاء الديب، عشرات المقالات خلال ثلاث عقود، وأنا في أحدها لم أكن بعد جنيناً في بطن أمي، إنه كتاب “عصير الكتب” ..

الكتاب ليس نقديَّاً بالمعنى المتعارف عليه من استخدام عبارات إنشائية، أو متبعاً لمنهج تقليدي جامد، وإنما كتاب تُحفَّز من خلاله على اقتناء كثير من الأعمال الأدبية التي شغف بها القدير علاء الديب، مع بداية الكتاب تجد شهادة عظيمة من الكاتب “إبراهيم أصلان”، وهي في الحقيقة شهادة على شهادة؛ أبداها الكاتب علاء الديب على حقبة ثرية ومثيرة (كما وصفها أصلان) من تاريخ هذا الوطن، تلاها تهنئة من الكاتب بلال فضل ببلوغه عامه السبعين، يتخللها مديح وثناء في قامة الديب من خصال نكران الذات، والانشغال بالعمل والمعرفة في تصوف وزهد..
الكاتب والروائي الفذ الذي قضى أربعين سنةً من حياته وسط الكتب، ومر عليه ثلاثة أجيال من الكتاب بكل قامته تلك يقول عن نفسه؛ أنه ليس ناقداً وإنما يقوم بعمل “عرض أو استعراض للكتب/ Book Review” ، إذ كان يُقدِّم كل خميس قصة مختلفة في باب “عصير الكتب”على صفحات مجلة “صباح الخير” وذلك على مدار ثلاثين عاماً، ثم قام بجمع كل تلك المقالات في كتاب اسمه “عصير الكتب” صدرت طبعته الأولى في 2010 عن دار الشروق، مؤكداً أن هدفه الأساسي من مراجعاته تلك؛ هو مشاركة في التفكير العام، فاختياره للكتاب سؤال، والكتابة عنه محاولة للبحث عن إجابة لذلك السؤال ..
الكتاب يضم مائة وأحد عشر عملاً للعديد من الكتاب، ليسوا فقط من المصريين، وإنما اهتم بمتابعة العديد من كتاب ومثقفي العالم العربي، من لبنان وفلسطين والبحرين والمغرب وغيرها، ذلك العدد الضخم من الكتب تنوع في عرض العديد من القضايا التي تؤرخ حياة المجتمع العربي، مثل القضية الفلسطينية ونكسة يونيو ومأساة الأسر، وحرب أكتوبر والاستشهاد والسلام والانفتاح والتضخم، وروايات تسجل نشأة الصناعة المصرية والمطحونين بين الظلم والفقر والتوق للعدل والحرية، وقهر المرأة في المجتمعات العربية، والانتقال الصعب الموجع للمجتمع العربي من البداوة إلى حياة النفط، وأزمات الطبقة الوسطى، والريف المصري وشخصية الفلاح، حتى القراءة في الفانتازيا كان لها مكان في عصير الكتب ..
يبدأ عرضه للكتاب من خلال عنونة المقال النقدي بنفس عنوان العمل الأدبي أو بعنوان آخر اختاره بنفسه، ثم يعرض معلوماته الأساسية (اسم الكتاب، المؤلف، الناشر)، ثم يُعطي قراءة نقدية دقيقة وموجزة في أسطر قليلة بالكاد تتم الصفحتين ونادراً ما وصلت إلى ثلاث صفحات أو أكثر، ثم يُعطي لمحة قصيرة عن أحداث الكتاب (قصة أو رواية أو مجموعة قصصية أو الأعمال الكاملة لبعض الكتاب)، ثم يستفيض في رؤيته الخاصة أو تفسيره للإسقاطات التي وردت بالعمل الأدبي، من خلال ربط وتحليل تلك الإسقاطات مع ما يواجهها في الواقع الحقيقي، كما أنه يذكر بعض الجُمل أو الفقرات التي عملت في نفسه شيء ما، أو وجدت لديه صدىً يستحق الإشادة، مثل ما أشار إليه في كتاب “بشاير اليوسفي” لرضا البهات : “لا شيء يرفع عن النفس اليأس والقنوط والأحزان سوى ضوء قطعة من الفن الصادق الأصيل، الذي يحاول ترتيب الواقع، ويبعث ما فيه من قوة وأمل” ..
كَرِهَ تقسيم الحياة الأدبية إلى أجيال وإنما كان يفضل على الدوام تصنيف الكتاب بحسب مدارسهم واتجاهاتهم، كان يُغرم ويُفتن بكل كتاب ومؤلف يكتب عن الريف والفقراء، يُسلِّط الضوء على الأعمال الأدبية التي يراها تستحق مزيداً من اهتمام القراء والنقاد، ولا ينتقد لمجرد النقد، فتجده عند الثغرات أو الهفوات يُغَلِّف نقده بسبب أو بمبرر للكاتب، كإحدى تعليقاته: “الحرارة والصدق لا تغفر له ارتباك الجملة الأدبية أحياناً”، لو كان نقده لاذعاً فإنه بلسعة برد الخريف الجميل، كما في نقده لأسلوب الغيطاني في كتابه “هاتف المغيب” : (العمارة الكلية للبيت “الرواية” والاتصال بين العمارة ووظيفتها “الرواية-القاريء” مازلت فيما أعتقد- هي مشكلة الكتابة عند جمال الغيطاني.. ماذا يريد الأديب من استحضار هذه الروح؟ وماذا يريد من كل هذه الدقة والجهد والإتقان؟ هو-بالقطع- يريد أن يدلنا على معانٍ خافية تبعثها المشربيات، والمآذن الباسقة في أفق المنيب القاهري الفريد) ..
في كثير من مراجعاته النقدية كان يذكر أن أحداث الرواية أكبر من الاستعراض في هذا الحيز الضيق، ثم يترك للنقاد المجال أو يدعوهم للحديث عن تحقيقات في اللغة والشكل الروائي، يذكر تاريخ ومكان الإصدار وإذا ما كان يتم الإعداد لجزء ثاني من العمل الأدبي، وكان يذكر نبذة عن حياة الكاتب وعمله والمناصب التي تولاها ولا ينسى بالطبع الثناء عليه وعلى فنه وأدبه بكلمات عذبة ومعانٍ رقراقة كلٌ بحسب ما أبدع فيه، وإذا لم يعرف عنه الكثير فإنه يقول لا أعرف عنه الكثير، وفي أثناء الحديث بشكل عام عن عمل روائي فكان يستخدم الكلمات والأوصاف التي تضعك في بنية مجسمة للعمل وكأنك داخل بلاتو تصوير، أو كأنك مشاهد تشاهد الكتاب من خلال عمل درامي على شاشة تليفزيون أو سينما ..
من أكثر العبارات التي ذكرها ولمست قلبي :
(الوقائع هي الوقائع ولكن عندما يُعيد ترتيبها أديب أو فنان فإنها تتخذ في النفس معاني وأبعاداً، أكبر منها وأعظم أثراً في النفس) ..
وأخرى في حديثه عن كتاب “عباد الشمس” وهو عمل لكاتبة فلسطينية : (يُعلمنا هذا النوع من الأدب – أن أول الأعداء.. هو تسترنا على الأخطاء والحقائق الضعيفة، يعلمنا هذا النوع من الأدب أن الأعداء يختفون جيداً خلف أوهامنا.. خلف الأكاذيب التي نصنعها وخلف الأصنام التي نخشى تحطيمها)..
عصَّار الشجن علاء الديب الذي رحل عن عالمنا في فبراير2016 لم يغفل رثاء أصدقائه في كتابه “عصير الكتب” أثناء تناول عمل من أعمالهم، ولرد جزء من جميل هذا العظيم لابد من تسليط الضوء على رواياته ومجموعاته القصصية، وتناولها بشيء من الحب والتقدير ولفت الانتباه كما فعل هو للعديد والعديد على مدى عقود ..

ليه لازم تقرا كتاب "إذاعة الأغاني" ؟