الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

ما حدث بين الإبراشي وناعوت

http://e3lam.org/2015/10/27/71684

هالة منير بدير 

كان برنامج العاشرة مساءاً بالأمس ساخناً ومليئاً بالمشادات ليس بين ضيوف وائل الإبراشي، وإنما بينه هو شخصياً وبين الكاتبة فاطمة ناعوت، وبالرغم من أن الحلقة كانت تسير بمنتهى الهدوء والسلاسة وتقبل فاطمة للهجوم من الضيفين الآخرين، إلَّا أنه كان مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة !
بدت فاطمة مرحة طيلة الحلقة تتقبَّل الهجوم عليها تارة وترد الاستهزاء بذكاء تارة أخرى، استحوذت على الحديث بلباقة وقوة حجة وطلاقة لسان ،متلاعبة بالألفاظ بدرجات متفاوتة لوصف مهاجميها بالجهل أو عدم الدراية أو الإلمام بالأخبار، ولكن بأسلوب لا يؤخذ عليها، إلَّا أنه وفي نهاية الحلقة بدا عليها كثير من الاستياء والضيق بسبب مشادة كلامية بينها وبين الإبراشي ..
تدرَّجت أحداث الحلقة بداية من توجيه الضيفين المسيحيين لفاطمة تهمة ازدراء الدين المسيحي بناء على مقال ساخر كتبته، ملخصه أن أحد الضيفين دخل في الإسلام على يديها، هذا الذي حاولت هي أن توضحه بأنه ليس أكثر من مقال يسخر من حزب النور وكأنه على لسانهم، أنهم لا يكفون عن وصف المسيحيين بالكفار وإذا دخل أحد منهم في الدين الإسلامي، فوراً يتحول إلى دائرة الصلاح والإيمان، ولكنها فشلت في أن توصل فكرتها للضيفين، أو أن يقتنعا بما تقوله، موجهين لها الاتهام أنها لا تكف عن استخدام السخرية من الدين الإسلامي والمسيحي على السواء، وذكرَّاها بالواقعة الشهيرة لبوست قديم لها عن استيائها من ذبح الأضاحي والمرفوع عليها بسببه قضية تُنظر أمام المحاكم الآن ..
وجاءت المداخلة الأولى في البرنامج من المحامي الذي قام بتقديم دعوى ضدها لازدراء الدين الإسلامي بناء على بوست الأضحية الشهير، مما جعلها تمتنع عن الرد عليه في البداية كونها بينها وبينه خصومة أمام القضاء، ولكن هذا لم يستمر طويلاً، حيث قامت بالتشكيك في قدرته اللغوية وفي أن يفهم ويدرك مقصدها، وهو الذي يخطيء في أبسط القواعد الإملائية، وأنه لا يقرأ لها وليس على دراية بأسلوبها الأدبي في الكتابة ..
ثم جاءت الضربة القاضية بالمداخلة قبل الأخيرة وهي لمرشح منافس لها في دائرة مصر الجديدة مؤيداً لمهاجميها ممن يراها تزدري الأديان، فكانت تلك المداخلة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث وجهت اللوم للإبراشي أنها وحيدة في إيضاح رأيها أمام هجوم من ضيفين ومداخلتين من خصمين، خاصة بعدما اكتشفت أن البرنامج هو من يقوم بالاتصال بالشخصيات المهاجمة لها، مستنكرة كيف لا يتيحون الفرصة للمشاهدين للاتصال ليعبروا أيضاً عن مساندتهم لشخصها وتفهمهم لها ..
وبالرغم أنَّ الحلقة قد بدأت بِرَدِّ ناعوت على ترحيب الإبراشي بقولها : ” أنا جايَّة علشان خاطرك ” وكأنما يوحي ذلك الرد بعدم تقبلها لوجود الضيفين الآخرين وعلمها المسبق بذلك، هذا الذي نفته فاطمة في الجزء الأخير من الحلقة بأن فريق الإعداد لم يُبلغها بأسماء الضيوف وأنه حاول وبقوة إقناعها بقبول عرض القدوم للحلقة، ذاك الذي نفاه الإبراشي وأكد أنها على تمام العلم بوجودهم وأن لا أحد ” اتحايل عليها ” كما قالت ! ثم بدأ التراشق اللفظي، حيث قالت للإبراشي :” بتكذب يا أستاذ وائل ؟! “، هذا الذي دعاه بدوره للرد عليها : ” إنتِ اللي كذابة ” !!
اُسْتُهلكت ناعوت طوال الحلقة في الدفاع عن نفسها وتوضيح موقفها دون فائدة ودون مؤيد، حتى أثار حفيظتها جملة شديدة التجاوز من الإبراشي بقوله : ” حاولي تتخلصي من عقدة الاضطهاد “، متهماً إياها أنها لا تقبل الرأي الآخر، مما زاد من توترها ودهشتها كيف وصلت الحلقة إلى هذا المنحى، مؤكدة ومكررة مراراً وتكراراً أنها لم تأتِ إلا تلبية لدعوته و” علشان خاطره”، وتعددَّت محاولاتها للحصول على أسلوب أشبه باعتذار ضمني منه، أو شيئاً من تخفيف حدة هجومه، أو وضعه لها في خانة المعتدة برأيها، عندما قالت له : ” لا تجعلني أندم أني وافقت آجي” أو ” علشان حلقة بتخسر شخص“، فباءت كل محاولاتها بالفشل، حيث جاءت كل ردوده جافة قاسية خالية من الدبلوماسية، أو التقهقر لنقطة ينمحي فيها حدة ما حدث ..
هدَّأ من حدة الحلقة مداخلة أخيرة جاءت من الفنانة ميسرة حيث ساندت ناعوت في موقفها وبدأت في شرح المقال الساخر للضيفين، ولكنها في النهاية وجهت الأمنية لناعوت بالفوز في البرلمان، بالإضافة لنصيحة بأن تكتب بأسلوب لغوي مبسط يتناسب مع قطاع كبير من القراء متأثر بتدني مستوى التعليم، مما يجعل اللغة الأدبية الرفيعة عصية عليه في الفهم والاستيعاب ..
وضَّحت ناعوت موقفها من الانتخابات البرلمانية، رافضة أن تسمى العملية الانتخابية بالمعركة الانتخابية، لأن هدف خدمة الشعب المصري أسمى من أن يتم التقاتل والتعارك عليه، مؤكدة أنها لم ولن تدفع مليماً واحداً كدعايا انتخابية، أمَّا السؤال الآن : هل ستؤثر تلك الحلقة على الأصوات التي سيقدمها الناخبون لناعوت في البرلمان ؟!!

الأحد، 25 أكتوبر 2015

تفاصيل مرض الأطفال الغامض في ست الحسن

http://e3lam.org/2015/10/25/71381

مؤكد أن كل الأمهات يحملون هَمّ اللحظة التي يقررن فيها القيام بالتدريس لأولادهن، ولكن هذه المشقة لا يقتصر سببها على شقاوة الأطفال وانشغالهن ببرامج الأطفال التليفزيونية  ووسائل الترفيه والألعاب الإلكترونية، فقد تكون هذه المشقة ناتجة عن شيء خارج عن إرادة الطفل، ومع أنه يبدو للوهلة الأولى أنه طفل " لِعَبي" وشقي ولا يحب المذاكرة، ولكنه وللأسف الشديد قد يكون ناجم عن إحدى أسباب صعوبات التعلم، ومنها " متلازمة إيرلين " !! ..

عرض برنامج ست الحسن المذاع على قناة ON TV  تقديم المذيعة شريهان أبو الحسن، حلقة فريدة ومميزة لتجربة أم، وهي السيدة رشا أنور مديرة مركز إيرلين بمصرالتي عانت أشد المعاناة من التحصيل الدراسي الضعيف لابنها وعدم قدرته على المذاكرة بصورة طبيعية، بالرغم من ذكائه العادي وفوق المتوسط، بل وبراعته في أنشطة أخرى غير المناهج الدراسية، وبالرغم من ترددها على كثير من الأطباء ووصف علاجات مختلفة له، وتأكيدهم لها أن نظره سليم وأنه ليس أكثر من مجرد طفل لاهٍ يريد اللعب ولا يرغب في المذاكرة، إلَّا أنها لم تطمئن لأقوالهم ولم تكف البحث والسؤال حتى اكتشفت حالة ابنها ..



قامت السيدة رشا بالبحث الشديد والمتعمق في حالة ابنها حتى وصلت لأنه مصاب بمتلازمة إيرلين ( متلازمة الحساسية للضوء) وهي مشكلة فى الإدراك البصري تحدث في الدماغ، وليس في حاسة الإبصار، وتؤثر على التحصيل العلمي والأداء الأكاديمي متمثلة في صعوبات التعلم والمشاكل الدراسية وعدم القدرة على القراءة والمذاكرة بشكل طبيعي، مما يسبب عدم القدرة على التركيز في الصفحة البيضاء بسبب التباين الشديد بين الخلفية البيضاء والخط باللون الأسود، مما يجعل الطفل المصاب يرى الكتابة السوداء وكأنها ضبابية أو تتماوج أو تتراقص أو تهتز أو تختفي من الصفحة وكأنها تبتلعها، مما يسبب الإجهاد فى القراءة، وعد قدرته على استمرار النظر في الصفحة مسبباً صداع أو دوخة أو غثيان، ولابد عندئذ من عرض الطفل على طبيب عيون وإذا ما أكَّد سلامة نظره فيجب على الفور عرضه على أخصائي في متلازمة إيرلين، لاكتشاف ما إذا كان يعاني من المتلازمة، وبالتالي تحديد لون الخلفية المناسب له بدلاً من اللون الأبيض، عن طريق شفافيات مفلترة باللون المناسب توضع فوق الصفحة، أو عدسات ملونة في نظارات للقراءة .. 
وتتدرج تلك الأعراض من الخفيفة إلى الشديدة، ولها أسباب عدَّة منها الاستعداد الوراثي، أو تعرض الطفل لصدمات في رأسه كالسقوط أرضاً، أو اصطدام رأسي طفلين أثناء لعبهما، أو التعرض للبنج الكلي أثناء العمليات الجراحية، أو تناول مضادات حيوية لفترات طويلة، ولكنه مهما كان السبب إلا أنه يترك أثراً سلبياً في نفسية الطفل لأنه غير قادر على مواكبة مستوى بقية أقرانه من نفس السن، مما يجعله يبدأ في نظره بسلبية تجاه نفسه ومدرسته، وتدني رغبته في التعليم لعدم القدرة على القيام بما هو منوط به عمله بالرغم من محاولاته المتكررة في ذلك دون جدوى، ودون أن يدري السبب الحقيقي الذي يمنعه من ذلك  .. 
 طريقة إيرلين لتقييم وعلاج متلازمة إيرلين متاحة الآن في مصر، بالرغم من الجهل وعدم الدراية الواسعين بهذه المتلازمة، وهذا ما تقوم به السيدة رشا الآن بعد سعيها لدعم ابنها في رحلته المليئة بالتحديات، فقد قرأت بتعمق وبكثافة عن متلازمة إيرلين ، وأخذت ابنها إلى الأردن لفحصه، وشاهدت بنفسها التغيير، واستفزها أن هذه الطريقة الفعالة لا يتم تطبيقها في مصر فاتخذت قراراً للسفر للتدريب لتصبح فاحصة إيرلين معتمدة، واعتبرت تقييم وعلاج متلازمة إيرلين في مصر رسالتها الشخصية ..


الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

هل يجرؤ السيسي على طلب استفتاء عليه من الشعب الآن ؟!

http://yanair.net/?p=20230

جاءت قلة الإقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية لكمة قوية على وجه كل من كان يتشدَّق بالحرية التي ننعم بها وبالمستقبل الباهر الذي ينتظرنا، في واقع من تدهور الأحوال الاقتصادية، وتراجع إيرادات قناة السويس، وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، أدرك الناس أن مسرحية البرلمان ما هي إلا حاضنة جديدة للفساد والفزَّاعات، حيث وجدوا أنفسهم والبحر من أمامهم والعدو من خلفهم، فماذا هم فاعلون ؟!! أصبحوا في مواجهة فلول مبارك وتَصَدُّر المطَبِّلين وعملاء أمن الدولة، وتجار الدين من السلفيين ممثلي حزب النور، كنا سابقاً ننصح بعصر الليمون قبل إدراك واكتشاف حقيقة الإخوان المريرة، أما الآن فعلى من سيعصرون الليمون ؟!! على أذناب الإخوان، أم لصوص الحزب الوطني والمتملقين والمتسلقين ؟!!

كلمة السيسي التشجيعية الموجهة للشعب للاحتشاد من أجل الانتخابات البرلمانية لم تأتِ أُكُلَها، فدغدغة المشاعر تحت مسميات إرادة الشعب الصلبة واحتشاده بالملايين لإسقاط الإخوان لم تعد لتخطف القلوب وتسحر الأرواح، وأن اصطفافهم وتوحدهم من أجل أسقاط ظلم وفاشية الإخوان لم يلبث وأن خلق من جديد ظلم وفاشية عهود مبارك الغابرة في عهد السيسي، بل ربما أكثر تطرفاً واستبداداً، كيف يصدق الناس أن للبرلمان أهمية في سن التشريعات والقوانين المكملة للدستور، في وقت قانون الانتخابات بذاته مخالفاً للدستور، حتى أنه قوبل باعتراض أغلب الأحزاب عليه !!

الصراع على كراسي البرلمان معلوم من الأزل لا ينزل المرشح إلا في حملات انتخابية قبل موعد الانتخابات بفترة وجيزة، أين التواجد على الأرض وتقديم الخدمات والاحتكاك بالجمهور قبل العملية الانتخابية ؟! لا يوجد ..  كما أنه لن يوجد بعد الانتخابات أيضاً، فبعد أن يجلس كلٌ على كرسيه، سينسى النائب أبناء دائرته الذي كان مصلحته معلقة بأصواتهم، لقد ملَّ الناس انتظار الانتخابات وافتقدوا المنافسة الشريفة في ظل قوانين بالية ودستور مقدوح فيه، وأمية كيفية اختيار المرشح، وظروف قاسية متتابعة في اللهث لحل المشاكل اليومية !!


لم ينزل الانتخابات سوى كبار السن الذين ظلوا لثلاثين عاماً في سكوت وخنوع وتسليم بالأمر الواقع، الذين يتحدثون عن ديموقراطية زائفة لايراها أحد سواهم، ثم يغفلون أن أصحاب الصناديق السوداء والفلول وأبناءهم وأمنجية النظام هم من سيسن وسيشرع وسيوهمنا بمراقبة الحكومة واستجوابها !! فلِمَ إذاً ينزل الشباب أو غيرهم ؟! وهل كان للشباب حق التعبير السلمي عما يؤيدونه أو يرفضونه لتنتزعوا منه اليوم حق الاعتراض لمجرد أنه لم يشارك في مهزلة سخيفة اسمها الانتخابات البرلمانية ؟!طوابير مارس 2011 نزل فيها الشعب لأن روح 25 يناير كانت لا تزال تملأ أرواحهم بالأمل، والتفاؤل يفيض من القلوب، أما اليوم فما هو المؤشر على وجود أدنى قدر من الإصلاح ؟! كيف يأتي الأمل والتفاؤل عقب إحباطات تتوالى في ظل استخدام القهر والقتل والتعذيب والسجن والإخفاء القسري وإنكاره ؟! تم إفساد الحياة السياسية بسن قانون التظاهر، وسب وشيطنة من لا يسب في الإخوان، وتخوين كل ناصح معارض لتجاوزات الداخلية أو أحد قادة الجيش، أو معترض على قرار لعدم جدواه أو جديته ..

شعار تحيا مصر ثلاثاً والذي يختم به الرئيس كل أحاديثه، لم يُحفِّز شعب مصر العظيم للقدوم أفواجاً للجان الانتخاب كما كان متوقعاً، العهد بالتفاني في خدمة الوطن والعمل باجتهاد والإخلاص تمر مر الكرام على آذانهم لما رأوه من انعدام للعدالة الاجتماعية، وترك للفاسدين يتغولون في فسادهم، واشتعال للأسعار، وفضائح الوزارات، وفضيحة التأمينات وأزمة المعاشات، ومكافآت القضاء وأعضاء النيابة المبالغ فيها، واستعداد الحكومة لاقتراض 280 مليار جنيه، وانتفاء تحقق أي من وعود التنمية والازدهار حتى قناة السويس التي تتراجع إيراداتها جراء تراجع معدلات الاقتصاد العالمي، هذا الذي حاول كثير من المخلصين توضيحه والتحذير من شق تفريعة جديدة، ولكن كل مخالف هو خائن في حينه لأنه لا يتبع الموجة والنغمة السائدة !!

قرأت تعليق لولبي يقول : " من الآخر الشعب مش عايز مجلس نواب، الشعب عاجبه رئيسه وجيشه " !! ، ما حدث من ضعف معدلات الإقبال على الانتخاب هو نتيجة منطقية لتصريحات أبواق الإعلام المضلل بأن المصريين اكتفوا بالسيسي رئيساً ومشرعاً ومحاسباً وطبيباً وفيلسوفاً، فقد جاءت الرياح بمالا تشتهي السفن، ومخالف لكل التوقعات، ومخالف لما كان يظنه السيسي نفسه، ظن أن كلمة معادة مكررة مقتضبة للشعب قبل الانتخابات بيوم في ظل كل الإحباط واليأس والبؤس الذي يعيشه المصري فسينزل المصوتون زمراً زمرا،لقد ظن السيسي أن المصري الذي غازله يومأً أنه نور عينيه، سينزل الميادين والشوارع كما نزل لعزل مرسى، وكما نزل لإعطاء التفويض المشؤوم، ولكن وقعت الواقعة وجاءت الصدمة قوية عنيفة، نعم أشك اليوم أن السيسي قد يجرؤ أبداً لطلب استفتاء شعبي عليه، أو تجديد للتفويض في ظل ذلك الإحباط العام !!
عليه أن يتأكد أن المواطن المصري لم يعد يغريه وعود طويلة الأجل، ولا كلام ناعم مسكن، ولا حتى نغمات تسلم الأيادي وبشرة خير .. 


الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

أغرب 6 تصريحات عن المرحلة الأولى للإنتخابات

http://e3lam.org/2015/10/21/70396

هالة منير بدير


تعودنا أن يصاحب كل حدث كبير عدد من التصريحات الغريبة، ونظراً لأننا في موسم الانتخابات البرلمانية وفي ظل الإقبال الضعيف من الناخبين، فلقد تعدَّدت التصريحات غير اللائقة أو غير الموفقة  وكذلك  المشابهة لما كان يصدر عن جماعة الإخوان المسلمين، فسبَّبت نسب المشاركة التي تميزت بالانخفاض الشديد حتى كادت تصل إلى مرحلة الندرة والسخرية من اللجان الخاوية، تسبَّبت في الاندفاع بالتصريحات الغير مسؤولة والتي تميزت بإقحام الدين في السياسة أو المتاجرة بالوطنية وغيرها من غرائب التعليقات، وفيما يلي أبرزها :

خلط الدين بالسياسة

كنا نضيق ذرعاً بأنصار الإخوان المسلمين حين يخلطون الدين بالسياسة، موزعين صكوك الجنة والنار حسب أهوائهم وأحكامهم، فجاء مشابهاً لذلك الوضع تصريحٌ من الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية يقول فيه : ” إن المشاركة في الانتخابات البرلمانية واجب شرعي لا يقل عن وجوب الصلاة، مشيرا إلى أن الذي يترك هذا الواجب كأنه ترك صلاة واجبة لا قضاء لها ” !! وحين طلب منه أحد البرامج مداخلة لتوضيح تصريحه المثير للضجة كرر بأن من امتنع عن التصويت آثم شرعاً، وأيَّده مستشار لوزير الأوقاف في تأثيم من يُحجم عن المشاركة في الانتخابات .

عودة الزند

هاجم المستشار أحمد الزند مقاطعي الانتخابات قائلاً : ” حرام ومن الظلم نُسميهم ناس، ودول عالة على المجتمع، دول ارتضوا لنفسهم يكونوا على هامش الحياة، وسيظلوا على هامش الحياة، اللي يقاطع بلده غير جدير أن يحيا على أرضها ” موضحاً أن  تراجع نسبة المشاركة بسبب استمرار سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة، وأن كثير من الوزارات لم تبذل أي جهد لتطهير البلد، وشاركه عدد لا بأس به من المواطنين الشرفاء سواء إعلاميين أو مشاهير أو غيرهم في نزع الوطنية والمطالبة بسحب الجنسية، والصمت والسكوت وغلق الفم ونزع حق الاعتراض في المستقبل عن كل من قاطع الانتخابات، ولكن لم يصادفني حتى الآن والحمد لله من طالب صراحة أولئك بحزم الحقائب وباسبوره وعلى كندا ..

السيسي وبس

قال مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم : ” ثقة المواطنين في السيسي من أبرز أسباب عزوف الناخبين عن التصويت، وأن هذه الثقة جعلت المواطنين يشعرون بحالة من الاكتفاء بـه كرئيس للجمهورية، ومشرعًا، ومحاميًا، ومراقبًا، ومحاسبًا، دون الحاجة إلى برلمان، خاصة أن «الحياة ماشية والأوضاع مستقرة» !! بصرف النظر عن الحياة الماشية والأوضاع المستقرة فقد جاءت تلك التصريحات على غرار ما قام به بعض الإعلاميين من تخويف الناس من البرلمان الذي سيصبح خطراً على السيسي ويسحب منه الثقة !!

فين المخالفات؟ طب هو فين الناخبين؟

ضحك المستشار عبد الله فتحي، رئيس نادي القضاة، في نهاية مداخلته مع الإعلامية لبنى عسل حين سألته عن حجم المشاحنات بين الناخبين في اللجان، فرد مازحاً:”لا يوجد أي مخالفات ولا حتى ناخبين ” لأن ضعف الإقبال على اللجان انعكس بدوره على حجم المخالفات الانتخابية التي تم رصدها، فتداركت لبنى المزحة محفزة من لم ينزل بعد للمشاركة ..

انتى السبب يا حاجة

وكأننا في مدرسة ابتدائية أسندت الدكتورة عزة هيكل ، عضو المجلس الاستشارى للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية، عدم مشاركة الشباب ومقاطعتهم للانتخابات البرلمانية إلى أسرة الشاب، موجهة اللوم لوالدته قائلةالشاب اللي مش هينزل أنا بلوم أسرته وبخاصة والدته وألومه هو أيضاً لأنه فيما بعد لن يكون له أي حق في الاعتراض على الأوضاع”

حروب الجيل الرابع

أرجعت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في حديث لها مع الوفد، أرجعت سبب عزوف الشباب عن المشاركة في انتخابات البرلمان هو وقوعهم فريسة لحروب الجيل الرابع، ولا أدري هل قام أحدهم بعد بتفسير انخفاض نسب الإقبال للتصويت بسبب المجلس الأعلى لقيادة العالم أم لا ؟!! ..

5 اختلافات بين “اعتذار” إيمان الحصري و” اعتذار” أحمد موسى

http://e3lam.org/2015/10/19/69918
هالة منير بدير
قد ترتقي الأخطاء المهنية إلى مستوى الفضائح إذا تعدَّت مجرد الخطأ الواقع سهواً لِيَمِّسَ أشخاصاً أو كيانات أو دُولاً، ولكن كل فضيحة مهنية يمكن تداركها باعتذار واجب سريع، وبأسلوب ينم عن ندم بعدم تحري الدقة، ووعد قاطع بعدم الوقوع في فخاخ مثل تلك الأخطاء مجدداً ..
فاجأنا " الإعلامي" أحمد موسى بكارثة عرض مقطع من لعبة فيديوجيم على أنه الضربات الجوية الروسية لتنظيم داعش في الأراضي السورية، ثم اعتذر عند اكتشاف الفضيحة اعتذاراً زاد الطين بلة، ذكرنا حينها بخطأ مهني جسيم للإعلامية إيمان الحصري في برنامجها حينما عرضت تويتة ساخرة من صفحة ساخرة على فيسبوك وكأنها على لسان الرئيس المكسيكي، جاء فيها أنه يتفهم قتل السياح المكسيكيين نظراً للظروف التي تمر بها مصر متسائلاً لِمَ يذهب السياح المكسيكيين لصحراء مصر !!
ولكن يظل فرق شاسع بين إيمان الحصري وبين أحمد موسى في نوع الخطأ وطريقة الاعتذار، وإليكم تلك الاختلافات :

(1) طريقة عرض الخبر الخاطيء مهنياً :
جاء خطأ إيمان الحصري في مجرد قراءة للتدوينة الساخرة دون أي تعليق أو تأييد أو اعتراض على التدوينة، أما في عرض أحمد موسى لفيديو اللعبة وكأنها مشاهد حقيقية للقصف الروسي للأراضي السورية فقد قام بالتعليق وكأنه معلق رياضي في مباراة كرة قدم يظهر اللعبة الحلوة ويشجع الفريق الروسي " اللي مابيهزرش " ضد الفريق الأمريكي " اللي بيهزر" في محاربة إرهاب داعش .

(2) كيفية الاعتراف بالخطأ والتبرير له :
اعترفت إيمان الحصري بالخطأ المهني واعتذرت بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن زملائها بشأن الوقوع في خطأ جسيم مثل هذا، أما أحمد موسى أكَّد على أنه بشر غير معصوم من الخطأ ..
لم تبرر إيمان الخطأ موضحة محاولتهم دوماً لتحري الدقة أمام كثرة الأخبار، هذا الذي لم يفعله أحمد موسى حيث برَّر للخطأ بضغط العمل وأن الخطأ وارد في ظل استمرار العمل لساعات طويلة وأن الخطأ عادي مهما بلغ ثقله وأهميته، وأن أول من اهتم بالموضوع هم الإخوان ( كالعادة ) ..

(3) المسؤول عن الخطأ :
لم تُعفِ إيمان نفسها من التقصير في التدقيق في مصدر الخبر، ولم تلقِ اللوم فقط على فريق الإعداد، بينما لم يُحمِّل أحمد موسى نفسه أي قدر من المسؤولية موضِّحاً أن المسؤول عن هذا الفيديو تم إيقافه عن العمل ..

(4) تَبِعات الخطأ :
طالبت إيمان الحصري كل المواقع التي نقلت عنها الخبر الساخر بتدارك الخطأ وعرض اعتذارها، بينما أسند أحمد موسى فضيحته في الصحافة العالمية إلى أن هؤلاء هم من يتصيَّد الأخطاء، مُسنداً تهم العمالة لصحفيين وصحف ورؤساء تحرير في مصر ..

(5) ثقافة الاعتذار :
أكدت إيمان أنه لابد وأن تتأصل ثقافة الاعتذار مكررة اعتذارها ومؤكدة على وعدها بعدم الوقوع في مثل ذلك الخطأ الفادح في المستقبل، فختمت كلمتها باستخدام لفظ الاعتذار صراحة " أنا آسفة " ، أما أحمد موسى فظل يرمي التهم جزافاً شرقاً وغرباً مؤكداً على وطنيته منقطعة النظير في حب مصر، وكراهية أمريكا والحكومة الأمريكية والإدارة الأمريكية واللي يتشدِّد لها من الإخوان وعملاء الداخل والخارج ..