http://yanair.net/?p=20230
جاءت قلة الإقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية لكمة قوية على وجه كل من كان يتشدَّق بالحرية التي ننعم بها وبالمستقبل الباهر الذي ينتظرنا، في واقع من تدهور الأحوال الاقتصادية، وتراجع إيرادات قناة السويس، وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، أدرك الناس أن مسرحية البرلمان ما هي إلا حاضنة جديدة للفساد والفزَّاعات، حيث وجدوا أنفسهم والبحر من أمامهم والعدو من خلفهم، فماذا هم فاعلون ؟!! أصبحوا في مواجهة فلول مبارك وتَصَدُّر المطَبِّلين وعملاء أمن الدولة، وتجار الدين من السلفيين ممثلي حزب النور، كنا سابقاً ننصح بعصر الليمون قبل إدراك واكتشاف حقيقة الإخوان المريرة، أما الآن فعلى من سيعصرون الليمون ؟!! على أذناب الإخوان، أم لصوص الحزب الوطني والمتملقين والمتسلقين ؟!!
كلمة السيسي التشجيعية الموجهة للشعب للاحتشاد من أجل الانتخابات البرلمانية لم تأتِ أُكُلَها، فدغدغة المشاعر تحت مسميات إرادة الشعب الصلبة واحتشاده بالملايين لإسقاط الإخوان لم تعد لتخطف القلوب وتسحر الأرواح، وأن اصطفافهم وتوحدهم من أجل أسقاط ظلم وفاشية الإخوان لم يلبث وأن خلق من جديد ظلم وفاشية عهود مبارك الغابرة في عهد السيسي، بل ربما أكثر تطرفاً واستبداداً، كيف يصدق الناس أن للبرلمان أهمية في سن التشريعات والقوانين المكملة للدستور، في وقت قانون الانتخابات بذاته مخالفاً للدستور، حتى أنه قوبل باعتراض أغلب الأحزاب عليه !!
الصراع على كراسي البرلمان معلوم من الأزل لا ينزل المرشح إلا في حملات انتخابية قبل موعد الانتخابات بفترة وجيزة، أين التواجد على الأرض وتقديم الخدمات والاحتكاك بالجمهور قبل العملية الانتخابية ؟! لا يوجد .. كما أنه لن يوجد بعد الانتخابات أيضاً، فبعد أن يجلس كلٌ على كرسيه، سينسى النائب أبناء دائرته الذي كان مصلحته معلقة بأصواتهم، لقد ملَّ الناس انتظار الانتخابات وافتقدوا المنافسة الشريفة في ظل قوانين بالية ودستور مقدوح فيه، وأمية كيفية اختيار المرشح، وظروف قاسية متتابعة في اللهث لحل المشاكل اليومية !!
لم ينزل الانتخابات سوى كبار السن الذين ظلوا لثلاثين عاماً في سكوت وخنوع وتسليم بالأمر الواقع، الذين يتحدثون عن ديموقراطية زائفة لايراها أحد سواهم، ثم يغفلون أن أصحاب الصناديق السوداء والفلول وأبناءهم وأمنجية النظام هم من سيسن وسيشرع وسيوهمنا بمراقبة الحكومة واستجوابها !! فلِمَ إذاً ينزل الشباب أو غيرهم ؟! وهل كان للشباب حق التعبير السلمي عما يؤيدونه أو يرفضونه لتنتزعوا منه اليوم حق الاعتراض لمجرد أنه لم يشارك في مهزلة سخيفة اسمها الانتخابات البرلمانية ؟!طوابير مارس 2011 نزل فيها الشعب لأن روح 25 يناير كانت لا تزال تملأ أرواحهم بالأمل، والتفاؤل يفيض من القلوب، أما اليوم فما هو المؤشر على وجود أدنى قدر من الإصلاح ؟! كيف يأتي الأمل والتفاؤل عقب إحباطات تتوالى في ظل استخدام القهر والقتل والتعذيب والسجن والإخفاء القسري وإنكاره ؟! تم إفساد الحياة السياسية بسن قانون التظاهر، وسب وشيطنة من لا يسب في الإخوان، وتخوين كل ناصح معارض لتجاوزات الداخلية أو أحد قادة الجيش، أو معترض على قرار لعدم جدواه أو جديته ..
شعار تحيا مصر ثلاثاً والذي يختم به الرئيس كل أحاديثه، لم يُحفِّز شعب مصر العظيم للقدوم أفواجاً للجان الانتخاب كما كان متوقعاً، العهد بالتفاني في خدمة الوطن والعمل باجتهاد والإخلاص تمر مر الكرام على آذانهم لما رأوه من انعدام للعدالة الاجتماعية، وترك للفاسدين يتغولون في فسادهم، واشتعال للأسعار، وفضائح الوزارات، وفضيحة التأمينات وأزمة المعاشات، ومكافآت القضاء وأعضاء النيابة المبالغ فيها، واستعداد الحكومة لاقتراض 280 مليار جنيه، وانتفاء تحقق أي من وعود التنمية والازدهار حتى قناة السويس التي تتراجع إيراداتها جراء تراجع معدلات الاقتصاد العالمي، هذا الذي حاول كثير من المخلصين توضيحه والتحذير من شق تفريعة جديدة، ولكن كل مخالف هو خائن في حينه لأنه لا يتبع الموجة والنغمة السائدة !!
قرأت تعليق لولبي يقول : " من الآخر الشعب مش عايز مجلس نواب، الشعب عاجبه رئيسه وجيشه " !! ، ما حدث من ضعف معدلات الإقبال على الانتخاب هو نتيجة منطقية لتصريحات أبواق الإعلام المضلل بأن المصريين اكتفوا بالسيسي رئيساً ومشرعاً ومحاسباً وطبيباً وفيلسوفاً، فقد جاءت الرياح بمالا تشتهي السفن، ومخالف لكل التوقعات، ومخالف لما كان يظنه السيسي نفسه، ظن أن كلمة معادة مكررة مقتضبة للشعب قبل الانتخابات بيوم في ظل كل الإحباط واليأس والبؤس الذي يعيشه المصري فسينزل المصوتون زمراً زمرا،لقد ظن السيسي أن المصري الذي غازله يومأً أنه نور عينيه، سينزل الميادين والشوارع كما نزل لعزل مرسى، وكما نزل لإعطاء التفويض المشؤوم، ولكن وقعت الواقعة وجاءت الصدمة قوية عنيفة، نعم أشك اليوم أن السيسي قد يجرؤ أبداً لطلب استفتاء شعبي عليه، أو تجديد للتفويض في ظل ذلك الإحباط العام !!
جاءت قلة الإقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية لكمة قوية على وجه كل من كان يتشدَّق بالحرية التي ننعم بها وبالمستقبل الباهر الذي ينتظرنا، في واقع من تدهور الأحوال الاقتصادية، وتراجع إيرادات قناة السويس، وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، أدرك الناس أن مسرحية البرلمان ما هي إلا حاضنة جديدة للفساد والفزَّاعات، حيث وجدوا أنفسهم والبحر من أمامهم والعدو من خلفهم، فماذا هم فاعلون ؟!! أصبحوا في مواجهة فلول مبارك وتَصَدُّر المطَبِّلين وعملاء أمن الدولة، وتجار الدين من السلفيين ممثلي حزب النور، كنا سابقاً ننصح بعصر الليمون قبل إدراك واكتشاف حقيقة الإخوان المريرة، أما الآن فعلى من سيعصرون الليمون ؟!! على أذناب الإخوان، أم لصوص الحزب الوطني والمتملقين والمتسلقين ؟!!
كلمة السيسي التشجيعية الموجهة للشعب للاحتشاد من أجل الانتخابات البرلمانية لم تأتِ أُكُلَها، فدغدغة المشاعر تحت مسميات إرادة الشعب الصلبة واحتشاده بالملايين لإسقاط الإخوان لم تعد لتخطف القلوب وتسحر الأرواح، وأن اصطفافهم وتوحدهم من أجل أسقاط ظلم وفاشية الإخوان لم يلبث وأن خلق من جديد ظلم وفاشية عهود مبارك الغابرة في عهد السيسي، بل ربما أكثر تطرفاً واستبداداً، كيف يصدق الناس أن للبرلمان أهمية في سن التشريعات والقوانين المكملة للدستور، في وقت قانون الانتخابات بذاته مخالفاً للدستور، حتى أنه قوبل باعتراض أغلب الأحزاب عليه !!
الصراع على كراسي البرلمان معلوم من الأزل لا ينزل المرشح إلا في حملات انتخابية قبل موعد الانتخابات بفترة وجيزة، أين التواجد على الأرض وتقديم الخدمات والاحتكاك بالجمهور قبل العملية الانتخابية ؟! لا يوجد .. كما أنه لن يوجد بعد الانتخابات أيضاً، فبعد أن يجلس كلٌ على كرسيه، سينسى النائب أبناء دائرته الذي كان مصلحته معلقة بأصواتهم، لقد ملَّ الناس انتظار الانتخابات وافتقدوا المنافسة الشريفة في ظل قوانين بالية ودستور مقدوح فيه، وأمية كيفية اختيار المرشح، وظروف قاسية متتابعة في اللهث لحل المشاكل اليومية !!
لم ينزل الانتخابات سوى كبار السن الذين ظلوا لثلاثين عاماً في سكوت وخنوع وتسليم بالأمر الواقع، الذين يتحدثون عن ديموقراطية زائفة لايراها أحد سواهم، ثم يغفلون أن أصحاب الصناديق السوداء والفلول وأبناءهم وأمنجية النظام هم من سيسن وسيشرع وسيوهمنا بمراقبة الحكومة واستجوابها !! فلِمَ إذاً ينزل الشباب أو غيرهم ؟! وهل كان للشباب حق التعبير السلمي عما يؤيدونه أو يرفضونه لتنتزعوا منه اليوم حق الاعتراض لمجرد أنه لم يشارك في مهزلة سخيفة اسمها الانتخابات البرلمانية ؟!طوابير مارس 2011 نزل فيها الشعب لأن روح 25 يناير كانت لا تزال تملأ أرواحهم بالأمل، والتفاؤل يفيض من القلوب، أما اليوم فما هو المؤشر على وجود أدنى قدر من الإصلاح ؟! كيف يأتي الأمل والتفاؤل عقب إحباطات تتوالى في ظل استخدام القهر والقتل والتعذيب والسجن والإخفاء القسري وإنكاره ؟! تم إفساد الحياة السياسية بسن قانون التظاهر، وسب وشيطنة من لا يسب في الإخوان، وتخوين كل ناصح معارض لتجاوزات الداخلية أو أحد قادة الجيش، أو معترض على قرار لعدم جدواه أو جديته ..
شعار تحيا مصر ثلاثاً والذي يختم به الرئيس كل أحاديثه، لم يُحفِّز شعب مصر العظيم للقدوم أفواجاً للجان الانتخاب كما كان متوقعاً، العهد بالتفاني في خدمة الوطن والعمل باجتهاد والإخلاص تمر مر الكرام على آذانهم لما رأوه من انعدام للعدالة الاجتماعية، وترك للفاسدين يتغولون في فسادهم، واشتعال للأسعار، وفضائح الوزارات، وفضيحة التأمينات وأزمة المعاشات، ومكافآت القضاء وأعضاء النيابة المبالغ فيها، واستعداد الحكومة لاقتراض 280 مليار جنيه، وانتفاء تحقق أي من وعود التنمية والازدهار حتى قناة السويس التي تتراجع إيراداتها جراء تراجع معدلات الاقتصاد العالمي، هذا الذي حاول كثير من المخلصين توضيحه والتحذير من شق تفريعة جديدة، ولكن كل مخالف هو خائن في حينه لأنه لا يتبع الموجة والنغمة السائدة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق