http://e3lam.org/2015/10/27/71684
هالة منير بدير
كان برنامج العاشرة مساءاً بالأمس ساخناً ومليئاً بالمشادات ليس بين ضيوف وائل الإبراشي، وإنما بينه هو شخصياً وبين الكاتبة فاطمة ناعوت، وبالرغم من أن الحلقة كانت تسير بمنتهى الهدوء والسلاسة وتقبل فاطمة للهجوم من الضيفين الآخرين، إلَّا أنه كان مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة !
بدت فاطمة مرحة طيلة الحلقة تتقبَّل الهجوم عليها تارة وترد الاستهزاء بذكاء تارة أخرى، استحوذت على الحديث بلباقة وقوة حجة وطلاقة لسان ،متلاعبة بالألفاظ بدرجات متفاوتة لوصف مهاجميها بالجهل أو عدم الدراية أو الإلمام بالأخبار، ولكن بأسلوب لا يؤخذ عليها، إلَّا أنه وفي نهاية الحلقة بدا عليها كثير من الاستياء والضيق بسبب مشادة كلامية بينها وبين الإبراشي ..
تدرَّجت أحداث الحلقة بداية من توجيه الضيفين المسيحيين لفاطمة تهمة ازدراء الدين المسيحي بناء على مقال ساخر كتبته، ملخصه أن أحد الضيفين دخل في الإسلام على يديها، هذا الذي حاولت هي أن توضحه بأنه ليس أكثر من مقال يسخر من حزب النور وكأنه على لسانهم، أنهم لا يكفون عن وصف المسيحيين بالكفار وإذا دخل أحد منهم في الدين الإسلامي، فوراً يتحول إلى دائرة الصلاح والإيمان، ولكنها فشلت في أن توصل فكرتها للضيفين، أو أن يقتنعا بما تقوله، موجهين لها الاتهام أنها لا تكف عن استخدام السخرية من الدين الإسلامي والمسيحي على السواء، وذكرَّاها بالواقعة الشهيرة لبوست قديم لها عن استيائها من ذبح الأضاحي والمرفوع عليها بسببه قضية تُنظر أمام المحاكم الآن ..
وجاءت المداخلة الأولى في البرنامج من المحامي الذي قام بتقديم دعوى ضدها لازدراء الدين الإسلامي بناء على بوست الأضحية الشهير، مما جعلها تمتنع عن الرد عليه في البداية كونها بينها وبينه خصومة أمام القضاء، ولكن هذا لم يستمر طويلاً، حيث قامت بالتشكيك في قدرته اللغوية وفي أن يفهم ويدرك مقصدها، وهو الذي يخطيء في أبسط القواعد الإملائية، وأنه لا يقرأ لها وليس على دراية بأسلوبها الأدبي في الكتابة ..
ثم جاءت الضربة القاضية بالمداخلة قبل الأخيرة وهي لمرشح منافس لها في دائرة مصر الجديدة مؤيداً لمهاجميها ممن يراها تزدري الأديان، فكانت تلك المداخلة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث وجهت اللوم للإبراشي أنها وحيدة في إيضاح رأيها أمام هجوم من ضيفين ومداخلتين من خصمين، خاصة بعدما اكتشفت أن البرنامج هو من يقوم بالاتصال بالشخصيات المهاجمة لها، مستنكرة كيف لا يتيحون الفرصة للمشاهدين للاتصال ليعبروا أيضاً عن مساندتهم لشخصها وتفهمهم لها ..
وبالرغم أنَّ الحلقة قد بدأت بِرَدِّ ناعوت على ترحيب الإبراشي بقولها : ” أنا جايَّة علشان خاطرك ” وكأنما يوحي ذلك الرد بعدم تقبلها لوجود الضيفين الآخرين وعلمها المسبق بذلك، هذا الذي نفته فاطمة في الجزء الأخير من الحلقة بأن فريق الإعداد لم يُبلغها بأسماء الضيوف وأنه حاول وبقوة إقناعها بقبول عرض القدوم للحلقة، ذاك الذي نفاه الإبراشي وأكد أنها على تمام العلم بوجودهم وأن لا أحد ” اتحايل عليها ” كما قالت ! ثم بدأ التراشق اللفظي، حيث قالت للإبراشي :” بتكذب يا أستاذ وائل ؟! “، هذا الذي دعاه بدوره للرد عليها : ” إنتِ اللي كذابة ” !!
اُسْتُهلكت ناعوت طوال الحلقة في الدفاع عن نفسها وتوضيح موقفها دون فائدة ودون مؤيد، حتى أثار حفيظتها جملة شديدة التجاوز من الإبراشي بقوله : ” حاولي تتخلصي من عقدة الاضطهاد “، متهماً إياها أنها لا تقبل الرأي الآخر، مما زاد من توترها ودهشتها كيف وصلت الحلقة إلى هذا المنحى، مؤكدة ومكررة مراراً وتكراراً أنها لم تأتِ إلا تلبية لدعوته و” علشان خاطره”، وتعددَّت محاولاتها للحصول على أسلوب أشبه باعتذار ضمني منه، أو شيئاً من تخفيف حدة هجومه، أو وضعه لها في خانة المعتدة برأيها، عندما قالت له : ” لا تجعلني أندم أني وافقت آجي” أو ” علشان حلقة بتخسر شخص“، فباءت كل محاولاتها بالفشل، حيث جاءت كل ردوده جافة قاسية خالية من الدبلوماسية، أو التقهقر لنقطة ينمحي فيها حدة ما حدث ..
هدَّأ من حدة الحلقة مداخلة أخيرة جاءت من الفنانة ميسرة حيث ساندت ناعوت في موقفها وبدأت في شرح المقال الساخر للضيفين، ولكنها في النهاية وجهت الأمنية لناعوت بالفوز في البرلمان، بالإضافة لنصيحة بأن تكتب بأسلوب لغوي مبسط يتناسب مع قطاع كبير من القراء متأثر بتدني مستوى التعليم، مما يجعل اللغة الأدبية الرفيعة عصية عليه في الفهم والاستيعاب ..
وضَّحت ناعوت موقفها من الانتخابات البرلمانية، رافضة أن تسمى العملية الانتخابية بالمعركة الانتخابية، لأن هدف خدمة الشعب المصري أسمى من أن يتم التقاتل والتعارك عليه، مؤكدة أنها لم ولن تدفع مليماً واحداً كدعايا انتخابية، أمَّا السؤال الآن : هل ستؤثر تلك الحلقة على الأصوات التي سيقدمها الناخبون لناعوت في البرلمان ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق