http://yanair.net/?p=23175
الرئيس السيسي سيشتكي للشعب إذا ما مسَّه الإعلام من جديد، ( المرة الجاية أنا هاشكي للشعب المصري منكم ) !!
إلى أي شعب ستقدم له الشكوى ؟! شعبك " شعب السيسي " الذي يُطَبِّل ويصفق وعى أم لم يعِ، رضي أم لم يرضَ، أم الشعب الغلبان المطحون الذي لا يعنيه مايدور حوله وشعاره " ياكش تولع" المهم ألاقي اللقمة اللي أروح بها لعيالي، أم شعب الطابور الخامس ومحاربي الجيل السابع وعملاء مجلس قيادة العالم وممولي الخارج وداعمي الإخوان والإرهاب والخلايا النائمة وأصحاب الأجندات وأكلة الكنتاكي؟!
(الإعلام بيضخَّم وبيشوف المساويء) ؟! أليس هذا الإعلام الذي طبَّل لجهاز علاج الإيدز وفيروس سي وحب الشباب حتى اتضح أنه ليس أكثر من "جهاز كفتة " ؟! أليس هذا الإعلام الذي غنَّى وتغنَّى لأيام وليال لافتتاح قناة السويس والإيرادات التي ستنهال على مصر حتى أعلن مميش تراجع أنهار الإيرادات ؟! أليس هذا الإعلام الذي نفى عنك تناقص شعبيتك بعد ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية حتى بعد كلمتك التشجيعية التحفيزية للمواطنين للنزول للانتخاب ووصف كل من تجرأ بقول ذلك أنه إخواني ؟!
لقد استأت وغضبت أن يُمس شخصك، أو أن تُمَس ذاتك الرئاسية، ولم تهتز لك شعرة وسط دوامات التخوين وعواصف تشويه السمعات والتعرض للحياة الشخصية، ورياح التلفيق والسب والقذف من إعلاميين تعرفهم بالاسم، تراهم في لقاءاتك ويسافرون معك في مؤتمراتك بالخارج، حوَّلت ما رأيته نقداً مؤلماً وإساءة بالغة كونه تهديداً للوطن، مثلك مثل أحمد موسى الذي رأى في دعوات مقاطعته وحصاره إعلامياً أنها ثورة على الرئيس والوطن من العملاء المخربين الإرهابيين !!
كيف علمت بالإعلامي الذي انتقدك لمقابلاتك المتكررة مع رئيس سيمنز، أتشاهد التلفاز وعلى علم بمصائب الناس يومياً ما علمنا منها من خلال برامج التوك شو، أم أن حاشيتك هم من أوصلوا لك الإساءة التي أثرت فيك واعتبرتها تعذيباً كونك رضيت بمنصب رئيس الجمهورية ؟!
بما أنك مُطَّلِع هكذا ومتابع للكوارث الإعلامية، هل تعلم بالمواطن المصري الشاب المقيم بالكويت والذي مات دهساً تحت عجلة سيارة كويتي داعشي، دهسه مراراً وتكراراً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، هل تعلم أن أصدقاءه ممن دافعوا عنه في المشاجرة صدر قرار من وزارة الداخلية الكويتية بترحيلهم جميعاً ؟! كيف ستقول تحيا مصر وأولاد مصر مهانة كرامتهم، مستباح دمهم في بلاد الناس دون قصاص ؟!!
هل تعلم بأمر المواطن السكندري الذي انهال بيته فوق رأس أسرته، وماتت والدته المسنة وطفله ذو السبعة أعوام تحت الحطام وتحت الأنقاض لأن رئيس الحي لم يهتم لشكواه إبان فترة الانتخابات البرلمانية، حين ذهب إليه مستغيثاً أن يسقط سقف بيته تحت الأمطار الغزيرة، مسلِّطاً عليه بودي جاردات خلعت كتفه ضرباً لإبعاده ؟!!
هل تعلم أن الإعلامي الذي تظن أنه انتقدك، أنه لم ينتقد شخصك وإنما انتقد عدم وجود وزير كهرباء وكوادر ومسؤولين يقومون بوظيفتهم للجلوس مع رئيس شركة سيمنز بدلاً من لقاءاتك العديدة به، وإعلامي آخر انتقد حكومتك التي تحيا في المغارة، برئيس وزرائها الذي فشل في التواصل مع الشعب ولم يمسس ذاتك بسوء ؟!!
ترى ضياع الدولة في ضياع هيبتك، وترى نشر الجهل وعدم الوعي بين الناس لمجرد أصوات في ميكروفونات أو أقلام في صحف تنتقد أداءك أو أداء حكومتك، ولكنك لا ترى ضياع الوطن في ممارسات التعذيب وتجديد حبس المعتقلين وحالات الاختفاء القسري وحالات الموت في سجون داخليتك، جرَّمت بقانون من يتعرض لثورتي 25 يناير و30 يونيو بسوء، ولكن في الإعلام الذي غضبت منه اليوم لا يسيئون إلا لثورة يناير ولا يخونون إلا المحسوبين عليها، ولكنك صمت عن هذا كله وانتفضت لذاتك فقط !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق