http://yanair.net/?p=26040
إحنا ماناكلش ونبني بلدنا .. مش هناكل ؟! ماناكلش ..
هنجوع يعني ؟! نجوع .. هذه كانت الكلمة التشجيعية للرئيس عبد الفتاح السيسي حينما زار شرم الشيخ ترويجاً للسياحة، يبدو أن السيسي يأخذ تجديداً للتفويض من خلال مشاركات المواطنين الشرفاء في برامج التوك شو، حيث أن السيدة أمل والسيدة عبير متصلتان وطنيتان بجدارة، اتصلتا ببرنامج العاشرة مساءاً لمهاجمة عضو قديم في تمرد يطالب بتحسين أحوال البلد، ولكن أحدهما قالت أنها ستضربه بالجزمة إذا رأته في مظاهرة، أما الأخرى تساءلت : إيه ؟! السيسي هيجوعنا ؟! أنا راضية أجوع !!
تذكَّرت اللافتات الخضراء التي انتشرت في الشوارع حاملة عبارة " الأكل ولَّا التعليم ؟! "، لماذا تكون المفاضلة بين شيئين أساسيين ؟! هل تكون المفاضلة بين الأكل وانتعاش السياحة شيئاً منطقياً ؟! هل سيكون الجوع مقابل انتكاس السياحة، هل تجويع الشعب وسياسة شد الحزام هو السبيل لبناء الوطن واستقراره ونجاحه ؟!! ثم من الذي سيجوع من هؤلاء ؟ :-
أفراد القوات المسلحة سيجوعون ؟! ، خبر حديث: ( قرار جمهوري بمنح معاشات استثنائية لبعض ضباط الصف والجنود المتطوعين والمجندين السابقين بالقوات المسلحة والمستحقين عنهم ) ..الأطباء سيجوعون ؟! خبر حديث : ( طالب نقيب أطباء الإسكندرية الدكتور محمد رفيق خليل، بمساواة الأطباء فى بدل العدوى بالقضاة ووكلاء النيابة والعاملين فى البنوك، مضيفا أن الطبيب يحصل على بدل عدوى 18 جنيها، فى مقابل أن القاضى ووكيل النيابة يحصلان على 2000 جنيه، دون أن يتعرضوا لما يواجهه الطبيب ) ..ساووا بين المواطنين أولاً في العيش حتى إذا طلبت منهم الجوع، تساووا في الجوع !
هم لا يتذكرون الترويج للسياحة إلا عندما تقع كارثة، هم حتى لا يتذَّكرون أن السياحة تحتاج إلى تنشيط بعد أي عملية إرهابية يذهب ضحيتها سيَّاح أجانب كتفجير أتوبيس سياحي، أو طائرات الجيش المصري التي قصفت موكب السيَّاح المكسيكي، هم لم يكونوا ليتذَّكروا سياحة شرم الشيخ المتضررة بسقوط الطائرة الروسية المنكوبة، إلا بعد أن تعدّّدت الدول التي اتخذت قرار بوقف رحلاتها الجوية لشرم الشيخ بعد روسيا، وبعد بريطانيا التي حظرت رحلاتها لمصر عموماً وإجلاء رعاياها من شرم الشيخ والسيسي في عقر دارهم !!خبر جديد : الوكالة الروسية للنقل الجوي تقرر منع تحليق "مصر للطيران" إلى روسيا !
ترويج السياحة لا يأخذ حتى منهجاً يؤتي أُكله، ليس أكثر من محاولات عبثية أو وهمية للتأكيد على أن نسبة الإشغال لم تتأثر، أو أن شرم الشيخ " بتشغي " سياح أجانب لم يستجيبوا لقرارات بلادهم وأمر رجوعهم الفوري، فيما أن هذا خلاف الحقيقة، فبالرغم من مسيرات الفنانين والرياضيين والأدباء وزيارات القضاة وقوافل الأزهر الدعوية التي اقترحها أحمد الطيب ، إلَّا أن عديد من الفنادق أجبرت موظفيها لأخذ أجازة بدون مرتب حتى تتحسن الأوضاع !
حشد الإعلاميّون أنفسهم لأيام وليالٍ متوالية، لإذاعة تقارير أو حلقات من برامجهم في شرم الشيخ من أجل التنشيط للسياحة، لم يهتم منهم كثير بأن يذهب إلى الأسكندرية العائمة في بحر المطر، أو البحيرة التي مازالت قراها غارقة في مياه المجاري والأمطار، بل أن عملية استخراج الجثث من مياه قرى البحيرة مستمرة حتى وقت قريب من انتهاء كارثة السيول بأيام !! شمَّروا أذرعهم مطالبين بإقالة المسيري محافظ الإسكندرية لسقوط قتلى صعقاً، في النوَّة الأولى، ولكنهم تغافلوا عن محافظ البحيرة التي غاصت الجثث في محافظته أياماً تنتظر من ينتشلها !!
ثم يواكب تنشيطهم للسياحة طبعاً عرضاً للمؤامرات التي تحاك على مصر لضربها اقتصاديَّاً مقتنعين أن نفي سقوط الطائرة بسبب عملية إرهابية هكذا يأتي السيّاح أفواجاً أفواجا، ليغيظوا الأعداء الشامتين الفرحين للمؤامرة التي تتعرض لها مصر، حَاوِلُوا ممارسة هواية مفيدة غير المزايدة على الوطنية، اتقوا الله فيما تنشرونه من تضليل وتغييب، ارحمونا من توزيع كوبونات التخوين والاتهام بالشماتة والمساواة بالإخوان ! نسيوا ما كان يتم بأيديهم إبان ثورة 25 يناير من " تطفيش " للسياح عندما كان يروِّجون أن جواسيس ببشرة بيضاء وشعر أشقر و يتحدثون " إنجليش لانجويج " يعيثون في الأرض فساداً ويعملون على إسقاط مصر، هم في كل الأحوال الدببة التي تقتل أصحابها حبَّاً ..
لو أردتم ترويج السياحة، لماذا لا تعملون على تنظيف وتهيئة محيط الأهرام الذي هو القبلة الأولى لأي سائح أجنبي وتتركون القمامة والعشوائيات في الطريق إلى الهرم ؟! لماذا تتركون " عربجية " الكارِتَّات والخيول والجمال كبلطجية وشبيحة يهجمون على رواد المكان ويتخاطفونهم ؟! لماذا تتركون أسوار القلاع وزواياها ملجأً للمشردّين ومرحاضاً للعابرين ؟! لماذا لا تروجون لسياحة مصر الإسلامية والقبطية والفرعونية والانتفاض لها عندما يحدث فيها تقصير أو فساد أو سرقات أو إهمال أو تخريب أو تهريب، بنفس ذلك الاهتمام المحاط بسياحة الشواطيء إذا ما تضررت ؟!!
إحنا ماناكلش ونبني بلدنا .. مش هناكل ؟! ماناكلش ..
هنجوع يعني ؟! نجوع .. هذه كانت الكلمة التشجيعية للرئيس عبد الفتاح السيسي حينما زار شرم الشيخ ترويجاً للسياحة، يبدو أن السيسي يأخذ تجديداً للتفويض من خلال مشاركات المواطنين الشرفاء في برامج التوك شو، حيث أن السيدة أمل والسيدة عبير متصلتان وطنيتان بجدارة، اتصلتا ببرنامج العاشرة مساءاً لمهاجمة عضو قديم في تمرد يطالب بتحسين أحوال البلد، ولكن أحدهما قالت أنها ستضربه بالجزمة إذا رأته في مظاهرة، أما الأخرى تساءلت : إيه ؟! السيسي هيجوعنا ؟! أنا راضية أجوع !!
تذكَّرت اللافتات الخضراء التي انتشرت في الشوارع حاملة عبارة " الأكل ولَّا التعليم ؟! "، لماذا تكون المفاضلة بين شيئين أساسيين ؟! هل تكون المفاضلة بين الأكل وانتعاش السياحة شيئاً منطقياً ؟! هل سيكون الجوع مقابل انتكاس السياحة، هل تجويع الشعب وسياسة شد الحزام هو السبيل لبناء الوطن واستقراره ونجاحه ؟!! ثم من الذي سيجوع من هؤلاء ؟ :-
الموظفون سيجوعون ؟! دون تحديد حد أدنى للأجور في مواجهة غلاء الأسعار، ومتطلبات الحياة ؟!
أعضاء الهيئة القضائية سيجوعون ؟! ، خبر قديم : ( إجمالي ما تقاضاه القضاة وأعضاء النيابة العامة " 15 ألف قاض وعضو نيابة عامة "، كمكافآت خلال 40 يوماً 300 مليون جنيه، صُرفت من ميزانية مجلس القضاء الأعلى ) ..أفراد القوات المسلحة سيجوعون ؟! ، خبر حديث: ( قرار جمهوري بمنح معاشات استثنائية لبعض ضباط الصف والجنود المتطوعين والمجندين السابقين بالقوات المسلحة والمستحقين عنهم ) ..الأطباء سيجوعون ؟! خبر حديث : ( طالب نقيب أطباء الإسكندرية الدكتور محمد رفيق خليل، بمساواة الأطباء فى بدل العدوى بالقضاة ووكلاء النيابة والعاملين فى البنوك، مضيفا أن الطبيب يحصل على بدل عدوى 18 جنيها، فى مقابل أن القاضى ووكيل النيابة يحصلان على 2000 جنيه، دون أن يتعرضوا لما يواجهه الطبيب ) ..ساووا بين المواطنين أولاً في العيش حتى إذا طلبت منهم الجوع، تساووا في الجوع !
هم لا يتذكرون الترويج للسياحة إلا عندما تقع كارثة، هم حتى لا يتذَّكرون أن السياحة تحتاج إلى تنشيط بعد أي عملية إرهابية يذهب ضحيتها سيَّاح أجانب كتفجير أتوبيس سياحي، أو طائرات الجيش المصري التي قصفت موكب السيَّاح المكسيكي، هم لم يكونوا ليتذَّكروا سياحة شرم الشيخ المتضررة بسقوط الطائرة الروسية المنكوبة، إلا بعد أن تعدّّدت الدول التي اتخذت قرار بوقف رحلاتها الجوية لشرم الشيخ بعد روسيا، وبعد بريطانيا التي حظرت رحلاتها لمصر عموماً وإجلاء رعاياها من شرم الشيخ والسيسي في عقر دارهم !!خبر جديد : الوكالة الروسية للنقل الجوي تقرر منع تحليق "مصر للطيران" إلى روسيا !
ترويج السياحة لا يأخذ حتى منهجاً يؤتي أُكله، ليس أكثر من محاولات عبثية أو وهمية للتأكيد على أن نسبة الإشغال لم تتأثر، أو أن شرم الشيخ " بتشغي " سياح أجانب لم يستجيبوا لقرارات بلادهم وأمر رجوعهم الفوري، فيما أن هذا خلاف الحقيقة، فبالرغم من مسيرات الفنانين والرياضيين والأدباء وزيارات القضاة وقوافل الأزهر الدعوية التي اقترحها أحمد الطيب ، إلَّا أن عديد من الفنادق أجبرت موظفيها لأخذ أجازة بدون مرتب حتى تتحسن الأوضاع !
حشد الإعلاميّون أنفسهم لأيام وليالٍ متوالية، لإذاعة تقارير أو حلقات من برامجهم في شرم الشيخ من أجل التنشيط للسياحة، لم يهتم منهم كثير بأن يذهب إلى الأسكندرية العائمة في بحر المطر، أو البحيرة التي مازالت قراها غارقة في مياه المجاري والأمطار، بل أن عملية استخراج الجثث من مياه قرى البحيرة مستمرة حتى وقت قريب من انتهاء كارثة السيول بأيام !! شمَّروا أذرعهم مطالبين بإقالة المسيري محافظ الإسكندرية لسقوط قتلى صعقاً، في النوَّة الأولى، ولكنهم تغافلوا عن محافظ البحيرة التي غاصت الجثث في محافظته أياماً تنتظر من ينتشلها !!
ثم يواكب تنشيطهم للسياحة طبعاً عرضاً للمؤامرات التي تحاك على مصر لضربها اقتصاديَّاً مقتنعين أن نفي سقوط الطائرة بسبب عملية إرهابية هكذا يأتي السيّاح أفواجاً أفواجا، ليغيظوا الأعداء الشامتين الفرحين للمؤامرة التي تتعرض لها مصر، حَاوِلُوا ممارسة هواية مفيدة غير المزايدة على الوطنية، اتقوا الله فيما تنشرونه من تضليل وتغييب، ارحمونا من توزيع كوبونات التخوين والاتهام بالشماتة والمساواة بالإخوان ! نسيوا ما كان يتم بأيديهم إبان ثورة 25 يناير من " تطفيش " للسياح عندما كان يروِّجون أن جواسيس ببشرة بيضاء وشعر أشقر و يتحدثون " إنجليش لانجويج " يعيثون في الأرض فساداً ويعملون على إسقاط مصر، هم في كل الأحوال الدببة التي تقتل أصحابها حبَّاً ..
لو أردتم ترويج السياحة، لماذا لا تعملون على تنظيف وتهيئة محيط الأهرام الذي هو القبلة الأولى لأي سائح أجنبي وتتركون القمامة والعشوائيات في الطريق إلى الهرم ؟! لماذا تتركون " عربجية " الكارِتَّات والخيول والجمال كبلطجية وشبيحة يهجمون على رواد المكان ويتخاطفونهم ؟! لماذا تتركون أسوار القلاع وزواياها ملجأً للمشردّين ومرحاضاً للعابرين ؟! لماذا لا تروجون لسياحة مصر الإسلامية والقبطية والفرعونية والانتفاض لها عندما يحدث فيها تقصير أو فساد أو سرقات أو إهمال أو تخريب أو تهريب، بنفس ذلك الاهتمام المحاط بسياحة الشواطيء إذا ما تضررت ؟!!
يسألني ابني : " ليه يا ماما سمُّوا مصر أم الدنيا " ؟! أحسست بلجام يعيق لساني، لم أستطع أن أسترسل في إجابة كنت أفخر بها وأنا في مثل سنه، قبل أن أكبر وأعي وأُصْدَم أن كل الكلام عن أم الدنيا ما هو إلا " كلام أغاني "، لم أستطع أن أجاوب لأن أي كلام سأقوله سيصبح مجرد هراء وعبث، سَيَلغي الواقع والحقيقة من حوله مصداقية ما سأقوله، قد أكتفي إذا ما سألني مجددَّاً بقول هي " العسل الأسود " !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق