الأربعاء، 15 أبريل 2015

وزير اللطافة

http://tamerabuarab.com/selected_articles/%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%81%D8%A9/

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%81%D8%A9/10152938803301696

لم يجد وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي طريقة لتلطيف الجو سوى أن يسخر من جسم ووزن أمينة المتحف المجتهدة والتي وباعترافه كانت حريصة على مرافقته أثناء جولته في زيارته المفاجئة، لم يهتم وزير " اللطافة " لما أثارته الموظفة عزة عبد المنعم من مشاكل المركزية من ضرورة أن يسافر الموظفون بأنفسهم من الإسكندرية للقاهرة لتقديم أوراق خاصة بتسييرعملهم في المتحف، لم يهتم لمشكلة الإهمال التي طالت أوراق الماجستير الخاصة بها والتي كانت نتيجتها فقد وضياع تلك الأوراق واضطرارها لاستخراج مستخرج رسمي جديد لشهادة الماجستير، لم يهتم لمشكلة التباطؤ والتلكع والروتين العقيم في محاولاتها لإثبات حصولها على درجة الماجيستير كي تكسب سنة واحدة في حقها بالأقدمية وهزأ بها أنها تبحث عن الثمانين جنيهاً ، لم يهتم بفضيحة أن كل تلك المحاولات من أجل زيادة قد تُقَدَّر بأربع جنيهات .. 

وزير اللطافة وبالنص قال لها : ( أنا عندي مشكلة بخصوص الموظفين التخان ) !! واسترسل بنصحها في طلوع السلم ونزوله كل يوم عشرين مرة وأن تدور حول الحديقة لتفقد من وزنها، كما استكمل تلطيفه الجو بأن قال أنها كانت تغلق عليها مكتبها لأنها كانت تأكل بداخله، فتتبرَّع مديرة المتحف قائلة لها : ( إوعي تكوني بتاكلي بطاطس محمرة جُوَّا ؟ ) !! .. ثم تتحول البطاطس المحمرة إلى " صينية بطاطس " بعد أن قامت (مديرة المتحف/ نظيرة طمان) بتحويل أمينة المتحف إلى الشؤون القانونية للتحقيق معها بعد أن أنكرت المديرة أنها ذكرت لها أي شيء عن البطاطس !!

الوزير اللطيف أبو الدم الخفيف بدلاً من أن يقدم لها اعتذاراًً لائقاً عما قام به من تهكم وسخرية في حقها أمام الجميع، بمنتهى السخافة حاول الدفاع عن نفسه بأنه وجد الموظفة متوترة أثناء الزيارة فحاول تلطيف الجو بهذه الدعابة السخيفة، وأن أمينة المتحف اقتطعت حديثه معها عن سياقه، وأنها هي من أساءت الفهم، وهو لا سمح الله لم يُسِء الأدب ولم يُسِء لمركزه الوظيفي أن يتحدث هذا الحديث المنعدم فيه اللباقة واللياقة والذوق، قال بأنه اتصل بها وقدم لها الاعتذار تليفونياً،  مما دعاها لأن ترفض اعتذاره وتطلبه مكتوباً ورسميَّاً ومنشوراً في وسائل الإعلام، ولمَّا لم يحدث أي من ذلك دعاها هذا لرفع قضية للمطالبة بتعويض عما لحقها من ضرر نفسي ..

يُحزنني أثناء الكتابة عن هذه التفاهة الصادرة من وزير ومن ثم دخول أمينة المكتبة في دائرة التحقيق لأنها لم تسكت عن إهدار كرامتها الإنسانية، أن أتابع أخبار طلبة من الكلية الحربية سقطوا شهداء أثناء انتظارهم الأتوبيس الذي يُقلهم في كفر الشيخ لكليتهم الحربية، من المؤسف أنه وفي عز مسلسل الدم الذي لا ينتهي يومياً نناقش أزمة أخلاقية يتمتع بها المسؤول السياسي، من عدم التمييز المهني المزمن لما يجب أن يُقال وما يجب أن يُلجِّموا ألسنتهم عنه عند الاحتكاك بموظفيهم أو بالجمهور أو عند الإدلاء بتصريحات !!

نواجه أزمة حقيقية في أن تكون مثل هذه النماذج على رأس الوزارات والمحافظات والقيادات الساسية، السيد الوزير لا يعي أبداً أنه على رأس منظومة الثقافة وأنه واجهة المفترض أن تكون مشرفة لذلك الشعب، لا يعي أنه بموقفه العنصري والاستهزاء بالناس بسبب عيب من وجهة نظره يعطي انطباعاً أن ذلك الشعب لا يهمه إلا المظاهر، تلك الأمثلة تفتقر لدبلوماسية الحديث وعدم تدارك الخطأ باعتذار محترم لائق يعفيهم من هجوم الرأي العام عليهم والمطالبة بإقالتهم، ويُحسب للقيادة بدلاً من تبريرات عقيمة تشف عن غباء سياسي لابد وأن يحاكموا عليه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق