http://e3lam.org/2015/04/23/33063
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83/10152938812556696?pnref=story
في فيلم أبيض وأسود، تجلس الأم خلف ماكينة الخياطة، تسأل ابنتها العائدة بعد يومها الجامعي عن سبب تأخيرها، إذا ما أردنا إعادة تمثيل ذلك المشهد اليوم فإن الأم لن تكون خلف ماكينة الخياطة، أو بيديها شيء من أعمال التريكو والكورشيه، سيكون على حجرها لابتوب أو بين يديها آيباد أو تاب، أو موبايل تملؤه ببرامج الواتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها..
عندما ابتعدت قليلاً عن متابعة فيسبوك لفترة أطول من المعتاد، بحثت طويلاً عن شيءٍ آخر يملأ الفراغ، أتعجَّب لعبارة " بحثت طويلاً " !! فقبل اختراع الفيسبوك، ما الذي كان يملأ وقتنا مثلاً ؟! كان لدينا من الهدوء والصفاء شيئاً لا نتذكره الآن ونفتقد منه الكثير ، وبالبحث عن بديل وجدت خيار متابعة المسلسلات التركي بديلاً ضمن بدائل أخرى، إلا أني سرعان ما طردت الفكرة الشيطانية من بالي، إذ أن لي تجربة مريرة سابقة مع المسلسلات المكسيكية قبل أعوام طويلة، وبعد أن أرهقني البحث ولأنه مصدري لمعرفة كل جديد، أقررت بضرورة العودة لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة لمن اعتاد عليها لسنوات، فطالما لا تشغلك وظيفة قاسية الظروف، أو يملأ فراغك عمل خيري، أو مرَّت علاقاتك الاجتماعية بفترة هدنة طويلة نسبياً تجعلك شبه عاطل عن تفاعلات الحياة في العالم الواقعي، فأنت حقاً تحتاج لتلك المواقع الافتراضية، أقلها حتى لا تنجرف للخيار التركي المدمر..
أنت الآن تعتبر فيسبوك عالمك الخاص الذي من خلاله تلتقي وأصدقاء لم يفرضها الجوار في السكن، أو لم تجبرك عليها زمالة الدراسة أو العمل، وعليه تستطيع أن تنتقيَ ما يتواكب مع اهتماماتك وليس جبراً مما يتابعه أفراد الأسرة على شاشة التليفزيون، أو ما يفرضه عليك القائمون على نشر ما يكتب في الصحف والمجلات، بروفايلك هو منبرك لتقول رأيك، ومصدرك السهل المباشر لتكوين رأي عام فيما يستجد من أمور في نطاقات اهتمامك، أنت تستمتع به طيلة ساعات اليوم، ابتداءاً من ساعات الصباح الأولى وأنت متأهب لسماع أنباء تفجيرات سيناء، مروراً بقرفك من أخبار سقيمة من نوعية فضائح الممثلين وأكثر لقطات برامج التوك شو سخونة في الليلة السابقة، انتهاءاً بسعادتك وأنت تكتب بوست قبل نومك عن النوستالجيا الدافئة تختم به يومك، حتى يأتي قرارك المفاجيء بالابتعاد لفترة ..
إذا ما جاء قرارك بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي قراراً قهرياً لمرورك أو مرور أعز الناس على قلبك بوعكة صحية، أو لتوترٍ مَا يقلقك ويُنَفِّرك من العالمين الواقعي والافتراضي على السواء، أو جاء ذلك القرار اختيارياً بالزهد فيها للسأم من الدوران في دوائر صفحات التواصل المفرغة وإحساسك كما المؤذن في مالطا، فإنك بعد فترة من الانقطاع تحس كما المدمن الذي يفتقد إلى جرعة عاجلة تقيه ما يحسه من آلام انسحاب المخدِّر، ولكن هل متابعة فيسبوك لمعرفة أخبار الدنيا في كل المجالات تُعد إدماناً ؟!! ..
أتصفَّح فيسبوك وأقوم بفتح أي لينك جاذب للاهتمام، حتى يتجاوز عدد الصفحات المراد قراءتها مئة صفحة، عندها أتمنى أن يكون بين يديَّ جريدة ورقية جامعة للأخبار والتي لن يتجاوز عدد صفحاتها بأي حال من الأحوال تلك المئة صفحة، أتابع لأني أريد أن ينصلح حال الكون، صلاحاً ليس إنقاذاً لآخر دب باندا من خطر الإنقراض، أو رأباً لثقب الأوزون وحلاً للاحتباس الحراري الذي بسببه ستغرق دلتا مصر في يوم من الأيام، وإنما صلاحاً يُعفينا من قراءة أخبار يومية من نوعية : " قتل جدته بمطرقة، وقتل زوجته بالشاكوش، وحرق عشيقته وأكل كشري ونام، وأخرج أمعاء زميله بالصف السادس الابتدائي بمشرط، وقتل صديقته ليسرق لابتوب يبيعه لشراء ملابس صيفي " !!
وبالرغم من متابعة قد يصفها البعض بالإدمان، إلا أن لحظات قد تمر أكره دأبي على متابعة فيسبوك، أكرهه عندما أحس غيرة أعزائي بالانشغال به عنهم، أو مشاكسات في العائلة بسبب ما أنشره أو بسبب إلغاء صداقاتهم عليه، وأمقته عند تذكري صور الأطفال المخطوفين التي تطاردني بتأنيب ضميري إذا لم أقم بالمساعدة في نشرها، وأحتقره عندما أتذكر كَمْ كان سبباً لإحراج كثير من الأصدقاء ومن ثم تقديمهم لأسف جم عما ظهر على صفحاتهم من بعض الصور الخارجة الخادشة للحياء دون علمهم أو إرادتهم، ويثير غيظي عندما أجد بعض رُواده يسبحون في عالم من القلوب والدباديب وأشعار الحب والهيام في وقت يسبح فيه آخرون بشارات الحداد وأخبار التفجيرات والعمليات الإرهابية، وأتمنى لو طال هجري له عندما أجد تصريحات لشخصيات شهيرة شكلت وجداني في فترة من الفترات ينافقون الحاكم ويطبلون مع النغمة الرايجة، لقد مرت بي فترات كثيرة لافتقاد فيسبوك أثناء الحياة بعيداً عنه، ولكني ألعنه وأسب من أوجده عندما أشم رائحة تنذر أن صينية الكيك في الفرن أصبحت كيكة العفريت المتفحمة التي يتداول صورها كل من يريد أن يسخر من سيدة انشغلت بواتساب وفيسبوك عما تحضره في مطبخها :) ..
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83/10152938812556696?pnref=story
في فيلم أبيض وأسود، تجلس الأم خلف ماكينة الخياطة، تسأل ابنتها العائدة بعد يومها الجامعي عن سبب تأخيرها، إذا ما أردنا إعادة تمثيل ذلك المشهد اليوم فإن الأم لن تكون خلف ماكينة الخياطة، أو بيديها شيء من أعمال التريكو والكورشيه، سيكون على حجرها لابتوب أو بين يديها آيباد أو تاب، أو موبايل تملؤه ببرامج الواتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها..
عندما ابتعدت قليلاً عن متابعة فيسبوك لفترة أطول من المعتاد، بحثت طويلاً عن شيءٍ آخر يملأ الفراغ، أتعجَّب لعبارة " بحثت طويلاً " !! فقبل اختراع الفيسبوك، ما الذي كان يملأ وقتنا مثلاً ؟! كان لدينا من الهدوء والصفاء شيئاً لا نتذكره الآن ونفتقد منه الكثير ، وبالبحث عن بديل وجدت خيار متابعة المسلسلات التركي بديلاً ضمن بدائل أخرى، إلا أني سرعان ما طردت الفكرة الشيطانية من بالي، إذ أن لي تجربة مريرة سابقة مع المسلسلات المكسيكية قبل أعوام طويلة، وبعد أن أرهقني البحث ولأنه مصدري لمعرفة كل جديد، أقررت بضرورة العودة لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة لمن اعتاد عليها لسنوات، فطالما لا تشغلك وظيفة قاسية الظروف، أو يملأ فراغك عمل خيري، أو مرَّت علاقاتك الاجتماعية بفترة هدنة طويلة نسبياً تجعلك شبه عاطل عن تفاعلات الحياة في العالم الواقعي، فأنت حقاً تحتاج لتلك المواقع الافتراضية، أقلها حتى لا تنجرف للخيار التركي المدمر..
أنت الآن تعتبر فيسبوك عالمك الخاص الذي من خلاله تلتقي وأصدقاء لم يفرضها الجوار في السكن، أو لم تجبرك عليها زمالة الدراسة أو العمل، وعليه تستطيع أن تنتقيَ ما يتواكب مع اهتماماتك وليس جبراً مما يتابعه أفراد الأسرة على شاشة التليفزيون، أو ما يفرضه عليك القائمون على نشر ما يكتب في الصحف والمجلات، بروفايلك هو منبرك لتقول رأيك، ومصدرك السهل المباشر لتكوين رأي عام فيما يستجد من أمور في نطاقات اهتمامك، أنت تستمتع به طيلة ساعات اليوم، ابتداءاً من ساعات الصباح الأولى وأنت متأهب لسماع أنباء تفجيرات سيناء، مروراً بقرفك من أخبار سقيمة من نوعية فضائح الممثلين وأكثر لقطات برامج التوك شو سخونة في الليلة السابقة، انتهاءاً بسعادتك وأنت تكتب بوست قبل نومك عن النوستالجيا الدافئة تختم به يومك، حتى يأتي قرارك المفاجيء بالابتعاد لفترة ..
إذا ما جاء قرارك بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي قراراً قهرياً لمرورك أو مرور أعز الناس على قلبك بوعكة صحية، أو لتوترٍ مَا يقلقك ويُنَفِّرك من العالمين الواقعي والافتراضي على السواء، أو جاء ذلك القرار اختيارياً بالزهد فيها للسأم من الدوران في دوائر صفحات التواصل المفرغة وإحساسك كما المؤذن في مالطا، فإنك بعد فترة من الانقطاع تحس كما المدمن الذي يفتقد إلى جرعة عاجلة تقيه ما يحسه من آلام انسحاب المخدِّر، ولكن هل متابعة فيسبوك لمعرفة أخبار الدنيا في كل المجالات تُعد إدماناً ؟!! ..
أتصفَّح فيسبوك وأقوم بفتح أي لينك جاذب للاهتمام، حتى يتجاوز عدد الصفحات المراد قراءتها مئة صفحة، عندها أتمنى أن يكون بين يديَّ جريدة ورقية جامعة للأخبار والتي لن يتجاوز عدد صفحاتها بأي حال من الأحوال تلك المئة صفحة، أتابع لأني أريد أن ينصلح حال الكون، صلاحاً ليس إنقاذاً لآخر دب باندا من خطر الإنقراض، أو رأباً لثقب الأوزون وحلاً للاحتباس الحراري الذي بسببه ستغرق دلتا مصر في يوم من الأيام، وإنما صلاحاً يُعفينا من قراءة أخبار يومية من نوعية : " قتل جدته بمطرقة، وقتل زوجته بالشاكوش، وحرق عشيقته وأكل كشري ونام، وأخرج أمعاء زميله بالصف السادس الابتدائي بمشرط، وقتل صديقته ليسرق لابتوب يبيعه لشراء ملابس صيفي " !!
وبالرغم من متابعة قد يصفها البعض بالإدمان، إلا أن لحظات قد تمر أكره دأبي على متابعة فيسبوك، أكرهه عندما أحس غيرة أعزائي بالانشغال به عنهم، أو مشاكسات في العائلة بسبب ما أنشره أو بسبب إلغاء صداقاتهم عليه، وأمقته عند تذكري صور الأطفال المخطوفين التي تطاردني بتأنيب ضميري إذا لم أقم بالمساعدة في نشرها، وأحتقره عندما أتذكر كَمْ كان سبباً لإحراج كثير من الأصدقاء ومن ثم تقديمهم لأسف جم عما ظهر على صفحاتهم من بعض الصور الخارجة الخادشة للحياء دون علمهم أو إرادتهم، ويثير غيظي عندما أجد بعض رُواده يسبحون في عالم من القلوب والدباديب وأشعار الحب والهيام في وقت يسبح فيه آخرون بشارات الحداد وأخبار التفجيرات والعمليات الإرهابية، وأتمنى لو طال هجري له عندما أجد تصريحات لشخصيات شهيرة شكلت وجداني في فترة من الفترات ينافقون الحاكم ويطبلون مع النغمة الرايجة، لقد مرت بي فترات كثيرة لافتقاد فيسبوك أثناء الحياة بعيداً عنه، ولكني ألعنه وأسب من أوجده عندما أشم رائحة تنذر أن صينية الكيك في الفرن أصبحت كيكة العفريت المتفحمة التي يتداول صورها كل من يريد أن يسخر من سيدة انشغلت بواتساب وفيسبوك عما تحضره في مطبخها :) ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق