الخميس، 14 مارس 2013

ذيل الحصان في مواجهة قرن الخروف

http://almogaz.com/news/opinion/2013/03/14/796122

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%B0%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%81/10151502411526696
ربما يداري حجابها " ذيل حصان " الفتيات ، صوت عذب ليس فيه لين أو ضعف فيطمع الذي في قلبه مرض فيكون الصوت عورة ، وجه بريء يخلو من ألوان مساحيق التجميل التي تتخفى خلفها وجوه الكثيرات ممن في سنها ، ، ثياب ألوانها لون الحزن والحداد على شيء فُقِد ، تحاول التمسك بظلاله واسترجاع خيوطه خلف دموعٍ تقويها أكثر مما تضعفها ..
سالي يا أختي الصغيرة ، لا تهني ولا تحزني  من بضع " قرون " حاولت مناطحتك عندما تشجعتِ وقلتي قولة الحق ، ربما كلامك لن يرقى أهواء جماجمهم الفارغة ، وربما لن يواكب أذواق العديدين ، وسيتهمونك بكره البلد ومحاولة تخريب الوطن ، ولكن يبقى الحق بَيِّن والباطل بيِّن ، امسحي عن ذاكرتك كلام السباب البذيء واللغة العفنة التي عاملوك بها أولئك الخراف ، وإن حُرِمت من ممارسة النشاط الإذاعي في مدرستك ، فستظل الثورة داعماً وراعياً لكل صوت حر مثلك ، ستجدي منبراً آخراً بالتأكيد تُلقين فيه كلماتك القوية كحد السيف في وجه كل منافق متآمر ولص للثورة وسارق لأحلامك ولأحلام جيلك ، فمن مثلك لا تيأس أبداً ولا يتسلل إلى قلبها الإحباط ..
أثبتت سالي أيضاً أن : " البنت زي الولد ، ما هيش كمالة عدد " ، حكمة تتجلى أمام الأعين من الحين إلى الآخر ، حتى تكبر هذه البنت وتصير " ست بــ 100 راجل " ، " سِت بشنبات " كما يقولون ، تستطيع أن تحمل عبء أسرة كاملة على عاتقها دون أي شكوى ، فقط تفوِّض أمرها للخالق طالبة منه العون وحده ، فقط تظهر قوتها وعظمتها عندما يُبث فيها روح الثقة ممن حولها ، فتستجمع كل قواها لإظهار ما تمتلكه من مواهب القيادة وإثبات عظمة الإنجاز ..
أتقدَّم بالتحية وعظيم التقدير والإجلال للوالدين اللذين دعما هذه الزهرة ، ربياها على ألا تخشى في الله لومة لائم ، ليس كما وصفوها ذوو العقول الخربة أنها " قليلة أدب " لأنها تعبر عن رأيها بكل الحرية والشجاعة والتزام اللياقة في الحديث ، فقط أتمنى لها أن يمنحها الله مستقبل أجمل فتكون كما تتمنى هي ، ليس كما أرادت لها الظروف ، أن تكون في محيط يمنحها كل الثقة في قدراتها على صنيع المعجزات ، فكم من أمثال سالي ممن لديهن القدرة والإبداع والإقدام ولكن نظراً لظروف مجتمعٍ لا تلقى المرأة فيه وضعاً إلا ما رحم ربي ،  تعيش فيه تحت وطأة الأب الجاهل أو الأخوة الذكور الرجعيين أو الزوج المستبد ، فكانوا سبباً لذبول زهورٍ مثلها ، لو أتيحت لهن الفرصة وانخرطن في الحياة العلمية أو العملية لشهدت مصر نهضة أنثوية رائعة ، ليست كنهضة الإخوان الزائفة وإنما كنهضة أحمد شوقي عن الشعب طيب الأخلاق ..
ارفعوا أياديكم أيها المسئولون عن التعليم في مصر ، ارفعوها عن هذه البراعم البريئة ، سواء كنتم مدراء أو مدرسين ، فليس بقص الضفائر أو بالحرمان من التصوير لعدم ارتداء الحجاب ستجعلون البنات يلتزمن به ، وليس بتقمص المدرس لشخصية البلطجي حامل الشومة سيتربى طلاب المدارس ، ارفعوا أياديكم عن الكتب ففيها من التشويه في المناهج ما يشوبها فلن يصلح منظومة التعليم حذف صورة الرجل حليق الذقن لتستبدل بصورة الملتحي ، ارفعوا أياديكم عن امتحانات الطلبة التي يفاجئون فيها بنص أسئلة موجَّهة بتآمر المعارضين وتخوين جبهة الإنقاذ واتهامها بالعمالة وإجبار الطلبة للحل في ضوء تدليسكم وخداعكم ..
كفاكم غشاً ونفاقاً ، ألا تعتبرون ..؟! قولي وانطلقي يا سالي ، وابدعي في الشعر ، وانقلي أنت وصديقاتك كل الأخبار والمقالات ، قومي بحملات التوعية في مدرستك ومنطقة سكنك ، ولا تخشي أبداً الخراف .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق