الملأ حوله بارعون
في فن السحر ، سحروا الناس بعصِيِّهم التي تتحول أفاعٍ تسعى فيخدعون الناس بالرئيس
العابد المصلي ، فيخِرُّ الناس سجَّداً للإله فرعون الذي صبغ يديه بدماء رعاياه ، حتى
يأتي طفل ٌذكرٌ يهدد عرش الفرعون كعمر بائع البطاطا مثلاً أو أي شهيد مازال يسقط إلى الآن في بورسعيد أو
المنصورة ليكون هذا الوليد هو من يقض مضجع الفرعون وجماعته ، وليس بحاجة لمعجزات
خارقة ، وإنما هذا الذكر المُمْسِك على الدوام بعصا إيمانه ، متمسك بثورة على
الظلم فتصبح عصاه أفعى أكبر تلقف كل ثعابين كذبهم وغشهم وخداعهم ..
هكذا حالنا اليوم يا "
بنو مصر " نعيش اليوم أيام فرعون وموسى ، الفرعون الجديد يقتل كل ذكرٍ على
أرضك ، فالفرعون الحديث " مرسي " ليس بحاجة أن يرى في منامه أنَّ ذكراً
يقضي على مُلكه كما رأى ( فرعون موسى ) وإنما يخشى نفس النهاية لأنه مستمر في نفس
طغيان واستكبار الفرعون " مبارك " ، أخشى أنَّ آيات الابتلاء بدأت
بالتواتر عندنا ، فلم يعد ينقصنا سوى طوفان وهجوم من الضفادع والقُمَّل ونرى آيات
العذاب التي حلَّت بفرعون وقومه ، بعد أن رأينا آية الدم المُراق في الشوارع ، وأسراب الجراد في رحلتها السنوية بدلاً من أن
تهاجر إلى الجزيرة العربية من القرن الأفريقي غيرت طريقها إلى مصر ولأول مرة في
التاريخ ، وصارت سحباً في سمائنا وعدواً شرساً في حقولنا ومزارعنا ، وبعد كل هذا سنين
القحط في القريب لا محالة ، ولكن ولكِبر آل فرعون بالطبع لن يُلْقوا بالاً لكل تلك
الآيات والعلامات وإنما سيفسرونها كابتلاء ، فمعاذ الله هل يخطئ الإخوان يوماً
؟!
الفرعون يا سادة ممسك
بصولجان الغباء والجهل والجمود والتجاهل ، التلقين عندهم حرفة يقف الممثل يؤدي
دوره ببراعة ومن أمامه الملقِّن يذكره بما عليه قوله ، كالمرشد الذي عكف على تلقين
رئيس حزب الحرية والعدالة حينها السيد " مرسي " بكلمة " القصاص " ولكن صمَّت أذنا
الفرعون لحظتها ، والبلتاجي الذي يتمتم بكلمات في أذني الكتاتني عند تصريحه
العنتري أيام مبارك بوجوب فتح باب الجهاد في فلسطين ، أما الآن فقد أصبح الصمُّ
بُكْمَاً أيضاً لا لهم في الحديث ولا الحوار ..
الفرعون يا سادة لا
يعلم شيئاً عن تصريحات وزير التموين في شأن تخصيص ثلاثة أرغفة لكل مواطن ، الفرعون
لا يُحْرَج عند سماع رقم التعويض الذي يدفع لضحايا الكوارث في مصر كم هو مهين
بالمقارنة برقم يُدفع لضحايا أجانب ، الفرعون لا ينتفض لرعايا مصريين تم الاعتداء
عليهم في ليبيا بأقبح صورة لم تحدث أيام القذافي ( خاطرة : هل بدأ الناس في ليبيا
هم الآخرون يتندمون على أيام القذافي ؟! )
إنَّ من " بني
مصر" من هم كبني إسرائيل حين عصوا موسى وعبدوا العجل ، ناسٌ عبدوا الرئيس ، عبدوا
الفرعون لم يحيلوا بالاً أهو على الحق أم على الضلال ، متحدثون بعظمة الرئيس
المصلي ولا يرون أنه قد يخطئ ، ولم يسألوا أنفسهم كم دهر يلزمه للاستغفار عن قتل
يرعاه ، ضباط ملتحون كل همهم إطلاق اللحية لإحياء سنة ، أفراد جماعة الإخوان التي
في كيانها من السمع والطاعة ما يغشى أبصارها عن كل آيات الإنذار التي نتلقاها
الواحدة تلو الأخرى ، فإذا جاءت المصيبة اتهموا فيها جبهة الإنقاذ وقادتها ، وإذا
لم يجدوا مفراً من سخرية الناس بالنحس المصاحب لطائر النهضة قالوا أن هذا ابتلاء
والمؤمن مُبْتلى ..
لا تنسوا يا فراعنة
العصر أن الله لم يرسل آيات عذابه على الفرعون في العهد السحيق دفعةً واحدة ولكنهم
في كل مرة كانوا يتوسلون موسى أن يدعو ربه ليرفع عنهم البلاء مقابل أن يؤمنوا به
ويرسلوا معه بني إسرائيل ، ولكنهم في كل مرة كانوا ينكثون العهد فيبتليهم الله
بالآية الأخرى حتى وصلوا إلى البحر خلف موسى وقومه للفتك بهم فابتلعهم اليم وصاروا عبرةً للعالمين ، ألم
تتعظوا بعد مما حدث لمبارك وحاشيته ؟؟ لا لن تتعظوا فقد شرعوا في التحرر من السجون
الواحد تلو الآخر ، ولكن لا تنسوا أنه لم ولن يفنى الذكور في مصر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق