الخميس، 7 مارس 2013

بمنتهى العهر لازال ، وفي الاستهبال بدأ ..!!

http://almogaz.com/news/opinion/2013/03/08/764098

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%AA%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%B1-%D9%84%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%AF%D8%A3-/10151491540981696
بمنتهى العُهر ، ودون أدنى خوفٍ من تحملٍ للمسئولية ، ودون أي ضمير أمام انهيار أهالي الضحايا ؛ لازال يحدث :
-         لازال القتل والتنكيل بالمقبوض عليهم من محتجين في الشارع هو مبدأ ومنهج الداخلية وبطريقة أعنف مما كان يحدث أيام داخلية العادلي ، شاب يُعَذِّب حتى الموت وتقرير الطب الشرعي يقضي بأن الوفاة بسبب حادث سيارة ، وآخر يخرج في مسيرة يوم تجديد يوم الثورة ويختفي عن ناظري أمه لشهر، تزور الأم كل الأماكن التي قد تجد ابنها فيها حتى المشرحة لعشرات المرات دون جدوى ، حتى تلقاه في النهاية خارج ثلاجة الموتى برصاصتين في الرأس وأخرى في الصدر ..
-         لازال ضرب الرصاص الحي هو أهون الطرق تعاملاً مع المتظاهرين أمام أقسام الشرطة ، مشاهد للمصابين والقتلى في بورسعيد أشبه بمشاهد في بلدة فلسطينية تحت القصف الإسرائيلي ، تعامل الشرطة مع المظاهرات من فوق سطح قسم الشرطة أو مديرية الأمن ليس بقنابل غاز أو خرطوش في الأرجل ، وإنما بقطع الرخام التي تشق الجمجمة لتنهي على حياة الشخص إلى الأبد ..
-         لازال تصريح القتل بالخطأ هو أقذر تصريح نسمعه يوماً ، عندما تقع مجزرة يستشهد نتيجتها أسرة واحدة بكل أفرادها ليس برصاصة أو اثنتين وإنما بوابل من الرصاص ، لم يطلقه أعضاء الشرطة أنفسهم دفاعاً عن النفس ضد مسلحين تعرضوا لهم ، وعندما يكون السؤال لماذا وكيف حدث ، لا تجد إجابة محترمة وإنما  تستمع لإجابة تثير الغثيان وهي " قتل خطأ " ..!!
-         نحن في دائرةٍ مفرغة ، ثرنا على نظام فاسد كان يتجمل بكل الطرق الممكنة ليقنع شعبه بالاستمرار ، لم يكن عنده كل هذا العُهر والفجور في التعامل مع المعارضين ، لم يكن عنده كل هذا الطغيان والجبروت في القتل بدم بارد ، على الأقل لم يكن يتباهى باستخدام العنف والبطش مع مناوئيه بهذه الطريقة ، تحت مظلة الدين والشريعة وتحريم الخروج على الحاكم ..

هذا الذي لازال ، أما الذي بدأ :فبمنتهى الاستهبال والوقاحة يتجرد بعض أطراف المعارضة من ثوبها ، لترتدي ثوب الإخوان بدعوى الاستقرار ودوران عجلة الإنتاج والشرعية للرئيس المنتخب ، دون أي مراعاة لتاريخ نضالي اكتسبته في سنوات ، أو لشعارات رنانة لطالما رددها حزب اتهمه الكثيرين بتابعيته للإخوان إبان انتخابات الرئاسة ، أو ثوب بدأ يرتديه حزب توأمي للحزب الحاكم ، بدأ يحدث :
-         حزب الغد برئيسه أيمن نور ، أول من تجرأ ليناطح الرئيس المخلوع في انتخابات الرئاسة ، ومن عانى من قمع النظام البائد في المعتقلات ، بكل القبح يعلن خوض حزبه الانتخابات البرلمانية قبل صدور حكم القضاء الإداري بوقفها ، في وقت تقوم فيه أكبر أحزاب وحركات المعارضة في الشارع بالدعوة للمقاطعة..
-         حزب مصر القوية برئيسه عبد المنعم أبو الفتوح الذي كان من أقوى مرشحي الرئاسة والذي تمنى الكثيرون فوزه كما تمنوا لحمدين صباحي كي لا يعطوا مرشح الإخوان أو الفلول مفتاح مصر ، نجده اليوم بعد اعتراضه منذ البداية على إقامة انتخابات في الظروف الحالية ، نجده فجأة يعلن خوض حزبه الانتخابات هو الآخر ..
-         حزب النور الذي لطالما نادى بتنفيذ المشروع الإسلامي ومشروع النهضة على أيدي الرئيس الإخواني ، بدأ يكشر عن أنيابه ويعقد فيما بين حاجبيه ، ويلوح بإصبع الإنذار بفضح الإخوان من خلال ملف أعدوه لأخونتهم الدولة وفي حال عدم استجابتهم سيفضحونهم من خلال وسائل الإعلام ، بعدما أساءت مؤسسة الرئاسة لأحد أعضائه ..
-         نحن بالفعل في مستنقع كريه من التصريحات وتقلب المواقف ، وتلون الضمائر والاتجاهات ، من كانوا في المعارضة يلبسون ثوب الإخوان ، وحزب النور " التوأم الملتصق " للحزب الحاكم الآن يثور عليه وينقلب ضده ، إعلان الرئيس موعد الانتخابات البرلمانية في الحقيقة كأنه كمينٌ  كشف العديد من الوجوه القبيحة ممن يعنيهم مقاعد في البرلمان أكثر مما يعنيهم ترسيخ مبادئ سياسية ، مما لا ينتفضون على الظلم والتهميش والتشويه إلا إذا طال حزبهم وأعضاءه ، إعلان موعد الانتخابات كشف قاعدة بيانات المنتخبين المزورة والتي سينجح بها الإخوان في كل مرة يدخلون سباق الرئاسة ، هم هكذا ليسوا بحاجة للزيت والسكر وشراء قوت الناس بعد الآن ..
-          ولكن في كل هذا السواد تبقى بارقة أمل ، فنجاح واكتساح شباب المعارضة على مقاعد الإخوان في انتخابات اتحادات طلبة الجامعات مؤشرٌ أن شعباً سيحسن اختياره يوماً من الأيام ، ولكن أتمنى هذا قبل مُضي عشرات السنين ..
مناخ كئيب ! بمنتهى العهر لازال ، وفي الاستهبال بدأ ، دعوات ونداءات ، والمسئول أذن من طين ، وأذن من عجين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق