خلاصة ما ستقرأه الآن أن بدلة ضابط المفرقعات في العالم كله تحافظ على حياته، ومواصفاتها توفر له الراحة والحماية، أمَّا في مصر فإنها لتحمي أشلاءه من التطاير !! فجعتني عبارة " تحمي أشلاءه من التطاير " ؟!! هذه الجملة تكرَّرت أكثر من مرة ، أَحْصُر أحدها مرة في الحوار المسجل مع الضابط الشهيد ضياء فتحي قبل سنتين تقريباً من استشهاده، وقيلت مرة أخرى( بعد استشهاد ضياء فتحي )على لسان العقيد إبراهيم حسين ضابط بإدارة الحماية المدنية قسم المفرقعات، مؤكداً أن البِدَلْ التي توفرها الوزارة لرجال المفرقعات من أحدث بِدَلْ الوقاية في العالم !!
(البدلة الواقية التي كان يرتديها الضابط الشهيد ضياء فتحي غير كاملة، فهي ينقصها ذراع طوله 3 أمتار للتعامل مع القنبلة عن بعد، وجميع أفراد الحماية المدنية في الجيزة يعلمون أن بدلات الحماية غير كاملة، وتم تقديم طلبات بإكمال البدلات ولم تكتمل حتى الآن، فهناك نقص كبير في الإمكانيات ) ما سبق فيما بين القوسين هو تصريح اللواء محمد نور الدين مساعد وزير داخلية سابق !!
أي كلام نصدق الآن ؟! أن بِدَل خبراء المفرقعات من أحدث بِدَل الوقاية في العالم؟ أم أنها فعلاً فقيرة الإمكانيات وعاجزة حتى أن تحمي الضابط من تناثر أشلائه جَرَّاء الإنفجار ؟ ربما تكون أحدثها للتعامل مع انفجار بُمب العيد، ولا تنسى أن أغلب القنابل التي تم اكتشافها أو تفكيكها أو انفجرت بالفعل وخلَّفت ضحايا ومصابين كانت تحت توصيف " قنابل بدائية الصنع " !! هذا إن تواجدت وقام بارتدائها ضابط المفرقعات أصلاً قبل البدء في التعامل مع القنبلة !! ولا تنسى أيضاً أن شهيدين سابقين من ضباط المفرقعات قد استشهدا وهما يتعاملان مع القنبلة مباشرة دون أي حاجز أو بدلة مقاومة للإنفجار أو حتى سترة واقية من الرصاص أو حتى خوذة على الرأس !!!
الشهيد ضياء فتحي في ذلك الحوار القديم قال أن الخطأ الأول هو الخطأ الأخير في مهنته، وكان متوقعاً الموت في كل مهمة يخرج لها، كما أنه كان متأكداً من أن السترة التي يرتديها ليس لها إلا دور واحد أساسى وهو الحفاظ على الجثة من أن تتحول إلى أشلاء فى حالة حدوث انفجار، وأنها لا تؤمن له الحماية من الموت !!
الرئيس عبد الفتاح السيسي دخل حرباً على الإرهاب دون أن يعد ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل لمحاربة أعداء الوطن والأمن والإنسانية، كيف سيرهب أعداء الله وأعداءنا من الإرهابيين في ظل فقر إمكانياتنا حتى من توفير أدنى وسائل الحماية لضابط المفرقعات وهو " بدلة التخلص من الذخائر المتفجرة " ؟!!
سيستاء مني الآن مهللي ( الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة ) لأني أُحَمّل الدولة دم شهدائنا من ضباط الجيش والشرطة، ففي نظرهم أن الوطنيين وحدهم هم الذين يحملون مسئولية الدماء على الإرهابي زارع القنبلة وحده ، دون تحميل نظام الدولة أي مسئولية، ويغمضون أعينهم أن ذلك النظام الفاسد لا يؤمن أدنى وسائل الحماية والتأمين لجنود مساكين أو ضباط مخلصين يؤدون عملهم بأفقر وأقدم وأرخص الوسائل والإمكانيات، وهذا النظام لا يطبق حتى أدنى التدابير الأمنية من ضرورة الالتزام بارتداء البدل الواقية ( هذا إن كانت بالفعل واقية وتوافق المعايير العالمية من توفير الحماية من الشظايا وليس مهمتها الأولى والأخيرة هي حماية الأشلاء من التطاير والتناثر)، أو البدء باستخدام الروبوتات الآلية والمياه دون التخل البشري المباشر إلا بعد التأمين..
حتى بديهيات إخلاء المنطقة المشتبه بوجود القنبلة فيها من المارة معدومة، فتجد الناس يقفون لتسجيل فيديوهات بتليفوناتهم المحمولة أثناء دقائق التعامل مع القنبلة، وربما في وقت لاحق سيأخذون صور السيلفي مع القنبلة نفسها ، ولا يبدأ أحد من المنوط به تأمين محيط القنبلة بالصراخ فيهم لتفرقتهم إلا بعد انفجارها في وجه من يقوم بتفكيكها، لتنهمر فيما بعد الفيديوهات الأليمة للضابط الضحية بعد أن ارتقت روحه إلى السماء، ولا مستفيد إلا المواقع الإخبارية التي تتبارى في تناقل صور وفيديوهات اللحظات الأخيرة للضابط الشهيد أثناء استعداده لتفكيك القنبلة، ولحظة التفجير الصادمة !!
تاركة تلك الفيدوهات الجرح الأعمق في قلوب ذويه، والذكرى الأسوأ في عقول رفاقه ممن ينتظرون الموت بدورهم في مهام لاحقة لتفكيك قنابل أخرى ربما بعد الحادث الأليم بساعات !!
سيستاء مني الآن مهللي ( الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة ) لأني أُحَمّل الدولة دم شهدائنا من ضباط الجيش والشرطة، ففي نظرهم أن الوطنيين وحدهم هم الذين يحملون مسئولية الدماء على الإرهابي زارع القنبلة وحده ، دون تحميل نظام الدولة أي مسئولية، ويغمضون أعينهم أن ذلك النظام الفاسد لا يؤمن أدنى وسائل الحماية والتأمين لجنود مساكين أو ضباط مخلصين يؤدون عملهم بأفقر وأقدم وأرخص الوسائل والإمكانيات، وهذا النظام لا يطبق حتى أدنى التدابير الأمنية من ضرورة الالتزام بارتداء البدل الواقية ( هذا إن كانت بالفعل واقية وتوافق المعايير العالمية من توفير الحماية من الشظايا وليس مهمتها الأولى والأخيرة هي حماية الأشلاء من التطاير والتناثر)، أو البدء باستخدام الروبوتات الآلية والمياه دون التخل البشري المباشر إلا بعد التأمين..
حتى بديهيات إخلاء المنطقة المشتبه بوجود القنبلة فيها من المارة معدومة، فتجد الناس يقفون لتسجيل فيديوهات بتليفوناتهم المحمولة أثناء دقائق التعامل مع القنبلة، وربما في وقت لاحق سيأخذون صور السيلفي مع القنبلة نفسها ، ولا يبدأ أحد من المنوط به تأمين محيط القنبلة بالصراخ فيهم لتفرقتهم إلا بعد انفجارها في وجه من يقوم بتفكيكها، لتنهمر فيما بعد الفيديوهات الأليمة للضابط الضحية بعد أن ارتقت روحه إلى السماء، ولا مستفيد إلا المواقع الإخبارية التي تتبارى في تناقل صور وفيديوهات اللحظات الأخيرة للضابط الشهيد أثناء استعداده لتفكيك القنبلة، ولحظة التفجير الصادمة !!
تاركة تلك الفيدوهات الجرح الأعمق في قلوب ذويه، والذكرى الأسوأ في عقول رفاقه ممن ينتظرون الموت بدورهم في مهام لاحقة لتفكيك قنابل أخرى ربما بعد الحادث الأليم بساعات !!
الشهيد ضياء فتحي لم يكن الوحيد ممن قدموا أرواحهم فداءً للآخرين في التعامل مع مخلفات الإرهابيين، ففي كل مرة يُلقي الملقون اللوم على الإرهاب الأسود، وآخرون يلقونه على تقصير الدولة، وقليل ممن يضع هؤلاء وأولئك في نفس خانة المسئولية، تظل الوعود باستيراد أجهزة حديثة تطابق المعايير الدولية، والبدء بمنظومة أكفا للتدريب والتأهيل طي العهود في انتظار شهداء جُدد لنكرر نفس نغمات الاستنكار والتساؤل واللوم .. !!
رحم الله الشهيد الضابط ضياء فتحي وكل شهداء هذا الوطن ممن يذهبون ضحية إرهاب أسود وضحية نظام عقيم ..