الأحد، 18 أغسطس 2013

أن تسقط ضحية من عائلتك في رابعة .. !

http://almogaz.com/news/opinion/2013/08/22/1061275
https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/594869850554545
https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/595006283874235

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%AA%D9%83-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-/10151748819516696




ترددت أن أبوح باسم شهيد العائلة  في هذا المقال خوفاً أن يصيب ذكراه سوء ممن انتزعت منهم قليل من العقلانية وكثير من الإنسانية فأرجو احترام حرمة الميت ..
فقيد عائلتي الغير إخواني رحمه الله وبحسب شهادات من حوله كان إنساناً نورانياً ومثالاً يحتذى به في الإيمان والتدين ، لم يكن معتصماً برابعة لأجل مرسي أو لأجل شرعية مزعومة ، وإنما من أجل الإسلام ..!! هكذا هداه اعتقاده أنه باعتصامه هذا ينصر الله ، لا أدري كيف تغاضى عن محرضين مسلحين يتخذونه هو وآلاف غيره درعاً بشرياً يحتمون به وهو الإنسان المتعلم مستنير العقل ؟ أم أن درجة الإيمان والتفاني وصلت به إلى أن جعلته يأبى الخروج أثناء الفض هكذا دون أن يضحي بحياته من أجل إنقاذ نساء وأطفال لا صلة له بهم فيتلقى رصاصة الموت في صدره ؟!! .. ليس هذا أول عهد به ، فلقد نزل أثناء اشتباكات الاتحادية ملبياً نداءات الإستغاثة عندما شاهد مشاهد السحل والقتل والتعذيب ( انتبه : كانت الأحداث ضد معارضي مرسي ) ثم أتته رصاصة في وجهه لتستقر في المخ أثناء محاولته مساعدة أحد المصابين حوله ، ولم يعلم حينها من أين تلقاها لأنه كان لا يدري في أي جانب كان يقف ..
أن تسقط ضحية في عائلتك أو عائلة صديق تجعلك إلى حدٍ ما ملَّجم اللسان ، حتى لا تكون كلماتك خنجراً في قلوب المصابين بفقد هذا العزيز ، تحاول أن تجمِّل أسلوبك قدر الإمكان أو أن تمتنع عن التعليق حتى لا يتطور الموضوع إلى تقاذف بالخيانة والتغييب وتلوث الأيدي بالدماء خصوصاً لو قمت بتفويض السيسي فيما يجري الآن ، وللأمانة أنا كنت مع فض الاعتصامات ولكن بعد اتباع كل السبل والأساليب التي تحيل دون نزف قطرة دم واحدة من أول المفاوضات والوساطات والمبادرات ، حتى الحصاروقطع إمدادات الماء والطعام ( بالرغم أنه لم يكن يلوح في الأفق أي دلائل تشير لاستجابة جماعة الخونة المنافقين بكل خطبهم المحرضة يومياً ضد الجيش والشرطة ) ، وكنت أفضل أن يمتد الاعتصام لشهور ولا أن يحدث ما حدث ، وللأمانة أيضاً كنت ضد طلب السيسي في طلبه من الشعب التفويض أن يكافح الجيش والداخلية الإرهاب لعجبي أن يطلب الإذن في واجب منوط به جهتي الدفاع عن أمن الوطن ، خصوصاً أنه لم يذكر لي آليات المكافحة والجهات التي سيتعامل معها بتلك الآليات ، فأحسست أن شيئاً ما يسير باتجاه الخطأ ، وللأمانة أيضاً فقد أيَّدت استقالة البرادعي بعد أحداث فض الاعتصامين لأن ما حدث ليس له وصف سوى أنه " مجزرة " ، بداية بالتقصير من الداخلية أن تضيق الخناق على الاعتصامين وعدم اتباع خطة محكمة للقبض على القادة المحرضين السبب في كل هذا الشحن ، وعدم رصد العناصر المسلحة وأمكان تمركزها في الاعتصام ليتم تصفيتها بدقة أثناء الفض بعيداً عن أجساد الأبرياء  ، ومروراً بغباء سياسات الوزارة أن ذهبت لفض الاعتصامين دون أن تؤمن أقسام الشرطة والمحافظات ومديريات الأمن والكنائس ، وانتهاءاً بقتل المئات من  السلميين ( المتواجدين كلٌ على نيته في الاعتصام ) وعدم التمكن من القبض على رؤوس الفتنة من المحرضين من قادة الجماعة ومناصريهم من تجار الدين وشيوخ التكفير ..
بكل الأسى أسأل شهيد نيته في الدفاع عن الإسلام : لماذا جعلت الإرهابيين المتطرفين يستغلون حبك لنصرة الدين وللإستشهاد في أن جعلوا منك ومن أمثالك حصناً يحتمون به من رصاص الشرطة التي يُسقِطون منها كل يوم وبدم بارد أفراداً ذنبهم الوحيد أنهم يؤدون عملهم ؟؟ كيف كنت تفكر أنها حرباً على الإسلام والطرف الذي تناصره هو المسيء الأوحد للإسلام ، والطرف الذي تعاديه ليس بكافر لتلمع عندك فكرة المواجهة طلباً للشهادة ؟!! ولو أنك تملك هذا الشوق العظيم للجهاد والاستشهاد ألم تفكر يوماً للسفر للشام أو بورما ؟؟..
كل ما أستطيع أن أختم به ألمي وحزني وحيرتي وغيظي لفقد كل هذه الأرواح من علمت منها وما لم أعلم في مقابل  لم نكن نرجوه من استمرار العنف ونزف الدم والانتقام من رجال الشرطة في كل مكان ، أقول أننا لازلنا على نفس الغباء السياسي وشغل البلطجة دون أي مراعاة للإنسانيات في أداء واجبنا ، وأن الضحايا الأبرياء الذين سقطوا بالرصاص الميري أو الإرهابي عليهم رحمة من الله ، وأن الضحايا ليسوا من ماتوا فقط ، وإنما يظل غالب الشعب ضحية التغييب والسطحية والجهل والإشاعات وفبركة الأحداث وتبديل الحقائق والتطرف والتعصب والهمجية واللاإنسانية ، ويساعدهم في إذكاء هذا إعلام فاجر ، لا تجد قناة واحدة تأتي على شاشتها بمشاهد قتل الإخوان ومشاهد قتل ضباط الشرطة على السواء  ..
لطالما صاح راعي الغنم الكذَّاب ليجمع الناس حوله :
النجدة .. الغوث .. الذئب سيأكل الخراف ، الذئب أكل بعض الخراف .. !! حتى أكل الذئب الخراف كلها ، ولم يأكل أبداً راعي الغنم المُدَلِّس المخادع ..
حقيقة تكررت في القصص ، وتتكرر في الواقع دون عقلٍ يعي ..
في واقعنا المرير تقوم الغالبية بدور ذلك الراعي طيلة الوقت دون أن تذكر خطأ هذا وجريمة ذاك ، لتجد كل معسكر يرى في الآخر الذئب وفي ضحاياه الخراف ، والقليل من الطرفين من يعطي كل ذي حقٍ حقه ..
إن ما يجري ليس استقطاباً ، وإنما استئصالاً لكل إنسانية متبقية لازالت تشكل فارقاً بيننا وبين الحيوانات ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق