الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

عصفورة بكري


https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%B9%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%8A/10151994183861696
مطالب شعبية واسعة بإدراج جماعة الإخوان المسلمين المحظورة على قائمة الإرهاب بعد تفجيرات المنصورة 24 ديسمبر ، انتهت أخيراً بقرار مجلس الوزراء باعتبارها تنظيمياً إرهابياً بحسب المادة 86 من قانون العقوبات ، بعد هكذا إنجاز اهتم بأخبار محاصرة أعضائها وتجفيف منابع تمويلها ومطاردة الهاربين داخل وخارج مصر ، ولا تجعل آذانك وعقلك مُضغة لكل من طَبَّل لكل الأنظمة ونافق كل الحكام ، ليس لأنك كارهاً لرئيس الحارة المزنوقة الذي عُزِلَ تاركاً الأربع أصابع ( تلعب جُوَّا مصر )  ، وليس لأن الإخوان يستحقون التواجد في قائمة الإرهاب يجعلك تعطي عقلك وتصُدِّق كل ما يقوله مصطفى بكري .. 

على صفحات جريدته الأسبوع سيُبْلِينا بنوادر مرسي التي جعل منها نوادر جحا ، نسيجه الهش للرواية مكون من 10% حقيقة و90% فبركة وتحابيش لزوم التوزيع الأكبر والنشر الأكثر والاستغفال الأبرع لمن أراد بكامل إرادته تصديق هرائه وهذيانه .. وتذكر الحكمة الشهيرة : " إذا كان اللي بيتكلم مجنون يبقى اللي بيستمع عاقل " .. لكن أن تسمع أو تقرأ أو تُبَلَّغ بكلام بكري ليلاً ثم صباحاً ( تبقى ماشي عامل زي الستات في الأفلام ) وهن ينقلن خبر سمعنه هامسين به من أذن إلى أذن وفي كل مرة تضع الواحدة منهن على لسانها الإضافات الخاصة بها لتنفخ وتنفخ في الخبر ، حتى يجعلن منه في النهاية " بَلُّونة " كبيرة وإشاعة وقحة تفتقد الشفافية والمصداقية .. ( عيب شُغل الستات أوي لما يجي من راجل .. عيب أوي ) ..

السؤال الأشهر كيف لبكري أن يعلم بكل تلك التفاصيل الدقيقة وهو لم يكن طرفاً في الواقعة أو شاهداً عليها ؟!! ..  ولأننا لسنا إخواناً مسلمين فإننا لن نصدق نزول الوحي عليه بالطبع ، ولأننا آمنا بانتهاء عصر معجزات الأنبياء فإننا لن نصدق بتسخير هدهد سليمان له ليأتيه بخبر مرسي من بعيد ، ولكن كَم التصديق والترديد لكلام بكري على ألسن الناس يعطيك دلالة كبيرة أن كثيراً من هذا الشعب (  داقق عصافير على راسه ) مصدقاً  بوجود عصفورة تهبط على كتفه  تبلغه كل الأسرار والخفايا ، ليصدق أي شيء وكل شيء طالما أنه عن الإخوان   ..

لا تجعلوا حنقكم وغضبكم من الإخوان يدفعكم لتصديق ضربٌ من الخيال المريض لكثير من الفلول الذين يصدحون بتلفيقاتهم هذه الأيام لتشويه كل من يعارض أو يبدو معارضاً للنظام الحاكم الآن ، لأن بكري فعل هذا بعد سقوط مبارك وبعد ذهاب المجلس العسكري ثم بالثوار ثم بالإخوان ثم بالحركات والقوى الثورية الآن ، صَدِّق فقط ماتراه عيناك ، صَدِّق مشاهد بلطجة طلاب الإخوان في الجامعات وسفالة طالباتهم أما بوابات الكليات وهمجية أنصارهم في المسيرات ، صَدِّق ما تسمعه أذناك من تهديدات إرهابيي التيارات المتأسلمة التي ناصرت مرسي في رابعة ولازالت ، صدِّق أنباء قتل وذبح الضباط والمجندين وأفراد من الشعب على أيدي تكفيريين أدانوا بالولاء للجماعة لأنك رأيتها وسمعتها ، فلا داعي لك أن تَعرف نوادر مرسي الفارغة على لسان بكري ، سواء كنت كارهاً أو مؤيداً للإخوان لا تعطي أذنك أبداً لأمثاله هو وأحمد موسى وعبد الرحيم علي وتوفيق عكاشة  .. 

كلنا استمعنا ساعات وساعات لخطب مرسي وبالرغم من استخدامه لبعض العبارات الشاذة التي لا تليق بمكان ومكانة الحديث إلا أن اللهجة الركيكة التي جاءت على لسان بكري في رواية الأحداث الخفية في جنبات قصر الرئاسة عصيَّة على التصديق  أن تصدر هكذا تصرفات من رجل متعلِّم على أقل تقدير .. حديثه عن المبالغ المخصصة لطعام الرئاسة التي بلغت 14 مليون جنيه في سنة حكم مرسي بسبب الفتة التي كانت تصنع أسبوعياً ليأكل منها حجازي وعاصم عبد الماجد وأصحابه وحبايبه من التيارات الإسلامية ما يعادل مليون و250 ألف شهرياً ، أظنه مُبالغ فيه ولا يصل حد تصديقه .. !!  صحيح أن تصرفات مرسي قد توحي إليك أنه " مُحدث نِعمة " خاصة إن كانت هذه النعمة تواجده  فوق كرسي الرئاسة ، ولكنه لم يكن عبيطاً للدرجة التي جسدها عادل إمام في شخصية الفلاح الساذج  لتجعله يطلب " لبشتين " من القصب علشان يُمصها هو والأولاد كما قال بكري ، صحيح أنه لم يكن على درجة من الخبرة التي تجعله يميز بين أثرية سجاد فخم على أرضية قصر الرئاسة ولكن هذا ليس دافعاً لأن نصدق قصة رغبته من اللحظة الأولى في قصر الرئاسة بتغيير كل السجاد بآخر من ( النساجون الشرقيون ) ، صحيح أنه لم يكن ليتخيل أنه يتولى رئاسة مصر في يوم من الأيام لكن الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة كفيلة بتهيئته نفسياً على الأقل كيلا يدخل ويبدأ " بالتحسيس " على مكتب الرئيس كما كتب بكري في سيناريو الفيلم الخاص به  ، ولماذا الآن كل ذلك الحرص على وصف سنة سوداء من وُطِي استبن الجماعة وهرجلة رَجُلها في الرئاسة وعشوائية طلباته ودناءة مستواه وفراغة عينه ونهمه في الأكل وَوِسع كرشه ؟!! ..

من نسي كيف وقف بكري في منتصف مجلس الشعب إبَّان حكم المجلس العسكري ليلقي بالاتهامات على البرادعي وشباب الثوار مُكيِّلاً لهم تهم الخيانة والعمالة ، ثم قيام أعضاء جماعة الإخوان وحزب النور بالتصفيق له واحتضانه وتقبيله على براعته في إلصاق التهم وتشويه الشرفاء ، يتذكر أن ما يفعله الآن فيهم هو انتقام الله من هؤلاء المنافقين الذين هللوا له يوماً على براعته في تحوير وتشنيع وتلفيق وتحريف الحقائق آخذين دورهم عندما دارت عليهم الدوائر .

من الأشخاص من أكل على كل الموائد  وليس بأحسن حال من مرسي الذي يذمه الكثيرون الآن ، طبَّالون قبَّلوا أيدي الجميع بنفاقهم وإن لم ينحنوا عليها كما فعل عكاشة على يد صفوت الشريف ، كاذبٌون وإن صدقوا .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق