الاثنين، 1 سبتمبر 2014

كيف تكتشف أنَّك داعشيٌ ؟!

http://yanair.net/archives/80397

http://almogaz.com/news/opinion/2014/09/02/1628817
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81-%D8%A3%D9%86%D9%91%D9%8E%D9%83-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D9%8C-/10152475307231696


سعيد أنَّ ابنك لم ينضم لصفوف داعش حتى الآن ؟.. مطمئنة أن زوجك حليق الذقن ولم يستل سيفاً بعد ؟! مُرتاحون أن سفر الرجال لأفغانستان عهدٌ ولَّى؟! منشرحون أن داعش لازالت خارج الحدود المصرية بالرغم أن أنصار بيت المقدس قطعوا ستة رقاب حتى الآن في سيناء ؟! لا تنشرحوا كل هذا الإنشراح لأن الكارثة لم تعد الانتماء لصفوف القاعدة أو تنظيم داعش، وإنما الكارثي أن جزءاً لا يُستهان به من الشعب المصري قد أصبح داعشي الخلق والفكر بجدارة..

كي تكون داعشياً أصيلاً لست بحاجة إلى زيٍ أسود أو إطلاق اللحية كمغولي هارب من فيلم تارخي، أو أن تقطع الرؤوس وتسندها على جثامين أصحابها تحت راية لا إله إلا الله ، ابحث عن طريقة تفاعلك مع الأحداث الأخيرة وما كانت ردود أفعالك صوبها وستكتشف إذا ما كنت مشروع داعشي جديد، أو أن نواة الداعشي الأصيل بدأت فعلاً في الإنبات من أخمص قدميك ..

- جثة مضرجة بالدماء في مستشفى الخانكة لم تُحرك بديهيات حرمة الموت عند أميني شرطة ومخبر، لم يهمس ملاك أو شيطان في آذانهم بكلمات من قبيل ( إكرام الميت دفنه ) ليحترموا الجثة على غرار ما فعلوا ، مشهد القتيل المفجع المفزع لم يُوَلِّد لديهم أي من الأعراض الإنسانية التي تنتاب البشر حين يرون مشهداً مروعاً بهذا القدر، لم يصبهم مغصاً أو دواراً أو غثياناً ، لم تردعهم حتى فكرة خيالية أن يقوم الميت من موته ، أو أن تتلبسهم روحه لو كانت شريرة ، لم يردعهم واقع أو خيال أن يصوروا الجثمان عارٍ مفتوح العينين بل والسخرية من صاحبه بوضع سيجارة مشتعلة في فمه !! والآن ماذا كان رأيك في الخبر؟! تقمصت دور المدافع عن الداخلية وأفتيت بأن القتيل مجرم أو مسجل خطر بدأ هو التعدي على أفراد الأمن فتلقى رصاصة أردته قتيلاً وبالتالي فإنه يستاهل ما جرى له ؟! تناسيت تواتر أخبار وفاة محبوسين في الأقسام في مدى زمني قصير ولا أخبار عن التحقيق في وفاتهم وتحديد المتسبب فيها ؟ لم تسأل نفسك لِمَ الضجة هذه المرة بالرغم من أن فيديو التمثيل بالجثة من شهر يوليو الماضي وأن لا واقعة يصل التحقيق فيها بجدية أو هكذا يبدو إلا ولها شريط مسجل وكأن التمثيل بالجثث والتشهير بصورهم هو الضامن الوحيد للتحقيق في واقعة القتل ؟!! 

- التعليقات على صورة علاء عبد الفتاح في جنازة أبيه تدل على أن الغزو الفضائي في أفلام الخيال العلمي بدأ بالفعل على الشعب المصري ، كائنات من كواكب ومجرات مجاورة بدأت في شفط عقول الناس والتباس أجسامهم ، خبر الوفاة لا يردع البشر عن الشماتة في مسجون منزوع الحرية فقد أباه ، لم تُنَحِّ اتفاقك الفكري مع علاء عبد الفتاح جانباً في ظرف الموت، اعترف أمام نفسك .. في سرك .. أنت تمتلك داعشياً صغير، منعك حتى أن تترحم على أحمد سيف الإسلام لإنجابه هذا المارق العميل المخرب ، الخبر الجميل أن هذا هو ألطف رد فعل ، فداعشيون آخرون شمتوا في الأب وابنه بطريقة أتمنى أن أقابل داعشياً يحمل جواز سفر داعشي لأرى إذا كان قلبه أسود بهذا القدر ..

- انتفضت لخبر مذبحة قطط نادي الجزيرة، وشتمت المسئولين، وسببت الفاعلين، وصببت لعناتك على المتهمين، ودعوت مع الداعين لوقفة بلافتات للشجب والتنديد ؟!! جميل جداً الرفق بالحيوان وأن تسخن الدماء في العروق للقتل بهذه الوحشية، ولتسأل نفسك الآن : هل ثرت بكل تلك الآدمية لما حدث في مذبحة رابعة ؟! هل تمالكت لسانك في مذبحة القطط ولم تقل عبارات رددتها بكل أريحية في وقائع سابقة مثل ( إيه اللي وداهم هناك، والبت اللي لابسة عباية كباسين، والطابور الخامس والخلايا النائمة)؟!! هل حَرَّك فيك التعدي على عالم الحيوان مشاعر إنسانية وأدتها فيما قبل بكامل إرادتك في أوقات كانت أدعى أن تثبت فيها أنك من بني البشر ؟!

- اغتصاب أمين شرطة في إمبابة لفتاة معاقة ذهنياً بعد تعرضها للاغتصاب من أبيها ثم من سائق توكتوك وزميله، ماذا قلت في نفسك ؟! إنها الممارسات الفردية التي لا يجوز أن نجرِّم الداخلية من أجلها ، ثم يعبث الداعشي الصغير الذي يسكن عقلك بأنه لا يجب أن نختزل مجهودات الداخلية وتضحياتها في أحداث فردية ..

- بعد استمرار العدوان الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة لما يقارب الخمسين يوماً أو يزيد ، والتي خلفت أكثر من 2100 شهيد فلسطيني، هل كنت من الناس التي نددت بالصمت العربي تجاه ما فعله داعش بمسيحيي العراق وشيعتها وأكرادها الأيزيديين ثم باركت الصمت العربي في حق غزة، بل والأدهى صفقت لسحق المقاومة الفلسطينية على أيدي الصهاينة، لأن المقاومة ترفع راية حماس وجماعة الإخوان المسلمين أعدائك الجدد؟!

- لا يجب أن نخشى ذوي الفكر التكفيري والجهادي وأنصار بيت المقدس وأفراد داعش ، إنما الخشية وكل الخوف ممن يحلل إهدار كرامة الإنسان حياً وميتاً، وإهدار حقوق المسجونين حتى لو كانوا مذنبين ، وتخوين الحقوقيين والنشطاء 
وشيطنتهم ، وتمجيد المتلونين والمتملقين والمنافقين وحملهم على الأعناق ..  
لقد سرى الدم الداعشي في عروق عدد ضخم من المواطنين خلال الثلاثين عاماً السابقة، جراء البؤس والفقر والمرض والجهل والاضطهاد والتهميش، أي قبل ظهور تنظيم داعش بثلاثين سنة، مما يثبت أن مصر سبَّاقة على الدوام، الأطباء النفسيون وحدهم هم من يستطيعون تحديد إذا ما كانت ردود الأفعال تلك ناجمة عن أمراض عقلية أو نفسية، هذا إذا لم يكن هذا الانحطاط الأخلاقي المتفشي المنتشر ناجم عن عدوى فيروسية مجهولة المصدر قد أصابت أعداد لا بأس بها من الشعب المصري .. 
( إنت بتشتمي الشعب المصري وتتهميه بالجنون ؟! ) سؤال أو استنكار من تنقح عليهم الوطنية أني أذكر الشعب المصري بسوء، لابد وأن نعترف جميعاً أن شيئاً شاذاً أصاب الكثير الكثير، المصري ليس داعشي الفكر والخلق، ليس مسخاً يشمت في الموت والحبس، ليس ساديَا وشاذاً منحرف السلوك، المصري يطعم كلب وقطة الشارع من أكله ، ويترحم على الميت ويرد من يحاول ذكر مساوئه، ويمسك يد العجوز ليمر به على جانبي الطريق، ليس داعشيَّا يبتر الأيدي ويُطيِّر الرؤوس ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق