الجمعة، 9 سبتمبر 2016

عمر طاهر .. أكان لابد أن تكتب إذاعة الأغاني؟

http://www.e3lam.org/2016/09/09/144875
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D8%A3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AF-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A5%D8%B0%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%8A/10153942773461696
https://www.facebook.com/omer.taher.39/posts/10153678929771891?ref=notif&notif_t=notify_me&notif_id=1473415041621229
https://www.facebook.com/hala.moneerbedeer.1/posts/10153941723421696?ref=notif&notif_t=like&notif_id=1473419502916212


دائما يفوتني الجميل من أوله، لحظي العاثر لم أقرأ كتاب “إذاعة الأغاني” حال صدوره، ولكني لابد وأن أسجل رؤيتي المتواضعة لعمل بديع هكذا..

سأكون مجحفة لو قارنت كتاب “إذاعة الأغاني” بأي كتاب آخر، بل لا تجوز مقارنته بأي عمل سابق للساحر عمر طاهر، الكتاب لا تستطيع تصنيفه، ليس رواية بالرغم أنه يضم مراحل مختلفة من حياة الكاتب الذي ينعم بذخيرة ضخمة من الأحداث والمواقف؛ تجعلها مادة خام ليشكل منها كل جديد دون أن تنضب، ولا يجوز وصفه بالقصص القصيرة بالرغم أن الواحدة منها تملك قدرا معقولا من التركيز والتكثيف والمباشرة، ولا يجوز وصفها بالشعر في أي أنواعه بالرغم من تعدد العبارات الموزونة والمقفاة في معناها قد تصل حد حكم الفلاسفة، هي تلك الحالة “سيرة شخصية للغناء” .. نعم فسيرة عمر طاهر الذاتية لا تفنى ولا تستحدث من العدم ..

لمس عمر طاهر صميم القلب، ليس فقط قلوب جيل الثمانينات، وإنما أسر قلوب أشخاص أكبر وأصغر؛ وربما يصيب هؤلاء الندم أن فاتهم هذا الجيل، أو لأن لا ماهر في جيلهم يستطيع أن يجسد ذكرياتهم بمهارة جبارة كما يفعلها عمر طاهر، عمر طاهر سيعلمك كيف تبحث عن أغنية هندية، سيجعلك تستمع لأغنية “آل جالي بعد يومين” بأسى من نوع مختلف، سيعرفك على المغني الليبي أحمد فكرون كما عرفني عليه وأنا الثمانينية التي لا أعرف كيف سقطت مني علامة مميزة لجيل الثمانينات مثله ..
الكتاب أشبه بآلة الزمن التي لا تعرف بالتمام أي زر يمدها بالطاقة وأيها يوقفها، أنت الآن بين دفتي الكتاب؛ بين جنبي آلة الزمن، لا تعلم إلى أي عصر ستذهب، ولكن ما أن تستقر بك الآلة فإنك ستعيش ذلك العصر بكل صفائه وأخطاره، هكذا يفعل بك عمر طاهر يفجرك ضحكا عندما يسمعك “شتمة قبيحة” على لسان عمة صديقه اللبناني، يعلمك كيف هو اللوع؛ من خلال مشاعر الحبيبة المخلصة التي تتألم في صمت جراء غياب حبيبها في حوار عاطفي بينه وبين “سيارته”، يجعلك تختبر كيف هو التدخين وإحساس الحشيش دون أن تأخذ نفسا واحدا من سيجارة، يذكرك بأغنية مهجورة في ركن ما من الذاكرة لتعدو سريعا على يوتيوب لتجد رواد آخرين سبقوك في الوصول بحثا،تاركين تعليقا لطيفا على الأغنية النادرة مثل : “عمر طاهر اللي جابني هنا”، وهكذا حتى ترجع بك آلة الزمن من جديد عندما تفاجأ بأنك عدت حيث أنت مع انتهاء آخر صفحة في الكتاب ..
العنوان كان مخادعا بعض الشيء، ولكن من يتأمل في العنوان قبل أن يقبل أو يدبر عن شراء كتاب؛ أنه ليس كتابا للأغاني؛ وإنما سيرة ذاتية للكاتب، والغناء خلفية المواقف المختلفة التي قد تمر مرور الكرام على كثيرين، ولكن ما أن يوجد عمر طاهر في ذلك الزمان والمكان فإنه سيصنع نوستالجيا فريدة في زمن لاحق، نوستالجيا مجسمة ثلاثية الأبعاد، ذات رائحة ولون ومذاق، شفافة لكنها سميكة بالقيم والأصالة، عذبة وحلاوتها بمرارة استحالة الرجوع بالزمن إلا من خلال آلة عمر طاهر..
هذه التوصية أو الرؤية أو الرأي جاءت متأخرة شهورا ولكنها الآن لسببين، أولهما بمناسبة منشور عمر طاهر الذي يضع فيه دليلا للسائلين عن المكتبات التي يتوفر فيها الكتاب، والثاني هو أن التأخير هذه المرة علمني أن أي جديد لعمر طاهر سيكون في أول قائمة مشترياتي، أراهن على أن القراء يطالبونه بأجزاء أخرى من الكتاب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق