الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

مصري يناجي مِصْرَهُ






أَهَنْتُ نفسي لأبعد حدودْ


سأرفعُ يوماً رايةَ الصمودْ

وَإنْ كانَ لِزاماً عيشَ العبيدْ

فإنَّ ربَّ العبيدِ موجودْ

........

قُوبِلَ ضعفي بأقسى جُمودْ

وَرُدَّ كرمي بأنكر جحودْ

وإن عِشتُ دوماً لأجل الوعيدْ

فقد عِشتُ ليلاً لأجلِ الوعودْ

.......

تقبَّلْتِ علَنَاً هدايا وَعُقودْ

وقدًمتِ سِرَّاً أبدع ورودْ

ولكن وأنتِ في أعتى وصيدْ

لمْ أُرِدْكِ إلا وطناً ودودْ

........

وفجأة لِاُلْقى ببركة ركودْ

وناسٌ حولِي بُكْمَاً شُهودْ

تمنَّيْتُ ردَّ لسانٍ وحيدْ

قد يبكي عِندِّي فوقَ اللحودْ

........

تخطَّيتُ لهثاً أعلى السدودْ

فعرقلتني قهراً أَغْرَبْ رُدودْ

وَإِنْ كُنْتُ أجري ليومٍ جديدْ

فعليَّ عَدْواً عدْوَ الفهودْ

........

تَرَحَّمتُ شوقاً لِرُوحِ الجُدودْ

وخشيتُ ظنَّ العيشِ لِعُقودْ

فما رَغِبْتُ أبداً في عُمْرٍ مَدِيدْ

فأردتُ سَقَمَاً دُونَ الرُّقودْ

......

قَصَّرتُ سهواً بغرسِ العامودْ

فكان الذنبُ عَدُوَّاً لَدُودْ

نَزَعَ الراحةَ لوقتٍ بعيدْ

وَذّهَبَ الأمنُ وحلَّ الشُرودْ

.......

فَدَعَوْتِ رَبَّاً بِعَفْوِه يَسُودْ

وسألتِ عَطَشَاً لِنيلٍ يعودْ

فكان طَلَبُكِ للمصري يزيد

شَهيدٌ فداكِ أبَدَاً لا يذودْ

........



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق