الاثنين، 20 فبراير 2012

كلمة السر حمار (2) ..

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/21/195528
بعد أن قامت قيامة النائب زياد العليمي أول أمس واستكمالاً لما ورد في مقالي الأول " كلمة السر حمار " كنت قد ظننت أن الموضوع قد انتهى عند ذلك الحد وإحالة الوضع برمته إلى مكتب مجلس الشعب ..


 لنفاجأ ثانية ً بقيام القيامة مرة أخرى بالأمس وفي مشهد مشابه يثور أغلبية مجلس الشعب ضد النائب المذنب ، ولكن الموقف هنا مختلف ففي البداية لم يكن العليمي ذهب للشيخ محمد حسان في مكتبه بصحبة مجموعة من أعضاء المجلس واعتذر منه ، وقد صرَّح الشيخ بأنه قد قبل الاعتذار وقال : ( زياد أخي وحبيبي ) فما المطلوب منه الآن بعد ما تلا نص الاعتذار المتفق عليه والمكتوب بخط البلتاجي  ؟! ..

ما الاعتذار المناسب الذي سيرضى به نواب مجلس الشعب ليصفحوا ويغفروا للنائب ويعفوا عنه ؟؟!! .. أستغرب والله هذا الموقف أهو حق المجلس أم هو غضبة للشيخ الذي هو رمز عدد كبير من أعضاء المجلس ؟ فأما إذا كان حق المجلس فقد تلا نص الاعتذار المتفق عليه والذي ارتضاه كافة الأعضاء في الوفد المشارك في زيارة الشيخ .. وأما إذا كان غضبةً لحق الرمز الديني ، فما المفترض أن يقول ؟! سامحني واعفو عني واغفر لي يا شيخ حسان ثلاث مرات ,يتوسل ويبتهل الصفح ؟! أم يقدم أضحية حتى يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر في حق بشرٍ مثله ، أم يصوم كفارة ثلاثة أيام لما قاله في حق الشيخ والذي في حد ذاته كان رد فعل على موضوع المعونة الذي دعا لها الشيخ من كافة فئات الشعب دون التأكيد على حق استرجاع الثروات أو التشديد على الأغنياء دون الفقراء والمحتاجين ..

إذا كانت كل تلك الغضبة لحق المجلس فليرينا المجلس غضبته وليستدعي المشير ليعلن هو الآخر أسفه فيما حدث للشعب المصري طيلة عام كامل ، وليقف مصطفى بكري موقف الحساب كما وقف العليمي ليعتذر من البرادعي ومن 6 إبريل التي كانت ترفع شعاراتهم في هذا المجلس قبلاً لشجاعتهم النادرة أيام المخلوع ..

إذا كانت تلك الغضبة للرمز الديني فالأولى أن يعتذر الرمز الديني هو الآخر حين يخطئ في حق أحد من البشر مثله كما يصف الشيخ حسان المظاهرات الآن بالتخريب ، وكما تلفظ خالد عبد الله على البرادعي ( يا واد يا مؤمن ) أليس هذا قدحاً في الإيمان ؟! .. وليقدم النواب الغير راضيين عن العليمي إلى الآن بلاغاً في عكاشة لاستخدامه كلمات غير لائقة عن الملائكة في آخر حديث له كما بعث أفراد من الشعب البرقيات للمجلس ضد العليمي ..

العليمي لم يخطئ في الذات الإلهية حتى يستتاب ثلاثاً بهذه الصورة ثم تحول الأوراق لمكتب المجلس لِيُتَخذ ضده الإجراء اللازم ويُنَفَّذ عليه حكم الردة !!....

ولكن الأهم وما أراه الآن أن في البداية كانت المشاحنات والوقيعة وتقسيم الناس إلى فئتين المسلمين والمسيحيين ، أما الآن فقد وصل الموقف إلى حد خلق الخلاف والجدال بين المسلمين أنفسهم بين فريق قبل الاعتذار وفريق متشدد يأبى العفو والسماح ، ولحسن الحظ تفشل دوماً محاولات خلق الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة لأصالة هذا الشعب ، ولكن ما أخاف منه فعلاً أن ينقسم المسلمون لأسباب لا ترقى مستوى الحدث ،  لسنا ملائكة  كلنا بشر والبشر خطَّائون ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق