الخميس، 16 فبراير 2012

ثورة مَعَهَاش بطاقة !!

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/17/191406

تعالت أصواتهم مع من صرخوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية بعد أن صمت آباؤهم وأجدادهم لعقود وأجيال ، حُمِلُوا على الأعناق والأكتاف وسط المظاهرات والمسيرات يصرخون قدر ما تُسْعِفَهم حناجرهم " يسقط ، يسقط حسني مبارك " ومازالوا حتى الآن ليقولوا " يسقط ، يسقط حكم العسكر " .. يعلمون جيداً أن الشعب خط أحمر ، يدركون تماماً أن الثورة لازالت محلك سر ، يعيشون واقع التغيير الذي لم يتم وحق الشهداء الذي لم يُسترد والثروات المنهوبة  التي لم تُسترجع ومشاكل الأنبوبة والرغيف التي لم تُحل ، عندهم من الإصرار والعزيمة الكافية لتكملة المشوار .. هم زهور تحت ال 18 سنة ..


-         أعزائي اللي ( تحت 18 سنة ) فخورة أن من بلدي أطفال تمتلك عقولكم فأنتم لستم صغاراً ربما تكونون أكبر من ذوي الثلاثين والخمسين عاماً ، فما تقولونه ليس كلاماً كبيراً وإنما كلاماً عاقلاً ، ومؤكد تعلمون هذه المقولة جيداً : " أجسام البغال وأحلام العصافير " فالكلام العاقل ليس بالضرورة أن يخرج من ذوي الأعمار الكبيرة وإنما ينتج من ذوي العقول الكبيرة المستنيرة وأنتم ولله الحمد ولكم الفخر في امتلاك الأحلام الكبيرة ، أحلام المفكرين والمثقفين ..
-         أعزائي الواضح أن ثورتنا هذه لن تجني ثمارها في قريبنا العاجل ولو كان هذا فيه قدر من التشاؤم وإنما لنا الطمأنينة أن هناك من الزهور بعبيرها الجميل ستحمل كل تلك الآمال والأفعال مهما طال الزمن ومهما زادت الصورة ضبابية ومهما كانت المواقف عصيبة .. فلو كان أجدادكم من جيل " الحيطان لها وِدان " وجيل " مِن خاف سِلِم " وإنَّ من جيل آبائكم من تمرَّد على هذه النظريات المكبلة للحريات وعلا صوته بالمطالب ولكنه ظَلَّ في محيط خوف الأب والأم ، ولكنكم جيل البراعم جيل فطرة الله في خلقه الذي لم تُلَوَّث فطرته بأفكار الخوف والقمع والذل والرضا بالأمر الواقع " واللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش " ..
-         لا تصدقوا من يحبطكم أنكم صغاراً وكيف تتحدثون في شئون لستم من مُفترض أن تتدخلوا فيها ، فالكبير كان صغيراً في يوم من الأيام ، والثائر ليس من المفترض أن يكون كهلاً أو أن يعاني حتى تقترب منيته لينادي بحقه ، فالثائر يُولد ثائر ..
-         أشكر آباءكم الذين حملوكم على أكتافهم وجعلوكم تستنشقون هواء الحرية المشبع بالغاز المسيل للدموع ليعلموكم كيف هي المطالبة بالحقوق المغتصبة  .. شكراً لهم فقد أنجبوا عباقرة وعمالقة مثلكم ، فأنتم نعمة من الله لابد أن يحمدوا الله عليكم ، فما أبدع أن يجد الوالد ابنه أو ابنته لهم من الاهتمامات المفيدة والجادة في مثل أعماركم ، أطفال لستم مدللين أو ترهقون آباءكم بطلبات سخيفة أو مراهقين يدفعون والديهم للجنون خوفاً من تورطهم في المشاكل أو رؤيتهم ضائعي الهدف مشتتي الرؤية انشغلوا فقط بتسريحات غريبة وملبس شاذ ومصطلحات مبهمة المعاني وإنما ببساطة مظهركم تلمست جمالكم الداخلي وثبات طريقة تفكيركم ونضجكم المبكر ، تلمست إحساسكم الثوري الصادق وإدراككم التام بضرورة اكتمال الثورة وإنكاركم لكل من يحاول تغييب الناس وإقناعها بعكس الحقيقة .. أشكركم لإحساسكم الجميل بالشهداء وبالثوار وأشكر مدى إحساسكم بحال بلدكم وبمعاناة الفقراء ورغبتكم في رفع مستواهم ..
-         أدعو كل من فوق ال 18 سنة أن يتعلم شيء من هذه الأطفال ، ليتعلم كيف هي الوطنية والإنتماء والروح الثورية والاهتمام بالآخرين والإحساس بمشاكل مجتمع يعيشون فيه وينتمون له ..
-         أشكر الرائع يسري فودة الذي استضاف ثواراً في عمر الزهور كالطفلتين مريم وزينب ، والأسرة الثائرة التي تفننت وتفانت في إيصال شعارات الثورة في الميادين بقيادة الأب الأستاذ عبد المجيد إبراهيم ، وثوار صفحة ( ثورة معهاش بطاقة ) ولكن يملكون كل مقومات إنجاح ثورة قامت وحصاد ثمارها بأيديهم بمشيئة الله ، نداء لكل من يشكك في الثورة والثوار شاهدوهم واستمعوا لهم لتدركوا كم ثورتنا جميلة وسهلة فهمتها براءة الأطفال ، وليرى كل من التصق جسده بالكنبة وغُسِلَ مخه بحديث عكاشة كم هو صغير ومحدود الفكر أمام عمالقة الإدراك والإحساس في الأجساد الصغيرة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق