http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/25/200331
أعتقد أن عجائب الدنيا لم تعد سبعاً .. فنحن نرى ونسمع هذه الأيام ما يجعل الإنسان يشك في سمعه وبصره وعقله .. عندما نسمع أن الإسعاف رفض نقل جثمان الكاتب العظيم جلال عامر رحمه الله وأن المخلوع تُصرف عليه الملايين ليُنقل من مشفاه الخمس نجوم للمحكمة وأن حسن البرنس الذي يحاول تقديم البيانات لنقله لمستشفى طرة تتم محاولة اغتياله وتنكر الداخلية ذلك بأنها حادث مروري عادي ، تلك الداخلية التي في حادثة عبد المنعم أبو الفتوح تجلس لتنتظر مكالمة من الدكتور البلتاجي ليقول لها أين مكان الحادثة بالضبط ، فهذه الداخلية أيضاً هي التي تحول الضباط الذين أرادوا إطلاق لحاهم للتحقيق بينما تتوانى في كشف حقيقة من أطلق الخرطوش وأصاب وقتل المتظاهرين !! .. هذه المتاهة التي دخلناها ولا نعلم لها من مخرج يلوح للعيان !! ..
أعتقد أن عجائب الدنيا لم تعد سبعاً .. فنحن نرى ونسمع هذه الأيام ما يجعل الإنسان يشك في سمعه وبصره وعقله .. عندما نسمع أن الإسعاف رفض نقل جثمان الكاتب العظيم جلال عامر رحمه الله وأن المخلوع تُصرف عليه الملايين ليُنقل من مشفاه الخمس نجوم للمحكمة وأن حسن البرنس الذي يحاول تقديم البيانات لنقله لمستشفى طرة تتم محاولة اغتياله وتنكر الداخلية ذلك بأنها حادث مروري عادي ، تلك الداخلية التي في حادثة عبد المنعم أبو الفتوح تجلس لتنتظر مكالمة من الدكتور البلتاجي ليقول لها أين مكان الحادثة بالضبط ، فهذه الداخلية أيضاً هي التي تحول الضباط الذين أرادوا إطلاق لحاهم للتحقيق بينما تتوانى في كشف حقيقة من أطلق الخرطوش وأصاب وقتل المتظاهرين !! .. هذه المتاهة التي دخلناها ولا نعلم لها من مخرج يلوح للعيان !! ..
ولكن العجيبة الأعجب أن نجد من الأشخاص الذين يطلقون اللحية اقتداءً
بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام اتخذ لنفسه مقاماً في وظيفة المفتي فيُحلِّل
ويُحَرِّم وهو ليس أكثر من داعية إسلامي أو خطيب مسجد ، فيقوم الداعية الإسلامي محمد
حسان بتأثيم كل من لم يتبرع للمعونة المصرية التي دعاها لها ، ويقوم " فوزي
سعيد " خطيب مسجد التوحيد برمسيس بتأثيم كل من انتخب العليمي وأبو حامد
ويبشرهم بغضب من الله !! .. من عيَّنكم لتطلقوا الأحكام والفتاوى مُشتتين الناس
باسم الدين ومُشوهين صور من تتحدثون عنهم بالباطل في نظر البسطاء من الشعب والذين
يثقون فيكم وفي كل ما تقولون دون إعمال العقل أو محاولة البحث عن صدق وفعالية ما
تدَّعون وتدعون إليه !! ..
ولكن كما يقولون : كل هذا " كُوم " و " الكُوم " الأعظم
هو عندما ينتقد شيوخ الدعوة السلفية الأخوان لمساعدتهم " إسماعيل هنية "
وعدم وقوفهم بجانب الضباط الذين أرادوا إطلاق اللحية ( قائلين بأنهم لن يقبلوا أن
يؤمهم في مساجد السنة رجل وضع يده في يد الشيعة ) .. لا أعلم أين المشكلة بالضبط
؟! هل المشكلة هنا لأن "هنية" وقف يخطب في الأزهر في مليونية إنقاذ
الأقصى ونصرة سوريا ولم يقف الأخوان هذه الوقفة لنصرة " تربية ذقن الضباط
" ؟! أم لأن "هنية" وضع يده في يد الشيعة ؟! .. إذا كان للسبب
الأول فعيبٌ حقيقي أن نتكلم في تربية ذقون الضباط ونحن لم نقدر بعد على استرجاع
هيبتهم وعلى دمجهم في المجتمع من جديد وعلى إقناع رجل الشارع أن الشرطة موجودة في الشارع
وفي خدمة الشعب ، من العيب أن أتكلم في اللحية وفي تغيير الملبس وكأن إعادة هيكلة
الداخلية هي ذقن وبدلة !! أما إذا كان للسبب الثاني وهو أن " هنية " وضع
يده في يد الشيعة فأذكركم أن حزب النور السلفي له من الأعضاء في مجلس الشعب وله من
القادة الذين سيضعون أيديهم في أيدي أي مسئول مناظر لهم من كافة أنحاء العالم أم
نسيتم تصريحاتكم بأنكم لا تمانعون الحوار مع إسرائيل ؟ هل ستضعون أيديكم في أيدي
اليهود الصهاينة ، أم حلال لكم وعلى الآخرين رجس من عمل الشيطان ؟! .. أرجو من كل
من ليس له شأن بالسياسة أن لا يُدْلِ بتصريحات أبعد عن السياسة وليُفد غيره ببحره
الواسع في علوم الدين فليدعو غير المسلمين للإسلام مثلاً أو أن يذهب في حملات
الستر في الصعيد ليعلم الناس الفاتحة هناك ، فهذا هو واجبك ودورك ودع السياسة
وشئونها للخبراء فيها ..
دعوة لإعادة هيكلة الذقون كي لا نتخذها مظهراً للدين فيُساء إلى الدين
، فكما تطاول من محسوب على المشايخ على البرادعي بقوله : ( يا واد يا مؤمن ) ومن
ابتدع أن ( الديموقراطية كفر) ، فهناك من يُناظرهم بالسماحة والبشاشة مثل د/ أشرف
ثابت الذي تلا بيان لجنة تقصي الحقائق في مذبحة بورسعيد بمنتهى الود والحب والرحمة
عن الشاب الذي ضحى بنفسه ليفتح بوابة الخروج للجماهير فاستشهد تحت الأقدام وظل
يدعو الله له بتأثر عميق .. ولا ننسى د/ أسامة يس الذي تلا بيان لجنة تقصي الحقائق
في اشتباكات محيط وزارة الداخلية ومطالبته بكل حزم بسحب الثقة من وزير الداخلية ..
أوجه سؤالي لحزب النور السلفي هل قدمتم طلبات إحاطة أو فكرتم بتقديم
بلاغات قبلاً ضد وزير الداخلية في أي واقعة غير موضوع تعنته في مسألة الضباط
الممنوعين من عملهم بسبب إطلاق اللحية ؟! ..
قبل أن تنتفضوا وتستنكروا كل من منع أو لم يساند هؤلاء الضباط في
طلبهم لإطلاق اللحية ، انظروا بأعينكم هل أعادت الداخلية هيكلتها وأزاحت ضباطها
الفاسدين وحاكمت القتلة والمتواطئين واسترجعت تواجدها في الشارع وأعادت الأمن
للمواطن وتخلَّت عن إضرابها العام وقامت بواجبها على أكمل وجه وعندها اطلبوا ما
تشاءون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق