الأربعاء، 7 مايو 2014

اعصر ليمون وانتخب السيسي


(1)            إن كنت في صف عبد الفتاح السيسي فستراه حاد الذكاء داهية مُحنَّك حازم حاسم صارم وهتبلعله الزلط كما يقولون ، وإن كنت في صف حمدين صبَّاحي أو لم تحدد موقفك بعد من المشاركة أو المقاطعة أو إبطال الصوت فربما لن يروقك كل ما قيل ، وستجد من يتهمك بتصيد الأخطاء إذا لم تهُلِّل للسيسي بعد كل جملة ، أو سَتُتَّهم بالمكابرة لعدم رجوعك عن خطأ مهاجمته  وعدم قول الحق إذا ما قمت بالتعليق بالسلب على شيء مما يقوله ..

(2)            جاء الجزء الأول من حوار السيسي مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي مقبولاً إلى حدٍ ما ، بالرغم من إحساسك بعض الأحيان بالعبارة الأشهر ( جاوب على أم السؤاااااال ) في عدم إعطاء إجابة مباشرة مما يوحي إليك بوجود عامل مشترك بينه وبين مرسي ، استهلال إجابته بعبارات مثل : ( مش هتصدقي ، ممكن يكون غريب اللي هقوله ، أنا عارف أنا بعمل إيه كويس ) تعطي انطباعاً أنه العالم ببواطن الأمور وتبشر بمولد فرعون جديد ندعو الله أن يكون نصف مبارك ، تَوَتُّر السيسي أكثر من مرة عند مقاطعته ، فتشتت فكرته وجاوب على السؤال بسؤال تارة ، والتزم الصمت تارة ، وظهرت عصبيته وحدته تارةً أخرى ،  مما يثير تساؤل كيف سيكون أداؤه دون تسجيل ومونتاج بعيداً عن خطاباته السابقة وما جاء فيها من تكرار للعبارات وجمل عاطفية لا تغني ولا تسمن من جوع مثل " إنتوا مش عارفين إنكوا نور عينينا ولا إيه " ؟! ..

(3)            يجب أَلَّا ننسى أن كل من انتخب الفريق أحمد شفيق يوماً ما لن ينتخب حمدين صباحي الآن ، هذا ولم يكن حينها الإرهاب الإخواني قد اجتاح البلاد ، ولم نكن حينها نحتاج لمنقذ نُغني له تسلم الأيادي ، إذاً هناك ومنذ البداية من يرى في المرشح ذو الخلفية العسكرية الضمان لسلامة الوطن وأمن مواطنيه ، نفس هؤلاء الأشخاص من سيتغاضى الآن عما سيأتي على يد ابن الجيش وكانوا يعتبرونه أخطاء فادحة على يد مرسي ، لذا  فكل آلية أو استراتيجة أو طريقة لحل أزمة سخرنا ثم ثُرنا على الإخوان لاتباعهم إياها ؛ هي الآن السبيل الأمثل المُدرج كحل للأزمة في برنامج السيسي للترشح للرئاسة ، على سبيل المثال ترشيد الكهرباء واستخدام اللمبات الموفرة لتلافي مشاكل الطاقة ، وحل مشكلة التمويل بالتسول من الأشقاء والأصدقاء العرب ..

(4)            يقول السيسي بالفم المليان شيء أشبه بـ ( أجيبلكم منين ؟!! ) بالمناسبة كانت هذه عبارة من ضمن أسباب الثورة على مبارك .. السيد عبد الفتاح السيسي متحدثاً عن المظاهرات الفئوية : ( إذا كنتوا مش هتصبروا لغاية لما الظروف تتحسن مصر مش هتقوم ، هتاكلوا مصر يعني ؟!! ) يستدركه إبراهيم عيسى : ( الأغنياء بياكلوها ) ، فيرد السيسي : ( الكلام ده مش مظبوط ) !السيسي لا يرى أن هناك حيتان تأكل البلد وتبلع خيره ، وتمص دم الغلبان الذي يطالبه بترشيد استخدام رغيف الخبز بأن يُقطعه " أربع تربع " منعاً لإهدار 25 مليون رغيف ، يتحدث في تقطيع الرغيف أربع تربع وأمَّاً طعنت ابنها يأساً عندما خافت أن يطالبها بقية أبنائها بزيادة حصتهم في الخبز كما طلب هو ، وينسى أن ينصح الميسورين بترشيد بذخهم وإسرافهم وتبذيرهم ، وتشجيعهم على شيء من التبرع الذي يساعد في بناء الوطن كما يُطالب المعدمين بالتحمل من أجل بنائه ، ولماذا نعترض الآن ونحن نعلم منذ البداية أن " شد الحزام على الوسط " سيكون هو الشعار ، ولكنه سيكون على وسط الفقراء وحدهم لأنه لا أغنياء يأكلون البلد ..

(5)            ( أنا مش هسمحلك تقول العسكر تاني ) عندما سئل عن ترديد البعض لكلمة عسكر ، ( خلوا الجيش لوحده ) عندما سُئل عن مراقبة مجلس الشعب لميزانية الجيش  ، ( سلاح إيه ؟! ) عندما سئل عن صفقة السلاح الروسي .. وكأنه يقول : ( ما حدش يجيب سيرة الجيش أُدَّامي ) ، نمط إجابات أظنه يعطي تخيلاً لإجابةٍ لم يعطها عندما سئل : هل من الممكن ارتداؤك البدلة العسكرية من جديد كما كان السادات يفعل ؟!

(6)            في النهاية جاء حوار السيسي بالنتيجة التي كانت تخشاها حملته من إقامة مناظرة مع حمدين صباحي ، أكاد أُجزم أن بعد هذا الحوار عقد كثيرون اختيارهم بالمشاركة الإيجابية دون عصر ليمون ، علاوة على غباء ما صنعته حملته بتسجيل حواره مع الإعلاميين ، ذلك التسجيل المبتور الذي لا علاقة للأسئلة فيه بالأجوبة ، قص ولزق ، يسأله وائل الإبراشي بكذا ، فيجيب السيسي يا أستاذ عادل كذا وكذا ، لم يهمه أن يحاسب المسئول عن تلك الفضيحة ، ولكن في كل الأحوال أنت ستنتخب السيسي الوطني بكل الحب لأنك وطني ولأنه حمل كفنه ، ومن لم يرَ البطولة فيه فليعصر ليموناً لأن دونه غير جدير بحكم مصر أوعميل وجاسوس وبيَّاع طماطم ..

(7)            السيسي وإن لم يحصر نجاحه في مدىً قصير محدد بمئة يوم كما انتحر مرسي ، لكنه وضع نفسه في عامين يلمس المواطن تحسناً خلالهما إذا ما فاز بالرئاسة ، واللي خلانا نعد 100 يوم نعد سنتين ومفيش أسرع من الأيام ومفيش أطول من نفس المصريين ..  تساءلت حينها : هل من الوارد أن يقوم المحاوران بسؤال السيسي نفس السؤال الذي طُرِح على مرسي إبَّان ترشحه للإنتخابات : ( ماذا ستفعل لو خرج عليك المصريون طالبين برحيلك ؟! ) وتخيَّلت الإجابة : ( أنا عارف إن الشعب المصري الأصيل اللي خرج بالملايين يصوَّت بنعم على الدستور واللي حسيت فيه استدعاء ليَّا ما يِعمِلش كده ) ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق