الاثنين، 10 نوفمبر 2014

في زمن الشُبْشُب !

1) في زمن الخَبْص ولأن الناس تَنْسَى أو أنها لا تهتم بمستجدَّات الأخبار وآخر التصريحات المتضاربة، تابع معي الحدوتة التالية :
- صَرَّح اللواء ثروت جوده وكيل جهاز المخابرات العامة السابق (فيما سبق) على صفحات جريدة الوطن أن المخابرات لم تكن تعطي معلومة واحدة صحيحة لمرسي، وأن الجيش كان ينوي النزول يوم 30 يونيو ضد مرسي .
قُوم إيه :
- المخابرات تتبرَّأ منه وتقول: ماكانش وكيل مخابرات وكلامه فارغ ومالوش أساس من الصحة !
قوم إيه :
- ثروت جودة يتقهقر للخلف، ويقول أن جريدة الوطن مضللة ونشرت عني أكاذيب وحاشا لله أني أقول الكلام ده !!
قوم إيه :
- الوطن تطالب جوده إنه يُقدِّم اعتذار عن اتهام الوطن بالفبركة، يا إما تِطَلَّعْلُه تسجيله الصوتي بتصريحاته، زي مابيعمل مرتضى منصور في الناس !
قوم إيه :
- المحكمة العسكرية تحكم بالسجن عام على ثروت جوده لنشره أخبار تمس الأمن القومي وتنقله سجن طره !! .. لاحظ العبارة : ( أخبار تمس الأمن القومي ) !! 

انتهت الحدوتة.. وبعد أن خرجت من ساقية الأخبار القلَّابة تِلك، أحب أن أسأل بعض من الأسئلة المحرمة :
1. هل كان ثروت جوده وكيلاً للمخابرات في تلك الفترة أم لا ؟!
2. التصريحات التي صدرت عنه هل ليس لها أساس من الصحة ؟! أَمْ أنها بالفعل صحيحة وتمس الأمن القومي وتسيء للجيش ؟!
3. هل الحكم عليه سنة واحدة حُكْماً يليق بتهمة إفشاء أسرار تهدد كيان الدولة وهيبة الجيش من قِبِل رجل عسكري ؟!
4. لو تخيلنا إن تِلْك التصريحات صدرت عن شخص عادي مدني وليس عسكرياً هل سيحكم عليه بتلك السنة أيضاً، أم ستكون أضعاف أضعاف تلك المدة ؟!

(2) موقع إخباري يُدْعَى"فيتو" ومن بعده أحمد موسى (شخص يدعونه إعلامياً) ، تداولا فيديو تحت عنوان "حفل زفاف في غزة يتحول لسب الجيش المصري"، وفي الحقيقة هو حفل زفاف لمصريين في جنوب أفريقيا لمن لم يُلاحظ شعارات رابعة الصفراء التي حملت كلمة جنوب أفريقيا بالإنجليزية، لكن لأن الناس وللأسف تكتفي بعنوان الخبر، ولا يشاهدون الفيديو ولا يستكشفون صحة الخبر من عدمه، فإنهم يأخذون ما يعرضه عليهم إعلاميون فاشلون مُدَلِّسون دون أن يُكَلِّفوا أنفسهم بالتحري أو التحقق قبل تكرار الأكاذيب والفتن، ثم تتحول التعليقات إلى عبارات الشتم والسب في فلسطين وغزة وحماس !! 



وانا بقول أهه : " أي واحد حمساوي هنا في مصر الشعب المصري هو اللي هياخد تاره " !
هذا تعليق أحمد موسى في برنامجه، بعد عرض جزء من ذلك الفرح ‫ال‏ربعاوي‬ المنسوب لأهل غزة والذي تُغَنَّى فيه أغنية " يسقط حكم العسكر" !! الإعلامي المضلل لا يُروج لفيديو منسوب لأهل غزة بالخطأ ولا يبدأ وصلة من السباب والإساءة فقط، بل أنه يُحرَّض الشعب المصري للانتقام والبلطجة وأخذ الثأر بالذراع من كل أحد يقابلونه في مصر منسوب لحماس !! والمواطنون الشرفاء سيهللون لنيل حق الشهداء والقصاص لدمائهم قبل التحقق من الجاني الحقيقي !!
‫إنه الإعلام المصري‬ الطافح !!

(3) «هذا الشبشب لـ(..) حماس ولقيادتها ولكتائب عز الدين القسام وبالجزمة على وشكم ووش الزهار وهنية وسعدية وكله»
العبارة السابقة هي تصريح للكائن العكش حاملاً "شبشب" بيده مهدداً ومتوعداً، جدير بالذكر أن السيد إبراهيم محلب رئيس الوزراء صرح بأنه من الضروري ألا نستبق الأحداث ونُحَمِّل حركة حماس مسئولية العمل الإرهابي !!
ملاحظة جانبية : توفيق عكاشة كان يحمل الشبشب بمنديل ورقي، ربما طَلبَ من أحد العاملين بالاستوديو خلع نعله، وعفَّت نفسه الكريمة أن تلامس أطراف أصابعه شبشباً ليس له !!
إنه إعلام الشباشب !!

(4) السادة الذين شمروا عن سواعدهم وهاتك يا "شِير" على مواقع التواصل الاجتماعي لصور أنفاق ضخمة مرتفعة تتسع لسيارات كبيرة تسير فيها تحت عنوان: " اكتشاف الجيش المصري لأنفاق كبيرة بين مصر وغزة"، وبعد إشارات العنترية والوطنية من سب للفلسطينيين اتضح أن الصور لنفق مترو يربط القدس بتل أبيب، وتصريح مصدر عسكري أن من المستحيل بناء مثل تلك الأنفاق بين مصر وغزة لأن بناءها يحتاج إلى إمكانيات دول متقدمة وليست عصابات تهريب !!

(5) ما هو شعورك الآن بعد هذا الخلاط الفكري الذي أصابك بذاك الحَوَل الإدراكي ؟! لا تَتَعَجَّب كثيراً فكثيرون لم يرهقوا أذهانهم بمعرفة الحقيقة في موضوع اللواء ثروت جوده لأنهم يثقون في مخابراتهم ثقةً عمياء، تلك المخابرات التي كان يرأسها السيسي إبَّان "مؤامرة يناير" والتي يسميها الرئيس السيسي بنفسه " ثورة يناير " ، كما أنهم لم يتعجَّبوا لماذا لَمْ يتناول أكثر الإعلاميين وطنية على شاشات الفضائيات موضوعاً ملتبساً مثل ذلك، تنشرح نفوسهم وتطمئن سرائرهم فقط حين يشاهدون إعلامييهم المضللين يوزعون التهم على حماس، ويخونون أتباع ثورة25 يناير، ويَحشرون كل معترض في خانة الإخوان والخلايا النائمة والطابور الخامس، ويلوحون بالشباشب تهديداً ووعيداً، ويتباهون بصور من يفتخر بوضع البيادة فوق رأسه.. إن معجبي ‫‏أحمد موسى‬ ومريدي توفيق‬ عكاشة ممن يتلذَّذون بوضع البيادات فوق رؤوسهم كإشارة لدعم الجيش، وممن يحملون " الجزم القديمة " فوق لافتات كُتب عليها " 25 يناير مؤامرة "، وممن يرون وطنية العكش حين يُلَوِّح بــ "فردة شبشب " في الهواء لأعضاء حماس، هم سبب نكسة هذا الوطن، وطالما ظل هذا الفكر المتدني الهابط لن تقم أو تنجح ثورة، طالما ظلوا يهللون للمحرضين والمضللين ولم يحاولوا إعمال عقولهم وضمائرهم مرة، ولم يكفوا يوماً عن المشاركة في التغييب ومسح العقول، ولم يعوا يوماً معنىً حقيقياً للكرامة والإباء والعزة والشرف .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق