الأحد، 2 نوفمبر 2014

“ياريتني كنت أنا اللي استشهد” !! طق حنك السيسي !!

http://yanair.net/archives/89620
http://almogaz.com/news/opinion/2014/10/26/1702437
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%86%D9%8A-%D9%83%D9%86%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%B7%D9%82-%D8%AD%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-/10152566685406696?pnref=lhc
إيه .. ؟! مذبحة في سيناء ؟! عادي !! إيه الجديد ؟!!
وماذا فعلنا في عشرات المذابح والتفجيرات والعمليات الإرهابية وعشرات ومئات الشهداء ؟!
سيعقد مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإصدار النعي والوقوف على التداعيات والمستجدات والشجب والتنديد، ثم سيذهب السيسي لعزاء أهالي الشهداء، وسيلقي خطبة فيهم ليشد من أزرهم وهم واقفون أمامه صفاً تحت الشمس، من داخل دائرة يشكلها رجال الأمن طوال القامة، وسيعدهم أن دماء أولادهم في رقبته، وسيستثير مشاعرهم بتمنيه الاستشهاد بدلاً منهم قائلاً : ” ياريتني كنت أنا اللي استشهد “!! ، وسيحضرالسيسي الجنازة ووزير الدفاع صدقي صبحي وشيخ الأزهر أحمد الطيب ووزير الداخلية محمد إبراهيم وهكذا هي الأدوار والترتيبات والتجهيزات في كل مرة، ومنها أيضا استعداداً وتدريباً للمذبحة القادمة !
وسيضع التليفزيون الشارة السوداء يسار أعلى الشاشة، وسيبث برامج الرقص والغناء لأن الوطنية المزعومة لا تهتز لدماء جنود الوطن، وستبث المشاهد الساخنة في الأفلام والمسلسلات لأن هناك من يحيا معنا في هذا البلد لا يعي لمسلسل الاستشهاد والحداد الذي نعيشه منذ سنوات، وستستمر برامج التوك شو بخبرائها الأمنيين والعسكريين والاستراتيجيين في التخمين والتأليف والعك وزيادة الطين بلة، وسنغير صور بروفايلات الفيسبوك وتويتر بالشارات السُود معلنين الحداد على شهداء الواجب، وسننعي الضحايا بالترحم عليهم وطلب الصبر والسلوان لذويهم، وفي الوقت الذي سنحاول الوصول فيه إلى العدد الصحيح للشهداء من مصادر رسمية موثوقة، قد يموت أب وأم وكل من له قريب في الخدمة للإطمئنان على أعزائهم إذا ما نَجَوْا من المجزرة هذه المرة ..

في مذبحة “كرم القواديس” في سيناء اليوم قام 30 مجندٌ بتقديم الروح فداءاً للأرض والوطن، وسيعد المسئولون بالثأر، وسيتعهدون بالانتقام للشهداء، وسيصرحون بإعلان نتائج التحقيقات في القريب العاجل كما فعلوا أيام حادث “وادي الفرافرة” الذي راح ضحيته 22 شهيداً من قوات حرس الحدود، إذ صرح مصدر عسكري أن إعلان نتيجة التحقيقات في حادث الهجوم سيكون في مؤتمر صحفي في القريب العاجل! لا أدري إذا ماكان ميقات تلك المصادر كميقاتنا أم لا ؟! حيث سيمر على ذلك الهجوم الإرهابي الغاشم ما يقرب من الأربع أشهر ولم نرى مؤتمراً صحفياً ولم يُعلن عن أي تحقيق أو أي نتائج، وبكل الوقاحة التي قد تجتمع في البشر أجمعين يُصَرِّح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية منذ شهر تقريباً قُرب إعلان مصر خالية من الإرهاب !! العيب ليس في بجاحتهم وإنما العيب في شعبنا النسَّاي الذي إن تباكى اليوم على مذبحة ينساها في اليوم التالي !!
فقط أود التذكير أن السيسي معه تفويضاً للحرب على الإرهاب، ولا يخلو يوم من خبر استشهاد واحد أو اثنين في كمين، أوتفجير مدرعة أو مدرعتين، واستشهاد عشرة أو عشرين، أو تفجير قنبلة أو قنبلتين في الشوارع وأمام الجامعات، ما أريد أن أقوله أن منظومة الأمن ما هي إلا منظومة عقيمة سقيمة مثلها مثل منظومة التعليم والصحة على سبيل المثال، تلد امرأة في الشارع، وتموت امرأة في غرفة أشعة، وتصاب طفلة بعاهة مستديمة لأنه لا إصلاح حقيقي ولا معاقبة رادعة لمذنب، طفل تدهسه سيارة داخل فناء مدرسته، وطفل تقطع رقبته جراء سقوط نافذة فصله عليه، وطفل يُدهس تحت بوابة المدرسة المنهارة فوقه، ولا تحقيق جدِّي سريع ناجز لمحاسبة المسئول المهمل والمقصر، هذا هو الأمن مذبحة وراء مذبحة، وهجوم إرهابي وراء هجوم إرهابي، وعشرات ومئات الأرواح تهدر، وحاشا لله أن يُقال وزير أو أن نعرف المقصرين أو حتى نعترف بعقليتنا الأمنية المتهالكة والرتيبة، والتي من شدة احتفاظهم بحذافيرها وعدم التجديد والتنويع فيها حفظها الإرهابيون، ويخططون هجومهم في كل مرة بكل أريحية وتأكد ألَّا تمويه ولا تغيير !!
إن ضحت مصر بورد جناينها من شباب ثورة 25 يناير المجيدة التي يتنكَّر لها اليوم المنافقون ويشوهها المتملقون ويوصمها الفاسدون بالمؤامرة، فإن مصر في فدائها اليوم يضحي ورد جيشها من مجندين وضباط، حتى يرفع الله الغم عن هذا الوطن ويُمكِّن عرشه وقيادته لرجالٍ مخلصين قادرين بحقٍ على انتشاله من البؤس والفاقة، قادرٍ على كسر لعنةٍ أصابته من جشع لصوص مبارك وإخوان مرسي وفشلة السيسي .ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق