http://www.e3lam.org/2016/01/31/89888
https://web.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B4%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D9%8E%D9%84%D9%90%D9%8A%D9%84%D9%8E%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D9%8F/10153468998096696
نُبْتَلى كل حين بمن يصعقنا بتصريح أو بموقف أو بمقال يَقِلب به الرأي العام رأساً على عقب، ولكن على أي حال لا تهدأ الدنيا ولا يشفي غليلنا إلا بتدخل أحد من كبار النخبة من الإعلاميين أو السياسيين أو غيرهم برد ناري يُفحم هؤلاء فينزل على صدورنا البرد والسلام قصاصاً لما قدمت أيديهم ..
“العيب مش عليكي .. العيب على اللي عَيِّنِك في البرلمان “
شفا الدكتور عمار علي حسن الباحث في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية،غليل الكثيرين، عندما شنَّ هجوماً كاسحاً على الدكتورة لميس جابر ( أحد ألد أعداء ثورة 25 يناير ) في برنامج ” الحياة اليوم “، وذلك لرفضها الاعتراف بالثورة بل لوصفها إياها بالمؤامرة، موضِّحاً أن الثورة تم التآمر عليها من سبع جهات هم : ( الإخوان، المجلس العسكري، فلول نظام مبارك، عدد من النظم الإقليمية التي رفضت التغيير في مصر، الأمريكان، والأحزاب القديمة، والمراهقون الثوريون )، مؤكِّداً أنَّه إذا كانت “25 يناير” مؤامرة فلابد من محاكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونصحها بقوله : “خليكي في كتابة سيناريوهات المسلسلات “، ثم أكمل الهجوم الساحق الماحق بقوله لها : ” إنتي مش خبرة ومتعرفيش تقدمي أي حاجة لمصر، لكن العيب مش عليكي العيب على اللي دخلك البرلمان” ..
انفعال الدكتور عمار علي حسن مُبَرَّرٌ للغاية، خاصةً بعد أن علت الأصوات المناهضة لثورة 25 يناير والمشوهة لها في الآونة الأخيرة، بل والأكثر استفزازاً أن مجلس النواب المصري يعج بهؤلاء الآن دون رادع لهم، الدكتور عمَّار علي حسن من القلائل في مصر الآن الذين لا يخشون في الله لومة لائم، والذين يقولون قولة الحق في وجه سلطانٍ جائر، وجاء نتيجة ذلك أن شكره كثيرون وأيَّدوه لأنه تكلَّم بلسانهم إذ حجَّم واحدة من أبشع الأصوات المهينة لثورة 25 يناير ..
” كيف يمكن أن يتحول الإنسان من شخص عادى إلى ( لميس جابر) ؟! “
انضم الدكتور نور فرحات، أستاذ القانون الدستوري، للدكتور عمار علي حسن في حملة القصاص من الدكتورة لميس جابر على خلفية عدائها الشديد والمستمر والمتجدد لثورة 25 يناير، إذ نشر على صفحته الشخصية على فيسبوك ساخراً منها : ” عدد من علماء الأنثروبولوجيا ( علم الإنسان ) فى الجامعات العالمية يعكفون الآن على دراسة كيف يمكن أن يتحول الإنسان من شخص عادى إلى ( لميس جابر) “، جاءت التدوينة بلسماً على جراح المتأثرين بكلامها الفج والمشين عن الثورة وأبرز رموزها ..
“عليكي وعلى اللي شغلهالك”
ذكرني رد الاعتبار للثورة الذي قام به الكبيران عمار علي حسن ونور فرحات ضد لميس جابر، بموقف مشابه من الكبير يسري فوده، ولكن ليس مع السيدة لميس، وإنما مع الإعلامية ” ريهام سعيد “، إذ شفى غليلنا فوده بالإغارة عليها بعد الحلقة التي أذيعت من برنامجها “صبايا الخير”، وتقديمها لمساعدات للاجئين السوريين، وإظهارهم بمشهد التسول والتشرد، فوصفها بأنها إحدى بالوعات الصرف الصحي، متمماً الهجوم بعبارة “عليكي وعلى اللي شغّلهالك وعلى أسياد اللي شغّلهالك”، مما دعاها للرد عليه بقولها : “إنت اتشهرت على قفايا، يا مذيع اللغة العربية” !.ثم جاء رد فودة مرة أخرى مفحماً ولكنه مفعمًا بالمفردات العربية الفصيحة، الثقيلة غير المتداولة العصية على فهم الكثيرين،حيث قال فودة: “ما فهمته حتى الآن أنه لا مندوحة للإحداثيات الأخلاقية عن ارتباطها طرديًّا فى نظر البعض ببوصلة ما تراه السلطوية واجبًا وطنيًا، و من ثم تنشط آليات الدفاع عن الذات عبر الإعلاء والتبرير كى تحاول رأب الصدع الناشئ عن الصراع الحتمى بين دواخل الإنسان “القيم” وخوارجه “السلوك”، تزيد حدة هذه الظاهرة كلما اقتربت من حواف المستنقع. واضح؟”
وبالرغم أن الجمهور أصبح غير قادرعلى الاستيعاب، إلا أنهم أحسوا بسعادة غامرة لأنهم فهموا أن الرسالة لازالت تحمل صيغة انتقامية من ريهام سعيد، والتي مفادها ” كما فك شفرتها أحدهم ” أنَّ : ( هناك أناس يفرّطون فى أخلاقهم عادة، من أجل تنفيذ ما تراه السلطة واجبًا وطنيًا، بحكم تبعيتهم لهذه السلطة، حتى إن لم تطلب منهم السلطة ذلك، وعندما يتعارض هذا مع قيمهم الشخصية، يلجؤون للحيل النفسية الدفاعية، مثل الإعلاء والتبرير، ليتمكّنوا من إكمال حياتهم بشكل طبيعى، وعدم السقوط فى هوّة الصراع النفسى، وهو ما يفشل فى أحيان كثيرة، وعلى العكس، تزيد حدّة صراعاتهم، عندما يكون الدور الذى ألزموا أنفسهم بأدائه، أكثر قذارة وحقارة).
شفى يسري فوده غليلنا بتدخله لأنه كما قال : ( أن الأمر يتعلق بقضية تتعدى حدود مصر و تؤثر بكل تأكيد على صورة وطن و شعب أمام الإنسانية، وثانيهما من قامت باستغلال مأساة شعب شقيق لإرهاب شعب مصر زعمت أنها تقوم بذلك باسم شعب مصر) .
وجاء نتيجة ذلك الموقف الحاد والمباشر والذي زرع البهجة في قلوب المتابعين من الرد على ريهام سعيد مُشَجِّعاً لكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية إثارتها لأزمة جديدة بعرض الصور الخاصة لفتاة التحرش في أحد المولات، وتعليق يسري فوده عليها من جديد : «فيه حد بيشد السيفون .. عشان بقية البلاليع تعيش». لبدء حملة لمقاطعة الشركات الراعية لبرنامجها، مما دفع تلك الشركات لوقف إعلاناتها وأدى ذلك في النهاية لإيقاف ريهام سعيد وبرنامجها ..
ويبقى السؤال هل ترتدع لميس جابر وريهام سعيد وأمثالهما من تلك المواقف المهاجمة وفرحة وتشجيع الجمهور لها ؟! أم أنه لا مندوحة من أن تظل هاتان وأمثالهما على نفس النسق من التفريط في الأخلاق والقيام بواجب أكثر حقارة ربما لم يُكَلَّفوا به من الأساس ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق