https://www.goodreads.com/book/show/41660450?from_search=true
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%AC%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8C-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1/10155844633626696/
"جو العظيم مستعد للإبحار".. أهلا بكم على متن جو العظيم، مائتا مهاجر غير شرعي على متن قارب الريِّس "زبيبة"..إحم إحم.. أقصد الكابيتانو "زبيبة" القائد الجنتلمان لأحد أهم السفن العظيمة التي تمخر أعالي البحار على مدى خمسة وخمسين عاما..
حسنا.. "جو" مجرد قارب ملون كحرباء، صغير الحجم بدرجة مفزعة، ضعيف الإمكانيات، لا يزيد طوله عن خمسين قدما وعرضه عن عشرين قدما، يسع بالكاد خمسين راكبا، ولكنه حمل مائتي راكب تكدسوا في باطنه وعلى حوافه حتى تعلقوا صلبا على الصاري، لا وجود لأي من الأجهزة اللازمة لإبحار آمن، ألوانه فاقعة كزي مهرج في السيرك، وهكذا استسلم لذوق "زبيبة" السخيف، ينقلب رأسا على عقب مع كل هوجة مشاكل، أعتقد أن أشرف الخمايسي أطلق على الرواية اسم "جو العظيم" من وجهة نظر "زبيبة"، فزبيبة يعتبر قاربه توأمه، ولأنه قائد معتز بنفسه على ضعفه؛ فبالتأكيد يرى هذا القارب الضعيف عظيما مثله..
الأبطال :-
1. الكابيتانو "زبيبة ربيع الحلو":
ريس المركب، مريض ضغط عمره سبعين سنة، يتكلم كثيرا بنفس بلاهة الأطفال..
2. المهرب:
الجشع الذي يحشو المهاجرين غير الشرعيين على القوارب..
3. كلام ضيف سيد طماطم:
فلاح صعيدي في قرية نائية من صعيد مصر، ضخم البنيان متجاوز المهابة إلى البلاهة، مهاجر بسبب الفقر والاستدانة..
4. ياسين السيد جرباية:
فنان تشكيلي قاهري، أشعث جاف الشعر؛ اشتبكت سوالفه مع لحيته، مثقف نخبوي بلاغته الخطابية واضحة، وقوة إقناعه متجلية، يجيد لعبة التوازنات، فيحافظ على بقائه على بعد مناسب من سلطة الجهة الراغبة في استقطابه، يهاجر للتخلص من هيمنة السلطة واستعباد الجميع..
5. حسن المط خليل:
صعيدي مهندم ذو ملامح جميلة، فاتن التقاطيع جميل المُحيا، له حاجبين وشارب كث، قد يكون مخنث أو امرأة تنكرت بهيئة رجل للتغلب على عسف المهربين..
6. بيضون جلال الرائد:
شيخ سلفي من شيوخ السلطان، يسبغ على قيادته القداسة، ملتحي يرتدي جلباب وسروال أبيض قصير، وطاقية شبكية بيضاء، وخف ذا سيور جلدية، يحلم بالهرب إلى أوروبا هربا بدينه..
7. زغلول البيضا خليل:
قاهري تخلَّف في سباق المهاجرين إلى القارب من أجل حسن المط
8. البحَّار "حمود":
البحار الوحيد على سطح جو، ضخم البنيان، أقرع، يضع جلدة سوداء على عينه اليسرى المفقوءة، ويعرج على ساق طبيعية وأخرى خشبية..
8. شندل بشندي فانوس:
صعيدي مسيحي متدين، يهاجر بسبب الاضطهاد الديني..
أثناء قراءتك لجو العظيم يصاحبك صخب صياح النوارس، وضجيج أمواج البحر، ترى الزبد الأبيض يتماوج ويعتلي الصخور، تعيش مأساة غرق المهاجرين غير الشرعيين والبحث عن جثثهم، وتتابع حصار الناجين منهم. تتفاعل مع دافع كل منهم لاختيار المخاطرة بحياته للهروب مما هو أقسى وأَمر. يستعرض الأزمات الناشئة على مختلف الأصعدة وبين العديد من الأيدولوجيات، وصف الوضع الاجتماعي والسياسي بدقة حيث رمز بأبطال روايته لشرائح وفئات المجتمع المختلفة من سلطة ونخب ودهماء وعقلانيين وانفعاليين ومسيحيين وسلفيين وغيرهم.
الرواية شجاعة بل جريئة، فحواها سياسي في إطار كوميدي، مليئة بالإسقاطات السياسية بوضوح وجلاء، تناقش دكتاتورية القادة، والاستبداد الديني والمتاجرة بالدين، رمز للثورة بالنوات التي تهاجم القارب في وسط البحر، تستعرض تزلف المثقفين رأس السلطة وتغيير الخطاب والتلون، تقارن بين اضطهاد السلطة للمسلمين وبين اضطاهدها للمسيحيين.
الرواية عظيمة اللغة، بسيطة البناء، تجذب القارب حتى نهايتها لمعرفة لمن ستكون الغلبة، اعترف الكاتب بوجود مزيد من الإسهاب والإطناب الذي قد يبعث على الرتابة ولكن برره بأنه الشر الذي لابد منه، السلفية التي التحق بها الكاتب في جزء من حياته سهلت عليه تجسيد السلفي القح في الرواية، تشبيهاته جاءت قوية، يرسم الابتسامة على الشفاه في أكثر من موضع. لقد تفوَّق الخمايسي في الخروج من بوتقة البحث عن الخلود ليكتب ببراعة وشجاعة عن قضايا شائكة في وقت الأشد حرجا وخطرا.
وهذه مجموعة من العبارات التي راقتني:
- أن لا يكون هناك ما يخشى عليه المرء، ولا من يخشى عليهم، فهو الفراغ الذي قد يضطَّر المرء لتعبئته بارتكاب جرائم، أو الإقدام على أفعال جنونية، مثل الرغبة في هجرة غير شرعية دونما سبب حقيقي!
- إزاء الأنواء لا سبيل للنجاة غير الاستسلام، وترك الأمور تجري على أعنَّتها..
- الموت مرة واحدة أهون من حياة أموت فيها كل يوم ستين مرة..
- من قال أن الحل هو الإشارة إلى الحل؟ الحل هو كيفية الوصول إلى إنفاذ الحل..
- الأقدار والحظوظ تحابي من لا يخطط، ولا يتدبَّر، ولا يفكر..
- الشعوب بطبعها حين تقدِّم احترامها لا تُقدمه إلا للمفترس، مهما كانت طريقته في الإفتراس دنيئة أو نبيلة. فقط سرى في روعها أن للمفترس الحق في الاستحواذ على كل الاحترام، شأنه شأن كل متغلِّب..
- لا شيء مؤكد في عصر يُطالب فيه الجميع بتحطيم الأطر، والثوابت، والتفكير خارج الصندوق..
- كم من أمور غير قابلة للتصديق مع ذلك تُكَرِّس لنفسها وجودا عاديا في هذا العالم!
- الحسابات المادية الصماء تصير، مع الوقت، أوكارا صالحة لسكنى أفاعي القلق والانهيار النفسي، لكن ماذا لو أنهم يرون بأفئدتهم أيضا؟.. سيرون الله، وسيضيفونه إلى المعادلة، لينزع أوكار اليأس من قلوبهم، سيصبح اجتياز المآزق أسهل، حتى لو احتاج اجتيازها لمعجزات. فليس قادرا على صنع المعجزات سوى الله..
- لا يعذَّب الإنسان منا بأقسى من التشبث بأمل مستحيل. لذلك أرى أننا لو ألقينا بالأمل المستحيل وراء أظهرنا، أمكننا الاستمتاع بحياتنا هنا..
- ربما حين تختفي السلطة، ويختفي الأتباع، وتنطفئ بؤر الاهتمام، يختفي العداء..
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%AC%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8C-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1/10155844633626696/
"جو العظيم مستعد للإبحار".. أهلا بكم على متن جو العظيم، مائتا مهاجر غير شرعي على متن قارب الريِّس "زبيبة"..إحم إحم.. أقصد الكابيتانو "زبيبة" القائد الجنتلمان لأحد أهم السفن العظيمة التي تمخر أعالي البحار على مدى خمسة وخمسين عاما..
حسنا.. "جو" مجرد قارب ملون كحرباء، صغير الحجم بدرجة مفزعة، ضعيف الإمكانيات، لا يزيد طوله عن خمسين قدما وعرضه عن عشرين قدما، يسع بالكاد خمسين راكبا، ولكنه حمل مائتي راكب تكدسوا في باطنه وعلى حوافه حتى تعلقوا صلبا على الصاري، لا وجود لأي من الأجهزة اللازمة لإبحار آمن، ألوانه فاقعة كزي مهرج في السيرك، وهكذا استسلم لذوق "زبيبة" السخيف، ينقلب رأسا على عقب مع كل هوجة مشاكل، أعتقد أن أشرف الخمايسي أطلق على الرواية اسم "جو العظيم" من وجهة نظر "زبيبة"، فزبيبة يعتبر قاربه توأمه، ولأنه قائد معتز بنفسه على ضعفه؛ فبالتأكيد يرى هذا القارب الضعيف عظيما مثله..
الأبطال :-
1. الكابيتانو "زبيبة ربيع الحلو":
ريس المركب، مريض ضغط عمره سبعين سنة، يتكلم كثيرا بنفس بلاهة الأطفال..
2. المهرب:
الجشع الذي يحشو المهاجرين غير الشرعيين على القوارب..
3. كلام ضيف سيد طماطم:
فلاح صعيدي في قرية نائية من صعيد مصر، ضخم البنيان متجاوز المهابة إلى البلاهة، مهاجر بسبب الفقر والاستدانة..
4. ياسين السيد جرباية:
فنان تشكيلي قاهري، أشعث جاف الشعر؛ اشتبكت سوالفه مع لحيته، مثقف نخبوي بلاغته الخطابية واضحة، وقوة إقناعه متجلية، يجيد لعبة التوازنات، فيحافظ على بقائه على بعد مناسب من سلطة الجهة الراغبة في استقطابه، يهاجر للتخلص من هيمنة السلطة واستعباد الجميع..
5. حسن المط خليل:
صعيدي مهندم ذو ملامح جميلة، فاتن التقاطيع جميل المُحيا، له حاجبين وشارب كث، قد يكون مخنث أو امرأة تنكرت بهيئة رجل للتغلب على عسف المهربين..
6. بيضون جلال الرائد:
شيخ سلفي من شيوخ السلطان، يسبغ على قيادته القداسة، ملتحي يرتدي جلباب وسروال أبيض قصير، وطاقية شبكية بيضاء، وخف ذا سيور جلدية، يحلم بالهرب إلى أوروبا هربا بدينه..
7. زغلول البيضا خليل:
قاهري تخلَّف في سباق المهاجرين إلى القارب من أجل حسن المط
8. البحَّار "حمود":
البحار الوحيد على سطح جو، ضخم البنيان، أقرع، يضع جلدة سوداء على عينه اليسرى المفقوءة، ويعرج على ساق طبيعية وأخرى خشبية..
8. شندل بشندي فانوس:
صعيدي مسيحي متدين، يهاجر بسبب الاضطهاد الديني..
أثناء قراءتك لجو العظيم يصاحبك صخب صياح النوارس، وضجيج أمواج البحر، ترى الزبد الأبيض يتماوج ويعتلي الصخور، تعيش مأساة غرق المهاجرين غير الشرعيين والبحث عن جثثهم، وتتابع حصار الناجين منهم. تتفاعل مع دافع كل منهم لاختيار المخاطرة بحياته للهروب مما هو أقسى وأَمر. يستعرض الأزمات الناشئة على مختلف الأصعدة وبين العديد من الأيدولوجيات، وصف الوضع الاجتماعي والسياسي بدقة حيث رمز بأبطال روايته لشرائح وفئات المجتمع المختلفة من سلطة ونخب ودهماء وعقلانيين وانفعاليين ومسيحيين وسلفيين وغيرهم.
الرواية شجاعة بل جريئة، فحواها سياسي في إطار كوميدي، مليئة بالإسقاطات السياسية بوضوح وجلاء، تناقش دكتاتورية القادة، والاستبداد الديني والمتاجرة بالدين، رمز للثورة بالنوات التي تهاجم القارب في وسط البحر، تستعرض تزلف المثقفين رأس السلطة وتغيير الخطاب والتلون، تقارن بين اضطهاد السلطة للمسلمين وبين اضطاهدها للمسيحيين.
الرواية عظيمة اللغة، بسيطة البناء، تجذب القارب حتى نهايتها لمعرفة لمن ستكون الغلبة، اعترف الكاتب بوجود مزيد من الإسهاب والإطناب الذي قد يبعث على الرتابة ولكن برره بأنه الشر الذي لابد منه، السلفية التي التحق بها الكاتب في جزء من حياته سهلت عليه تجسيد السلفي القح في الرواية، تشبيهاته جاءت قوية، يرسم الابتسامة على الشفاه في أكثر من موضع. لقد تفوَّق الخمايسي في الخروج من بوتقة البحث عن الخلود ليكتب ببراعة وشجاعة عن قضايا شائكة في وقت الأشد حرجا وخطرا.
وهذه مجموعة من العبارات التي راقتني:
- أن لا يكون هناك ما يخشى عليه المرء، ولا من يخشى عليهم، فهو الفراغ الذي قد يضطَّر المرء لتعبئته بارتكاب جرائم، أو الإقدام على أفعال جنونية، مثل الرغبة في هجرة غير شرعية دونما سبب حقيقي!
- إزاء الأنواء لا سبيل للنجاة غير الاستسلام، وترك الأمور تجري على أعنَّتها..
- الموت مرة واحدة أهون من حياة أموت فيها كل يوم ستين مرة..
- من قال أن الحل هو الإشارة إلى الحل؟ الحل هو كيفية الوصول إلى إنفاذ الحل..
- الأقدار والحظوظ تحابي من لا يخطط، ولا يتدبَّر، ولا يفكر..
- الشعوب بطبعها حين تقدِّم احترامها لا تُقدمه إلا للمفترس، مهما كانت طريقته في الإفتراس دنيئة أو نبيلة. فقط سرى في روعها أن للمفترس الحق في الاستحواذ على كل الاحترام، شأنه شأن كل متغلِّب..
- لا شيء مؤكد في عصر يُطالب فيه الجميع بتحطيم الأطر، والثوابت، والتفكير خارج الصندوق..
- كم من أمور غير قابلة للتصديق مع ذلك تُكَرِّس لنفسها وجودا عاديا في هذا العالم!
- الحسابات المادية الصماء تصير، مع الوقت، أوكارا صالحة لسكنى أفاعي القلق والانهيار النفسي، لكن ماذا لو أنهم يرون بأفئدتهم أيضا؟.. سيرون الله، وسيضيفونه إلى المعادلة، لينزع أوكار اليأس من قلوبهم، سيصبح اجتياز المآزق أسهل، حتى لو احتاج اجتيازها لمعجزات. فليس قادرا على صنع المعجزات سوى الله..
- لا يعذَّب الإنسان منا بأقسى من التشبث بأمل مستحيل. لذلك أرى أننا لو ألقينا بالأمل المستحيل وراء أظهرنا، أمكننا الاستمتاع بحياتنا هنا..
- ربما حين تختفي السلطة، ويختفي الأتباع، وتنطفئ بؤر الاهتمام، يختفي العداء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق