https://www.e3lam.org/2018/11/16/367977
استضافت مكتبة مصر الجديدة بالأمس ندوة مناقشة وتوقيع رواية "جُو العظيم" للكاتب الكبير أشرف الخمايسي والصادرة عن دار الشروق، أدار الندوة الأستاذ محمد سمير ندا، وناقش الخمايسي الدكتور جمال العسكري، والأستاذ أسامة جاد. في البداية ألقى الأستاذ أشرف الخمايسي كلمة ترحيب بالحضور، وكلمة شكر للقائمين على تنظيم الندوة مفسحا المجال لرأي المشاركين في المناقشة.
رأي الدكتور جمال العسكري:
أعرب الدكتور العسكري عن سعادته البالغة بقراءة الرواية، وإحساسه بالمتعة الخالصة بالعمل الأدبي، وقدرة الخمايسي الواضحة على إحكام البناء في الرواية، قائلا: " سؤال المتعة هو السؤال الأول الذي يجب أن يجيب عليه النص والتأويل، قبل الغرق في طوفان التحليل والتفسير التي ربما هي الأخرى أفسدت من حيث أرادت أن تفيد، والمتعة المقصودة في النص الطويل نسبيا هي الإمساك بتلابيب العقل بمتابعته حتى النهاية، دونما إحساس بعبء القراءة إلا في لحظات قليلة نادرة"..
كما قال: "أن الخمايسي يكتب ليظل القارئ مستمتعا طالبا الزيادة لا الملل ولا الابتعاد عن النص، وهذا ما حققه في "جو العظيم"، فالكاتب في العالم الروائي يستطيع أن يقتنص لحظة مُتخيلة في عمر شخص أو مجموعة من الشخوص، أو مجموعة من الأجيال المتتالية، ليعيد خلق هذا العالم، وعلى القارئ التأمل وشحذ كل القدرات للملمة أطراف هذا العالم، من هنا جاءت المتعة بقراءة هذه الرواية، التي أصبحت ذائقة رائجة الآن، وهي أسلوب المباشرة والوضوح، فهي أقرب إلى الشفاهة من تقنيات الأدب المتعارف عليها، كما أن هذا الجنس من الكتابة يرافق في لحظة تاريخية لحظة ما بعد العولمة. كما وتناولت الرواية "أزمة الخلاص" وهي أزمة نظام العالم، فعبقرية الأدب حين يستطيع أن يُعطي المثقف "لوامس" تشير إلى الخطر. اختار الخمايسي تقنية الراوي العليم التي فيها أريحية في التعامل مع السرد (المونولوج الداخلي). جاءت اللغة واضحة لا تحتاج إلى المجاز أو الرمز، فأسلوب المكاشفة وهو أسلوب الرواية قد يكون أحيانا أصعب من المجاز، ليثور التساؤل إذا ما كانت الحقائق بهذا الوضوح والانكشاف، فلماذا تُرِكت النهاية مفتوحة؟!
رأي الأستاذ أسامة جاد :
كما أبدى الأستاذ جاد سعادته بالمشاركة في ندوة مناقشة "جو العظيم"، وقال بأنه أمام عمل عظيم يذكره بالكلاسيكيات العظيمة، ليس بمنطق التأثير والتأثر، وإنما بالنظر إلى كاتب محترف متخصص في نوع من الكتابة قائم على المِران المستمر، يعمل على نفسه بشكل جاد سواء في اللغة أو الموضوع أو الجدلية. ويرى جاد من خلال الغلاف أن الرواية ذات أداء كاريكاتوري يطرح قصة حقيقية لإبراز الملامح الكبيرة، فنحن أمام نوع من الأدب يعتمد على السخرية، كما أنها تجيب عن السؤال " كيف تكتب رواية جيدة؟ " وذلك في عدة خطوات وهي: اختيار المتخيل المكاني للسرد الذي يجمع الشخصيات المتناقضة بشكل منطقي، الشخصيات وتراتبها في المجتمع، تواجد امرأة في المشهد، وضع المرأة في ظروف خاصة، جعل "مدونة سردية للحياة" لكل شخصية من الشخصيات تنظر من خلالها للحياة. يرى جاد أن الرواية إسقاط عظيم على كل الأحداث الجارية، والزمن المفترض فيها ليس عدد من الساعات المفترضة بمدة الإبحار في البحر، وإنما استطاع أن يتمدد من خلال السرد إلى سنوات ممتدة. كما يرى جاد أن الخمايسي خلَّص نفسه من الانتماء لأي تيار لينظر إلى ما يحدث بمنطق ساخر، وأنه أحد القليلين الذي يحرص في فنه حرصه للوصول إلى جمهور من الشباب. كما كان ذكيا أن يكتب أول رواية ساخرة بعد رواياته الجادة التي تطرح مواضيع كبرى جادة وجدلية.استطاع الخمايسي من خلال الرواية إحضار العالم إليك، وأنت من تستنتج الاستنتاجات التي تخص ذلك العالم. فالقدرة هنا اختزال الكثير من الحيوات في حياة واحدة، ليست حياة شخص وإنما حياة رحلة، والرحلة هنا هي الكنز، كنز الوصول إلى الاستقرار.
ثم طرح الأستاذ محمد سمير ندا والحضور بعض الأسئلة على الخمايسي؛ منها:
- متى وأين بدأت فكرة "جو العظيم" ؟
المرحلة التي نمر بها تحتاج أن يكتب عنها الكاتب حتى لا يكون منعزلا عن الواقع الذي نعيشه، فكانت لدي مهمة أساسية عند كتابتي لهذه الرواية، فلم أنشغل بفنيات الكتابة بقدر اهتمامي بأن أكون واضحا حتى لا يفهم القارئ خلاف ما أريده، فأترك رسالة للأجيال القادمة تقوم بدور التوعية، وتعبر عن رأيي في الأحداث الحالية.
- هل تشعر من خلال أسلوب الإسقاط المباشر في الرواية بأنك خرجت خارج ما ُيسمى بـ "الكتابة الآمنة"؟!
دائما ما أقول رأيي على حسب قناعاتي الخاصة، ولا أفكر في مسألة دفع الثمن، فذلك المسمى لا يعرفه الكاتب المخلص لقناعاته.
- هل لازال السلفي داخل وجدانك ككاتب؟
لدي هاجس أن أنفي عن نفسي مع كل عمل جديد أني لا أكتب بروح الحلال والحرام، وإنما تطور شخصية السلفي في الرواية كانت تَتَطلَّب هذا التفاعل وإبراز شخصية السلفي بهذه المزايا، فهي ببساطة قناعة السلفي وتصديقه لأفكاره.
- لماذا حِدْتَ عن السلفية بعد التزامك بها ثمان سنوات؟
السلفي يمشي على قضيبين، مرجعيته عبارة عن فكرتين أو كتابين، وكنت قد دخلت السلفية من نقطة فشل مثلت الضربة القاصمة لقناعاتي ، حيث كنت أعتقد أني في وسط أدبي يعج بالقيم والتوعية، ولكني فوجئت حين مقتل محمد الدرة أن العالم كله انتفض من صحافيين ومحامين وغيلاهم ولم ينتفض أحد من الأدباء. أما سبب خروجي من السلفية هو أن طريقها لا يواكب شخصيتي وعقلي، فالطريق إلى الدين ليس خط سكة حديد وإنما حرية وفهم صحيح.
- أحس أن لديك حالة عداء مع العالم، فمتى ستتجاوز الكتابة عن الكائن للكتابة عن ما ينبغي أن يكون؟
ليس لدي حالة عداء مع العالم، بل أحب البيئة التي نعيش فيها وهذا لا يمنع أن أشتبك معها وأبحث عما يجب أن يكون. ولكن من قال أن ما ينبغي أن يكون هو الأفضل ؟!
- ما سبب اختيار اسم "بهية"، وماذا تقصد بالنهاية المفتوحة؟
إذا سئل الكاتب عن مقصده فأجاب؛ كان كاتبا غرا.
استضافت مكتبة مصر الجديدة بالأمس ندوة مناقشة وتوقيع رواية "جُو العظيم" للكاتب الكبير أشرف الخمايسي والصادرة عن دار الشروق، أدار الندوة الأستاذ محمد سمير ندا، وناقش الخمايسي الدكتور جمال العسكري، والأستاذ أسامة جاد. في البداية ألقى الأستاذ أشرف الخمايسي كلمة ترحيب بالحضور، وكلمة شكر للقائمين على تنظيم الندوة مفسحا المجال لرأي المشاركين في المناقشة.
رأي الدكتور جمال العسكري:
أعرب الدكتور العسكري عن سعادته البالغة بقراءة الرواية، وإحساسه بالمتعة الخالصة بالعمل الأدبي، وقدرة الخمايسي الواضحة على إحكام البناء في الرواية، قائلا: " سؤال المتعة هو السؤال الأول الذي يجب أن يجيب عليه النص والتأويل، قبل الغرق في طوفان التحليل والتفسير التي ربما هي الأخرى أفسدت من حيث أرادت أن تفيد، والمتعة المقصودة في النص الطويل نسبيا هي الإمساك بتلابيب العقل بمتابعته حتى النهاية، دونما إحساس بعبء القراءة إلا في لحظات قليلة نادرة"..
كما قال: "أن الخمايسي يكتب ليظل القارئ مستمتعا طالبا الزيادة لا الملل ولا الابتعاد عن النص، وهذا ما حققه في "جو العظيم"، فالكاتب في العالم الروائي يستطيع أن يقتنص لحظة مُتخيلة في عمر شخص أو مجموعة من الشخوص، أو مجموعة من الأجيال المتتالية، ليعيد خلق هذا العالم، وعلى القارئ التأمل وشحذ كل القدرات للملمة أطراف هذا العالم، من هنا جاءت المتعة بقراءة هذه الرواية، التي أصبحت ذائقة رائجة الآن، وهي أسلوب المباشرة والوضوح، فهي أقرب إلى الشفاهة من تقنيات الأدب المتعارف عليها، كما أن هذا الجنس من الكتابة يرافق في لحظة تاريخية لحظة ما بعد العولمة. كما وتناولت الرواية "أزمة الخلاص" وهي أزمة نظام العالم، فعبقرية الأدب حين يستطيع أن يُعطي المثقف "لوامس" تشير إلى الخطر. اختار الخمايسي تقنية الراوي العليم التي فيها أريحية في التعامل مع السرد (المونولوج الداخلي). جاءت اللغة واضحة لا تحتاج إلى المجاز أو الرمز، فأسلوب المكاشفة وهو أسلوب الرواية قد يكون أحيانا أصعب من المجاز، ليثور التساؤل إذا ما كانت الحقائق بهذا الوضوح والانكشاف، فلماذا تُرِكت النهاية مفتوحة؟!
رأي الأستاذ أسامة جاد :
كما أبدى الأستاذ جاد سعادته بالمشاركة في ندوة مناقشة "جو العظيم"، وقال بأنه أمام عمل عظيم يذكره بالكلاسيكيات العظيمة، ليس بمنطق التأثير والتأثر، وإنما بالنظر إلى كاتب محترف متخصص في نوع من الكتابة قائم على المِران المستمر، يعمل على نفسه بشكل جاد سواء في اللغة أو الموضوع أو الجدلية. ويرى جاد من خلال الغلاف أن الرواية ذات أداء كاريكاتوري يطرح قصة حقيقية لإبراز الملامح الكبيرة، فنحن أمام نوع من الأدب يعتمد على السخرية، كما أنها تجيب عن السؤال " كيف تكتب رواية جيدة؟ " وذلك في عدة خطوات وهي: اختيار المتخيل المكاني للسرد الذي يجمع الشخصيات المتناقضة بشكل منطقي، الشخصيات وتراتبها في المجتمع، تواجد امرأة في المشهد، وضع المرأة في ظروف خاصة، جعل "مدونة سردية للحياة" لكل شخصية من الشخصيات تنظر من خلالها للحياة. يرى جاد أن الرواية إسقاط عظيم على كل الأحداث الجارية، والزمن المفترض فيها ليس عدد من الساعات المفترضة بمدة الإبحار في البحر، وإنما استطاع أن يتمدد من خلال السرد إلى سنوات ممتدة. كما يرى جاد أن الخمايسي خلَّص نفسه من الانتماء لأي تيار لينظر إلى ما يحدث بمنطق ساخر، وأنه أحد القليلين الذي يحرص في فنه حرصه للوصول إلى جمهور من الشباب. كما كان ذكيا أن يكتب أول رواية ساخرة بعد رواياته الجادة التي تطرح مواضيع كبرى جادة وجدلية.استطاع الخمايسي من خلال الرواية إحضار العالم إليك، وأنت من تستنتج الاستنتاجات التي تخص ذلك العالم. فالقدرة هنا اختزال الكثير من الحيوات في حياة واحدة، ليست حياة شخص وإنما حياة رحلة، والرحلة هنا هي الكنز، كنز الوصول إلى الاستقرار.
ثم طرح الأستاذ محمد سمير ندا والحضور بعض الأسئلة على الخمايسي؛ منها:
- متى وأين بدأت فكرة "جو العظيم" ؟
المرحلة التي نمر بها تحتاج أن يكتب عنها الكاتب حتى لا يكون منعزلا عن الواقع الذي نعيشه، فكانت لدي مهمة أساسية عند كتابتي لهذه الرواية، فلم أنشغل بفنيات الكتابة بقدر اهتمامي بأن أكون واضحا حتى لا يفهم القارئ خلاف ما أريده، فأترك رسالة للأجيال القادمة تقوم بدور التوعية، وتعبر عن رأيي في الأحداث الحالية.
- هل تشعر من خلال أسلوب الإسقاط المباشر في الرواية بأنك خرجت خارج ما ُيسمى بـ "الكتابة الآمنة"؟!
دائما ما أقول رأيي على حسب قناعاتي الخاصة، ولا أفكر في مسألة دفع الثمن، فذلك المسمى لا يعرفه الكاتب المخلص لقناعاته.
- هل لازال السلفي داخل وجدانك ككاتب؟
لدي هاجس أن أنفي عن نفسي مع كل عمل جديد أني لا أكتب بروح الحلال والحرام، وإنما تطور شخصية السلفي في الرواية كانت تَتَطلَّب هذا التفاعل وإبراز شخصية السلفي بهذه المزايا، فهي ببساطة قناعة السلفي وتصديقه لأفكاره.
- لماذا حِدْتَ عن السلفية بعد التزامك بها ثمان سنوات؟
السلفي يمشي على قضيبين، مرجعيته عبارة عن فكرتين أو كتابين، وكنت قد دخلت السلفية من نقطة فشل مثلت الضربة القاصمة لقناعاتي ، حيث كنت أعتقد أني في وسط أدبي يعج بالقيم والتوعية، ولكني فوجئت حين مقتل محمد الدرة أن العالم كله انتفض من صحافيين ومحامين وغيلاهم ولم ينتفض أحد من الأدباء. أما سبب خروجي من السلفية هو أن طريقها لا يواكب شخصيتي وعقلي، فالطريق إلى الدين ليس خط سكة حديد وإنما حرية وفهم صحيح.
- أحس أن لديك حالة عداء مع العالم، فمتى ستتجاوز الكتابة عن الكائن للكتابة عن ما ينبغي أن يكون؟
ليس لدي حالة عداء مع العالم، بل أحب البيئة التي نعيش فيها وهذا لا يمنع أن أشتبك معها وأبحث عما يجب أن يكون. ولكن من قال أن ما ينبغي أن يكون هو الأفضل ؟!
- ما سبب اختيار اسم "بهية"، وماذا تقصد بالنهاية المفتوحة؟
إذا سئل الكاتب عن مقصده فأجاب؛ كان كاتبا غرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق