الجمعة، 11 مايو 2012

أنا بقى " برادعاوية " أدعم أبو الفتوح .. !

https://www.facebook.com/note.php?note_id=10150799620051696
http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/05/12/270449
لن أكرر للمرة الألف بعد الألف ما قيل عن عظمة حدوث مناظرة وللمرة الأولى بين مرشحي رئاسة لأنها ” ومن الآخر " لم ترقى للمستوى المطلوب بسبب انحصارها في هجوم كل من المرشحين على الآخر ومعايرة كل طرف للآخر بانتماءاته القديمة ولكي أكون منصفة فمن بدأ الهجوم هو عمرو موسى ثم تلاه في ذلك أبو الفتوح .. أنت محسوبٌ على الإخوان .. لأَ بقى دا انت اللي من النظام القديم .. إنت كنت بتدافع عن قضايا الإخوان ، لأ بقى إنت اللي كنت سكرتارية مبارك .. وبالرغم من كل هذا فإني أفرح فعلاً عندما أسمع أن الناس تجمعت في المقاهي لمشاهدة المناظرة بعيداً عن مباريات كرة القدم ..
ولكني من أشد المؤيدين للدكتور البرادعي ..

كنت أتمنى بقاء البرادعي في السباق الرئاسي ولكني فرحت في وقت لاحق لخبر انسحابه بعيداً عن هذا الهزل السياسي .. كم كنت أتمنى وقوفه على منصة المناظرة ولكن من كان سيصل لمثل قامته السياسية ليناطح هذا الرجل في أمسية طويلة كالتي رأيناها بين موسى وأبو الفتوح ؟! .. الإجابة : لا أحد ، فبالرغم من التاريخ السياسي الطويل لعمرو موسى فأعتقد أنه إذا وقف أمام البرادعي فسيكون موقفه أكثر توتراً واضطراباً ليس لأن البرادعي بتاريخه السياسي مفعم بالأحداث والإنجازات كما يصف موسى نفسه ولكن لأن البرادعي هو القيادي الباهر الذي جمع حوله الكل هو الذي وَفَّقَ بين الجماعة المحظورة سابقاً ورؤساء الأحزاب السياسيين المناضلين وجمعهم على كلمة واحدة وهي التغيير جمع كل هذه القامات قبل أن يجمع الشباب حوله هاتفين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، هو همزة الوصل الذي تبرأ منها الأخوان فيما بعد وهلل لتخوينه السلفيون واتهمه الفلول والمتلونون بالعمالة والتخريب ..
منذ أن بدأ المرشحون بإعلان نوايا ترشحهم للرئاسة وقد كان مرفوض لدي كل من يحسب على النظام القديم لأنه ( طلع نِزل ) فلول خاصة من لم يعلن تأييده بشكل واضح وصريح للثورة في بداية أيامها ، عندما نقول ذلك لشفيق أنك وصفت الثورة بالحركة يتهرب وكالعادة إجاباته منقوصة وملتوية ، وعندما نقول ذلك لموسى يقول أني تركت الوزارة والنظام منذ عشر سنوات ولكنك لم تقدح فيه مرة واحدة على الشكل المناسب وفي الوقت المناسب بالحماسة المطلوبة لنصفك بالثوري كما تدعي الآن فمثلاً الوزير المبجل المهندس حسب الله الكفراوي كان من النظام القديم ولكنه ليس فلولاً لأن تصريحاته المشرفة قبل الثورة وأثناءها وبعدها جلية للجميع ولولا سنه ( أعطاه الله العمر والصحة ) لكن عضواً مؤثراً في نجاح تلك الثورة بدمائه الساخنة وقلبه المهتاج على وطنه بحق وها هو حزب الدستور يعرض عليه الاستعانة بخبراته ، أما عن أبو الفتوح وتصريحاته المتوازنة بعيداً عن التشدد واستخدام الدين كأداة للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية ودخول مجلس الشعب فقد رأيتني أكثر ميلاً له بعد اكتساح الإخوان والسلفيين للمشهد السياسي فقد كان خطابه هو الأكثر اعتدالاً ، فقد توسمت فيه راحة لانتخابه مبكراً قبل كل هذه الدعايا الانتخابية واللقاءات التليفزيونية والمناظرات ..
أدعم أبو الفتوح بالرغم من خوف الكثيرين منه بعد تأييد حزب النور والجماعة الإسلامية له لتخيل مصر تحت حكمه بمناصرة السلفيين أفغانستان أو إيران ..
أدعم أبو الفتوح بالرغم من صدمتي فيه منذ أيام لتصريحه الخاص بالاستعانة بالمشير طنطاوي..
أدعم أبو الفتوح بالرغم من رأيه المنافي لقناعتي بما يخص السادات ومعاهدة كامب ديفيد ( مع تحفظي على بعض البنود ) ..
 أدعمه بعد أن راجعت نفسي كثيراً أن أمتنع عن الانتخابات ولكني رأيت أن انتخاب الرئيس سيجعل الحكم بعيداً عن الجيش الذي تورط لمرات عدة في مواجهات دامية مع شعبه الذي يحميه ..
أدعمه لأنه المرشح الذي لا يعد فلولاً ، أدعمه لأنه لا ترجع للإخوان ، أدعمه لأنه لم يرضَ بلعب دور الدوبلير ، أدعمه لأن إسلامه وسطي ، أدعمه لأنه على قدر من الليبرالية يراعي بها حريات الجميع في حدود تعاليم ديننا ومجتمعنا ..
 أعلنها الآن أدعم أبو الفتوح .. ويارب لا تجعلني أندم بعد حين كما ندم كل من قال نعم للتعديلات الدستورية ..
وبعيداً عن مناوشات ليست بالقليلة بين موسى وأبو الفتوح فقد راودني حس الفكاهة وتخيلت لو أن هذه المناظرة كانت بين أكثر من مرشح أن ينضم شفيق مثلاً وأبو العز الحريري ومرسي للمناظرة ، فيُهَيأ لي أن المناظرة ستكون أكثر دموية ، وكان كل واحد طلَّع القديم والجديد للمرشح اللي واقف بجانبه ، وقلنا " إيفيهات " أكثر من ذلك ، يعني أبو الفتوح لما يقول في المئة يوم الأولى سيتم كذا وكذ وكذا ، فيرد موسى : أرى إن أبو الفتوح يستخدم عباراتي وجُمَلي .. ( مليش دعوة الجملة دي بتاعتي أنا ) وعندما يقول أبو الفتوح عن عدم إهانة المرأة المصرية بسبب كشوف العذرية فيقول : المرأة المصرية أمي وزوجتي وأختي وابنتي ، فطبعاً موسى لازم يضيف حاجة من عنده مختلفة فقال : الأم والزوجة والأخت والابنة والجدة .. الجدة !! خلاص أنا هانتخب موسى لأنه افتكر جدتي ..
ولكن أجمل ما أراه في تلك المناظرة وربما لن يذكره البعض عذب كلمات افتتح بها البرنامج كل من منى الشاذلي ويسري فودة دفعت دموعي للهرب مني من خلال صور ابتسم فيها الشهداء للحرية وأصبح الوجدان يرفرف حنيناً لأيام رفرف فيها العلم المصري بأيدٍ لم تكن تحمل سواه غير رافعة دعاية إعلامية لا لحزب ولا لمرشح رئاسي ، أيد أسود تشد بعضها البعض في كوردون يحمي رؤوس أسود تسجد لله في عرين ميدان امتلأ بالصدق والإخلاص والتضحية والتفاني لأجل هذا الشعار ( العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ) التي أرجو من الله أن نجدها في السنين القادمة إن شاء الله على يد الرئيس ، رئيس ليس من الفلول ، رئيس لا ترجع انتماءاته لحزب بعينه ، رئيس بإرادة شعب واعٍ ليس شعب يمد يده ليأخذ كيس مكرونة وزجاجة زيت يضع صوته للمرشح الأكفأ في صندوق لأجل الحرية لا لأجل أن ندخل الجنة ..
أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة في انتخابات حرة نزيهة ..
رئيس جمهورية مصر العربية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق