مؤكد وبالدليل ( على
رأي بعض شيوخ قنوات التكفير) أنكم سئمتم شرب عصير الليمون ، وهذا ليس "
تقليباً لمواجع عهد عصر الليمون " وإنما لأن المشروب أصبح رفيقاً ضرورياً
أثناء الاستماع لخطاب الرئيس لنستطيع أن نبلعه بكل الحب والأحضان " روَّق دمك
واشرب لَمُون " ، ويا حبذا لو كانت هناك وردة ( من ورود البلتاجي ) في عروة
جاكيت البدلة أو حتى جاكيت البيجاما ونحن نستمع لزُبد هذه الخطابات الرئاسية التاريخية..
سيدي الرئيس لا أحد
يسعد بإفلاس مصر .. ولكن بالرغم من ذلك أنا سعيدة إنك سألت السؤال ده : ( هل
يسعد أحد بإفلاس مصر ؟! ) ، وبالرغم من سرية هذه الإجابة لابد وأنك قد كشفت الغطاء عن المفلسين الذين يتحدثون على إفلاس مصر ، ولكن أين عظمة التصريح هنا ؟ هل أنه لا يوجد أحد
يسعد بإفلاس مصر ؟ أم أن مصر ستفلس ؟ بعد خطابك مترامي الأطراف محدود ومكرر
الأبعاد وأن من يتحدث عن إفلاس مصر هم المفلسون ؛ قام العديد من خبراء الاقتصاد بالإضافة إلى البنك المركزي بإصدار تصريحات
وبيانات تنفي بشدة هذه الأرقام والنسب التي حواها خطابك ، ولكن نظل في النهاية نسمع تصفيقاً في قاعة المجلس وكان ينقصنا أن نسمع عبارة " تكبير، الله أكبر ، تكبير ، الله أكبر " ..
الخطاب الجديد هو نفسه الخطاب القديم ، حتى أنه أشبه بخطابات مبارك ( أرقام وأوضاع كلها ليس لها وجود على
أرض الواقع ) ، وكأنك تصنع بتلك الخطابات السابقة بعض عمليات " التباديل والتوافيق" لتأخذ مظهراً جديداً كل مرة ، ولكن الخطاب يظل يبدأ بفجر التاريخ ، وظُهر الحضارة
، وعصر الأمة التي توحد الله ، ومغرب الثورة والشهداء ، ثم عشاء مشروع النهضة
القابع على صدور المصريين ولم ينهض بعد !!
السيد الرئيس لقد قلت
في خطابك اليوم أمام مجلس الشورى : ( إن إقرار الدستور المصري الجديد يعني وبمنتهى الوضوح والحزم إنهاء
فترة انتقالية طالت أكثر مما ينبغي ) .. أعتبر دا وعد منك ..؟!! .. إذاً عظيمٌ
جداً هذا الدستور إذاً ، فلابد من وجود خطة واضحة المعالم والأركان لإنهاء هذه
الفترة الانتقالية الطويلة باعترافك لتنتشل مصر واقتصادها بعيداً عن شفا حفرة الانهيار
، أرجوك لا تقل لي أن الخطة فكرية كمشروع النهضة ، أو أنها محدودة بمائة يوم ك
" ال 100 يوم البائدة " الأخرى ..
أرجوك لا تحدثنا عن
استعادة مصر لمكانتها الدولية قبل استعادة مصر لأبنائها المتناحرين ، أرجوك لا تحدثنا عن الريادة في العالم قبل أن
تعيد توطين الوطنية في قلوب المواطنين ، لا تحدثنا عن تقوية علاقة مصر بدول حوض
النيل قبل أن يستعيد أبناء الوطن تآلفهم
وأخويتهم وانتماءاتهم لبعضهم البعض على هذه الأرض ، لا تعدنا بالدولة العصرية
البعيدة عن الاستبداد والديكتاتورية قبل أن تسقط كل البلاغات المقدمة ضد قيادات
جبهة الإنقاذ الوطني " جبهة المعارضة " برموزها العِظام ، لا تعدنا عن
المساواة بين الموطنين على اختلاف معتقداتهم الدينية واتجاهاتهم السياسية حتى تأمر
بكف الجهات التكفيرية المتأسلمة عن تكفير كل من لا يسير في ركبكم أو ينتقدكم ، لا تحدثنا عن الديمقراطية قبل أن يكف مكتب الإرشاد في التدخل في سياسات أول رئيس مصري منتخب
، لا تحدثنا عن بدء وقت العمل والإنتاج قبل أن ترسم لنا ملامح مشروع النهضة والذي انتخبك الناس من أجله ، ولكن حَدِّثْنا عن مصر جديدة يظلها عهد
جديد كما قلت " لا مجال فيه للطغيان أو الظلم أو التمييز أو غياب العدالة الاجتماعية " ولكن من حقي أن أتساءل كم يستغرق من الوقت تحقيق هذا ؟ فقط لا تضغط نفسك وتُعَشِّم الشعب تحقيقه في "
100 يوم " أخرى ، ولكن لا تجعلها مائة
سنة ..
أرجوكم ارحمونا من
خطابات سرد الأحداث التاريخية ، والحياة " اللي لونها بمبي " وتصريحات تتحدث فيها الشيزوفرينيا عن نفسها ، خطابات تضر أكثر مما تنفع ، خطابات " هُمَّ يحبوا بعض " وكأن شهداء وجرحى لم يسقطوا بسبب إعلان دستوري
أشاع الفتنة ودستور مُرِّرَ على رقاب الناس ، خطابات كشف الأغطية والحارات
المزنوقة لجبهة المعارضة التي قادت الثورة وتُخوَّن الآن بكل الفُجر والدناءة
والخسة ، تصريحات التطبيل والتزويق والتجميل لأخطاء مرسي بأن تراجعه في اتخاذ
القرار طريقة جديدة لصنع القرار ، تصريحات إرجاع اليهود مصر وكأن المسلمين
الليبراليين والأقباط أمنوا على أهليهم وذويهم من أفكار جهادية ترى كل من يخالفها
مستباح الدم ، خطابات وتصريحات هي الأشد خطراً على صحة الوطن من مياه الشرب
الملوثة ومن الطعام المسرطن ..
أقولكم : أسلم حاجة إن
حنا " نلبس قطونيل " و" ننام بدري " ، والله الموفق والمستعان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق