الأربعاء، 16 يناير 2013

غراب النهضة

http://almogaz.com/news/opinion/2013/01/17/674586
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9/10151382931536696

https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/149220811897051

هكذا تنتهي حياة بعض الناس ، وكأنهم " دمىً " انهار بهم بيت العرائس ، ولم يبقَ منه سوى ثلاث حقائب نسائية معلقة على حائط إلى جوار مرآة للزينة  في أحد الأدوار العليا من مبنى مخالف ، وفي الدور الذي يعلوه تبقى بعض " الجلاليب " التي نَجَتْ من دماء أصحابها التي دُفِنت حية وميتة تحت الأنقاض ، فظلت نظيفة على علاقتها على نفس ذلك الحائط الذي يبدو وكأنه كان ملتصقاً فقط بعقار مجاور ..
كيف أقول بليلٍ : " تصبحون على خير " وفي الليل كارثة القطار !! وكيف أصحو وأقول : " صباح الخير" وأحداً لم يبصر نور النهار من تحت الحطام ، أو لم يفق إلى قيام الساعة !!  ولم يكد الأحياء يفيقون من هول ما حصل قبل نومهم حتى تتوالى أخبار النكبات عليهم طيلة اليوم ، من حادث آخر لقطار ثانٍ يدهس تاكسي ويقتل من فيه بأرض اللواء ، هذه النقطة التي اعتصم فيها عمال المزلقان من قبل 28 ديسمبر لمدة 45 يوم  بسبب تعطل جرس المزلقان ، وبالرغم من أن نُبحت أصواتهم وعرض محمود سعد مشكلتهم في ذلك اليوم ، وتكررت النداءات لم يكن هناك من مجيب أيها المسئولين الفاسدين ؟!! هل هذه الواقعة هي بسبب مبارك أيضاً ؟! نعم بسبب مبارك ، ولكن لم تأخذوا خبراً حينها مع هذا الاعتصام الذي يعطل عجلة الإنتاج من وجهة نظركم لتصليح جرس وتليفون المزلقان كي نمنع ما حدث اليوم ؟! ها هي عجلة الإنتاج دارت ولكنها فوق رقاب الناس وأشلائهم ، بالطبع سنسمع تبريرات التركة الثقيلة وكلاماً هراء لا ينم إلا عن انعدام الآدمية في كثير من البشر اليوم ، التركة كانت عبارة عن " قربة مخرومة " وأنتم من تسابقتم باستماتة على حملها فوق رؤوسكم ، ألم تكونوا تعلموا أنها " ستخر " ما فيها من فساد عليكم ؟! أشك ، فكنتم على علم اليقين ؟ إذاً أنتم في موقف المساءلة والمحاسبة مثلكم مثل مبارك بالضبط ، اللهم أرنا فيكم يوماً غير بعيد بكل قطرة دم نزفت وكل روح أزهقت ، وكل إنسان يحيا اليوم ميتاً بفقد عزيز ..
أيها المبررون " المطبلاتية ، منفصمو الشخصية " ، يا من تتهمون من يتكلم بكل الحرقة على القنوات الفضائية عن كل هذه الفجائع التي نحياها اليوم بالشعللة وتهويل الموقف وافتعال المناحات ، السيد مرسي عندما كان في مجلس الشعب في عهد النظام القديم هاجم وزير الإسكان إبراهيم سليمان عندما انهار عقار وصار الشد والجذب بينهما عمن يعلم الآخر لأنه مهندس في سبيل وجوب إقالة الحكومة كلها عندما تحدث كارثة كهذه ، أما اليوم فالصمت الرهيب المطبق ، ربما بعد كل هذه السنين لعبت عوامل التعرية دورها الجبار في السيد مرسي في أن جعلته يبدو على ما لم يكن عليه من قبل ، ولن ترقى بالطبع كارثة انهيار العقار الذي مات فيها 28 شخص درجة استقالة وزير أو رئيس وزراء كما قال السيد قنديل في حادثة قطار البدرشين الذي مات فيها 18 مجند هذا غير أعداد المصابين ، للأسف أنتم ومن تطبلون وتصفقون لهم في عز ما نحياه من حداد طويل الأجل مبتلون فاستتروا ، سائقي القطارات كلهم مسيحيون وصاحبان العقارين المنهارين في الإسكندرية والدقهلية مسيحيان أيضاً ، هل الطائرة التي أقلت الرئيس لزيارة مصابين المستشفى " الناس ولاد الناس " لم تكن قادرة على أخذه لزيارة مصابين آخرين ينامون اثنين  على سرير واحد في مستشفيات " الناس اللي مالهومش لازمة " ؟؟ ما معنى أن نظل نصرخ على المصائب التي تحياها مصر وأنتم كل اهتمامكم أنه مخطط لإسقاط مرسي ؟؟ ما معنى أن يُسئل عمر عن بغلة لو تعثرت في العراق ، في حين أن مبارك سيظل مساءلاً عن كل الكوارث التي نحياها وسنحياها في عهد مرسي ؟؟
أنتم مساكين حقاً !! تواروا عن الأنظار واستشيروا بعض الأطباء النفسيين في هذا المرض العضال ، وإن طمأنكم أنكم أصحاء لا تعانون واحداً أو أكثر من تشوهات نفسية فلتبحثوا في تاريخ العائلة ربما كان لكم عرق في الجدود ينتمي لفصيلة من الزواحف ..
عدد الوفيات في يوم واحد بلغ مالم يحدث في تاريخ مصر من قبل ، ماذا نسمي هذا ؟؟ شؤماً أصاب البلد عندما هبط عليها غراب النهضة ، ينعق وينعق فوق الخراب والدمار والقتل الذي نحياه كل يوم ، اجعلوا هذا اليوم يوم الحوادث المصري ولتتذكروا تاريخه ربما يكون يوماً ستحل فينا عليه لعنات أرواح بريئة ماتت !!
شبح الموت سيظل يطارد المصريين من البيت للقطار ومن القطار للبيت لأن في هذه الرحلتين كل أسباب الإهمال والتواطؤ التي تخلق وضعاً ممتازاً لقبض الأرواح إما بـ" طربقة البيت باللي فيه على دماغ السكان " أو حادثة سيارة أو مترو أو قطار أو ربما من نجا من سقوط بيته ليتابع مآسي من مات  فسيموت من الحزن ، أو أن يستمع للمبرراتية فيموت بغيظه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق