الأربعاء، 13 فبراير 2013

سراديب ليوم الفرار الأكبر

http://almogaz.com/news/opinion/2013/02/13/719925
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1/10151447667726696
" الله جاب ، الله خد ، الله عليه العوض " ، وما يعادلها بما لا يخالف شرع الله فنقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ..
كيف أصبح تقبلنا لأنباء الموت والقتل بكل هذا الاستسلام والهوان ؟! لا يمر يوم حتى نسمع خبراً لقتيل هنا وشهيد هناك ، قد نعلم كيف قُتِلَ الأول ، ولكننا لا نعلم للثاني سبب وفاة ، أو أن تتضارب التصريحات بين الطب الشرعي وبين شهادة الشهود ، والأكثر مرارة وسط هذه المشاهد المأساوية أنك قد تجد أقرب الأقربين أو أعز الأصدقاء يعطون المبررات لمقتل من سقط في الأحداث ، ولا تسمع منهم إلا أكثر الجُمَلِ إثارةً للاشمئزاز : " إيه اللي ودَّاهم هناك " ، فتبقى توابع الثورة من صعود متأسلمين للسطح يلبسون ثوب الدين ساتراً لتشوهاتهم وقبحهم وكأنها السحر الذي يفرق بين المرء وزوجه .. !!
-         مقتل الطفل عمر " طفل البطاطا " ، بغض النظر أنه طفل استبيح دمه سواء عن طريق الخطأ كما تصرح الداخلية ، إلا أن مقتله جاء برصاصتين إحداها بالقلب والأخرى بالرأس ، وبالرغم أنه طفل قد يبدو من أطفال الشوارع ليس له ظهر أو سند ، إلا أنه يمتلك أسرةً يجري عليها ليوفر لها لقمة العيش ، وتبقى طريقة التعامل مع جثته ونفي طريقة الوفاة يثير الريبة والشك في داخلية لا زالت تمتلك " جزَّارين " في خدمتها ، والأدهى من هذا كله ردود فعل الكثيرين حول مقتل هذا الطفل وأن المسئول عن مقتله هو من بعثه إلى هناك ، وكأن تبريراتهم لمقتله تنفي جزءاً من حزن عميق يصيب قلوباً لازال بها بضع ذراتٍ من رحمة ..
-         استشهاد محمد الجندي ( ومن قبله جيكا وكريستي وأبو ضيف وآخرون ) ، وفي أحسن الأحوال يقولون طرف ثالث ، وأسوأها ينسبون الشهيد إلى صفوف الإخوان وأن سقوطه على يد بلطجية جبهة الخراب ، المهم أن الداخلية بريئة ولا يوجد عندها قناصة أو خرطوش بطبيعة الحال كل مرة !!
يَستشهد محمد الجندي بأيديهم القذرة التي عذبته ثلاثة أيام ، ثم ينزعون عنه لقب الشهيد في تقرير الطب الشرعي لأنه مات بحادث سيارة !! " سلامات يا سباعي " ، هذا الانحطاط الذي نتفرج عليه مكتوفي الأيدي يعيدنا بالذاكرة إلى تزوير تقرير الطب الشرعي لمقتل الشهيد " خالد سعيد " على يد الدكتور " السباعي " ، فلقد كان المرحوم هو الآخر بلطجيَّاً حشاشاً مات بلفافة بانجو ، حتى تأتي عناية الله هذه المرة على يد كبير الأطباء الشرعيين السابق ( أيمن فودة ) لينفي مقتل الجندي  بحادث سيارة وأنه تعرض للتعذيب الممنهج ..
-         يبقى نبأ استشهاد محمد محرز الشاب المصري على الأراضي السورية ومن قبله شهيد آخر نصرةً للشعب السوري خبراً يستحق الوقوف باحترام ، أن شاباً مصرياً استشهد نصرةً لشعب يُغتصب ، ولم يستجب لما ينادي به الإرهابيون الذين يرعون في مصر الآن بكل دعمٍ من النظام في نداءاتهم بقتل المعارضين ، لم يستجب لإجراهم الذي يريد سفكاً دلماء إخوانهم في الوطن الواحد لمجرد أن ميولهم السياسية لا تتوافق مع انتماءاتهم هم ..
يبقى أن نجتر أحزاننا الواحدة تلو الأخرى في ذكرى تنحي أو خلع الرئيس السابق في ظل الإفراج عن كبار رموز النظام السابق وكأنها كانت فعلاً " ثورة فوتوشوب " ، نعيد شريط الفخر بخلع الرئيس نفسه أمام أعيننا ونحن نشاهد القائم بأمر الله السيد العريان وهو يزهو في جلسة لمجلس الشورى بكل الفخر والوطنية على أن الشعب هو مصدر السلطات ، وكأن المناداة بالإسلام هو الحل والإرادة العنيفة لتطبيق شرع الله لا تخرج من أفواههم وأفواه أنصارهم من السلفيين إلا حين يرون هم ، أما إذا تجرَّأنا وقلنا أن السلطة للشعب نُتَّهم بالعلمانية والإلحاد ، وما تم من قِبَلِهم من اقتتال على نصوص مواد الدستور والرغبة في حذف أن الشعب هو مصدر السلطات وأن السلطة لله ؛ كلها ما كانت إلا أدوار عنترية لعبوها بكل براعة ليثبتوا للشعب المسلم أنهم هم المسلمون حق الإسلام وهم مطبقي شرع الله في الأرض وغيرهم هم الكافرون , وتبقى الشرعية بيننا وبينهم هي الصناديق بالتأكيد ، ولكن هذه الصناديق تسبح في مخيلاتهم كتوابيت تحمل فيها كل من يتجرَّأ على الوقوف في طريقهم ..
لا يبقى في نهاية الحديث إلا أن أقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون " ، ليس أمامنا سوى الصبر على ما ابتلانا الله به ، من رئيس لا يمتلك مقداراً من إنسانيةٍ بقت لدى المخلوع  يوم أن تنحى بمجرد أن علم بزحف المتظاهرين على قصر الإتحادية فلربما آثر حقن الدماء ، ليظل مرسي هذا يُعلي أسوار قصره ويسد نوافذه ليصنع له قبراً فخماً يدفن نفسه فيه فلا يسمع ولا يرى مآسي شعبه ، فلا يرقى يوماً هذا القصر سجناً أقام فيه يوماً ونعم ببعض الحرية من تنشق للهواء ، فقط أذكره أن يجهز بعض الدهاليز ويحفر السراديب والأنفاق ليفر منها يوم الفرار الأكبر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق