الأحد، 29 سبتمبر 2013

عَ البوكس يا بو رابعة ..

ليس بإذاعة الأغاني الوطنية ولا ترديدها في السر والعلن إثباتاً للذات وللجميع بحب كلٍ منا للوطن وللجيش ، وخاصة ما إذا كانت هذه الأغاني من نوع " تسلم الأيادي " التي أصبح مخالفي الإخوان يستخدمونها ضدهم ، كما كانوا هم في عبارة  " موتوا بغيظكم " ..
أغنية رديئة ووسيلة لاستفزاز البعض داخل صروح التعليم فقط  ، ليشفوا غليلهم من مرسي وأتباعه ، وكأنهم يخرجون لهم ألسنتهم كلما تعالت نغمات وكلمات من يغنونها في الأصداء ، مما يؤدي لنشوب مشادات ليس مكانها ولا وقتها ، وكلما اعترض أحدهم  على استخدام مثل هذا الأسلوب المبتذل يدافع عنها عاشقها باستماتة أن فيها تقديم التحية للجيش على دوره العظيم في عزل المعزول ، وأن كل كارهيها ما هم إلا من إخوان رابعة أو كارهين للجيش وحاقدين عليه ، غير منتبهين أنها تندرج تحت مسمى الفن الهابط ولا تمت بصلة لأوبريتات الأغاني الوطنية بألحانها التي جعلت منها أغنية أفراح تتفوق على " العنب العنب " ، علاوة على أسلوب من يغنونها الذي لا يرتقي لأسلوب الباعة الجائلين ..   

أسلوب الأغنية غيرأنه لا يرقى للتغني بعظمة الجيش وقائده ، كلماتها وكأن الجيش حرر الوطن من الاستعمار الإنجليزي أو طرد المحتل الإسرائيلي من سيناء ، وقد صُنعت خصيصاً احتفالاً بعزل مرسي بل والأدهى فقد زادت إذاعتها بغباء بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة غير مبالين بسقوط ضحاياه ، متناسين أن جناح الإخوان ومؤيديهم مواطنون يتشاركون معنا صلات القرابة والصداقة والجوار ، سيرد كارهي الإخوان: ( أن الاحتلال الإخواني بفكره المدمر أقوى وأعتى وأشد  وبحمد الله تم القضاء عليه ببراعة السيسي ) ، وهل ننحدر إلى مستوى تفكيرهم المدمر كما اعترفتم ؟ كثيرٌ منهم قاموا بجعل أطفالهم يرفعون لافتات كُتب عليها ( لا دراسة ولا تدريس إلا بعودة الرئيس ) ماذا ننتظر منهم ؟ نترك أنفسنا للدخول معهم في حرب الإشارات والأغاني ونظل هكذا كل يوم نصنع عقولنا بعقولهم ويجروننا ويدفعوننا لدائرة مفرغة من الهتافات والتفاهات ؟!! ..

مناطق عدة من الوطن قد تم تأجيل الدراسة فيها لعدم استقرار الأوضاع  ، ولعدم استتباب الأمن بصورة نهائية قامت قوات من الشرطة والجيش بتأمين المدارس لبث الطمأنينة في نفوس الآباء والأمهات وهم يودعون أبناءهم في صبيحة اليوم الأول للدراسة ، ليجدوا في انتظارهم اليوم وكل يوم أغنية أخرى عوضاً عن " بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي " ، أغنية هي بمثابة الكبريت الذي يشعل النيران بين مؤيدي الإخوان ومعارضيهم حتى من الأطفال ، وإلى يومنا هذا لازالت تذاع .. !! بل وأصبحت وسيلة لاضطهاد المعارضين من الإخوان وأنصارهم سواء كانوا مدراء أو مدرسين حتى وصل الحال إلى قمع أطفال كشفوا عن انتمائهم إلى رابعة !! ..
هل مازال مؤيدو تشغيل " تسلم الأيادي " في المدارس على قناعاتهم بعدم الضرر من ترديدها إجلالاً للجيش بعد تواتر أخبار التحقيق وقرارات النقل لمدرسين امتنعوا عن تشغيلها ، هذا على أساس أنها  النشيد الوطني الرسمي للدولة ؟ ما رأيهم في القبض على طالب إعدادي قام برفع لافتات تحوي إشارة رابعة ولو كانت تندد بما يسمونه الإنقلاب  طالما لم يتعدى بالقول والفعل ، واستدعاء الشرطة وعدم الاكتفاء بالإجراءات المتبعة إدارياً داخل المدرسة ؟ ما موقفهم من معارك يومية بين فريقي السيسي ورابعة في الجامعات ، هؤلاء يرددون أناشيد الإخوان وأولئك يردون عليهم بكلمات وألحان مصطفى كامل المسروقة ؟
لا إشارات ولا لافتات ولا أغاني في المدارس والجامعات سوى العلم المصري والنشيد الوطني ، لو كنا نتهم الإخوان بزرع روح الفتنة وشق الصف الوطني منذ اعتصاماتهم ومناداتهم بمعاداة الجيش والشرطة وكل من حالفهم وناصرهم ، فها نحن ذا " كل من يوافق على مهزلة مصفاة أغنية " تسلم الأيادي " التي يستخدمها المسئول بتعسف ضد معارضيها ، نفعل فعلتهم في التفرقة والتقسيم في المدارس والجامعات ، من يدندن تسلم الأيادي ويرفع صور السيسي ياخد براءة ، ومن يشير برابعة ويهتف بالشرعية يتشد على " البوكس " .. !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق