الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

الثورة دي فيها فيل !!


بما أنه لم يُعَد يُدَرَّس على شاشات الفضائيات سُوى أفلام " اللمبي " وكأنه تعمد مستمر من قبل وزارة الإعلام لتوطين نوع من التخلف العقلي لدى أفراد الشعب إيماناً منها بإكمال مسيرة تهميش المواطن وغسل مخه حتى يصبح كائن يأكل ويشرب وينام ولا يعترض عما قد يشك في أمره ..

وإحياءً لذكرى كوميديا أيام الأبيض والأسود فإني أستحضر روح توفيق الدقن وهو يصفع عبد المنعم إبراهيم على وجهه عندما لا يقدر على إجابته عما بداخل العلبة .. العلبة دي فيها إيه ؟! ..

الثورة دي فيها إيه ؟؟ .. طرااااااااااااخ .. - الثورة دي فيه فيل .

(1)                         الثورة دي فيها استهبال :
-        عندما يقول وزير الداخلية السابق العيسوي أنه لم تُطلق رصاصة واحدة ضد المتظاهرين تجد أن الأمن المركزي يمشي بصحبة جناح البلطجية محملين بصناديق زجاجات الملوتوف .
-        عندما تجد أن من السرعة المبهرة في بداية أيام المحاكمات أنه تم القبض والحكم على أمين شرطة متورط في قتل المتظاهرين وبقدرة قادر يتمكن من الهرب تجد أن قناص العيون الشناوي كان في وقت الراحة عندما سُجَّلَ له كليب قنص العيون يبقى الفيل هنا أنه كان يتسلى بقنص العيون أو أنه كان بِيسَخَّن حتى بداية فترة عمله القادمة .. " لأ فيل فيل " ..
-        عندما يقول اللواء سامي سيدهم أن الداخلية استخدمت أقصى درجات ضبط النفس تجد الفيل هو الذي دهس المتظاهرين وقَنَصَ عيونهم .
-        في الوقت الذي يتصدى فيه اللواء البطران الشهيد البطل للعناصر الفاسدة في الداخلية عندما أمرت بفتح السجون ويتلقى رصاصات الغدر نجد أن اسم وزير الداخلية الجديد سر من الأسرار الحربية لم يُعلَن عنه لدواعي أمنية إلا في وقت مبكر جداً قبل حلف اليمين مباشرة ..

(2)                         الثورة دي فيها مجلس عسكري :
-        قالك إحنا اللي حمينا الثورة ورفضنا أوامر بإطلاق نار ضد المتظاهرين وبعد هذا في المحكمة قال : لم نتلقى أوامر بضرب نار من أي جهة !! هنا الفيل اللي في العلبة يسأل : أومال حميتوا الثورة من إيه ؟! ..
-        لما نقول الجيش يعني الجيش اللي حمل كبار السن وساعد العجزة ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات وليس الشرطة العسكرية التي سحلت الجثث والمتظاهرين في الميدان ..
-        في حين أن مبارك وأولاده وأعوانه ووزراءه  ظلوا خارج نطاق المساءلة وأسوار السجن حتى ثار الناس في الشوارع نجدهم يحاكمون أمام محاكم مدنية ونجد الثوار والنشطاء السياسيين أو حتى واحد كان يمشي بجانب المظاهرة أثناء عودته لبيته يحاكمون أما المحاكم العسكرية ..
-        استيراد أطنان من قنابل الغاز المسيل للدموع بالملايين وعجلة الإنتاج ماشية زي الفل ثم نجد أزمة أنابيب الغاز في البيوت ما زالت مستمرة ( مع الشكر للمجهول الذي يفجر أنابيب الغاز ) ..
-        نطالب بحكومة إنقاذ وطني يجاوبنا بمجلس استشاري ..
-        القيام باستفتاء على التعديلات الدستورية ثم يُبْلِينا بوثيقة السلمي      " وثيقة المبادئ الفوق دستورية " ..
-        منتهى الأمن والأمان والتحصين لمظاهرات مصطفى محمود والعباسية وكيف لا وهم جماعات آسفين يا ريس وأبناء مبارك وأرامله على رأي حمدي قنديل .. أما مظاهرات التحرير وماسبيرو ففيها العملاء والمندسون والمدهوسون في الأرض ..
-        في وقت مَرَّت فيه قوافل الجمال والحمير من بين أيادي أفراد الشرطة العسكرية أيام يناير لم يتدخل المجلس أيضاً أيام نوفمبر إلا بعد خمسة أيام من المواجهات العنيفة بين الشرطة والمعتصمون بعمل حائط صخري في شارع محمد محمود ولكن  بعدما قُتل العشرات وفُقئت أعين الكثيرين وبعدما مات الناس في بيوتهم من كثافة الغازات ..

(3)           الثورة دي فيها انتخابات :
-        عندما شاهدنا طوابير المواطنين أمام اللجان تحت حبات المطر يتشارك فيها المواطنين روح الحرية نعرف أن (الفيل هنا) في مشهد البلطجية بسِنَجِهِم وسيوفهم يُرعبون كل من تُسَوِّل له نفسه بالاقتراب من أي لجنة .
-        في وقت كُتِبَت على أوراق التصويت يسقط حكم العسكر والمجد للشهداء نجد هزيمة طارق طلعت مصطفى ومرشح الحزب الوطني المنحل حيدر بغدادي ..
-        في وقت أن مصطفى النجار يهدي فوزه في الانتخابات لخالد سعيد ومينا دانيال ولروح كل الشهداء نجد أن الشحات لازال يُمْطِرنا بتصريحاتٍ يعزز فيها خسارته إلى حملات التشويه ضده في الإعلام على أساس أنه لم يَقُم بالمِثل من قبل !!

(4)          الثورة دي فيها إخوان مسلمين :
-        عندما يتأخر الأخوان المسلمون للنزول للميدان في 25 يناير ويمتنعون عن النزول في 20 نوفمبر ويفوزون في المرحلة الأولى للانتخابات بهذه النسبة يبقى الثورة فيها فيل !!
-        عندما تخلى الأخوان المسلمون عن شعار " الإسلام هو الحل " عندما أنشئوا حزب الحرية والعدالة ودعوا لدخول الأقباط فيه ثم تجد صبحي صالح يقول أن رهانهم على الجنة والنار وأنهم حراس الله يبقى الثورة فيها فيل !!

(5)           الثورة دي فيها سلفيين :
-        عندما يقوم السلفيون بترويج المعلومات المغلوطة قبل الانتخابات بيوم على شاشات القنوات الدينية أمثال الشيخ خالد عبد الله الذي ختم كلامه المهين عن كافة رموز الفكر والثقافة في مصر بأن من يصوت لهم ولأحزابهم فهو يعادي الله ورسوله ..
-        عندما يلهث كل الأحزاب القديمة المناضلة لتحقيق أكبر عدد من المقاعد ويفوز حزب النور هذا الفوز وهو حديث عهد في السياسة يبقى الثورة فيها فيل !!
-        والفيل موجود أيضاً عندما يرفع السلفيون صورة الشيخ محمد حسان في دعاياتهم لحزب النور وبتصريح الشحات أن الديموقراطية ليست حرام فقط بل كفر أيضاً وشيوخ الجوامع الذين يريدون فرض الجزية على أغنياء الأقباط المسيحيين ..

نصيحة للشحات أن يراجع مقابلاته التليفزيونية حتى لا يقول كلاماً متناقضاً  يؤخذ عليه في المرة القادمة .. أو أن يكتفي بقول  الديموقراطية رجس من عمل الشيطان ..

(6)          الثورة دي فيها إعلام ...؟؟!! :
-        عندما تُغلق قناة الجزيرة بحجة أنها تعمل دون تصريح وأنها قناة عميلة لا تتحدث عن المشاكل الداخلية لقطر وأنها تقصد الإساءة لمصر ؟؟ .. يكون الحل ( ومش الفيل ) أن مصر تقوم بقناة تسميها قناة البحيرة مباشر قطر ويقوم فيها الإعلاميون بفضح قطر كما يشاءون ..
-        كيف أرى الحملة الوحشية ضد البرادعي ومحاولات تشويهه ونشر المعلومات المغلوطة عنه في حين أنه لم يُنشر في تليفزيون بلده حتى الآن كليب ولو دقيقتين عن إنجازاته كرد اعتبار لكرامته وتحسين سمعته ..
-        وبرعاية أسامة هيكل وزير الإعلام نجد نفس نهج التخوين والأجندات والأقباط الذين يضربون في الجيش ونداءات الاستغاثة  للنزول والذود عن قواتنا ضد أبناء شعبنا من المسيحيين تجد أنه عند تعيين حكومة الجنزوري لم يكن من الأسماء المحذوفة من البداية وإنما دارت الصولات والجولات لتغييره ..
-        عندما تستمع للدكتورة القديرة منال عمر والتي خرجت عن هدوءها المعتاد لتقَصّ معاناة ميدان التحرير تحت قصف غازات الأعصاب وكم الناس التي تعرضت للتشنجات والأعراض غير المألوفة تجد الشيخة شريفة وأبناء مبارك يرفعون لافتات تشكر مبارك بأخطائها الإملائية عن جودة التعليم في عهده مثل ( سنجعل العباسية مقبرة عملاء الماثونية ) ..
-        عندما نجد أحمد حرارة بعد فقده لكلتا عينيه نجد أن أحد مجهولي الهوية يُشَكِّك في ذلك وللأسف كان أيضاً تحت مظهر السلفيين ..
-        وجود حمزة نمرة يغني للإنسان ووجود الفنان المثقف المتعلم عمرو مصطفي يُغَنَّي للمخلوع ..
-        عندما يدخل الناشط علاء عبد الفتاح السجن بسبب بلاغ من النكرة أحمد سبايدر وحرمانه من رؤية فلذة كبده تخرج للحياة تجد هذا  النكرة يتصدر الشاشة في برنامج سخيف يسفه عقول الشعب ليصدقوا أكاذيب يروج لها ..
-        وطبعاً الكوميديا المبتذلة لإعلام الثورة وأحد مكتسباتها الفريدة الدكتور توفيق عكاشة فلا يمكن أن أغفل ذكره وما يقوم به من حملات ضد الثورة والثوار .. لا أعلم كيف يُضَيَّق على يسري فودة ومنى الشاذلي ودينا عبد الرحمن ويتركون آذان الشعب البسيط الذي تغزو فيه الأمية الثقافية قطاع عظيم منه لتستمع لعوائه كل ليلة لساعات وساعات وكله طبعاً بالمستندات .. ولِمَ لا إذا كان مذيعي البرامج الرياضية يتحدثون فلماذا هو لا يتحدث عن : البقروالخيول اللي ماتت فداءً للثورة وعشق الطير للغصون عشق الطفل للحنون ..
وانطلاقاً من مقولة الأستاذ الكبير جلال عامر : (نحن الشعب الوحيد الذي يستخدم المخ في الساندويتشات ) أتقدم لمرشحي حزب الكنبة وجمهورها العريض بأغلبيته الصامتة بأن يُخرج كل منكم مخه من الساندويتش ولو لمرة واحدة ويفكر فقط في أنه لو لم يقم بدوره في هذه الثورة لإنجاحها ستظل مصر على حالها حتى يرى أولاده يفعلون ما يفعله الثوار الآن .. ولكن لنفقد الآن أرواحنا أو عيوننا حتى تعيش بلدنا ليعيش فيها من بعدنا أولادنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق