الأحد، 23 سبتمبر 2012

لا مؤاخذة ، إنه الغباء ..!

http://almogaz.com/opinion/news/2012/09/23/403460
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D9%84%D8%A7-%D9%85%D8%A4%D8%A7%D8%AE%D8%B0%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%A1-/10151230349736696
أخشى أن تكون فرحة المجتمعين أثناء تأسيس التيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي كفرحتنا الغامرة عندما بدأ يحصد أغلب أصوات المصريين في الخارج أثناء انتخابات الرئاسة ، أو أن تكون كفرحتنا التي لازمها استغراباً وتوجساً عندما تجاوزت أرقامه أرقام أبو الفتوح المتوقعة فيقفز إلى مرتبته المتوقعة لينافس مرسي على كرسي الرئاسة مع أحمد شفيق ! ..
يا أيها المصريون يبدو أننا سَنُلْدَغ من نفس الجحر مرتين .. !! .. لا مؤاخذة إنه الغباء ..!! ..
أوليس ما يحدث الآن هو ما حدث بالضبط أثناء انتخابات الرئاسة ؟! لا أفهم ما الجميل في التشرذم والتشتت تحت العديد من الأحزاب والحركات والتيارات بدعوى التعددية لإثراء الحياء السياسية وتعميقاً للديموقراطية ؟!..
أوليس هذا البرادعي الذي أعلن عن حزبه " حزب الدستور " أولى أن ينضم إليه الآن كل من لجأ لحمدين صباحي ولعبد المنعم أبو الفتوح بعد خروجه من سباق الرئاسة ، بل أن يتوحد مرشحي الثورة صباحي وأبو الفتوح تحت مظلة البرادعي لاستكمال أهداف الثورة وإنقاذ مصر من مستقبل غامض ينظر إليه الجميع بتخوف شديد ؟! ..
لن ننسى أن ما نحن فيه الآن من الرضا بحكم الإخوان لمصر هو نتيجة هذا التشرذم الذي وُضِعنا فيه كرهاً لا طوعاً  بسبب السيدين القائدين الثوريين " حمدين وأبو الفتوح " وكيف أنَّ تبادل التصريحات والاتهامات جعلت كل منهما يَعزُف عن التنازل للآخر ففشلت كل محاولات التنسيق فيما بينهما لإيجاد تحالف ثوري قوي ينقذ مصر من وضع يد الإخوان وينقذ المصريين من مرارة موقف عصيب واجهوه في النهاية من الاختيار بين الإخوان ( مرسي ) والفلول ( شفيق ) وبالرغم من انقسام مصر في النهاية بين التصويت للموت غرقاً أو للموت حرقاً فقد آثر الكثيرون أيضاً الامتناع عن التصويت أو إبطال الصوت ، ولكن في كل الأحوال جاءت النهاية بمرسي ( وأهو نص العمى ولا العمى كله ) فلولا ذلك لم يكن طنطاوي وعنان في عداد المُقالين وفي عداد المرتقب محاكمتهم عسكرياً لو كان الرئيس أحمد شفيق ..
وكما ارتضينا بعصام شرف والجنزوري رئيسين للوزراء عن طوعٍ مرة وعن كرهٍ مرة أخرى ، تظل النتيجة واحدة أيضاً من فترات مكدسة بالمجازر والمذابح والسحل والاعتقال والمحاكمات العسكرية ، ارتضينا بمرسي رئيساً للجمهورية وبالرغم من فرحتي بمرسي لأن شفيق لم يصبح رئيساً ، وبالرغم أيضاً من عدم الترويج لنقده في أيامه الأولى ، إلا أنني أجد تباطؤاً في مجالات كثيرة أعتقد أن مشروع النهضة المزعوم كان لابد أن يكون مرسخاً فيه علاجات عاجلة سريعة لأهم مشاكل المجتمع المصري ..
أيها المصريون : إنه الغباء ! .. أن نعيد التجربة مرتين بنفس الخطوات متوقعين نتيجة مختلفة ومنتظرين بفارغ الصبر نجاحاً باهراً !! .. ما المؤشرات على نجاح الأحزاب الثورية وأنتم تقومون بنفس الممارسات من حب النفس وتقديم الذات والعناد وعدم إيثار الآخر في سبيل أن يحصل كل منكم على أوسع قاعدة شعبية ليحصد أغلب الأصوات في انتخابات رئاسية أو أكبر عدد من المقاعد في مجلس الشعب لحزبه ؟! .. مجلس الشعب أيها السادة الذي بدأت أبواق الأحزاب الدينية فيه بتكفير كل من ينتمي لحزب الدستور أو الأحزاب الليبرالية واليسارية كالعادة ..
إنه الغباء أيها السادة الذي يدفع السيد أحمد شفيق أن يعلن نيته لإنشاء حزب بقيادة محمد أبو حامد بالرغم من قضية أرض الطيارين التي لم يُبَت فيها بعد ، تماماً بالضبط كما تقدم للترشح للرئاسة ودخوله في السباق الرئاسي بالرغم من أن أوراق هذه القضية كانت حينها أمام جهات التحقيق الرسمية !!
إنه الغباء أيضاً عندما يتقدم أبو حازم أبو إسماعيل بحزبه ( حزب الأمة المصرية ) ويدعي بقرب انتهاء الأحزاب الليبرالية واليسارية متناسياً أن عدداً ليس بالهين من كل من أعطى صوته لحزب ديني سياسي كحزب الحرية والعدالة وحزب النور سيفكر آلاف المرات قبل أن يعطوا أصواتهم هذه المرة لهم في انتخابات مجلس الشعب القادم بعد أن ندموا من إعطاء أصواتهم لتجار الدين باسم إقامة شرع الله بأسلوبهم التكفيري وإقصائهم للآخر بتنفير الناس منهم على أنهم أعداء الله ورسوله بالإضافة لجهلهم السياسي وافتقار أسلوب الحوار وتقبل الآخر ..
أيها المصريون قد لا تعلمون ما هو العدد الفعلي للأحزاب التي تخوض اللعبة السياسية والانتخابات القادمة ، وقد لا تحصون التيارات والحركات ولكن فلتستعدوا لميلاد كل تلك الأحزاب التي تأبى أن تتوحد تحت حزب واحد قوي تحت إمرة قائد واحد ينقذ مصراً من هذا المضيق الصعب ، لا أدري ألم يقرأ رؤساء الأحزاب هؤلاء قصة الأولاد الذين علمهم أبوهم أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف بعدد من عصيان الخشب ؟؟!! .. للأسف إنه الغبااااااء ..!! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق