السبت، 2 فبراير 2013

أمَّا انت حمـــادة صحيح !!

http://almogaz.com/news/opinion/2013/02/03/701300

https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedeer/%D8%A3%D9%85%D9%8E%D9%91%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%AD%D9%85%D9%80%D9%80%D9%80%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD-/10151429172561696

https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/546679088685267
غيَّر اسمك يا حمادة ، لأنه كما أطلقنا على كل من يتَّبِع نظام حاكم دون وعي بالخروف ، سنلقب كل من يبيع ضميره وكرامته وإنسانيته بـهذا الاسم : " حمادة " ،  سمي نفسك " ميدو " ، " حِنْتِش " أو " حنتيرة " أياً كان ولكن بلاش " حمادة " ..
 السيناريوهات والتصريحات عن سحل المواطن حمادة ليست متعددة فحسب ، ولكن متضاربة ومتنوعة بل ومسلية أيضاً تثير كل مشاعر الحيرة والحزن والأسى والضحك في آنٍ واحد :
-         سيناريو (1) : مواطن يُسْحل ويُجَرَّد من ملابسه ونشاهد هذا على الهواء مباشرة ، بالإضافة إلى وصلة من مشاهد معتادة من الضرب والرفس من قِبَل عساكر الأمن المركزي كنا ظننا أنها اندثرت مع الثورة !! والداخلية تقدم اعتذارها ويأمر الوزير بالتحقيق ومحاسبة المتورطين !!  ومقابل ذلك تنطلق المسيرات استنكاراً وتظاهراً ضد مشاهد القمع وهي لا تدري ما سيصرح به حمادة بالغد ..
-         سيناريو (2) : ينفي " حمادة " أي اعتداء عليه من الأمن المركزي ، ويَدَّعي أنَّ المتظاهرين هم من ضربوه وسحلوه وأصابوه بالخرطوش أثناء تواجده بالشارع حتى جرَّدوه من ملابسه لمجرد أنه كان يرتدي جاكيت أسود كجنود الأمن وأن الجنود هم من حاولوا مساعدته !! مع تصريحات السيدة زوجته التي من الواضح وضوح الشمس أن أحداً على رأسها كان يُلقنها ما كانت تقوله مع ضحكة عجيبة ومريبة  ، وبشهادة منى الشاذلي أن المحمول التي اتصلت منه كان ملكاً لضابط من العلاقات العامة في الداخلية ، بالإضافة إلى الروح المعنوية العالية للمصاب وابتساماته وانشراحه ربما سعيداً بالتصوير معه وكأنه لم يأخذ " علقة موت " بالأمس ..
-         سيناريو (3) : النيابة تتهمه بضبط 18 زجاجة ملوتوف و2 جركن من البنزين وأنه أصاب أحد لواءات الشرطة المتواجدين في الأحداث ، أي بلطجيَّاً يستحق ما ناله !!
هذه هي السيناريوهات الرسمية المتضاربة المثيرة للقرف والضحك ، لازال الغباء في إطلاق التصريحات ، لازال الفشل في عدم التنسيق لتخرج الكذبة غيرمنمقة وأبعد ما تكون عن التصديق ، بعد أن شاهدنا كيف تُبَعْثر رجولة الرجل المصري على مرأى ومسمع من العالم ،فإن أي إنسان محترم سينكر هذا المشهد حتى ولو كان المسحول بلطجيَّاً و " قتال قتلة " ، لأنه تبقى كرامة الإنسان وحقوقه مصانة والمخطئ يُقْتَص منه بالقانون ..
يبقى سؤال : هل وصل المواطن المصري رجلاً أو أنثى إلى هكذا حال ؟!! إنسان يبيع شرفه لتجميل شرف غيره من نظام ورئيس فاشل وكاذب ؟! إنسان يبيع كرامته لِيُحَسِّن مشهد الداخلية التي تقتل وتسحل وتشوه حتى الآن بعد الثورة بسنتين ؟! وما مقابل الكرامة الإنسانية ؟! أمبلغ من المال كما كنا نشاهد في أفلام السينما يتسلمه عائلة برئ يعترف على نفسه بجرم لم يرتكبه ليفدي المجرم الحقيقي فيقضي عوضاً عنه سنين السجن  ؟!! إلى ماذا تريدون أن تصلوا بنا أن نحمد الله أننا مصابون بإعاقات مستديمة بدلاً أن نُقتل ويُنَكَّل بنا ؟!!
لم ينتفِ من الذاكرة مشاهد القتل والتعذيب في سجون مبارك بعد ، لم ينتف من الذاكرة مشهد فتاة تحت بيادات عسكر المجلس العسكري إلى الآن ، لن ينتفِ من ذاكرتنا أيضاً  مشهد الرجل المصري تحت الأرجل من جديد !! لماذا تدفعونا بكل الطرق أن نُجْرِم ونسئ للثورة والشهداء فنتَرَحَّمْ على أيام مبارك ؟! لماذا تجعلون كل من صوَّت لمرسي يَعُض أصابعه ندماً أن لم يُعْطِ صوته لشفيق رئيساً ؟! لماذا تُحَوَّلون فينا كل المشاعر الإنسانية من الحزن والشفقة والتعاطف مع إنسان سُحِلَت كرامته وَعُرَّتْ إنسانيته قبل أن يُسحل جسده ويُعَرَّى إلى مشاعر اشمئزاز ونفور من شخص غُسِلَت دماؤه وعقله لينفي تعذيبه ومهانته لينقذ داخلية مرسي أن تصبح كداخلية مبارك ووزيره أن يكون " العادلي " في عهد مرسي ، أو مدسوس ليشوه صورة المتظاهرين الذين لم يحصل بتاتاً من قبل أي تعرض همجي كهذا لهم ضد عسكري أو أحداً من الفلول ؟!
ما يثير الإحباط باستمرار أن " حمادة " ليس فقط بائع الضمير ، هناك " حمادة آخر " ك ( حمادة عزو ) الذي لا يفعل شيء في الدنيا إلا الأكل والشرب والزواج من النساء ، غير عابيءٍ بمسئوليات أسرة ، يسعى خلف ملذاته يمشي جنب الحيط وليس له دخل بوطن يحيا فيه ، أما حمادة صابر بطل مشهد السحل مثله الكثير والكثير ، هذا المثال المحزن من الموظف المرتشي ، والمدير الفاشل ،  والطبيب منعدم الرحمة ،  والمسئول منعدم الضمير أيَّاً كان منصبه وحيثما وُجِدْ ، هذا ال " حمادة " هو النظام الذي لم يسقط بعد ، نظام شعب عاش عقوداً تحت القهر والذل والامتهان ، وسيظل كذلك طالما لم يشعر باحترامه لذاته ، للأسف كثيرون مشوهون أخلاقياً أن  يعيشوا بالكرامة الإنسانية التي ثُرنا من أجلها ، وهم السبب الرئيس لعدم نجاح الثورة حتى الآن  !!
ولكن ما يثير كل معاني العبث والتشوه والإحباط أن الثورة لم تَعُد تُسرق لأنها سُرقَت ونُهِبَت وانتهى أمرها بالفعل لابد أن نعترف بذلك ونبدأ ثورة من جديد بحسابات ومطالب جديدة ، أما ما يُغتصب الآن هو أقل القليل الذي تركه لنا مبارك من عزة نفس وإباء واحترام للذات لينزعها النظام الحالي بكل دم بارد ، لم يَتَبقَّ لنا إلا أمل نبقى ننعشه حتى الرمق الأخير في حياتنا وهو أن نظام مبارك القمعي سقط ، وحكم المجلس العسكري الطاغي فنا ، ونظام مرسي الفاشل الكاذب سيسقط لا محالة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق